فى نظرية الخوف الجمعى !

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6515 - 2020 / 3 / 15 - 09:18
المحور: الطب , والعلوم
    

لعل الخوف من اسوا المشاعر التى يمر بها الانسان و الجماعة.لكن الخوف ايضا عامل مهم فى تقدم الانسان و قدرته على الاستمرار مئات الالاف السنين رغم كل ما تعرض له من تحديات هددت وجوده .و لهذا السبب يعتبر الخوف فى الدراسات الانثرو سيكولوجية احد اهم العوامل التى حافظت على بقاء الانسان اذا اعتبرنا ان البحث عن الامان يشكل الهاجس الاساسى لللانسان على مستوى الفرد و الجماعة.
فكرة سيكولوجية الجماعة لم تظهر فى البحوث الاجتماعو سايكولوجيه الا فى القرن التاسع عشر مع نمو المدن و تطور الحياة الحضرية و مع ولادة علمى الانثروبولوجى و السايكولوجى .
سبب الخوف ياتى عادة من عوامل تهدد وجود الجماعة ,حروب او كوارث طبيعيه الخ .. احد الدراسات تلحظ مثلا ان نسب الزواج و الولادة ترتفع كثيرا لدى المجتمعات التى تعرضت لمستويات مختلفه من الابادة او الدمار .و لعل هذا رد فعل غريزى من المجتمع و الخوف من الانقراض او التلاشى او الذوبان .اخذين بعين الاعتبار ان العيش ضمن مجموعة و اكتساب هوية المجموعة امر اساسى فى كل المجتمعات عبر التاريخ .

كما لاحظت العديد من الدراسات الانثروبولوجية نزعة تكتل المجتمعات و رص صفوفها لدى الشعور بخطر يهدد الجماعة الامر الذى يؤدى غالبا الى ارتفاع وتيرة التضامن المجتمعى و اضعاف دور الفرد .
توجد عادة اليتين تستخدم فى مواجهة الخطر الاولى مواجهة الخطر و الثانية الفرار من الخطر .و ايضا امكانية انهيار المجتمع من الخوف كما كان يحصل مثلا مع تقدم قوات جنكيز خان حيث كان ينشر الرعب بحيث كان يؤدى الى شلل البلاد و استسلامها حتى قبل الوصول اليها.
و غالبا ما يكون مصدر الخوف الجمعى او الهيستيريا الجماعية من اعتقاد الجماعة خطا ام صوابا بعدم قدرتها على مواجهة الخطر الامر الذى يساهم فى نشر حالة هلع عامة يتعطل فيها او يضعف دور العقل و القدرة على فهم نوع الخطر بصورة عقلانية .

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل