أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سحر مهدي الياسري - الفقر - الايدلوجيا جاهزة للتبرير واليوتوبيا جاهزة للتخدير















المزيد.....

الفقر - الايدلوجيا جاهزة للتبرير واليوتوبيا جاهزة للتخدير


سحر مهدي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:57
المحور: حقوق الانسان
    


الفقر –الايدلوجيا جاهزة لتبرير واليوتوبيا جاهزة للتخدير
سلسلة مقالات عن أجتثاث الفقر-القسم الاول

أن نكتب عن الفقر يمر بالذاكرة تاريخ طويل حافل بالتفاوت والظلم الاجتماعي والعوز .الفقر والغنى وجد قبل أن يكتب التاريخ وكان الاهتمام بالفقر والفقراء جزء من أهتمامات حمورابي (2200) قبل الميلادوأهتما مات رجال التاريخ الاخرين تعددت المرجعيات والحلول وعلى مدى التاريخ الانساني كانت الايدلوجيا جاهزة للتبرير واليوتوبيا جاهزة للتخديروبينهما كان الانسان يشكك بقيمة كنز القناعة الذي لايفنى من خلال الهتاف أو الثورة الدموية التي تعيد تأسيس الواقع وتنبىء بغد خال من الفقر .لعل أهم تحد يواجه الفكر الانساني وهو يحاول تشخيص الفقر وتحديد مؤشراته ودوافعه ومن ثم تعريفه هو صعوبة الانتقال من دائرة المحلية الى دائرة العالمية فقد كان الفقر دائما مطبوعا بالثقافة مشخصا بها الى حد ان أصبح في بعض المجتمعات حالة مرغوبا بها أو أن الثقافة المحلية تعمل على تجميله بوصفه تضحية أو بوصفه دليل الخلاص والتحرر من غرور الدنيا وزخارفها .
لقد أرتبط تعريف الفقر بمحاولات الاجابة على الاسئلة الاجتماعية المعقدة المتعلقة بالملكية والعلاقات الطبقية ودور السلطة السياسية وتصورات الفقير عن ذاته ومجتمعه لذا كان تاريخ البشرية مطبوعا بجدلية الصراع بين من يملك ومن لايملك تعددت الحلول بين القانعين والثائرين .
أما الادراك الدولي للفقر فيتمثل كما عبرت عنه أدبيات الامم المتحدة وأنتقل منه الفقر من الدائرة الاقتصادية الى دائرة حقوق الانسان الذي يمثل الفقر أنتهاكا له على أساس مبادىء الكرامة وعدم التمييز على أسس عرقية أو دينية أو أجتماعية أو أقتصادية غير أن هذا كله يفقد أهميته حين تحول الى سلاح سياسي والى آلية من آليات النظام الدولي الاحادي حين أتخذ من الفقر مبررا لانتهاك سيادة الدول وسلطانها الداخلي بأسم حقوق الانسان .أن تعريف الفقر بوصفه أنتهاك لحقوق الانسان وحطا من كرامته ينبغي أن لايصبح بحد ذاته تحديا للجهود الدولية الرامية الى خفض معدلات الفقر .
-أن تكتب عن الفقر تواجه عدة عواقب لأن من يكتب عن الفقر هم الاغنياء ولذا صار الى تدجين الفقراء أو مدخلا لألفتهم الفقر الى حد يصبح معه حالة طبيعية وقدر لاخلاص منه
- أن تكتب عن الفقر أن تكون مع أو ضد لذلك لايكون الكابت موضوعيا
- أن تكتب عن الفقر تواجهك سلسلة من الاسئلة هل الفقر مشكلة أجتماعية أم أنه مشكلة بيئية تنمو فيها المشكلات السلوكية الاجتماعية وهل يسوغ الفقر أنتهاك سلطان المجتمع وسيادته بأسم حقوق الانسان ؟ أم هل أن هذه الحقوق مجرد غطاء لصالح الاغنياء وهل نقبل بفكرة الفقر لم يعد مجرد قلة في الدخل بل هو طريقة حياة أو ثقافة الفقر
- أن تفسر الفقر ندخل في مأزق الايدلوجيا والسياسة وتنظيرات الاقتصاد وننتقل من عامل الى عامل حتى نصل الى أن الفقر نتاج عوامل مركبة تبدأ من الذات مرورا بالمجتمع وصولا الى العالم
- من هم ضحايا الفقر؟ من هم الفقراء ؟ الاناث ,العاطلون عن العمل ,الاطفال الذين يقعون في آتون العبودية الجديدة , المنتمون الى هذه الطائفة أو تلك المجموعة العرقية
التعريف بالفقر:-
