أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - هل هي دولة المواطنة أم دولة الطائفية ؟! ح3















المزيد.....

هل هي دولة المواطنة أم دولة الطائفية ؟! ح3


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 6531 - 2020 / 4 / 7 - 13:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناولنا في الحلقة الثانية من المقال المواطنة والطائفية وتعريفهما كمفهومين، كما إستعرضنا الخطط الستراتيجية الخاصة بالأمن القومي الأمريكي والتي إعتمدت على كيفية تفتيت الأنظمة والدول والشعوب وتعميق التعدد المذهبي والطائفي والعرقي من خلال تمكين طائفة معينة ودعمها لقهر بقية المكونات، ثم تطرقنا إلى نظرية (الفوضى الخلاقة) وتناولنا نموذج (لبنان) لدولة المحاصصة الطائفية ومكوناتها، ثم إجرينا مقارنة بين دولة المواطنة والدولة الطائفية،وتابعنا تحرك رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي نحو تشكيل الكابينة الوزارية وعن التحديات التي تواجهه الذي خلصنا له بأن الزرفي لايستطيع الخروج عن التحدي الأكبر وهو منهج الكتل السياسية المتنفذة، منهج المحاصصة الطائفية ولا يمكن تمرير كابينته إلا بعد موافقتها.إن الأزمة العامة التي يعيشها العراق بدأت مع بدأ العملية السياسية التي أرسيت أسسها على الديمقراطية التوافقية وتثبيت نظام سياسي فاشل إعتمد المحاصصة الطائفية والقومية، والنتيجة لم تستطع أحزاب الإسلام السياسي إن تعطي النموذج الناجح في إدارة الدولة الحديثة المعاصرة مع الاحتلال الأمريكي المشرّع من قبل مجلس الأمن عام 2003 والذي لم يؤسس الديمقراطية الحقيقية في البلاد ولم ينفذ وعوده في جعل العراق نموذج الديمقراطية والإنتماء الوطني بل ساعد على تأسيس نظام المحاصصة الطائفية والإثنية وبالتالي إشتد الصراع السياسي بين الأطراف الطامعة في الحكم، ولهذا لم يأتِ هذا النظام كبديل ديمقراطي حقيقي عن النظام الدكتاتوري -الأوتوقراطي السابق وكما رأينا وشاهدنا كيف سيطرت الكتل السياسية الطائفية والقومية على إدارة الدولة فأصبحت هي ومليشاتها دولة داخل الدولة وبالتالي إصيبت مؤسسات الدولة بالشلل والفساد. هذا النظام إستبعد الوطن والمواطنة و إستبعد حكم الشعب وتمسك بالطائفية والمحاصصة ولمدة سبعة عشر عاماً لم يلمس الشعب العدالة ولاالحرص على أمواله ولم ير ويعيش غير المآسي والظلم. وبهذا فقدت الدولة العراقية أهليتها ورعايتها ولم يكن لها دور أو الإعتراف بوجودها من قبل الكتل السياسية الطائفية. عندنا الآن دولة ولكنها فاقدة كل مميزات الدولة وخصائصها وبالدرجة الأولى المواطنة والوطن والدستور والعدالة الإجتماعية والمؤسسات الدستورية وعدم طاعة القوانين، فالشكل العام وجود إطار للدولة ولكن هذه الدولة أصبحت تحت هيمنة الكتل الطائفية المحاصصية والتي إحتكرت كل المناصب الحساسة تحت مسميات أحزابها وبحماية مليشياتها مع تأسيس سجون خاصة بها، فلم يبق دور للدولة . إن الكتل السياسة الطائفية وعلى مختلف أسماءها تَدعَّي الأغلبية الشيعية من الشعب العراقي ولكن في الحقيقة لاتمثلها ولاتهتم بها والدليل على ذلك الحراك الشعبي الجماهيري