أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كمال الموسوي - هيامي مصرية وهرم سابع














المزيد.....

هيامي مصرية وهرم سابع


كمال الموسوي
كاتب وصحفي

(Kamal Mosawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 6 - 16:12
المحور: كتابات ساخرة
    


كمال الموسوي -القاهرة

ما ان تلاقت اعيننا حتى شعرت ان هناك معجزة سمراء قد نزلت على خاطري، فرحت أتنبأ عن كيفية اللقاء بها أو كيف ان تلامس أصابعي نعومة كفيها يوما ما،؟!
كل شيء كان يدور حولها، اهرامات الجيزة .. الفنادق.. الباعة المتجولون.. ورجال الصحراء الذين يريدون بألف طريقة تحجيم رؤياك بأطر قد أعدوها مسبقًا لمشاهدة الاهرامات..!
كانت خطواتها تلامس الريح وهي تطأ شوارع الأسفلت الرابطة بين مدن مصر جميعها، والتي تكاد معضمها تخلو من المطبات الصناعية وحفر السياسيين العراقيين الذين دفنوا فيها أحلامنا وأوءدوا فيها ارواحنا حتى صرنا ننزف وجعا ونفقنا بلا استرجاع.. ما أذهلني هو السحر الذي يدور حول عينيها وكأنه الدوار ذو الطابقين الذي يطوف حول كعبة المدينة المكتضة بكل صنوف البشر والتاريخ.. جميلة كانت هيام لدرجة انك ترى على شفتيها عمق لحضارة طولها 7 آلاف سنة من الحروب والمماليك ومواجهة الاستعمار وأنوثة النساء وهن يكدحن من ضنك العيش وقلة الموارد التي تلاحظها على وجوه كل الناس.. لكن هناك شيء من الجد والبناء الذي أسس لشفتيها ليكونان مرتع لكل أنوثة مصر وأمنيات الرجال..!
هيام يا اخر امرأة ولدت من رحم كليوباترا وغسلت بماء الكهنة وتربت بحجر النبيين حتى صارت قداس لكل مسيحي مصر ودعاء اسمر اسمر يردده المسلمون عند اذان الفجر وهو يصك مسامع بحر إسكندرية فتهتز على رناته الأسماك وأمواجه الزرقاء فتصطف جميعها وراء المرسي ابو العباس لتأدية صلاة الشكر على هذا الجمال وهذا التراث العريق..
هيام..! حتى الشعر لم يعد ينبض الا في صدرك المملوء بالأنوثة والشموخ وهو يرتدي هرمين عملاقين قد ضما تحتهما قلبًا لأقدم ملوك الفراعنة وهم يتركون إرثًا عظيمًا تعتاش عليه اجيال واجيال وتربى على يديه الأطفال والنساء وجميع الرجال..
هيام يامن من يديها تشرق الشمس ويشق النيل طريقة وسط اللاممكن وتورق الأشجار ويصبح للورد عطرًا من الياسمين فتشم رائحة التاريخ الممتد بنسق مثل الطرقات التي تحيط المدن المصرية..
وكأن على خديها سمر أفريقيا وملامح الشام وترف الغرب.. لا اعرف كيف امتزجت كل هذه الحضارات وتداخلت هناك لتعطي صورة ناصعة الدقة عن مصر.؟!
كيف لا تكون هيامي كذلك .. وهيامي مصرية..!



#كمال_الموسوي (هاشتاغ)       Kamal_Mosawi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ضحية السياسات الأمريكية والعقيدة الإيرانية
- يا كليم الموت أتعبتنا


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كمال الموسوي - هيامي مصرية وهرم سابع