أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - الجلجامش الأمريكي!














المزيد.....

الجلجامش الأمريكي!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6517 - 2020 / 3 / 18 - 09:58
المحور: كتابات ساخرة
    


نشرت صحف يوم الاثنين 16-3-2020م خبرا، أعادني هذا الخبر إلى أقدم الأساطير والملاحم الأدبية البابلية، وهي ملحمة جلجامش الأدبية الشعرية، التي حدثت في القرن الثامن عشر قبل الميلاد,
"تحكي الأسطورة قصة بطل مدينة (أوروك) البابلية، جلجامش، وهو من نسل الآلهة، أرسلت له الآلهة منافسا من السلالة البشرية لكبح جماحه، هو (أنكيدو) غير أن جلجامش تمكن من شراء ولائه وصار صديقَه الأوحد، فأصبح جلجامش أكثر قوة من ذي قبل، مما دفع الآلهة أن تقتل (أنكيدو) البشري، لأنها لم تتمكن من قتل جلجامش، لأنه من سلالة الآلهة، لإضعاف جلجامش.
حزن جلجامش بعد موت رفيقه، وقرر البحث عن نباتِ(الخلود)، وهو عُشبة بحرية تُجدد الشباب، استطاع أن يحصل عليها بعد أن غاصَ في أعماق البحار.
أحس بالسعادة والفرح بهذا الإنجاز الكبير، واحتفل احتفالا كبيرا، كانت نتيجتُه الخيبة والألم، عندما تسلل ثعبانٌ إلى صندوق عُشبة الخلود وأكلها، هكذا خَلُد الثعبانُ، ومات جلجامش حزينا خائبا!" انتهت الأسطورة
أما الخبر الذي جدَّد عندي ذكرى أسطورة، جلجامش الأدبية فقد نشرتْه الصحف:
"عرضَ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وفق صحيفة، دي فيلت الألمانية، يوم 16-3-2020م صفقةً لشراء معامل إنتاج التطعيم الألمانية (كيورفاك) المختصة بابتكار التطعيمات ضد وباء الكورونا، وأنه دعا رئيس الشركة لزيارة البيت الأبيض، وعرض، ترامب مبلغا كبيرا نظير الشراء، غير أن الحكومة الألمانية غيَّرت بسرعة مجلس إدارة الشركة، ومنعتْ هذه السرقة، لأن اللقاح غير خاضع للاحتكار التجاري، فهو مِلكٌ للبشرية!" انتهى الخبر.
هناك تماثلٌ بين النيويوركي، دونالد ترامب، وبين الأوروكي، جلجامش، كلاهما يسعى للقوة، وكلاهما يسعى لحياة أبدية.
إن محاولة دونالد ترامب شراء معامل إنتاج اللقاحات في ألمانيا تُشبه بالضبط رحلة بحث جلجامش عن عُشبة الخلود الأبدية، حتى لو كان الثمن هلاك نصف البشر!
جلجامش الأمريكي النيويوركي يرغب في تغيير كل العالم، فهو لا يسعى إلى احتكار مصادر القوة فقط، بل يسعى لتغيير مسار البشر أجمعين، فهو ضمن منظومة عالمية لا تهدف فقط لتطويع العالم، بل تهدف للتخلُّص من كل الماضي، وإعادة صياغة البشرية، وفق معطيات، برزت واضحةً جليَّة، بمناسبة وباء الكورونا!
من أبرز هذه المعطيات، فرض حظر التجول العالمي، لهدف زيادة الاستهلاك، وإدماج الشاذين عن القطيع في الشبكات الرقمية، أي تحويل البشر إلى رقائق كمبيوترية.
إلغاء الثروات الطبيعية، كالبترول والمعادن، بواسطة المضاربات التجارية، وتخفيض أسعارها، وإيقاف رحلات الطيران المعتمدة على استهلاك النفط، وتحويل كل الثروات إلى مالكي الشركات الرقمية الكبرى!
تغيير النمط التقليدي البائد لأبرز المفاهيم الاجتماعية ، بحيث تصبح الشبكات الرقمية هي البديل عن الأسر التقليدية، وعن الأصدقاء، وعن زملاء المهنة والعمل.
إلغاء صك النقود المعدنية والورقية، بتهمة أنها المسبب في نقل الأمراض، فهي الناقل الرئيس لمعظم الأمراض، وأبرزها فايروس الكورونا، ليصبح المال كله في صيغة رقمية إلكترونية، تتبع مباشرة لأباطرة العالم.
تغيير أدوات السيادة التقليدية، بحيث تصبح الجيوش، والشرطة، وأنظمة الأمن المختلفة تقليدا بائدا، لغرض تعزيز الرقابة الإلكترونية، بواسطة الأجهزة المحمولة، فهي الرقيب الحسيب!
إلغاء نظام التعليم القديم، في أشكاله التقليدية، مدارس، معاهد، جامعات، وتحويل التعليم إلى برامج كمبيوترية تحمل برامج كمبيوترية، مُصممة فقط لخدمة مبتكريها، في مقابل دفع أثمان باهظة للقادرين على دفع تكاليف برامج التعليم!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قذائف الكورونا !
- الداعون بهلاك الصين !
- هل ألكورونا فايروس رقمي؟
- المصارع، ترامب!
- قصة البطل البدوي
- صفقة القرن!
- الترامبيَّة
- ظرفاء البخلاء
- اغتيال سليماني
- سفرٌ على حصان
- المخدرات أفضل من المتفجرات!!
- إلى منقبي العقول !!
- نتنياهو في خطابه الأخير
- السلفية السياسية
- برامج التعليم تنشر الجهل !
- حقائق وعد بلفور !
- اختراع الأبطال
- حصار رقمي على فلسطين !
- السنة العبرية الجديدة
- جمعة الكاوتشوك، وجمعة البيئة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - الجلجامش الأمريكي!