أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - راهبة الخميسي - المرأة العراقية .. وقانون الأحوال الشخصية















المزيد.....

المرأة العراقية .. وقانون الأحوال الشخصية


راهبة الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 16:28
المحور: حقوق الانسان
    



إضطهدت المجتمعات الذكورية، المرأة لعصور عديدة، فلقد هيمنت هذه المجتمعات المتسلطة، على الاوضاع السياسية، والاقتصادية والاجتماعية.
وإستطاعت المرأة عبر سلسلة من النضالات، أن تنتزع قسماً من حقوقها في عدد من الدول، بل وتحقيقها كلها في دول أخرى كالدول الاوروبية.
أما المرأة العراقية، فقد عانت دهراً طويلاً، وهي مستلبة الحقوق في ظل القوانين السائدة، الى جانب الاضطهاد المبرمج ضدها...ولاتزال
عانت المرأة العراقية طويلاً من التسلط الذكوري في المجتمع، وتعرضت الكثير من النساء العراقيات للوفاة أثناء حالات الولادة بسبب قلة الرعاية الصحية، والجهل حيث كانت الامية متفشية، وشروط الصحة والرعاية شبه مفقودة، وكانت حياتها مسخرة للحمل والولادة وخدمة الزوج والابناء، وكان قرارها وتفكيرها المستقل يعتبر جريمة بحق الدين والمجتمع.
لم تلق المرأة العراقية إنصافاً لإنسانيتها سوى لفترة قصيرة إبان حكم الزعيم عبد الكريم قاسم ١-;-٩-;-٥-;-٨-;--١-;-٩-;-٦-;-٣-;- في ظل قانون الاحوال المدنية المستحدث آنذاك رقم ١-;-٨-;-٨-;- لعام ١-;-٩-;-٥-;-٩-;-، بعد أن كان القضاء الشرعي في عهد الملكية ينقسم الى محاكم شرعية للمسلمين ومجالس روحانية-طائفية- تشمل المسيحيين واليهود، ولم يكن الدستور الذي سبق ثورة تموز، يكفل لباقي المكونات العراقية حق التقاضي إستناداً لاحكامهم الدينية، مثل الصابئة المندائيين والايزيديين، واعتمد القضاء الشرعي للمسلمين على المذهب الشخصي للمتداعين، وكانت الاحكام تصدر وفق الفتاوي لهذا المذهب أو ذاك.
وفي نهاية الخمسينات صدر قانون الاحوال الشخصية المرقم ١-;-٨-;-٨-;- والذي شملت أحكامه كل المسلمين وغير المسلمين عدا المسيحيين واليهود، حيث أستثنوا بقوانين خاصة.
القانون ١-;-٨-;-٨-;- لعام ١-;-٩-;-٥-;-٩-;- كان هدفه تحقيق الاستقرار للاسرة العراقية، وكان مستنداً لأحكام الشريعة الاسلامية يرضي
المذاهب دون أن ينحاز الى أحدها.
وبعد الانقلاب الاسود ١-;-٩-;-٦-;-٣-;- توالت التعديلات على هذا القانون الذي إعتمده العراقيون لأكثر من خمسين عاماً دون أية مشاكل طائفية.

