أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - أنا و الببغاوات














المزيد.....

أنا و الببغاوات


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 25 - 13:48
المحور: الادب والفن
    


( أنا و الببغاوات )

قلم #راوند_دلعو

مع سبق إصرار و مقصود ترصُّدٍ أُعلِنُها .... و على كل جدار أكتبها ... و بكل لغة أحكيها ...

"أعشق الببغاوات بكل هذا الجنون و تلك الجُنونيّة .... بكل هذه الرعونة و تلك الرعونيّة ، بنكهة الأطفال ... و لوثةِ البراءة الطُّفوليّة " !!!!

إذ عادة ما يتم طردي من أمام واجهات محلات الطيور بالشتائم المرميَّة في وجهي رشَّاً و دراكاً بعد ساعات من التثاقل على الباعة عبر تأملي بالببغاوات تأمل الطفل لمغامرات وحوش الفضاء في مسلسلات الكرتون ( غرندايزر ) ...

أحملق بهنَّ مع آلاف من مُذنَّبات الدَّهشة التي تعبر بصري بلُمَع من ذهول و انفعال ...

أتأملهن بوقاحة اللّص و مكر الثعلب المتحيِّن لسرقة دجاجة على جوع ...

أركِّز في تفاصيلهن كما أركز في مسألة هندسة تحليليّة تتشاجر فيها القطوع و تتعامد فيها المتوازيات على أسطرِ من سطوع !!

أتمعن بحركاتهن تمعن الطفل بتفاصيل لُعَبِه البلهاء ...

أحاول حلّ تداخلات الريش في أجنحتهنَّ كما أحاول تفكيك تشابك مسائل المثلثات الجيبيّة و أحاجي المربعات التكعيبيّة ...

أدور بأطواقهنّ ذَهُولاً كما تدور بي دوائر الفراغية رياضيّاً ... و أضيع في زَغَبِهِنَّ كما أتوه في دهاليز الهندسة الشعاعيّة رَحّالاً هنِيَّا ...

ثم أنوس عشقاً و تَهيُّماً برفرفتهن ...

و أنوس و أنوس و أنُوس !

تحملني عيناي جيئة و ذهاباً ، تطفُّلاً و تشاكُساً ، ميمنة و ميسرة ، ما بين ريش و مناقير و زعقات و رفرفات و زَغَب ... و تراقصات على الأغصان و تفانين ألحان و طرب ...

يمخر بي شغبهن عباب تفاصيل الوثير المسطح من نواعم صدورهن ، و مفاتن حبورهن ... و أرجوان خدودهن ... إلى طلاوة جفونهن و سلالم حناجرهن الموسيقية ...

لا أسأم من تقليب تضاريسهن بين شطآن أجفاني و أبعاد مآقيَّ و قزحيات أشجاني .... متفرساً لطافتهن و وداعتهن و حركاتهن الطفولية ...

أحاورهن منقِّباً عن كلثوميّات حناجرهن و فيروزيات نبراتهن ... علّهن ينطقن بالجمال فيندلق من مناقيرهن مغمَّساً بدلالهن سيالاً إلى أُذُنَيَّ ...

أرتشف خفة دمِهِن من ريشهن الهفهاف بياضاً و زرقة و حمرة و صفرة و اختيالاً ....

و أذوب في هذا العناق القزحي للألوان ، و الالتفاف الحلزونيِّ البهلوان ...

أَراهُنّ أطفالاً يلتحفن ريشَ البراءة ... ألواناً من العفويّة و اللهفة و التحايل الوديع ... كنص على أسطر من ورقٍ سجيعٍ ...

أما الوردي منهن فيأخذني في عالم آخر من فيض العشق و الرومنسية .... إذ أراهن جبروتاً في مزجهن بين الجمال و الحرية و التثنّي و الدلع و الضوضاء و الشاعرية ...

هأنذا أتنفس الحرية من بين أجنحتهن المنسجمة تصميمياً مع الحريّة ... و مناقيرهن الواخزة كطعم الأفكار المتراكبة الإبداعية التجديدية ...

