|
هل يفكك الفيروس المنظومات البشرية فوق كوكب الأرض ؟
عائشة التاج
الحوار المتمدن-العدد: 6522 - 2020 / 3 / 24 - 18:27
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الفيروس وخلخلة منظومات كوكب الأرض البشرية.
يعيش كوكب الأرض برمته حدثا اسثنائيا لم تتوقعه أعتى ترسانات الاستخبار بكل تجهيزاتها التكنولوجية المبهرة وبطواقمها البشرية ذوي المهارات البطولية المثيرة للدهشة أحيانا كما تصورهم لنا هوليود وربيبتها . من كان يتوقع ان فيروسا صغيرا جدا سيقهر البشرية برمتها ولو لمدة محدودة ؟ من كان يتوقع أن تتفكك الاتحادات والتكتلات الكبرى بهذا الشكل، كي تنكمش كل دولة على نفسها ،تحصي ضحاياها ،تغلق حدودها الجوية والبرية مؤمنة كل الإيمان بأن الأذى لا يمكن أن يأتي إلا من الآخر ، الآخر هو العدو تتفكك الروابط وتهيمن سيرورة العزل
داخل كل بلد ،تعلن السلطات حالة الطوارئ وتعبئة كل إمكاناتها لتطبيق شعار العزل والتفكيك الاجتماعي لا مجال اطلاقا لكل تجمع بشري ، سعي حثيث لتفكيك الروابط الجسدية على الأقل إلى مداها الأقصى تلك الحبال اللامرئية التي قد تربط هذا الجسد بذاك يتم تمطيطها لأبعد مدى لعلنا نحد من أمكانيات العدوى وانتشار هذا الفيروس الفتاك عبر الأجساد البشرية من هذا لذاك
تنزل السلطات بكل جبروتها ، تستعرض عتادها اللوجيستيكي لفرض هيبتها وتنفيذ قرارات اتخذت على وجه السرعة لحماية الوطن ضد فيروس فتاك قد يقضي على الصحة العامة وبالتالي على الاقتصاد و ما قد يرتبط به من كل مجالات الحياة الحيوية
تبتلع الدور والمساكن اغلب الأجساد ، تفرغ الفضاءات العامة للمدن من حمولتها يتم توقيف السيارات والحافلات الا من إعداد جد نادرة تضمن السير العادي لحياة غير عادية وحدهم الضروريو ن جدا جدا يضمنون سيرورة دورة الحياة العامة . تطفو غريزة البقاء على السطح ،يتهافت الناس على المواد الغذائية ،تفرغ بعض رفوف التموين الغذائي الازدحام والتدافع والهلع وشيء غير قليل من عطف الإنسان على أخيه الإنسان ينفلت من جيوب الأنانية و الحرص على الذات . فالأنانية والرحمة شيئان متوازيان لكنهما قد يتواجدا على الركح في نفس الحين ، تلكم حكمة الخالق لا محالة اذ جعل دورة الحياة خاضعة لصراع الأضداد دوما وأبدا
طاقة الخوف والهلع : أولئك الكبار جدا ، الجبابرة المسيرون للعالم يتبادلون التهم بينهم :كلام إعلامي او حتى دبلوماسي عن فرضية المؤامرة والحرب البيولوجية لأسباب التفوق الاقتصادي ثم الاستراتيجي على العالم الشك والحذر والتنافر سيدا الموقف
الأجهزة الدولية : تهتز توازناتها ما بين القوى المتجاذبة ، تحاول جادة تدبير التناحرات والتنافرات بقرارات توجيهية ذات طابع تنسيقي للحد من تداعيات الفيروس على الصحة العامة للبشرية من خلال نشرات يومية تعكس تطور الفيروس وتطورات الأبحاث لتطويقه حسب المعطيات التي يجود بها كل بلد على حدة الجبابرة الصغار :
الأصغر منهم ، يمتشقون شعار الوطنية كجواب جاهز هنا والأن ، ينخرطون ضمن السباق في الحرب على الفيروس بحزم ومسؤولية ، ويعلنون حالة الطواريء ، الآخر هو العدو ،الآخر مصدر الشر ، العدوى لن تكون الا خارجية فلنغلق الحدود كل الحدود تقام السياحات والمتاريس ما بين الدول وما بين المدن بل حتى الأحياء. فرخصتك للتسوق لا تسمح لك الا بحيز مجالي قريب من بيتك
