أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - الأديب و السيليكون _ الشَّخْبَرجي














المزيد.....

الأديب و السيليكون _ الشَّخْبَرجي


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 22 - 10:40
المحور: الادب والفن
    


( الأديب و السيليكون _ الشَّخبَرجِي )

قلم #راوند_دلعو

أحد الأدباء المُعَتَّرِين .... يكتب نصاً مرعباً ، ثم ينشره من قفا يده على وسائل التواصل الاجتماعي ... تقرأه ... فيرتخي حنكك لاشعورياً من فرط الدهشة !! يهزُّ أركان الإنسان فيك ، يزلزل أعماقك من الفلذات و الشغاف و الأحشاء ... يستعبدك بجماله و إتقانه الأدبي و الفكري ، إذ يستحي من نصه الذهب بريقاً ، و يُطرِق التبريز إجلالاً و تصديقاً ... و يصفق المنطق تأكيداً و تحقيقاً ... !

نص يجتث دمعك من العين اجتثاثاً ... يسحب ال ( الله) من عميق صدرك سحباً ... يخلق في عينيك دهشةً كدهشة الدكتور غرانت عند رؤيته لأول ديناصور في سلسلة أفلام ( جوراسيك بارك) ... !

يُوَلِّدُ في رئتيك شهقةً كتلك التي شهقها عدنان عندما رأى لينا بعد طول فراق !!

و بعد كل تلك العبقرية ، يحصل النص على خمسة إعجابات و ستة تعليقات خجولة ، نصفها (رفع عتب و تلبسة) كي لا يزعل العم ( الشَّخْبَرجِي الأديب ) الذي أفنى عمره بين ظلال الورق و روائح الحبر يومياً من الشفق إلى الشفق !!!

ليقوم أديبنا المطعون بكرامته و المهزوم بكبريائه _ و كردة فعل لاشعورية _ بالانسحاب إلى فراشه الكائن بين أكوام من دواوين الشعر و القواميس و كتب الفلسفة و أعقاب السجائر ... فيغفوا مقهوراً حزيناً و قد التفَّ بقطعة نايلون قد أزنخت و تعفنت من شدة الفقر ...

أما بنت جيراننا الحسناء حيث صورة بروفايلها مفعمة بالإغراء (و السئسئة ) مع تهديلة العيون و المكياج الطافح من شرفات الجفون ، و الغمازات اللائي يشرشرن سيليكون ... فتكتب جملتها المقدسة التي تقول فيها :

( أشعر بالملل داق خلقي منكم يا ..... هفففف !!! )

فتتفجر القرائح الأدبية لجميع الذكور في قوائم أصدقائها و قوائم أعدائها و جيرانهم و جيران جيرانهم مع مراعاة فروق التوقيت ، إذ يَصُبُّون القصائد في التعليقات تحت منشورها صباً ، و يسكبون الأدب سكباً ... رشَّاً و دراكاً... أكواعاً و رُكَبَاً .... ثم يهرعون للإطمئنان على صحتها و سلامة ( المكياج و المود و الروج و البريستيج و المامي و الدادي و اللانجوري و الشاموا و الشيفون و الساتان )..

فتتزلزل شبكة الإنترنت عن بكرة أبيها من كثرة التفاعل ، إذ تحترق حواسيب الفيس بوك الضخمة في كارولاينا الشمالية و من ثم تحترق الولاية كلها ... هذا و تختنق كابلات الإنترنت الضوئية تحت الأرض و تحت المحيط من ازدحام البيانات و كثرة التفاعلات مع منشور بنت جيراننا و حالتها النفسية .... ثم يتصاعد الدخان من رأس العم غوغل لكثرة الضغط على الشبكة و كثافة الإعجابات و تزاحم المشاركات.

و يختنق العم تويتر بتغريداته الزرقاء ...

ثم ( يَنْتَتِر ) عشرة من مخضرمي نُقَّادِنَا الأشاوس حيث يقومون بتحليل جملتها و نقدها و دراسة المنحنيات و الأبعاد و الإسقاطات و الظلال و المنعطفات الفلسفية لمقصود الشاعرة الكبيرة الكبيرة الفذة الفذة .... !

كما و ينغمس أشهر فلاسفتنا و يغوص حتى الغرق في الأخذ و الرد عليها ، محاولاً إيفاءها جزءاً صغيراً صغيراً من حقها في التبجيل و التكريم و التعظيم و التمعن و التوقف و التحليل و التركيب و الاستقراء و الاستنتاج و العصف الذهني و العزف الكبدي !

هذا و يتفجر الغضنفر النحرير ، شاعرنا الكبير ، بمعلقة تبريزية تنضح نغماً و تطريباً على إيقاعات حروف بنت جيراننا ، و خاصة حروفها الكائنة في تلك الجملة العظيمة العميقة ذات المرامي الأنيقة إذ قالت في الحرف الذي يبعد ثلاثة سنتمترات كاملة عن المطلع : ( هفففف أشعر بالملل .... يا !! ) ...


نعم إنه عالم المفارقة القذر الذي نعيش فيه ....

أو بعبارة أخرى ....

الدنيا حظوظ.

#راوند_دلعو



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدمير و إعادة الإعمار
- رؤية تجديدية للكتابة العروضية الخليلية _ حذف المد الاتكائي
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة ٥ _ معضلة الشيخ و التلم ...
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة ٥_ الملحدون يدخلون الجن ...
- كيف يتم توظيف اللاموضوعية في تدمير المجتمعات
- مقارنة بين أثر محمد ، و أثر من يزدري دين محمد على بلادنا.
- نصائح من مريض إلى طبيبه
- الفقر العفيف
- مزدوجة الإرهاب و النفاق
- المثيولوجيا و الأسطورة على مذبح العقل
- شعوب الحناجر و الخناجر
- تحرير الله ممن سرقوه
- الثورة الدموية و الثورة السلمية
- الفرق بين التعليم و التفهيم
- خلاف عائلي في قبيلة قريش
- وثنيّة النّص
- فطرة الله التي فطر الناس عليها
- الأثر السلبي لمناهج التفكير الدينية في سياق المعرفة البشرية
- قراءة التاريخ
- الديانة الإسلامية أم الديانة المحمدية ؟


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - الأديب و السيليكون _ الشَّخْبَرجي