أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - من ينقذ البصرة : فينيسيا الشرق القديم ؟؟














المزيد.....

من ينقذ البصرة : فينيسيا الشرق القديم ؟؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1571 - 2006 / 6 / 4 - 09:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد اسموها فينيسيا الشرق تيمنا بفينيسيا ايطاليا قبل خمسة قرون .. تلك هي البصرة التي تأسست على عهد الخليفة العظيم عمر بن الخطاب .. وكان للبصرة دورها الحضاري على مر العصور ومنها انطلق السندباد البحري نحو كل العالم ، وكان لموقعها الجيو ستراتيجي اثر بالغ في مكانتها العالمية ، وبرغم وقوفها على رأس الخليج العربي ، فقد جمعت البر والنهر والبحر والهور معا ، فاسميت بثغر العراق الباسم .. وبقدر حالات ازدهارها عبر التاريخ ، لكنها عانت من اشرس الكوارث والفجائع وصولا الى مأساة الحرب العراقية الايرانية ، وما تلا ذلك من ازمنة مرعبة بسبب وقوعها في منطقة النار الحدودية مع ايران والكويت والسعودية ..
ان البصرة اشهر من نار على علم ، ويبدو ان لا منقذ لها اليوم بعد خرابها ، او انها تعيد خرابها حسب المثل العربي الشهير.. ولقد خرّبت البصرة الفيحاء اليوم بالفعل ، كما هو حال شقيقتها الموصل الحدباء في الشمال .. لقد اتصل بي احد اصدقائي القدماء من البصرة ليناشدني الكتابة عنها ، وقال بأنها الان تحترق ، والرعب ينتشر في كل احيائها ، بل ويمتد الى كل اطرافها من العشّار الى التنّومة الى ابي الخصيب الى الزبير الى هور العمّية الى كل المناطق الساحرة الجميلة مع اهلها الطيبين المتنوعين الذين لا يستحقون ابدا كل هذه العذابات الدموية . والمشكلة ، ان لا احد يسأل عن كل هذا التعتيم الاعلامي الذي يغطّي مدن العراق اليوم ؟؟
نعم ، ان ما نسمعه يوميا عمّا يحدث في البصرة وكل اطرافها يدمي القلوب ويفجع النفوس ، وما يجري في هذه المدينة العربية الاصيلة من احداث مأساوية ، تكاد لا تصدق ، مما يجعلنا نسعى لفعل أي شئ من اجل انقاذها ، بل وننادي باعلى صوتنا : انقذوا البصرة قبل فوات الاوان أيها الغيارى .. لا اقول بأن ما يحدث في عموم العراق افضل حالا ، ولكن اذا كنا نسمع بعض ما يحدث في بغداد العاصمة من مآس وكوارث ، فان التعتيم المقصود على ما يجري من فجائع في كل من الموصل والبصرة بالذات ، أي في اكبر مدينتين عراقيتين بعد العاصمة بغداد انما يثير التساؤلات وعلامات الاستفهام . واذا كان السيد محافظ البصرة قد نادى قبل ايام بما هي عليه المدينة من مآس وهو ادرى من غيره بشؤونها ، فان نار الجحيم قد فتحت عليه كي يسكتوه ويخفوا كل الموبقات التي تعيشها هذه المدينة العريقة .
لقد تجمعّت في البصرة كل عوامل الصراع المحلي والاقليمي والدولي في ظل حالة الفراغ الذي عاشته منذ ثلاث سنوات ، ولم نجد أي اعلام عربي ودولي قد سلّط عليها لمعرفة كل الاخطار التي توغلت فيها .. ولا نعرف حتى الان او لم نقف ابدا على مجريات الكارثة الصعبة ، اذ لا يمكننا ان نقف على حقيقة الوضع من الحكومة المركزية ببغداد التي لم تستطع ان تخرج حتى اليوم من دوامة المحاصصة السياسية والطائفية والعرقية .. واذا كنّأ لم نستطع ان نتعّرف منها على وضع بغداد الحقيقي في ظل هذا الصراع الذي تختلط فيه جملة من القوى ، فكيف باستطاعتها ان تحيطنا علما بما يجري في كل الموصل والبصرة وكل اجزاء العراق الحيوية .. اما القوى الحزبية والدينية والطائفية ، فليس من مصلحتها كشف الاوراق التي تتلاعب بها لمصالح اجندة لا نعرفها حتى الان ..
اما موقف كل من البريطانيين والامريكان فلا يمكننا التعّرف على ما يريدون نتيجة دورهم الهلامي ، وان الاحداث تزداد توترا وسخونة واضطرابا نتيجة اسباب داخلية واقليمية خارجية وخصوصا العصف الطائفي والاختراق الايراني وارتباطات الاحزاب الدينية وحالة فوضى الانقسامات الاجتماعية .. ويبدو ان كل محاولات الحكومة المركزية لتهدئة الاوضاع في البصرة قد باءت بالفشل نتيجة ضعف المركز على حساب نفوذ القوى السياسية المدعومة من الخارج .
تعد البصرة منفذ العراق الحقيقي على العالم ، وهي التي يتم من خلالها تصدير اكبر كمية من نفط العراق ، بل وانها تمتلك اهم حقول نفط العراق واهم احتياطيات نفط العراق . وعليه ، فان عودة الحياة الطبيعية والسيادة المركزية للبصرة ضرورة اساسية بالنسبة لحياة العراق ومستقبله .. ولا يمكن للعراقيين ان ينتظروا غيرهم كي يطفئ لهم هذا الجحيم ، اذا لم يسعوا هم انفسهم لايجاد حلول وطنية بعيدا عن هذا التراخي واللامبالاة ازاء ما يحدث ، وان يضعوا حدا لكل التدخلات الخارجية في البصرة وانحائها .. وايجاد حلول للانقسامات في ادارة المحافظة والاحزاب التي اصبحت تعلن بكل وقاحة عن محاصصات نفطية .
انني اناشد كل صاحب ضمير حي ان يعمل لانقاذ البصرة وان تحدد القوات البريطانية طبيعة مهمتها وجدولتها ولكن بعد ان تكون القوات المسلحة العراقية قد فرضت هيمنتها على البصرة .. وان لا تترك البصرة تواجه مصيرها لوحدها ، واقولها صراحة ان الامور سوف لن تستقيم الا بعد حل الميليشيات الحزبية التي ترتبط بهذا الطرف او ذاك .. كما اناشد كل القادة العراقيين الجدد ان ينتبهوا الى قضاياهم الوطنية بدل هذا الماراثون السياسي الذي يدورون على حلبته .. فمصير أي شبر من ارض عراقنا الحبيب امانة في اعناقهم ، وان أي قطرة دم زكية تهرق هم مسؤولون عنها .. ناهيكم عن دورهم في ايقاف التدخلات والهجمة الطائفية وعمليات التهجير القسري الذي تقوم به جماعات متشددة ضد سكان البصرة وضواحيها وانحائها .. فهل هناك من يستجيب لهذا النداء ؟ انني اتمنى ذلك من صميم القلب .