أعشق دورانهن الأشبه بالديالكتيك الماركسي ... و تطفلهن الأشبه بالإيديولوجيات الاقتحامية ... و سطوة جمالهن المستلهم من العقائد الشمولية ... و أذوب إصغاءً لصخبهن ...
نعم أعشقهن بضوضائهن و كل ذبذباتهن الصوتية ... و مجالاتهن الكهرومغناطيسية ... الفوق موجية و التحت غُنْجَوِيّة ...

أما كروانتي الصغيرة (سيناكا ) فأعشقها شعثاء الريش منسدلته ... مفتوحة الجناح مطويَّته ... منكوشة الذيل مُلملَمَته ...

أكتئب لاكتئاب المكتئب منهن .. و أزعق فرحاً لزعيقهن ....

و أرفرف ....

نعم أرفرف على تطريب رفرفتهن ... كرفرفة طفل في مسبحه الصغير المطاطي ... يغني على إيقاع خرخرة الماء الغدق الفرات السَّخي ...

أما إطعامهن فكون آخر من المتعة الرهيبة .... إذ يُشعرني بموقعي كإنسان يمارس الحنان و البذل و العطاء و الكونية ... بل يُشعرني بتربعي على عرش الرئيسيات الأكثر تطوراً و تكيفاً ... و بممارستي لمسؤوليتي كعاقل هذا الكون و قائده ...

نعم ، فهُنَّ من غيَّرنَ معنى الذيلية من قمة الذل إلى قمة الجمال و التنوع !

إذ إنَّهُنَّ المذيّلات بالتداخل الطيفي و التضايف اللوني و التدرج الريشي ... يا لها من مؤخِّرات مثقلة بالجمال و السؤدد و العنجهية ... !

لا أدري لماذا أشعر بأن جميع ببغاوات المدينة التي أعيش فيها يعرفْنَنِي !

أصادقهن بجِدية ... و أخاصمهن بجِدية ... و أعيد فتح العلاقات و القنوات الدبلوماسية ... و أتأنى بسحب السفراء عند الانزعاج من مشاكستهن لأصابعي ...

فكم أتمنى لو ترتقي علاقاتنا البشرية إلى مستوى التمثيل الدبلوماسي القائم بيني و بينهن .... فعندها فقط سيعم السلام و تسود المحبة و يسيطر التعاطف و تُلغى الطائفية بين البشر ....

فلنبحث عن ألوان بعضنا و عن أنغام بعضنا و عن الجمال في بعضنا ... فقد نصبح طيوراً لا تعرف الحقد و لا الكره و لا العدوان و لا التصنيف ....

و عندها فقط سنقدس الطَّلق و الرفرفة و الحرية ... و نكره الأقفاص و القيود و العبودية ...

#راوند_دلعو



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة التشبه بالمحمديين السنة عند الأديان و الطوائف الأخرى !
- الأديب و السيليكون _ الشَّخْبَرجي
- التدمير و إعادة الإعمار
- رؤية تجديدية للكتابة العروضية الخليلية _ حذف المد الاتكائي
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة ٥ _ معضلة الشيخ و التلم ...
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة ٥_ الملحدون يدخلون الجن ...
- كيف يتم توظيف اللاموضوعية في تدمير المجتمعات
- مقارنة بين أثر محمد ، و أثر من يزدري دين محمد على بلادنا.
- نصائح من مريض إلى طبيبه
- الفقر العفيف
- مزدوجة الإرهاب و النفاق
- المثيولوجيا و الأسطورة على مذبح العقل
- شعوب الحناجر و الخناجر
- تحرير الله ممن سرقوه
- الثورة الدموية و الثورة السلمية
- الفرق بين التعليم و التفهيم
- خلاف عائلي في قبيلة قريش
- وثنيّة النّص
- فطرة الله التي فطر الناس عليها
- الأثر السلبي لمناهج التفكير الدينية في سياق المعرفة البشرية


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - أنا و الببغاوات