أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهده محمد علي - شاعرات في المهجر














المزيد.....

شاعرات في المهجر


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6357 - 2019 / 9 / 21 - 13:42
المحور: الادب والفن
    


تزخر الدول الغربية بالكثير من الشعراء العرب والشاعرات المهاجرات اللواتي أثبتن وجوداً رائعاً على الساحة الأدبية ، وأخص بالذكر الشاعرة المبدعة رفيف الفارس في الولايات المتحدة عراقية الأصل ، بلقيس حسن في هولندا عراقية الأصل ، فرات أسبر في نيوزيلندا سورية الأصل ، عواطف عبد اللطيف في نيوزيلندا أيضاً عراقية الأصل وغيرهن من أمثال التونسية لمياء المقدم المقيمة في هولندا والشاعرة الفلسطينية فاتنه العزة في بلجيكا .
للهجرة والغربة إمتداد من شاعرات رفعن راية الشعر الأصيل وهن الراحلة نازك الملائكة التي توفيت في القاهرة ٢٠٠٧ ، والشاعرة لميعة عباس عمارة المقيمة في الولايات المتحدة .
بدأت الشاعرة عواطف عبد اللطيف بكتابة الشعر المنثور ثم العمودي وشعر القافية ثم الشعر الشعبي ، تطورت لديها أدوات الكتابة والصورة الشعرية ، تنقلت مواضيعها ما بين السياسة والحب والغربة وكان الإغتراب هو مركز الثقل في مواضيعها الشعرية . إن لكل شاعر نقطة إنطلاق أو سبب لهذه النقطة ، وكانت نقطة الإنطلاق في شاعرية هذه المرأة هو مأساة إغتيال زوجها في حادث إرهابي ثم إغترابها وإبتعادها عن الوطن ، ولم تغرق هذه الشاعرة ببحر الحضارة الأوربية بل إستفادت منها وطورت بها شاعريتها . أصدرت الشاعرة عدة دواوين منها :-

ديوان لقصيدة النثر والخواطر ( أتقاطر منك )
رسائل ومضات أدبية ( وجهاً لوجه )
ديوان شعري ( خريف طفلة )
ديوان شعري ( خلجات العمر )
ديوان شعري ( سواقي الغياب )
ومضات أدبية ( همس وردة )
ديوان شعري ( رفيف النبض )
رسائل أدبية ( رسائل لم تتنفس )
ديوان الوفاء ( لشعراء منتديات نبع العواطف الأدبية )
ديوان في الشعر الشعبي ( قيد الطبع )
لم يعد الشعر المقفى هو السائد في التطبيقات الشعرية لكن الشاعرة أدلت بدلوها في الشعر المقفى من خلال ديوانها ( رفيف النبض ) ، وهو الديوان الذي أضع بعض قصائده تحت القراءة والنقد . وقد تَنقَل هذا الديوان ما بين مواضيع الغربة والحنين إلى الوطن والأحبة .

تقول الشاعرة :

عراقية أنا علمتني الحياة أن يكون رأسي مرفوعاً كالنخلة
أن يكون كحلي مخضباً بمياه دجلة

ثم تقول عن بغداد :

أحن لحضنها الدافي كطفل من حنان الأم لا يشبع
ورغم البعد عنها ظل جذري ضارباً فيها ولم يُقطع

ثم تقول :

لولاك ما كبرت ورود حديقتي
وروت مياهها مهجتي وعروقي
ثم تتحدث الشاعرة عن مشاعر غربتها
بقيت أبحث عن مكان هويتي
فوجدت في قلب الحبيب رجائي

ثم تصف الشاعرة غربتها وصفاً جميلاً ورقيقاً

كإحتباس الماء في قعر آلإناء
وإرتعاش الشمس في عز الشتاء
وإحتراق الشمع في عتم المساء

