أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - على هامش رسالة الغفران !














المزيد.....

على هامش رسالة الغفران !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6510 - 2020 / 3 / 10 - 08:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



الذى قرا كتاب رسالة الغفران لابى العلاء المعرى لا بد ان يلحظ هذا المستوى العالى من التامل و التفكير ذات الطابع الفلسفى .من المحزن ان كتبا اخرى له ضاعت بسبب الغزوات التترية و الصليبية و ربما الصراعات الداخلية .و ليس كل يوم يكون عندنا مفكرين و كتاب بهذا المستوى من الغنى المعرفى و الروحى .

و رسالة الغفران هى رحلة خيالية يمضى فيها الى العالم الاخر حيث يلتقى يشعراء تلك المراحل و يتحاور معهم فى مواضيع مختلفه .

و فى زياراته الى بغداد و حوارته هناك عرف عن المعرى موقفا مؤيدا للعقل فى مواجه الافكار الشائعة العادات و التفاليد و النقل !
لكن ابو العلاء لم يسلم فى عهده من الداعشيين الفدماء ممن اعتبروه زنديقا فى ظل القول الشائع يومها من تمننطق (اى استعمل المنطق ) تزندق ! .و مثل هؤلاء موجودين فى كل عصر و زمان .و مهمتهم هى حجر الفكر و القضاء على الابداع و تضييف افاق العفل.

و قد راينا ما فعلوا بالحلاج فى بغداد الذى وجهت اليه تهمة الزندقة او الهرطقة.
و تعبير الزندقة جاء على ما يبدو من اللغة الفارسية حيث استخدم لوصف اديان مثل المانوية و سواها .لكن المصطلح اتسع ليصف المسلمين ممن يعتقد انهم يحملون افكارا بعيدة عن الافكار المتداولة.

فى صباح يوم حزين افاقت بغداد على قرار المحكمة التى اتهمت ابى منصور بالزندقة .و لعلهم خافوا من تاثير فكره كما كان الامر مع سقراط فى المحاكمة الشهيرة التى تعرض اليها و كانت التهمة الاكبر له افساد عقول الجيل الجديد من شباب اثينا !.
تم صلب الحلاج و سمح لاهالى بغداد ان يروا جثته بعد موته من اجل ان يعرفوا ماذا يحل ب مصير الزنديق ؟لكن نقل عن الحلاج و هو يردد كلمات من شانها ان تهز ضمير جبال .يا الله انهم يتقربون اليك بقتلى فاغفر لهم !
لانهم كما قال المسيح قبل ذلك بالف عام و هو على الصليب فى القدس اغفر يا ابتاه انهم لا يعرفزن ماذا يفعلون!

بعد ذلك اكثر من الفين عام راينا الناس يتدافعون لرؤية القذافى جثة فى غرفة تبريد للخضار . كان منظرا حزينا .كنت انظر اليه و انا غارق فى التفكير فى التاريخ.شاهدت ابا يحمل ابنه الصغير فوق رقبته و هو يقوم بتصوير جثة الفذافى بالموبايل .كان منظرا فظيعا .من الطريف ان احدى التهم التى قيلت من قبل الاسلاميين ضد القذافى انه كان ا زنديقا .. و قد لخصت كلينتون المشهد االدرامى بتردادها كلمات قالها جوليوس قيصر من الفين عام (.لقد ذهبنا لقد راينا ثم مات) . و حين قراتها عدت للوراء اتذكر مذكرات زوجها بيل كلينتون و هو يتحدث عنها و يصفها بالشابة الرقيقة عندما راها فى مكتبة الجامعة لاول مرة .فكرت فى نفسى هل كانت حقا كذلك ؟؟؟
عقب معركة زيلا التى انتصر فيها انتصارا ساحقا ارسل جوليوس قيصر رسالة الى السينيت الرومانى تحمل هذه العبارات( لقد ذهبنا لقد احتللنا لقد عدنا ) . و هى العبارات صارت مرادفه الى سرعة الحسم العسكرى الحاسم .
لكنما فعله جوليوس قيصر من بطولات اثار حسد اشخاص مثل كاسيوس و مجموعته الذين اتهموه بانه يعمل لان يكون دكتاتورا .كان صاحب وجه اصفر وصفه شكسبير وصف يليق به.لكن الماساة الحقيقية كانت لدى شخص اخلاقى مثل بروتس .و عندما قرات الرواية اول مرة و انا طالب فى الادب الانكليزى كتبت فى اطار التحليل ان بروتس هو البطل التراجيدى بدون ان اضطلع حينها على اى كتابات تضع بروتس كبطل تراجيدى .
و هذه العبارة عادت ليكرر استعمالها من قبل ملك بولندا جان الثاث فى القرن الثامن عشر الذى قال لقد ذهبنا لقد راينا و انتصر الله !
و للغرابة فقد امتدت الكلمة التى قالها جوليوس قيصر الى عالم البزنس الراسمالى حيث استعملتها شركة المارلبورو على راس علبة السجاير فى نى فى دى فى سى) اى ذهبنا احتلنا ثم عدنا .(