صفعة قوية تلقتها الاسرة العراقية عام ١-;-٩-;-٨-;-١-;- حين صدر قرار رقم ٤-;-٧-;-٤-;- والذي قضى بمنح مكافئة مالية قدرها ٤-;-٥-;-٠-;-٠-;- دينار عراقي للعسكري الذي يطلق زوجته التي هي من أصول تبعية إيرانية، و١-;-٥-;-٠-;-٠-;- دينار للمدني، لنفس السبب، مما فرق العوائل وشتت الاسر.
ولقد أثقلت الحرب العراقية الايرانية، على كاهل المرأة العراقية، فكانت المرأة مكلفة بتأمين لقمة العيش لاسرتها، حيث الاب أو الأخ أو الزوج غائب في جبهات القتال، أو شهيد، أو مفقود، أومعاق.
وفاقت المرأة العراقية، الكثير من نساء العالم، وهي التي هيمنت عليها السلطة الذكورية بإمتياز عصوراً طويلة، ولم تتطور، ولم تستطع أن تواكب، وبقيت تنجذب الى الوراء، وعاشت تراكمات عديدة، ولم تقدر على تحرير نفسها الا برفض الاستبداد، باسم الدين مرة، والقومية مرة أخرى، والطائفية التي ترفعها القوى الظالمة في المجتمع لتخويف المرأة، وإضعافها وتهميش دورها.
ولم تتوقف المرأة العراقية عن النضال والتصدي للعنف والظلم، رغم أنهار الدم والمقابر الجماعية، ورغم إهدار دمها من قبل ذويها وأفراد عائلتها، بحجة الدفاع عن الشرف، ودون أي عقاب أو قانون.
ففي عام ١-;-٩-;-٩-;-١-;- أصدر النظام المقبور(قرار مجلس قيادة الثورة)، تعديلاً لقانون العقوبات العراقي، أباح فيه قتل المرأة من قبل ذويها، أو أي فرد من عائلتها، بحجة إرتكاب الزنى، ودون أي عقاب جنائي، بل جاء مخففاً، وهذا وحده يكفي أن يكون مثلاً صارخاً للقوانين والاجراءات الوحشية وغير الانسانية، ضد المرأة.
وعانت المرأة العراقية تاريخياً من موضوع النهوة، الاكراه بالزواج، تزويجها في عمر قاصر، الوكالة بالزواج والذي غالباً مايحصل دون معرفة المرأة أو موافقتها وكأن الزواج عقد تجاري، النشوز، النفقة، حضانة الطفل إن هي تزوجت بعد طلاقها من والد الطفل، المعاناة الصعبة في المحاكم خلال دعاوى التفريق، الميراث، وغيرها من الكثير من المظالم التي تعرضت لها المرأة العراقية.
وبعد أن بدأت المرأة العراقية تنهض بنفسها ضد هذه السطوات، بقيت المخاوف من هيمنة التيارات الدينية والقومية والشوفينية تشكل هاجساً مخيفاً يهدد مواكبتها للتطور المستمر لدى المجتمعات الاخرى بالعالم.
وعاد الهجوم على قانون الاحوال الشخصية، على شكل قرار صدر من مجلس الحكم في كانون أول عام ٢-;-٠-;-٠-;-٣-;- وهو القرار ١-;-٣-;-٧-;- والذي كان يقضي بإلغاء قانون ١-;-٨-;-٨-;- ليعتمد أحكام الشريعة الاسلامية وفق المذاهب، وإستطاعت المرأة من خلال التظاهر الذي قامت به المنظمات النسوية، وبتعاون بعض الاحزاب غير الدينية، إستطاعت أن تجهض هذا القرار المجحف فالغي خلال فترة قصيرة وسريعة.
والان عاد مؤيدو القرار١-;-٣-;-٧-;- ألمذكور، لكي ينظروه ثانية بفكرة القضاء المذهبي، ومن خلال الدستور الجديد، متناسين أن المادة ٣-;-٩-;- منه نصت ( العراقيون أحرار في الالتزام بأحوالهم الشخصية حسب دياناتهم ومذاهبهم أو معتقداتهم أو إختياراتهم، وينظم ذلك بقانون). والذي يكفل للمواطنين العراقيين ممارسة حرياتهم في التزامهم بأحوالهم الشخصية.
ولم يكن في حسابات منظري هذه القرارات، أنهم بذلك يفتتون المجتمع العراقي، وستؤول مشاريعهم هذه الى الفرقة وإنشاء محاكم جعفرية، وأخرى سنية، ومحاكم للمسيحيين ومحاكم للصابئة المندائيين ومثلها للأيزيديين واليهود.
والاهم من ذلك كله انهم سوف يسحقون كل المكاسب التي نمت بمجتمعنا من خلال قانون الاحوال الشخصية ١-;-٨-;-٨-;- لعام ٥-;-٩-;-
وتطبيقه لسنين طويلة والتي آلت الى علاقات التصاهر والالفة بين الشيعة والسنة من المسلمين!!!!
وبالتالي فإن المتضرر الاول من كل هذا هو بالتأكيد...المرأة فهي ستكون الضحية الاولى لأن تطبيقات الشريعة غالباً ماتنحاز الى الرجل والكل يعرف ذلك.
كلمة أخيرة أقولها لأختي العراقية:
أيتها المرأة القوية الصابرة، لايهزن عزيمتك تسارع الاحداث والقرارات، ولايثنين عزمك على النهوض وتحدي الصعاب، وقهر التسلط، بسبب ساسة طارئين، فهي لاتعدو أن تكون مرحلة، ولاتوطأي رأسك للتهميش من جديد على يد من في دواخلهم ترسبات وعلل وقصور.
ولاتتواني في إبراز دورك في المجتمع، وواظبي على رفض الظلم وإشجبيه، تظاهري وانظمي للمسيرات النسوية الحضارية،
إنظمي الى منظمات المجتمع المدني، والجمعيات والاحزاب التقدمية التي تناصر المرأة، شاركي أخواتك العراقيات بتنظيماتهن النسوية، وسيأتي اليوم الذي تعيشين فيه إنسانة مرفوعة الرأس نباهي بك كل نساء العالم.
فلا عودة الى الوراء.



#راهبة_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة وطنية
- جولة الحسم ورايات السلام في الخامس من أكتوبر
- جولة الحسم و رايات السلام


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - راهبة الخميسي - المرأة العراقية .. وقانون الأحوال الشخصية