أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي. - راهبة الخميسي - المرأة العراقية وآذار المجيد














المزيد.....

المرأة العراقية وآذار المجيد


راهبة الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 19:43
المحور: ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي.
    


‎رغم كل المعانات والصراعات المتعاقبة التي
‎تعرضت لها المرأة العراقية دهراً طويلاً معتماً، لم ينثن عزمها، ولم يحبط طموحها لاثبات ذاتها وانسانيتها، ولتعزيز هويتها الحقيقية التي تميزها عن كل نساء العالم الثالث.
‎ظل الرفض مستمراً رغم تزايد ما فرض عليها في مجتمع تهالكت فيه دولة وصلت لاطراف حافة الانهيار، بسبب مَن تسلطوا ومسكوا زمام التحكم في مقدرات العراق واوصلوه للحالة المريبة التي هو فيها.

‎لم تعد المرأة العراقية مثلما كانت، خاضعة للانكسارات المتلاحقة التي همشتها واقصتها وحجمت دورها في المجتمع، ووضعتها بين مطرقة صدئة وسندان ناقم، افقرتها واحزنتها جيلاً بعد جيل، فكانت ضحية لممارسات متخلفة مختلفة.
‎خضعت للقمع في بيتها او خارجه، خادمة دون اجر، مربية دون مقابل، زوجة ثانية او ثالثة او رابعة، ثكلى او ارملة، يتيمة دون راعٍ، قاصرة عقل ودين، مكممة الفاه في بلد تتراكم فيه ملفات الفساد والجريمة، ويخاف فيه القضاء من مواجهة الحاكم.
‎طفلة يمارس ضدها العنف والتخويف، او عادات الختان، او التزويج القسري، وبالغة ذبيحة وضحية لغسل العار، وزوجة قاصرة بعمر الطفولة، وشابة تتعرض للتحرش او للاعتداءات الجنسية على يد الفاسقين، او للتصفيات المريعة وكواتم الصوت، وام تمنح ابناءها قرابيناً مجانية للحروب والنزاعات التي زج بها البلد.
‎حملت على كاهلها ثقل الحياة سنوات مظلمة طويلة، وقد سرقت حقوقها، وهي ترضخ تحت سطوة تستلب انسانيتها وتفرض عليها الطاعة العمياء لقرارات التيارات الاصولية، والعشائرية التي تصدرت المشهد خاصة في السنوات الاخيرة.
‎لايمكننا اختزال مظالم المرأة العراقية من خلال استعراض مقتضب، أو تذكير خاطف لما عانته من استلاب حَجَّمَ دورها الانساني المقدس في الشأن الاجتماعي والثقافي.
‎فتاريخ المرأة العراقية يختزن معاناتها ومظلومياتها التي مورست بحقها تحت مسوغات ايديولوجية وبايولوجية او دينية او ثقافية او اخلاقية، والذي اطلقوا عليه البناء الاجتماعي.
‎لقد تراكم الوعي الاجتماعي لدى المرأة العراقية واضيفت له تراكمات معرفية، جعلتها تتمكن من تفعيل دورها، وتعزيز حضورها.
‎فكان الحراك النسوي الملفت في سوح التظاهرات الذي ابهر وفاجأ العالم.
‎خرجت المرأة العراقية لتساهم في ثورة تشرين المجيدة، لتحقيق ماتصبو اليه، فتفجرت طاقات نسوية تاريخية، لتنتقل الى ضفة المطالبات المشروعة ونيل الحقوق، ليس للمرأة فقط، بل للمجتمع بأكمله.
‎وقفت في الصدارة، وقدمت التضحيات، مدركة خطورة الوضع، تتصارع مع معادلة يصطنعها الفاسقون باستغلال المحنة بالابتزاز، بالاعتداءات وبالقتل والخطف والاعتقالات، وشتى اشكال العنف والترهيب.
‎تصدت المرأة بمختلف مستوياتها واختصاصاتها، واعدة وواعية، مسؤولة ومدركة لدورها، تتمتع بحس وبفكر نير، داعمة وراعية، متصدية ومحاربة ضد كل التجاوزات السافرة التي تستهدف تفريق الحراك بشتى اساليب العنف، وانواع السبل والاسلحة من اجل خلق التصعيد الذي تنتهجه طبقة سياسية لا تحترم ارادة الشعب، ولا تخجل من ممارساتها وتقصيرها وعدوانيتها ضد ابناء البلد، دون اي اعتبار لدماء العراقيين.
‎عبرت المرأة العراقية رغم الازمات الثقيلة، السياسية والاقتصادية والصحية والامنية وغيرها، فقدمت واعطت وضحت، وكانت السباقة في المواجهة.
‎ورغم كل الممارسات الوحشية والعنف اللا إنساني، اصرت المرأة العراقية على العبور الى ضفة الامان، والى تحقيق امالها وامال الجميع ضد من استحوذوا على اموال العراق وسرقوا لقمة ابنائه، لتنهي بساعديها متكاتفة مع سواعد ابناء الوطن، مسلسلاً عدوانياً اجرامياً تمارسه عصابة القتل والسرقة والاستلاب.
‎نعم ها هي المرأة العراقية التي دونت بتاريخ العراق قصة نضالية عظيمة، كشف تفاصيلها الحراك الانساني الشريف في ساحات التظاهرات في بغداد وباقي محافظات القطر.
‎تحية للمرأة العراقية وهي تسير بمجتمعها الى الامام، تناهض الظلم والجريمة ومسببات الاخطار والموت المجاني، وتحارب من اجل العمل والتحصيل العلمي، وتشارك في بناء الوطن، وتقطع الطريق على حكومة الاثرياء، عمالقة النفط والاسلحة، وشركات الربح غير المشروع، وفوارس الخيانة والعمالة والكسب الحرام، الذين يسعون لتحطيم العراق، وليجعلوا من ابناء شعبه افراداً اذلاء يقبعون في كهوف الفقر والجهل والمرض.
‎تحية للمرأة الفاعلة وهي تحارب سلطة تحتل الشعب، وتتحكم بحيوات ابنائه وبمستقبلهم، وتسرق حقوقهم وتحرمهم من الرعاية والعيش الامن وتدمر وتبدد ثروات بلدهم.
‎تحية لمن تساهم في ايقاف مسلسل الجريمة، لكي لا يطلق الرصاص، ولا تراق الدماء الطاهرة، ولا يعود الشباب الى بيوتهم مستندين على كراسي الاعاقة، او شهداء تحتضن اجسادهم الاعلام العراقية.
‎تحية آذار للمرأة في عيدها المجيد، ولينحني لها التاريخ...لوقفتها البطولية الشجاعة، لصرختها النضالية، ولدورها النبيل لاجل خلق عراق افضل، بدورها المشرف المتميز، الذي جعل منها ايقونة تقتدي بها كل النساء.
‎راهبة الخميسي
5/3/2020