يتم تصريف قرار العزل الاجتماعي الذي سمي حظرا صحيا بلغة الصرامة حتى وان جاءت بشكل متدرج يتم اخراج الأموال المذخرة ، طاقة الخوف تجعل حتى لصوص المال العام يسعون لتبييضها بمنح كريمة للصناديق ،لربما كان الخوف من الموت يجعل الإنسان يخاف مصيره الآخروي والعقاب المنتظر هناك يخرج العسكر والمدرعات وكل وسائل الترهيب المادية والقانونية لاجبار المتنطعين على الامتثال بعد ان استنفذوا وسائل الترغيب والتحسيس من خلال الإعلام الرسمي وشبه الرسمي كوسائل التواصل الاجتماعي هي كلمة واحدة غير قابلة للجدل ذلك أن البلدان التي يكثر فيها الجدل ، تأخرت فيها القرارات فاستبد بها الفيروس لا سبيل لمواجهة استبداد الفيروس غير الاستبداد بالقرار لأضيق دائرة ممكنة نحن نقرر وأنتم تنفذون لا خيار لكم . غير الامتثال ، نحن آباؤكم نخاف عليكم ونحميكم الناطقون باسم الشعب يوجهون النداءات للشعب ،وتتعدد النداءات فالكل يتوجه للكل ،الكل يمتشق كزعيم صغير يعطي النصائح والتوجيهات لغيره وكأن لسان حاله يقول : أنا منضبط والآخر هو الفوضى وهو الحامل المحتمل للفيروس أصابع الاتهام تتوجه دائما للخارج ،ولكل خارجه
الهيئة الطبية بمختلف مهنئيها على خط النار ، مواجهة مباشرة مع الفيروس ، تعبئة عامة وحثيثة ،تضحيات جسام بامكانيات تبقى محدودة لدى أغلب الأنظمة الصحية ، التي تعتبره مجالا غير منتج وبالتالي فهو يأتي في الدرجة الثانية ، حيث يكون الإنسان برمته في خدمة الرأسمال لا العكس
مالذي يمكنه استخلاصه من هكذا وضعية ؟ وكيف يمكننا التصرف بشكل حصيف ؟! في المقال التالي يتبع
“
#عائشة_التاج (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أعياد وحنين
-
خصوبة الأحلام
-
مداخلتي اثناء مناقشة كتاب : العوامل السسيوجغرافية للمراة في
...
-
حول ثقافة الاستبداد
-
حلكة الموت عند المستبد
-
تساؤلات حول الماء وأسراره الخفية
-
عندما تتحول فريضة الحج للقب التباهي
-
الطفلة صاحبة جائزة القراءة العربية والاحتفاء الرسمي ,
-
بعض السمات النفسية لشخصية الحكام الطغاة :
-
عندما يكون الحج بنكهة الإهانة والمعاناة ,
-
كلنا المهدي الشفعي ومطالبه
-
تأملات في تيمة الخوف .
-
المقاطعة ومحاولات تملكها
-
تأملات في حراك -المقاطعة -بالمغرب
-
التيه منارة الحيارى
-
علموا بناتكم فنون الحرب ضد التحرش
-
قراءة في رواية نوميديا لطارق بكاري
-
المنبر الجوال والواعظ الكامن فينا ,
-
من تداعيات عيد الحب
-
الراجلون وقانون السير بالمغرب
المزيد.....
-
أمير الموسوي في بلا قيود: تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60%
...
-
بعد مرور شهر على نظام المساعدات الجديد في غزة، أصبح إطلاق ال
...
-
حكم للمحكمة العليا الأمريكية يُوسّع صلاحيات ترامب، والأخير ي
...
-
عاجل: ترامب يقول إن وقف إطلاق النار في غزة بات قريباً، ويأمل
...
-
ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي: لقد هزمت شرّ هزيمة
-
سوريا تعلن ضبط نحو 3 ملايين حبة كبتاغون بعد اشتباك مع مهربين
...
-
إعلام إسرائيلي: جثث 3 أسرى في غزة أعادها عناصر من مجموعة أبو
...
-
القلق يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية استهدفت سجن إيفين... مصير سج
...
-
موقفا تخفيف العقوبات عن إيران.. ترامب لخامنئي: أنقذتك من -مو
...
-
جيش الاحتلال يقتحم كفر مالك والمستوطنون يصعّدون بالضفة
المزيد.....
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|