أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - وعد عباس - في ظل أزمة كورونا ، وحظر التجول... دعونا نصحح أفكار المجتمع (ج2)














المزيد.....

في ظل أزمة كورونا ، وحظر التجول... دعونا نصحح أفكار المجتمع (ج2)


وعد عباس
كاتب وباحث

(Waad Abbas)


الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 16:46
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


انطلاقاً من الأمور التي يراها المجتمع السبب الرئيسي في ظهور جائحة كورونا المتمثلة بارتكاب المعاصي وكثرة الذنوب وعدم الإنابة والتوبة ، حَدَّدَ المجتمع الحكمة من انتشار الوباء فقال : أن الله تعالى أراد أن يعيدنا إليه ، بل يذهبُ عددٌ كبيرٌ من الأفراد إلى التنبؤ بأخلاقيات المجتمع بُعيدَ نهاية الأزمة ، وهذا ما أريد تناوله في هذا المقال :
من خلال متابعتي المستمرة لمنصات التواصل الاجتماعي التي تعتبر الوسيلة الأهم لفهم تصورات الأفراد لمختلف الظواهر الطبيعية والبشرية ، وجدتُ أنهم يتوقعون بأنَّ أخلاقَ المجتمع ستتغير نحو الأفضل ، إذ سيتناقص عدد الربويين ومستغلي الناس ، ونسبة الزناة وشاربي الخمر ، وتُجَّارُ البغاء ، ونسبة الكذب والدجل والنفاق ، وفي المقابل تزداد نِسَبُ التراحم والتكاتف والحب ، فضلا عن اعتقادهم بأنَّ هذه الأزمة كشفت معدن كل إنسان كان متخفياً خلف قناع جميل أيام الرخاء .
هذه التصورات التي يضعها المجتمع لمستقبل أخلاقه ليست سوى أوهام ٍ نفسية ، يتحقق من خلالها خفض حالات الخوف والقلق والتوتر ، فهو قد أقنع نفسه بأن الذنوب هي السبب وراء الوباء ، ثم عالجها بأن أخلصَ في صلاته واستغفاره وعلاقته مع ربه ومع الآخرين على أنه سوف يستمر بها ، وهذا يشعره بشيء كبير من الارتياح النفسي ، كونه يشعر بأنَّ الله سيرضى عنه ، وهذا أمر سيحدُّ بالتأكيد من انتشار الفيروس ... وهو أمر لا بأس به ما دام يُخَفِّضُ من حالة الهلع التي لها آثار خطيرة ربما تتعدى في خطورتها الفيروس نفسه ، على ألَّأ تجعله يغفل الأسباب الواقعية والإجراءات الوقائية .
لكنَّ التفكير العلمي القائم على أسس علمي النفس والاجتماع يخبراننا بعكس ذلك تماماً ، فالمجتمع لن تتغير أخلاقه إلى الأفضل بشكل مطلق ، بل ربما إلى الأسوأ ، وذلك يرجعُ إلى أسباب عديدة ، أهمها أن المنافق وغيره لا يشعر أنه مذنبٌ في أفعاله كي يتوب ويتركها ، بل يرى نفسه في المسار الصحيح ، ويرى غيره في المسار الخاطئ ، ولذلك تراه ينشر في حسابه الشخصي نصائح وآيات قرآنية متقمصاً دور "الداعية" إلى التوبة ، وهذا هو فعل اثنين من "الدفاعات النفسية اللا شعورية " وهما :: التبرير إذ يقنع الفرد نفسه بجلب أسباب منطقية لأعماله غير المنطقية محاولة منه لتحقيق الاستقرار النفسي . والإسقاط الذي يستعمله الفرد لا شعوريا فيرحِّلُ أخطاءه ومكبوتاته إلى الآخرين ، فالمنافق يُكثِر من اتهام الآخرين بالنفاق ، والكذَّاب يكثر من اتهام الآخرين بالكذب ... وهكذا .
وإن افترضنا جدلاً بأنه سيعود إلى نفسه فيحاسبها ويكتشف أخطاءها ، فإنه لن يكون إلا شبيهاً بذلك الرجل الذي دخل مقبرة النجف ، ففزع لما رآه من أجساد تحت التراب ، وتيقنَّ بأنه سيلحقهم عاجلاً أو آجلاً ، فقرر أن يتوب إلى ربه فيكفُّ عن إيذاء الناس بسرقاته ، فلما خرج من المقبرة تناقص التأثير ونسيَ والمشهد وعادَ إلى سيرته الأولى . الذي أريد قوله إن علاج الشخصية لا يتم بالأزمات ولا النصائح ، بل بخطة علاجية يحتاج تطبيقها إلى الإرادة والصبر .
فضلاً عن أنَّ الأزمات بشكل عام تؤثر سلباً على الجهاز النفسي للإنسان ، ومن ثم على أخلاقه وسلوكياته ، فلا تنتهي أي أزمة إلا بعد أن تترك آثاراً سلبية لا تحصى ، ولي أن أذكركم بما تركته أزمتا القاعدة وداعش ، وغيرهما من الأزمات التي تسبب بها فيروس من الإنس أو من الفيروسات نفسها .
لكنَّ تصور المجتمع بخصوص أن الأزمة تكشف المعدن الحقيقي لكل إنسان هو تصور صحيح تماماً ، ويكفي أن نؤكده بعودة المعدن الأصيل للشعب العراقي المتمثل بالتكاتف بين أفراده ، وظهور حملات مساعدة الفقراء حتى في القرى الصغيرة ، والتي أخذت سابقا شكلَ الدعم اللوجستي للقوات الأمنية ، ومساعدة عوائل الشهداء .



#وعد_عباس (هاشتاغ)       Waad_Abbas#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظل أزمة كورونا ، وحظر التجول... دعونا نصحح أفكار المجتمع ...
- صورة فائق الشيخ علي بين مؤيديه ورافضيه (وجهة نظر نفسية)
- حادثة (ركضة طويريج) - سيكولوجية ردود الفعل الشعبية
- انتحار الشباب العراقي (وجهة نظر مغايرة)
- الله أم هاري ميلز !
- من سيضعُ حداً للتفسيرات الدينية ؟
- التأثير النفسي لمقالات الدكتور الوردي
- الشاب العراقي بين حضارة أجنبية حية وحضارة عربية ميتة ج1
- تظاهرات العراقيين - تحليل سيكوبيئي
- نحو دراسة الفقر سيكولوجياً (الجزء 3)
- مازوشية العاشق وسادية المعشوق في الشعر العامي العراقي
- تشوه صورة المرأة في الشعر العامي العراقي
- نحو دراسة الفقر سيكولوجياً (الجزء 2)
- نحو دراسة الفقر سيكولوجيا (الجزء 1)
- -لوم الذات- ظاهرة نفسية تنتشر في الشعر العامي العراقي
- ما لم تلتفت إليه منظمات المجتمع المدني في العراق


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - وعد عباس - في ظل أزمة كورونا ، وحظر التجول... دعونا نصحح أفكار المجتمع (ج2)