أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناهده محمد علي - حينما أنزل وباء الكورونا القناع على وجه العالم ورفعه عن رأسه














المزيد.....

حينما أنزل وباء الكورونا القناع على وجه العالم ورفعه عن رأسه


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 13:33
المحور: المجتمع المدني
    


لقد وقف العالم على قدم واحدة في الأشهر الأخيرة لكني وقفت أنا بلا قدمين وبلا رأس ، توقف قلمي وجف ، لا أجد كلمة أقولها ، ليس المرض هو ما أخافني لكني وجدت أن الحضارة الإنسانية كلها لا تكاد تساوي شيئاً أمام حياة إنسان واحد ، وإن موارد البلدان كلها لا تكفي لصد مخلوق مجهري ، يفقد الفقراء خبزهم قبل أرواحهم ووضع العالم حداً فاصلاً أمام من يحيا ومن يموت ، ووضع علامة x على بُناة هذه الحضارة ، على مؤسسي النظريات ومؤلفي الموسوعات وعباقرة الأطباء وبُناة الجسور وناطحات السحاب ومؤلفي أجمل الأدب وأجمل الموسيقى ، كل هؤلاء قد أصبحوا من المسنين وإنتظروا من هذا العالم عرفاناً لا جحوداً ، وإذا بهم يوضعون في محاجر الموت وتُخلع من أفواههم أنابيب الأوكسجين ويُرحلون من دور المسنين إلى مناطق نائية وتُطبق عليهم قوانين الحرب حين يحكم الجنرالات ويحددون من يحيا ومن يموت .
قرأت الكثير عن نظرية المؤامرة ولم أصدق بأنه سيكون هناك ذات يوم سياسي أو عالم يقوم بتطبيقها ، وقرأت قبلها عن نظرية ( البقاء للأصلح أو الأقوى ) وما بينهما إطلعت على المشاريع الحضارية جداً ! مثل صفقة القرن وتحويل عاصمة إسرائيل وإختصار عدد سكان العالم خاصة في المناطق التي يكثر فيها عدد المسنين والمعمرين كالدول الإسكندنافية والصين واليابان لإرتفاع المستوى الصحي ومستوى المعيشة . كان الأمر بالنسبة لي حينها عبارة عن مزحة سخيفة ، إذ كيف يمكن إختصار سكان العالم إلا بحرب عالمية ثالثة أو وباء فايروسي محضر تحضيراً جيداً ومبرمج لهذا الغرض . وتساءلت وما الضامن أن لا يحترق الأخضر واليابس ، وهل ما عادت موارد الأرض تكفينا ، أم هو جشع الرأسمالية العالمية ، حين ترمي الحبوب الغذائية كالحنطة والشعير وحبوب القهوة والسكر في المحيطات لترفع من أسعارها ، وتساءلت أيضاً هل يصبح في هذه الحالة الروبوت أكثر إنسانية وأكثر دقة من حساباتنا .
إطلعت على آراء الكثير من الباحثين في المجال الطبي وبالتحديد في مجال الأوبئة في أمريكا وفرنسا وهولاندا وجميعهم يؤكدون على أن الأوبئة التي حصلت في السنوات العشر الأخيرة كانت عبارة عن تشويه جيني لهذه الفايروسات لكي تقتل عدداً كبيراً من البشر ، ويبدو أن الأمر غير مُستغرب ومنطقي للغاية ، إذ لو إطلعنا على مليارات الدولارات التي تُصرف على التسليح العسكري والذي هو الجهاز التكنيكي لقتل البشر ، لوجدنا أن أمريكا ثم الصين ثم روسيا وفرنسا وبريطانيا هم في قائمة الدول التي تصرف جزءاً كبيراً من ميزانياتها على كم ونوع السلاح ، أما في الشرق الأوسط فتأتي السعودية والعراق وإيران على رأس قائمة الدول التي تستورد السلاح وتخصص مليارات الدولارات لهذا الغرض ، وفي المحصلة نجد هذه الدول أما أن تستعد لحالات