أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كمال الموسوي - امرأة وسبع عجاف














المزيد.....

امرأة وسبع عجاف


كمال الموسوي
كاتب وصحفي

(Kamal Mosawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 12:23
المحور: حقوق الانسان
    


في ازقتنا العشوائية هناك العديد من الحزن والكثير من الوجع فالجميع هناك متساوون في الهموم والألم والأسقف الاسبستية والاسيجة المغلونة من الصفيح الساخن والتي سرعان ما تتطاير مع اول هبوب اي عاصفة شتوية كانت ام صيفية ، فالغرف المبينة جدرانها من ( البلوك) لا تقينا حر الصيف ولا تدفئ اقدام أطفالنا في فصل الشتاء وترى على جدرانها تشققات تشبه الى حد كبير تشققات قلوبنا وصدء رطوبي عليها مطابق لأرواحنا المصدات من الضيم والقهر، وتجد على كل دارا راية ترفرف بأسم الحسين ع وصورة لشهيد قاد معركة طاحنة من معارك الحشد ، وله في صورته الف قصة والف طفل يتيم.

عند اول الليل في احدى ليالي المطر وحظر التجوال ، طُرقت بابي! خرجت متلفلفا بمظلتي خائفا من بلل المطر، واذا بها امرأة طاعنة في الحزن مليئة بالألم تجر وراءها سبع عجاف كبيرهم لم يبلغ الحلم، امرأة في الثلاثين من وجعها وعلى وجهها اثار لدمار وفوضى داخلية وضيق شديد من كثرة العوز والديون، حاولت ان افتح لها الباب اكثر كي تتمكن وعجافها من الدخول الى وسط الدار، لكنها رفضت وقالت لا اطيل الوقوف عندك ولكنني التمس منك المساعدة لهؤلاء الأيتام ، حتى رأيت في عينيها الانكسار والمعرفة الشديدة بي! فبادرت هي بالسؤال سيدنا ما عرفتني مو؟! صدقا والله ما عرفتكِ سيدتي.. انا.......! يال شدة اندهاشي أأنت هي؟! نعم والله يا سيدنا انا هي.. كيف تحول ذلك اللطف وتلك الاناقة وذاك الدلال لهذا الشكل المثقل بالتعب.. انه الزمان يا جارنا السابق، سمعت ان لك القدرة على مساعدة الأيتام وأنا امتلك منهم الكثير الديك طريق للمساعدة او تدلني عليه، سيدتي الطريق موجود رغم وجعه وارادة التكافل هي الداعم الكبير لكم حين اصدرها قائلها وتكفل بكل تفاصيلها لا تخافي مادام فيه عرق ينبض، قالت انا لست خائفة من ضنك العيش ولكنني خائفة من شدة العوز وغياب ظلال الرجولة في زمن التوسع الذكوري، قلت لها لازلتي تحملين نفس المنطق العالي، قالت ومكتبتي رحلت معه، أكنت تحبيه؟ نعم حتى اني أفرطت بالإنجاب منه وأصبحت امتلك قطيعا من الأيتام كلما رأيتهم تذكرته.
قاسمتها بالاربعون ألف دينار التي امتلكها ووعدتها باليسر ورحلت تجر وراءها تلك العجاف، لكنني لا اعرف كم من الوقت بقيت واقفا على بابي رغم المطر ورغم الريح لا انظر الى شيء الا لمكان وقوفها رغم رحيلها وكنت شديد الاطالة بالتحديق لاماكن اقدام أيتامها وكيف كانت اعينهم تتابع حديثي بصمت مطبق وكيف رأيت أناملها النحيلة تطبق على العشرون الف دينار . رحلت عني نعم لكنها تركت معي ألف وجع وجرح وقلق مميت من القادم.



#كمال_الموسوي (هاشتاغ)       Kamal_Mosawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمسمه والجسد الزجاجي
- كورونا الأوقاف والشؤون الدينية
- دكتاتورية كورونا والأحزاب المعارضة
- لن اموت في الكورونا
- ويعبدون غير الله في العراق آلهة
- ولادة من خاصرة الجدار
- لو كان ابي مرجعًا
- سمسمه نخلة لم يمر بها التاتو
- ثقافة الفوضى وأقلام مأجورة
- هيامي مصرية وهرم سابع
- العراق ضحية السياسات الأمريكية والعقيدة الإيرانية
- يا كليم الموت أتعبتنا


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كمال الموسوي - امرأة وسبع عجاف