د. سّيار الجميل
مؤرخ عراقي



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ثمة غرفة عمليات أمنية لدى الحكومة الجديدة ؟
- هل المنطقة فوق فوهة بركان ؟ بعيدا عن الحرب العراقية الإقليمي ...
- الانغلاقات السياسية متى يتخلّص منها العرب؟
- مقاطع واضحة!!
- الرسالة وصلت
- العراق من منظور تأصيلي
- العراق غير قابل للتقسيم
- محاضرة الدكتور سّيار الجميل بمنتدى دراسات المستقبل بوردو / ف ...
- الديمغرافية السكانية : اللحظة الثالثة
- فضائيات عقيمة : اعلاميون مضللّون ومتكلمون بدائيون
- فوضى الابعاد : العراقيون .. هل يصعدون نحو الهاوية ؟
- رفقا بالنصف الآخر: حقوق المرأة العربية
- افتراق التاريخ
- معضلة العراق اكبر من مشروع مصالحة
- تجربة كوزموبوليتانية :عندما يكون للمدن مركزية جذب وعبقرية حي ...
- الحرة عراق: درس متطور في الاعلام المرئي
- رسالة صريحة في نقد خطاب السيد فاروق الشرع
- صرخة أعلنها للملأ : الخلايا النائمة تستيقظ بشاعتها
- ثقوب سوداء بين عالمين : دعوة ليست للتشاؤم
- نزهة عند ضفاف التايمس بصحبة نيازي وسميرة


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - من ينقذ البصرة : فينيسيا الشرق القديم ؟؟