#راهبة_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناتك يا وطن
- لن أحتفل بيوم المرأة العالمي
- ممتلكات عراقية للبيع
- هل سيصبح سد الموصل سبباً للحفاظ على وحدة العراق؟
- المرأة العراقية والفصل العشائري
- الحدباء تستغيث
- على نفسها جنت براقش
- حلبچة بين الأمس واليوم
- مبارك آذار الصابرات
- الى كوردستان
- ألعودة ألوهمية
- الجزء الثاني لليلة ننار الرابعة في مالمو
- الدكتور خزعل الماجدي يضيء أمسية ننار في مالمو جنوب السويد
- التيار الديموقراطي في جنوب السويد يعقد مؤتمره الثالث
- الى أين ياعراق
- لا للعنف ضد المرأة
- المرأة العراقية .. وقانون الأحوال الشخصية
- وقفة وطنية
- جولة الحسم ورايات السلام في الخامس من أكتوبر
- جولة الحسم و رايات السلام


المزيد.....




- 9 دقائق حالت بينه وبين الترحيل.. شاهد أول ما قاله الناشط الف ...
- سوريا و-الفتنة- والأحداث في جرمانا وأشرفية صحنايا.. المفتي ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتماد أرمينيا لقانون حول بدء انضم ...
- إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذ ...
- حريق في فندق يودي بحياة 14 شخصًا شرق الهند
- القدس تشتعل: حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة وتدفع السلطات لإخ ...
- تعيين الشيخ نائبا لعباس.. إصلاح في السلطة الفلسطينية أم انحن ...
- داء فتاك تسببه الليجيونيلا.. فما هي هذه البكتيريا؟
- وزير خارجية الهند يؤكد ضرورة معاقبة مرتكبي هجوم باهالغام
- هاريس تدين سياسات ترامب -المتهورة-


المزيد.....

- المرأة الروسية بلسان قادة الثورة الاشتراكية البلشفية (فلاديم ... / جميلة صابر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي. - راهبة الخميسي - المرأة العراقية وآذار المجيد