فى رسالة الغفران يستعمل ابوالعلاء اسلوب الرحلة الخيالية فى معرض رده على ابن القارض الذى كان قد كتب رسالة يشكوا فيها اهل زمانه من ملوك و من بشر مستعرضا مصير من كتانوا يسمون الزنادقة.
فى رسالة الغفران يتنقل ابن الفارح فى الجنة .يلتقى بكبار الشعراء العرب من النابغة الذبيانى الى زهير بن اباى سلمة الى الاعشى الى عنترة الى طرفه و عمرو بن كلثوم الخ و .تدور حوارات و مساجلات صارت تعتبر من المصادر المهمة لدراسة الادب العربى فى تلك الحقب .

السؤال هل تاثر دانتى الذى كتب اهم الملاحم الاروبية فى العصر الوسيط بابى العلاء؟ سؤال ليس من السهل الاجابة عليه قيل ان رسالة الغفران وصلت اوروبا من خلال الحروب الصليبة حيث سيطر الصليبيون كما هو معروف على اجزاء واسعه من بلاد الشام .لكن لا اعرف عن وجود ادلة تؤكد الامر . على كل حال لا ننسى ان صفلية كانت تحت سيطرة العرب المسلمين لزمن طويل و يلاحظ المرء بعض المءثرات العربية فى كتاب دانتى و الحديث عن ذلك موضوع يطول ..دانتى ايضا سافر مثل ابى العلاء بخياله الى العالم الاخر حسب مفهوم المسيحية فى الفرون الوسطى التى كان لتوما الاكوينى اكبر الاثر عليها فى صياغة الفكر المسيحى الاوروبى فى تلك الاوقات .و التقى باشخاص من العالم الاخر و تحاور معهم و منهم مثلا الشاعر الرومانى فيرجل الذى قاده الى المطهر و الجحيم .الحجيم هنا ياس الانسان وسط الخطيئة و المطهر هو عملية التخلص من الخطيئة عن طريف الايمان و الحب الخالى من روح الانانية .

و اذ لم يتسنى لى دراسة جيدة للمرحلة التى عاش فيها ابو العلاء لكن من المعروف انها كانت مرحلة اضطرابات و حروب و الادب عادة من يعكس روح المرحلة و نحن نلاحظ مثلا انه .ففى ظل الاضطرابات و الحروب و الفتن نرى ترعرعا للفكر الصوفى الذى يريد ان ينئى بنقسه عن اجواء الفتنه .و لعل اعتكاف ابو العلاء جاء فى ظل هذه الاجواء .لزم الرجل بيته طوال حياته و لما مات دفن فيه .و لم يسمع هناك صوت الا عندما قام الدواعش المعاصرون بتفجير تمثاله !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسافر الذى يضيع الطريق لدى اقترابه من البيت!
- الابعاد السسيولوجيه للكورونا !
- لا بد من التصدى للتحديات !
- جولة فى المدينة
- ثلوج تسقط و ربيع على الابواب !
- نحن نتجه بقوة نحو الفوضى فى عالم ما بعد الحقيقة !
- انها حرب عالمية !
- لن ينهار العالم و لدينا القدرة على المقاومة !
- الاحتفاء بالحياة
- دعوهم يكونوا اطفالا!
- فى انثروبولوجيا المرض
- انها معركة سياسية فى المقام الاول
- اختلط الحابل بالنابل سورية تبعثك ردع و مصر تبعث فلافل !
- هل االعالم مقدم على كوارث طبيعيه غير مسبوقة
- عن الزمن الثورى و دور الشباب العراقى فى الثورة الفلسطينية !
- عن جورج اورويل !
- ظلال الزمن !
- الخطب جلل و ينبغى ان يتم التركيز على تجميع اوراق القوة!
- بؤس تسيس فيروس الكورونا !!!
- فرنسيسكو غويا الفنان الذى جعل ريشته ثوره على الحروب والظلم ا ...


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - على هامش رسالة الغفران !