كان موضوع الغربة موضوعاً واسعاً وعميقاً قد تاه فيه شعراء المهجر وقد صور ذلك شعر السياب في غربته والجواهري في منفاه ، كما صور ذلك شعر الشاعر السوري المغترب أدونيس . لقد تفوق شعراء المهجر بعضهم على بعض وقد ربطوا دائماً موضوع الغربة بالسياسة والحب ، وكان الرابط الأساسي بينهم هو التجربة الحياتية المريرة التي أدت إلى الغربة .
لقد كتب عن الشاعرة بعض الشعراء العراقيون والسوريون والفلسطينيون ومنهم الشاعر سمير عودة عامر هادي ، نزار سرطاوي ، عواد الشقاقي ، بعضهم قد عرفها بشكل شخصي والآخر عرّفهم بها شعرها .
لقد كانت الغربة دائماً بوتقة لصهر الإنتماءات والضمائر البشرية وكثير من شعراء المهجر قد أبدع في الوصف والتعبير عن غربته لكن البعض قد ضاع ما بين حانات باريس وبرلين ولندن .
لقد إستوعبت الشاعرة ( عواطف عبد اللطيف ) الأدب العراقي وإستفادت من أدب البلد المضيف وأضافت إلى تجربتها تجارب حياتية وأدبية جديدة وظهر ذلك واضحاً لديها في قصيدة النثر وخاصة في ديوان ( خريف طفلة ) .
لقد صورت الشاعرة عواطف عبد اللطيف غربتها في معظم قصائد ديوان ( رفيف النبض ) . حيث تقول :

كيف السبيل ومد الشوق يحرقني
أنا البعيدة بعد الروح عن بدني
والصبح يجهلني والودق يغسلني
إن غبت عني إليك الحلم يأخذني
جمر الغياب يزيد النار في وهني

ثم تتحدث الشاعرة بلسان كل النساء العربيات فتقول :

رُسمت حياتي هكذا
أن لا أحب وأنتقي
كُثر المصائب هدني
ليقول لي هيا إغرقي

وفي البعد كتبت الشاعرة عواطف :

لمن يمضي لدرب البعد عمدا
تخلا عن التوسل والحلول
ولا تحزن على ماكان منه
ولا تأمن بقربك للملول

ثم تقول :

ما عاد للأمل الجميل مقام
بشريط عمر كله آلام

وأخيراً تذكرنا الشاعرة عواطف عبد اللطيف بحقيقتين إتسمت بهما حياتها وهي حقيقة البعد والإنتماء ، فتقول :

وغدا عبق إشتياقي في بعادي
راسماً بالحرف معنى الإنتماء

فقد إتسم الشعر المقفى لدى الشاعرة ببعض المباشرة ولكن مع شفافية واضحة ، بعكس قصائد النثر والتي إتسمت لديها بعمق الصورة الشعرية والتألق في الرؤيا ، وهذا ما إتسمت به معظم دواوين الشاعرة ، لكن الهدف الشعري في ديوانها الذي طرحناه للنقاش وهو ( رفيف النبض ) قد وصل إلى القاريء من خلال سلاسة الفكرة والحرف وهذا ما أظنه كافياً لوضع الشاعرة ( عواطف عبد اللطيف ) في مصاف شاعرات المهجر المتميزات .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن على كوكب يُحتضر
- هل بُنيت الحضارة العربية على التماثل أم على التباين
- التطرف ذو الوجهين
- نحن أمة تئِد أبناءها البررة
- إغتراب
- لماذا يتناول أبناؤنا المخدرات
- هل يحتمي الرجل بالقوانين في ممارسة العنف ضد المرأة
- البصرة ثغر العراق الباسم أم الباكي
- موت وردة الأقحوان البيضاء
- العرب من تجارة النفط إلى تجارة البشر
- مشاكل أبناء المهجر
- الهبوط نحو الأسفل
- قيمة الذات العربية - بمناسبة اليوم العالمي للطفل
- نصب الحرية المظلم
- أطفال التوحد هم نتاج صراعاتنا
- قراءة نقدية للمجموعة القصصية ( غسل العار ) للقاصة صبيحة شبر
- حين بكى البابا على فقراء المسلمين .
- الإرجوحة
- لونوا العالم بالبرتقالي
- حين ضاعت المرأة العراقية على طاولة الصراع البرلماني


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهده محمد علي - شاعرات في المهجر