الفقر ظاهرة أجتماعية أقتصادية سياسية ذات أبعاد نفسية ينمو في سياق تاريخي –مجتمعي –جغرافي , ضمن زمن محلي وكوني في الوقت نفسه ويرتبط مع هذا المصطلح أيضاحات آخرى فهناك الفقر المطلق الذي يتميز بدرجة عالية من الثبات زمانيا ومكانيا لانه يستند الى الحد الادنى المطلوب من مستويات الاستهلاك لسد الاحتياجات الاساسية فالشخص يعد فقيرا في أي مرحلة زمنية عندما لايمتلك القدرة الكافية على الوصول الى الموارد الاقتصادية وبما يمكنه من الحصول على ما يكفي من السلع لاشباع حاجاته المادية الاساسية بنحو ملائم كالغذاء والدواء والملابس والسكن والماء والصرف الصحي مما يمثل الحد الادنى من الضروري لتأمين السلامة الصحية وتجنب سؤ التغذية وما شابه من أوجه القصور في الحياة . والمستوى الادنى من الاحتياجات الاساسية فيعبر عنه بما يسمى خط الفقر المدقع الذي يساوي التكاليف الدنيا من السلع الغذائية الاساسية التي لايمكن دونها البقاء على قيد الحياة الا لمدة قصيرة ومن دون هذا الخط سنجد الفاقة وتعني أدنى مستوى من الفقر حيث لايتمكن الناس من أعالة أنفسهم على الاطلاق أو حتى الحصول على الحد الادنى المتفق عليه من دون مساعدة خارجية وذلك مما يجعل أعالتهم فرضا على المجتمع وما يعقبه من وجوب تحديد حد أدنى من المعيشة بحيث أن من يقل مستواه عن ذلك الحد يحق له أن يطلب الحصول على المساعدة العامة ويقترب هذا النوع من الفقر المزري الذي يميز صننفا من الفقراء الذين يظلون عاطلين عن العمل أو يعملون بشكل مؤقت أو على نحو عارض حتى في المراحل التي تتحقق فيها العمالة الكاملة لذلك يعيشون في حالة مزرية .
هذا هو الفقر المادي وهناك من يطرح مفهوم الفقر الاجتماعي ويقصد به عدم المساواة الاجتماعية والمركز الذي يحتله الفقير يحدده نسق القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع وهي أيضا قضية أقتصادية وأسبابه موجودة في الترتيبات القائمة حول الملكية والدخل والدورات الاقتصادية للرأسمالية .
الفقر هو مجموعة من الظروف والاوضاع الحياتية التي تعيشها فئات أجتماعية وليس سمات الفقراء دون غيرهم وهي أوضاع تتسم بالحرمان على الصعد المادية والاجتماعية والبيئية وتشمل أشكال الحرمان أفراد وعائلات فضلا عن مناطق جغرافية أو فئات أجتماعية وينبثق عن هذا الحرمان أنهيار الروابط الاجتماعية وأنقطاع الصلة بين الفرد ومجتمعه وبيئته .
ويمكن أستكمال تعريف الفقر كما يلي : - هو نقص في القدرة الانسانية والمجتمعية تتفاوت من حيث الاستثمارات الواقعية طبقا لمتغيرات النوع والبيئة والتوزيعات الفئوية للسكان والتراث الثقافي للمجتمع ( ممثلا بشبكات الامان التي تنتجها الثقافة وتحث عليها كالصدقات والوقوف والعلاقات الاسرية وعلاقات القربى الاكثر سعة ) والنقص هنا يتعلق بما هو مفترض ثقلفيا ومثاله النقص الذي جعل الاناث خارج العملية الانتاجية وهو تبرير أدوارهن التقليدية على أساس قصورهن البدني أو هو نقص قدرات الاطفال وهو أيضا نقص ثقافي يشير الى تضاؤل الثقافة الفرعية للجماعة الاثنية أو الدينية أو الطائفية أمام الثقافة العامة المهيمنة أو هو نقص حقيقي بدني أو عقلي أو نفسي وهذا يعني أن التمكين يمكن أن يتعامل مع أوجه النقص المشار اليها أعلاه بالتوعية أو التدريب أو بمزيد من فرص العمل ومن الانفتاح الديمقراطي والمشاركة الجماعية في حياة المجتمع . أن الوعي بالفقر يجب أن يمتد ليشمل الوعي بالقدرات الانسانية الماحة (التكوين) والفرص الاجتماعية المتاحة ( التمكين ) وعلى نحو يعمق الارادة بضرورة تجاوز حالة ضغط الحاجة الى حالة الاشباع .
لقد كان الفقراء حطب الايدلوجيات الكبرى ,كانوا يموتون وفي أحداقهم صورة الغد اليوتوبي الذي طمحوا اليه ودون أن يدركوا أن هذا اليوم لن يأتي لقد كانت القناعة كنزهم والسماء أو الحلم الارضي والفرسان المنتظرين هدفهم وهي يعني أن للرفاه بعد ا نفسيا كما للفقر بعده النفسي والحقيقة أن أنظمة الحكم عبر التاريخ أستثمرت الدافع التطميني الرئيس للفقراء هو أن لهم عند الله منزلة مميزة
يتبع
سحر الياسري



