أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - حينما أينعت أغصان الوطن














المزيد.....

حينما أينعت أغصان الوطن


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6431 - 2019 / 12 / 7 - 10:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صورة ( ١ )
كنا قد ضننا بأن أغصاننا قد تساقطت وأصبحت هشيماً ، وإعتقدنا بأنه لا أمل لنا أو لأحفادنا بعد أن جف ضرع السماء والأرض ، لكنها وأخيراً أمطرت وأمطرت حتى أزهرت من تحت التراب .
صورة ( ٢ )
كثرت تسميات الملثمين وتعددت إنتماءاتهم حتى أصبح لكل منهم حكومة ووطن يدافعون عنه ويستميتون ، ولكل منهم جيش لا يعرف له وطناً غير الذي قيل له ، وحينما بحثنا عن الوطن الحقيقي الذي كان إسمه العراق وعن الجيش الباسل الذي أخاف الأعداء والأصدقاء وجدناه قد أصبح لثاماً وكمامة ، مسدسات كاتمة وقنابل غاز تستخدم في الظلام فقط ، وحينما بحثنا في خريطة العالم وجدنا الوطن في أسفل الخارطة تشُم منه رائحة الهشيم ، وحينما نُسأل من أين أنتم نتلعثم ثم نجيب من بلد الحروب والميليشيات ، وحينها يهزون رؤوسهم ويقولون إنه بلد النفط ، فنجيب لا إنه بلد المجاعات والبطالة . إقترحوا علينا أن نطلع على التاريخ وأن نتعلم منه شيئاً ، قلنا لهم لا فائدة فنحن من صنع الماضي لكننا لا نجيد صناعة المستقبل .
صورة ( ٣ )
دعونا الله أن تمطر مطراً كاسحاً يجرف مزابل العراق ومن جعل أطفاله يقتاتون عليها ، وإنتظرنا طويلاً ، وذات يوم نزل أول الغيث وكان قطراً ثم إنهمر بغزارة وكأني أرى العراق غير العراق ، فقلت لنفسي هل إنتفض أسد بابل ، وهل إرتجت الملوية وعادت إلى الحياة منارة الحدباء ، وعاد أيضاً إلى الحياة كل من سقط في دجلة والفرات اللذان صبرا طويلاً حتى إرتفعت قتلاه إلى السطح ثم أعادها الله إلى الحياة ، وإتفق النهران على أن يتحدا ويبتلعا كل ظالم ، فقد طال إحتمالهما . وحين بكى النهران حتى أصبحت دموعهما موجاً هادراً حين سمعا صوت أطفال وصبية لم يجف الحليب في أفواههم ، وكانت صرختهم ألا تباً للظالمين وسحقاً لهم .
هم لم يحتاجوا إلى طبول الحرب ولا شعارات الأحزاب ولا إتفاقيات في الظلام ، ولا مليارات التسليح العسكري الفاسد ، بل كل ما إحتاجوه هو نداء الإرض والتراب لكي يضعوا أرواحهم على أكفهم وكانت بيضاء غير مدنسة أشبه بغمام العراق وحمائمه التي وقفت فوق كل جامع وكنيسة وفوق كل مزرعة أحرقها المتخمون لكي ينتفعوا ، وكل مصنع أغلقه الفاسدون لكي يصبحوا ساسة وتجار وسطاء . إنما أراده هؤلاء الساسة هو ثروات الأرض ، وما أراده شبابنا العظيم هو الأرض ذاتها . على هؤلاء للوطن ديون وقد حان وقت سدادها ودفع ضريبة الدم الذي أراقوه ، وضريبة أنهم لم يستطيعوا أن يحبوا وطنهم يوماً كما أحبه الشهداء .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوبى للأمهات العراقيات
- نحن العراقيون والعراق نحن
- من أطلق الرصاص على علم العراق
- شاعرات في المهجر
- هل نحن على كوكب يُحتضر
- هل بُنيت الحضارة العربية على التماثل أم على التباين
- التطرف ذو الوجهين
- نحن أمة تئِد أبناءها البررة
- إغتراب
- لماذا يتناول أبناؤنا المخدرات
- هل يحتمي الرجل بالقوانين في ممارسة العنف ضد المرأة
- البصرة ثغر العراق الباسم أم الباكي
- موت وردة الأقحوان البيضاء
- العرب من تجارة النفط إلى تجارة البشر
- مشاكل أبناء المهجر
- الهبوط نحو الأسفل
- قيمة الذات العربية - بمناسبة اليوم العالمي للطفل
- نصب الحرية المظلم
- أطفال التوحد هم نتاج صراعاتنا
- قراءة نقدية للمجموعة القصصية ( غسل العار ) للقاصة صبيحة شبر


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - حينما أينعت أغصان الوطن