القتل الجماعية أو تمارسها فعلياً ، ولهذا وحسب المعطيات الحالية فإننا لا يجب أن نستغرب ( نظرية المؤامرة ) وتتداخل مع هذه النظرية مخططات لإستنزاف الموارد الشرق أوسطية وهي الموارد الطبيعية مع تجفيف موارد الثروة الغذائية والموارد المائية ، فتعرقَل جريان نهر دجلة والفرات والنيل لمشاكل إستراتيجية مع الدول مالكة المنابع ويصبح إقتصاد هذه المنطقة بالمحصلة ( النفط مقابل الغذاء ) وهو مخطط طويل المدى بدأ وقت صدام ولم ينته بعد .
إن العالم لن يخرج من هذا الوباء وفياً لبعضه بل سيكون كالكائن الإنساني الذي عانى من طفولة وظروف قاسية ، فيصبح في الغالب منحرفاً عدوانياً ، ولن يهتم إلا بمساحته وربما بقوميته ، فقد حفظ العالم الدرس وعلم أن لا أحد لأي أحد بل هو أنا وما بعدي الطوفان .
إن السمة الغالبة لعالمنا المستقبلي ستكون شوفينية العرق والأمة ، وكل أمة ستنحاز إلى جنسها ومواردها الطبيعية وسيكون المنطق السائد هو المحافظة على الأنا الجمعية للمجتمع والأنا الفردية للعائلة ، وقد توضح الآن حقيقة هذا الأمر ، فكل أمة لا تستطيع ولن ترغب في مد يدها للآخر ، وعلى مستوى العائلة فقد رفض الكثير من الأبناء آباءهم ، ورفضوا توديعهم في لحظاتهم الأخيرة ، ولهذا حوادث كثيرة في إيطاليا وأمريكا وفرنسا ، وقد ذكر أحد الأطباء الإيطاليين شواهد كثيرة على رفض الأبناء لوداع آبائهم حتى على الهاتف .
لقد إستنتج العالم إن ما ينفقه على القتل هو أكثر بكثير على ما ينفقه على الحياة ، فالمنظومة الصحية في الدول الأوربية ظهرت كقزم صغير أمام الآلة العسكرية العملاقة ، وإستنتج أيضاً أن الجيش الأسود من ضباط وجنود لن يخدموا الوطن كالجيش الأبيض ، وأن الأولوية والإحترام والتقدير يجب أن يكون لهؤلاء لأنهم في الواقع هم حماة البشر الذين هم أغلى ثمناً من الكيلومترات والأمتار والكراسي الرئاسية وبدون هؤلاء ستصبح الأرض كالمريخ ، أرض حمراء جرداء ، لكني أتمنى أن يتعلم العالم الدرس ويبيع بوارجه النووية ليشتري بها أرواح البشر .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
- الفضيلة والدين
- حينما يرتفع سعر النفط ينخفض سعر الدم
- رسالة شهيد إلى قاتله
- ريسايكل القيادة العراقية
- الثوار غيروا مفهوم الدين والمواطنة لدى الفرد العراقي
- بين كلمتين ... الليل
- حينما أينعت أغصان الوطن
- طوبى للأمهات العراقيات
- نحن العراقيون والعراق نحن
- من أطلق الرصاص على علم العراق
- شاعرات في المهجر
- هل نحن على كوكب يُحتضر
- هل بُنيت الحضارة العربية على التماثل أم على التباين
- التطرف ذو الوجهين
- نحن أمة تئِد أبناءها البررة
- إغتراب
- لماذا يتناول أبناؤنا المخدرات
- هل يحتمي الرجل بالقوانين في ممارسة العنف ضد المرأة
- البصرة ثغر العراق الباسم أم الباكي


المزيد.....




- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...
- تأكيدات لفاعلية دواء -بيفورتوس- ضد التهاب القصيبات في حماية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناهده محمد علي - حينما أنزل وباء الكورونا القناع على وجه العالم ورفعه عن رأسه