#سحر_مهدي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمييز في الفوارق البيولوجية والاجتماعية بين الرجل والمرأة
- قصيدة مطاردة حلم
- عقد الزواج .........و تكريس النظرة الدونية للمرأة
- نساء تحت خط الفقروالحماية القانونية والاجتماعية المطلوبة
- قصيدة - لو كان الصبر رجلا لقتلته
- كمال سبتي ...في ظل شيء ما
- قصائد حب
- قصائد
- الحماية الاجتماعية والقانونية للمراةا لعاملة الام والحامل
- المرأة النقابية في العراق ودورها في التنظيم النقابي
- المستثنون من قانون العمل وعوائق التنظيم
- التمييز في الاستخدام والمهنة - بسبب الجنس
- الاتفاقات الدولية المنظمة لاهم المبادىء الاساسية في العمل
- عروس وشاحها العتمة
- الكفاح من أجل مستقبل خالي من عمل الاطفال
- التمييز في الاستخدام والمهنة بسبب الدين
- التمييز في الاستخدام والمهنة -بسبب محددات السن
- قصيدة حقول الصبير المعدنية
- حقول الصبير المعد نية
- التمييز في الاستخدام والمهنة -بسبب الاعاقة


المزيد.....




- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسئولين أمميين حو ...
- الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليا ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: السلام يبدأ بعضوي ...
- رسالة تهديد من مشرعين أمريكيين للمدعي العام بالمحكمة الجنائي ...
- الأمم المتحدة: لم تدخل أي بضائع إلى غزة اليوم عن طريق المعاب ...
- رئيس استخبارات إسرائيلي سابق: صفقة واحدة توقف الحرب وتحرر ال ...
- إيران تسعى لتشديد حملتها على اللاجئين الأفغان
- المغرب يهاجم منظمة العفو الدولية
- هل تستطيع الجنائية الدولية اعتقال نتانياهو؟
- السلطات الإيطالية تحظر رحلات تنفذها منظمات غير حكومية لإنقاذ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سحر مهدي الياسري - الفقر - الايدلوجيا جاهزة للتبرير واليوتوبيا جاهزة للتخدير