الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 6 - 22:09
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ما تعيشه الأمة الجزائرية من محن السياسة ، والإقتصاد ، والصحة وتدهور حالة المجتمع الذي فقد كل ثقتة في نظام متآكل يلعب أوراقه الأخيرة ، ولو بدفع البلاد نحو الإنقسامات والتطاحن الإثني والهوياتي والثقافي واللساني ، فهو نظام مجتهد في تطبيق نظرية مكيافيلي الإيطالي ( فرق تسد ) .
°° قال ديجول يوما سيستقل الجزائريون لفترة تقل عن القرن ، ويعجزون تسيير و تدبير شؤونهم فييندمون على الإستقلال ... الذي سيرونه نقمة أكثر منه نعمة ، وأن السيف باق فلم يتغير سوى ماسكه ، وقد يكون مؤرخو المدرسة الكولونيالية صادقين عندما قالوا بأن هذه البقعة من الشمال الإفريقي أصابتها ( لعنة التاريخ) فهي عاجزة عن إدارة نفسه بنفسها ، أو تكوين دولة دائمة الوجود والكينونة ، فدولها كالفقاع يظهر في الأوقات المطيرة الندية ، وسرعان ما يختفي عند انجلاء مسبباته ، وهو ما جعل زعيمة التيار اليميني الرديكالي في فرنسا ( مارين لوبان ) تقول للجزائريين بما معناه : ( أنتم أحرار ومستقلون ، فلماذا أنتم ملتصقون بنا هكذا ، ابقوا في بلدكم الجزائر لتنعموا بخيراتها ...)
°° ما تعيشه الجزائر بعد 58 سنة الإستقلال الموهوم كاف بصدق نظرة غيرنا أننا عاجزون في كل شيء ، قد يكون العجز في الشعب الذي قال فيه مالك بن نبي بأن له ( قابلية للإستعمار) ، فهو يعبدُ الغازي المهيمن في لسانه وعوائده و ثقافته وينصب نفسه مدافعا عنه ، وإن لم يتوفر ذلك الغازي فهو سيصنع أصناما وشخصيات يعبدها مثل عبادة بومدين ، عبد العزيز وصالح و بعدها تبون ..... بدل عبادة الأفكار والقيم التي يتولد عنها أمة قوية لها منعة ، وكأنه جاهل أو متجاهل بأن تلك الشخوص وجودها مرهون بإرادة الشعب وخدمة مصالح الوطن العام .
°° النظام الذي يستنجد بشخوص ذوي سوابق في التحريض على الفتنة لتقسيم الشعب ودفعه لأتون الفتن والحروب ، كالتي وقعت زمن الصحابة في الجمل وصفين ، أو كالتي وقعت بين مسلمي الأندلس بربرهم وعربهم ، والتي انتهت بالإنقسام إلى عشرات السلطانات التي لم تقو الدفاع عن نفسها أمام وحدة النصارى بقيادة موحدة ( لألفونسو وإزابيلا )
. °°°فنحن أمة تقرأ التاريخ لبعث عداوات قديمة ، وليس الاتعاظ بالماضي من أجل بناء دولة مدنية واحدة عادلة تنظر للجميع بندية .
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