أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال المظفر - عراق الكبرياء.. بلا كهرباءا














المزيد.....

عراق الكبرياء.. بلا كهرباءا


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 06:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العراق بلد الكبرياء والشمم، بلد السحر والخيال الذي يهجره أهله الى بلاد الله الواسعة بحثاً عن الأمان، البلد الذي بين كل متر ومتر هناك بئر نفطي ويستورد النفط والبنزين من الدول المستهلكة للنفط، البلد الذي فيه بين مدينة ومدينة حضارة تمتد لآلاف السنين يعيش بلا كهرباء، بلد النخيل والأنهر العذبة الذي يستورد الطماطة و(البيتنجان والطعروزي) من دول الجوار الميكانيكي..!!
العراق بلد الكبرياء، بلد (المليون) بئر نفطي بلا ماء ولا كهرباء، منذ سنين وهو يعيش الحرمان بأنواعه، يعصرنا الحر ويكورنا الشتاء، وينخر عظامنا الجوع، رحالة على طول الخط، لم نشعر يوماً بالأستقرار، يشدنا الحنين الى الوطن ونحن في داخله، غرباء، مهمشون، مواطنون من الدرجة العاشرة، كل الأوصاف تلصق نفسها على جبين المواطن العراقي.
في القرن الواحد والعشرين، العراق بلا كهرباء ولا ماء، وهو يلاصق دجلة والفرات، ينظر الناس اليهما بعين الحسرة ولا يصل الماء اليهم، والكهرباء جردت عبادالله في بلد (المليون) بئر نفطي من ملابسهم، يهربون من حر الشقق الى السطوح فتستقبلهم الرصاصات الطائشة وقذائف الهاون المجهولة الهوية والمصدر فتبعثر أجسادهم الى قطع من اللحم المشوي، أو تبعثرهم مرعوبين الى داخل الشقق ليتحملوا الحر مرغمين لاعنين اليوم الذي ولدوا فيه ورأت أعينهم النور.
الحكومة غير قادرة على معالجة الأزمات، بل إنها أستحقت بكل جدارة بأنها حكومة أزمات.. أزمات كهرباء وماء وبنزين ونفط وبطاقة تموينية متذبذبة وشباب (عطّالة بطّالة) يجوبون الأرصفة وسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وضحايا بالعشرات يودعون الحياة في العراق العظيم يومياً.
ثلاث سنوات من الأزمات الخانقة التي فتكت بالمواطن العراقي مع زيادات حادة في الإيجارات والنقل والمواد الغذائية والأتصالات وقوائم الكهرباء والماء وغيرها من المصائب والنوائب التي توالت على رؤوس العراقيين المساكين.
لكم الله يا شعب العراق، لكم الله ياأطفال العراق وشيوخه ونسائه، لكم الله ياتلامذة العراق وأنتم تقرأون كتبكم على ضوء القمر أو على تراقص ضوء اللالات والفوانيس التي أصبحت من علامات الحضارة في عراق الحضارات، العراق الذي أينما تضع قدمك يئز تحتك بئر نفطي أو زئبقي أو يورانيومي أو لافلزي.
لكم الله ياشعب العراق وأنتم تتغزلون بدجلة والفرات، البعيدين عنكم كبعد أبنائكم في المنافي والمهاجر.
لكم الله ياشعب العراق وانتم تصارعون الجوع وتلاوون قساوة الحياة، أنهكتكم الزيادات المتلاحقة في الأسعار.
كتبت في مطلع هذا العام عندما ودعنا سنة من الأزمات (كل عام وأنتم بلا كهرباء) وأتهمني البعض بالتشاؤم وبأني لا أنظر الى المستقبل وأن هذا العام سيكون أفضل من السابق، ولكن الوقائع تشير الى أن أمسنا أفضل من يومنا ويومنا أفضل من غدنا أمنياً وغذائياً وأقتصادياً وكهربائياً وثقافياً الى آخر القائمة العنكبوتية في بلد البحار النفطية..!!



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طمطمة الحقائق
- الكتابة في الحب فراسة
- حرائق النساء
- لغة الارض
- ابواب الجحيم
- مدني مزدحمة بالنساء
- لااساوم على حبيباتي
- شهد الافاعي
- تنكروا .. وتلمسوا الحقائق
- انوثة خارج المألوف
- عيناك سر حرائقي
- اغار عليك من المرايا
- وطني يحتلني.. اجمل احتلال
- عيناك سحر حرائقي
- وماذا بعد ياسيادة الرئيس؟!!
- مأساة من ضاعت له أم
- اللوحة
- عودة الخيالة
- للصبر حدود
- منافي ..وفيافي


المزيد.....




- سقطت الصخور فوق رؤوس المتنزهين.. فيديو يظهر لحظة انهيار جبلي ...
- انطلاق أسبوع الموضة الرجالي في ميلانو.. وهذه أبرز التوقعات
- تحليل جملة قالها ترامب عن سد النهضة وتأثيره على نهر النيل يش ...
- الأسد والشمس في واجهة حملة إسرائيل الرقمية ضد إيران
- صواريخ لم تُستخدم بعد: تعرّف على تفاصيل الترسانة الإيرانية - ...
- شبهه بهتلر.. أردوغان يشن هجوماً غير مسبوق على نتنياهو ويؤكد: ...
- بعد إصابة مختبراتهم بصاروخ إيراني.. علماء معهد وايزمان يكافح ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف موقعا لحزب الله في محيط الناقورة جنوب ...
- سنة 2024 الأشد حرارة على الإطلاق في المغرب
- عدوى تأميم المناجم تصل النيجر وتدشن خلافا جديدا مع فرنسا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال المظفر - عراق الكبرياء.. بلا كهرباءا