الذي تحول إلى إنتفاضة كبيرة في الأول من تشرين الأول 2019 في المناطق والمحافظات الجنوبية ومن خلال إدارتها وتبعيتها لإيران وتنفيذ سياستها بحجة المذهب الواحد، نُهبت أموال الشعب وأفلست خزينة الدولة وسيطرة مافيات الفساد عليها وبالتالي جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات بين إيران وأمريكا التي تربطها مع العراق معاهدات وإتفاقية أمنية. إن الكتل السياسية الطائفية لم تستطع أن تتخلى عن عصبيتها الدينية أو تسلك سلوك وطني عراقي أو تضع برنامج من أجل خير العراق كذلك لم تبدِ حرصاً على الوطن وعلى الشعب من أجل تلبية مطاليبه، فهي تفضل تنفيذ أجندات خطيرة ليست في صالح العراق بل إنها لم تقف مع الشعب في أزماته كما يحصل الآن مع محنة كورونا، في الوقت الذي يزداد الوضع المعاشي سوءاً بسبب وباء كورونا، وبدلاً من تقديم المساعدات للعاطلين وتأمين معيشة العوائل العراقية ومساعدة أصحاب الأعمال الحرة والصغيرة، نجدها تلهث وراء حصصها في تشكيل الوزارة أو إفشال أي مسعى نحو تكليف رئيس وزراء مؤقت لمدة عام، وهذا يبرهن على أنانية هذه الكتل لغرض المحافظة على مكاسبها وأموالها، فالتغيير الجذري مطلوب ولابدّ من إعادة العراق على سكة التطور وإستعادة أمواله ومحاكمة الفاسدين وإجراء انتخابات مبكرة والتخلي عن السلاح لصالح الدولة كما هو مثبت في الدستور . أما بالنسبة لرئيس الوزراء المكلف فبعد رفضه من قبل قيادات الكتل السياسية الشيعية بإستثناء التيار الصدري أو سكوته، إستمر في سعيه بالرغم من الإحتجاج بأن التكليف غير دستوري ، في حين أكدت رئاسة الجمهورية على صحة التكليف دستورياً . قام الزرفي بتقديم برنامجه الحكومي إلى البرلمان وطلب تحديد جلسة للتصويت على كابينته الوزارية والبرنامج الحكومي الذي يشمل ثلاثة محاور وهي 1-الاقتصاد 2- الانتخابات والتظاهرات 3-العلاقات الخارجية .كما صرّح(العلاقات مع دول المنطقة والعالم سيعتمد على الاقتصاد ولن أسمح بأن تبنى العلاقات على الصراعات) ثم قال بأن (العراق يمر بكارثة وقد لاتتمكن الحكومة من تأمين كل الرواتب) وتتهم الكتل الشيعية المناهضة لتولي الزرفي الوزارة ، بأنه جاء بدعم أمريكي لتنفيذ مشاريع الولايات المتحدة في العراق . إن الإنقسامات الموجودة بين قيادات الكتل الشيعية بسبب التداعيات التي تفرضها العلاقات بين هذه الكتل والجانب الإيراني فإن العمل أصبح على المكشوف و بيّنَ مدى إرتباط المليشيات بالجهات العسكرية الإيرانية . ولهذا جاء (أسماعيل قاآني ) قائد فيلق القدس الجديد في الحرس الثوري الإيراني لزيارة العراق وإلتقى مع القيادات الشيعية محاولةً منه لتوحيد القيادات الشيعية .فالتدخلات الإيرانية مستمرة في الشؤون الداخلية للعراق في حين الزرفي ذكر بأنه إستلم رسالة من الجانب الإيراني تذكر بأنهم لايرغبون في التدخل في عملية تشكيل الحكومة. السؤال المطروح في حال لم يحصل الزرفي على الأصوات التي تمرركابينته وبرنامجه ، فما هي التوقعات ؟ أولآً : حسب ما يذكر عدنان الزرفي ، بأنه يعتمد على رصيده الجماهيري الذي حصل عليه من خلال عمله كمحافظ ناجح في النجف ، ثانياً : كان منتمياً إلى حزب الدعوة ثم إنسحب منه وأسس حزب الوفاء وإنظمّ إلى تحالف النصر وأصبح رئيس كتلة النصر البرلمانية ثم كُلف بتشكيل الوزارة وهو موضع جدل، فضلاً عن أنه لم يحصل على تأييد ساحات الإعتصام والإحتجاج بسبب عدم إنطباق الشروط عليه . الزرفي إعتمد على تأييد الخط الثاني من قيادات الكتل الشيعية وكذلك على تأييد تحالف القوى العراقية (السنة) بقيادة الحلبوسي والكورد. في حال عدم نجاح الزرفي في الحصول على ثقة مجلس النواب ، فأن ذلك يعني إستمرار الأزمة بعدم وجود وزارة أو حكومة مع فراغ دستوري وسوف يزداد الوضع تعقيداً ومن ثم الدخول في حالة الدوران في المتاهة وسوف نقترب من الهاوية المحتومة. وسيُطرح من جديد إقتراح التشبث ب(عادل عبد المهدي ) المستقيل . كما إن البرلمان سيفقد دوره وتأثيره بعد تصاعد المواقف الإنقسامية. إن الموافقة من قبل الكتل الشيعية ستأتي بإيعاز من إيران بأنها موافقة على الزرفي مع ضمان مصالح إيران ولكن أذا لم توافق إيران فعلى الكتل الشيعية ترشيح شخصية مؤتمنة بدلاً من الزرفي. النقطة المهمة هو الإستجابة لمطالب الإنتفاضة وهذا يشمل عمق النظام من خلال التغيير الجذري والتحول إلى دولة المواطنة والوطن والشروع بتبني الديمقراطية الحقيقية ونبذ نظام الدولة الدينية وآلياتها وإستبعاد تحكم الكتل السياسية الإسلامية، والتنصل عن نظرية ولاية الفقيه الإيرانية والتي لاتلائم الشعب العراقي كما ان الظروف التي تمر بها البلاد وإستفحال الأزمات ستؤدي إلى التدخل الخارجي وتحرك المتآمرين . ومن خلال جميع المعطيات التي مرَّت، فإن العملية السياسية في حالة موت سريري. إن مسؤولية إنقاذ البلاد تقع على الجميع.



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي دولة المواطنة أم دولة الطائفية ؟! ح2
- هل هي دولة المواطنة أم دولة الطائفية ؟! ح1
- ماذا بعد إعتذار المكلف محمد توفيق علاوي ؟!
- إشكالية المضمون بين التغيير الجذري وبين الإصلاح
- تشكيل الوزارة بين إرادة الشعب وإرادة المتنفذين !
- الطبقة السياسية تختبأ وراء الطرف الثالث والحكومة تتجاهل الند ...
- تداعيات مابعد التكليف بين المعارضين والمؤيدين!!
- الحملات القمعية والمليشيات تهاجم المنتفضين..ولكن الإنتفاضة م ...
- إستمرار الإنتفاضة ومواجهة أساليب العنف والتصعيد
- مائة يوم من التظاهرات والإنتفاض والطبقة السياسية تدور حول نف ...
- الشعب يرفض تدوير وجوه الطبقة السياسية الفاسدة
- ماذا بعد إستقالة عادل عبد المهدي وحكومته؟
- آفاق الإنتفاضة العراقية والحراك الجماهيري الشعبي ... بين الت ...
- من أجل الوطن والحقوق إنتفض الشعب العراقي !!
- إنتفاضة الشعب العراقي وخلط الأوراق
- إنتفاضة الأول من أكتوبر الشبابية وحتمية التغيير
- كفاكم خداعاً للشعب العراقي.....كل التضامن مع التظاهرات الشبا ...
- السلام العالمي في مواجهة مُشعلي الحروب
- حالة الديمقراطية بين النظرية والتطبيق لمناسبة اليوم الدولي ل ...
- حالة الديمقراطية بين النظرية والتطبيق لمناسبة اليوم الدولي ل ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - هل هي دولة المواطنة أم دولة الطائفية ؟! ح3