أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - في مخاطر حالة التباعد الاجتماعي














المزيد.....

في مخاطر حالة التباعد الاجتماعي


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 13:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


الإنسان كائن اجتماعي بطبعة فهو لا يستطيع أن يعيش وحيدا و هذا أحد الأشياء التي تميزه عن باقي الكائنات الأخرى اضافة الي قدرته علي التفكير والتجريد.
تطورت قدرات ومهارات الإنسان من خلال الاحتكاك والتواصل مع اخية الإنسان.
عرف الإنسان العلم وتعرف وانتج المعرفة من خلال التجارب والعلاقات الإنسانية الأمر الذي مكنة من التصدي للأمراض ومفاعيل الطبيعة في إطار سعية للسيطرة علي مخاطرها وتسخير مواردها خدمة له .
لم يتمكن الإنسان من توزيع خيرات الطبيعة بصورة عادلة علي الجميع وذلك بسبب جشع بعض الطبقات واخرها الرأسمالية والتي تطورت الي مرحلة العولمة.
أبرزت المرحلة الجديد مدي جشع وتوحش الرأسمالية.
وذلك من خلال تعزيز الخصخصة بما في ذلك الصحة والتعليم في تفاوت نسبي بين دولة رأسمالية وأخري كما أبرز اهمال دور الدولة بالحماية الاجتماعية .
كشفت جائحة الكورونا عمق أزمة نظام العولمة وجشعة من خلال الانفاق الهائل علي التسلح والأمور الترفيهية و اللاستهلاكية مثل الازياء ومواد التجميل والإنفاق الهائل علي المسابقات الرياضية والموسيقي وغيرها من الأمور ذات الطبيعة الترفيهية وبعقلية تجارية بعيدة عن رسالتها الثقافية و الأخلاقية والفنية والتربوية ذات المضمون الإنساني واستبدالها بمفاهيم وادوات التسليع.
لقد أتي مفهوم التباعد الاجتماعي في إطار جائحة الكورونا والتي تتطلب صحيا ذلك من أجل حماية الإنسان من العدوي والحفاظ علية . تكمن الخطورة هنا باستغلال حالة التباعد الاجتماعي من أجل تحقيق رؤية قوي الليبرالية الجديدة والتي تتجسد بتركيز المجتمع علي الفرد وليس علي الجماعة .
تكمن المأساة هنا بأحداث تغير في نمط العلاقات الاجتماعية بحيث يتركز المجتمع علي الإنسان وفرديته وذاته ليصبح اهتمامه المركزي به دون الجماعة بما يكرس الأنانية.
فقد بات مطلوب منة أن ينعزل ويعمل بواسطة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وان لا يحتك بالآخرين .
انها دعوة لتعزيز الفردية وعدم الاكتراث بالآخرين .
فهو يمارس الدراسة الكترونيا ويطلب احتياجاته المنزلية واللاستهلاكية عبر تطبيقات رقمية دون الاحتكاك بالآخرين .
انا اقدر اننا بحاجة إلي تطبيق حالة التباعد في مرحلة أزمة الكورونا ولكن قوي العولمة ربما تريد استغلال ذلك لتحقيق مأرب ليست مرتبطة بالبعد الصحي فقط بل تتعداه لتصبح نمط حياة دائم ومستمر تستفيد منة قوي العولمة الرأسمالية التي تخشي التجمعات الاجتماعية .
لعبت الاحزاب السياسية والنقابات وخاصة العمالية والمنظمات الأهلية والمبادرات المجتمعية دورا هاما في مراقبة اداء الدول والحكومات و قامت بالضغط السلمي عليها لتصويب سياساتها المتنوعة لصالح الفئات المهمشة والضعيفة ومن أجل صيانة الحريات العامة.
لقد كان من النتائج المباشرة لجائحة الكورونا توقف العديد من حركات الاحتجاج سواء السياسية او الاجتماعية المطلبية وذلك عبر نموذجي كل من العراق ولبنان علي المستوي السياسي ونموذج فرنسا علي المستوي المطلبي عبر حراك السترات الصفراء الأمر الذي ينسحب علي العديد من الحراكات السياسية والاجتماعية المطلبية بالعديد من بلدان العالم .
سيتم بالضرورة الاستثمار الأفضل من قبل العديد من البلدان وخاصة الرأسمالية منها وكذلك الشمولية بحجة الطوارئ من تقليص مساحة الحريات العامة ومنها الحق بالرأي والتعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات الأمر الذي يجب أن ينبه النشطاء الحقوقيين بأهمية الانتباه لذلك وفق معادلة تضمن الأمن الصحي والانساني من جهة وتحافظ علي حقوق الإنسان في ذات الوقت من جهة اخري.
لعب الإنسان دورا هاما في تصويب العديد من السياسات الحكومية وذلك عبر العديد من الأدوات وأبرزها الاحزاب والنقابات والمنظمات الأهلية.
وعلية فإذا تعمقت حالة التباعد الاجتماعي في استغلال غير حميد لأزمة الكورونا فإن المستهدف الرئيسي منها سيكون بالضرورة أدوات التغير الاجتماعي وذلك للابقاء علي نمط السيطرة علي الحيز العام وحقوق المواطنين .
انتهي .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورونا وانعكاساتها على حالة التعليم
- قراءة اولية للتحالف الحكومي بين نتنياهو وغانتس
- كورونا وترامب النزعة العنصرية
- الانتخابات الاسرائيلية استخلاصات وعبر
- الانقسام وصفقة ترامب
- صفقة ترامب وحل الدولتين
- في مخاطر الاعلان السياسي عن صفقة ترامب
- في شروط التمويل الأوروبي
- نحو يسار جديد
- الانتخابات من الحل إلى الازمة
- هل نحن امام يقظة قانونية عالمية جديدة
- في ابعاد الانتخابات
- د. حيدر عبد الشافي والانتفاضة الكبرى
- فلسطين والاعلان العالمي لحقوق الانسان
- ماذا بعد اعلان بومبيو ؟
- في أهداف نتنياهو من العدوان على غزة
- الحراك العربي والمجتمع المدني
- الانتخابات والحوار الوطني
- لبنان ومظاهرات المواطنة
- العمل الأهلي وتفكك قيم التضامن الداخلي


المزيد.....




- -الوطن أغلى من بيعه للفاسدين-.. مقتدى الصدر يجدد دعوته لمقاط ...
- تراجع حاد لطلبات اللجوء بألمانيا وسط انتقادات حول إصلاح قانو ...
- ما أهمية مدينة بوكروفسك الأوكرانية التي يشدد الجيش الروسي ضغ ...
- نتانياهو يتهم حزب الله بالسعي لإعادة التسلح ويدعو بيروت إلى ...
- إبهار أم مبالغة؟.. جدل واسع حول حفل افتتاح المتحف المصري الك ...
- لتجنب هذه الأضرار الصحية.. لا تأخذ تلفونك المحمول معك إلى ال ...
- كيف يغذي التضليل المعادي للفلسطينيين الخطاب العنصري!
- 12 عاما على اغتيال صحفيي إذاعة فرنسا الدولية في مالي
- أول رئيس سوري يجري زيارة رسمية إلى واشنطن... الشرع سيبحث رفع ...
- زهران ممداني يتصدر السباق لرئاسة بلدية نيويورك قبل أيام من ا ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - في مخاطر حالة التباعد الاجتماعي