زاهر بولس
الحوار المتمدن-العدد: 6493 - 2020 / 2 / 17 - 23:38
المحور:
الادب والفن
من أجمل أبيات شعر الغزل ما قاله شاعرنا الكبير بشّار بن بُرْد
"يا قَوم أذني لبعضِ الحيِّ عَاشِقَةٌ
والأذنُ تَعشَقُ قبلَ العينِ أحيَانَا"
وهو شاعر قدير من فحول شعراء العرب وتنمّ أشعاره عن عبقريّة فذّة، فهل كان ليكتب هذا النَّص لولا فقدانه التدريجي لبصره لتصبح الأذن والصوت أدوات العشق الأولى بديلًا عن العين؟ وهل كان ليكتب هذه الأبيات لولا أن العاذلين عيّروه بفقدان بصره، فكيف يتغزّل بمن لا يرى! فقال:
قالوا بمن لا ترى تهذي! فقلتُ لهم
الأذنُ كالعين توفي القلبَ ما كَانَا
نحن لا نعلم أسباب فقدان بن برد لبصره، فقد يكون وراثيًّا موغلًا في القِدَم والبُعد الزمني، وقد يكون سببًا طارئًا، نتيجة لسببٍ ما تقاطع مساره ومسار شاعرنا، وتقاطع مسار شاعرنا مع مسار الجارية "عبدة" التي تغزّل بها! فكلّ هذا وغيرها من العوامل شكّلت هذا النَّص الإبداعي.
(يتبع)
#زاهر_بولس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