ماذا تفعل لو كنت مكانى

نشأت عبد السميع زارع

الحوار المتمدن-العدد: 6486 - 2020 / 2 / 8 - 18:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ماذا تفعل لوكنت مكانى
لو حاولت تجديد الخطاب الدينى ولو بشكل شخصى فطبيعى ان تصطدم باراء تراثية موروثة هى ليست دين فالبعض ورث انها دين ولا يعجبه

اذا كنا لما بنتكلم فى البديهيات نتلقى الاف الشتائم فى عيد الميلاد لانى هنأت اخوانا المسيحيين تلقيت اطنان من الشتائم من الشعب المتدين بطبعه واقذر الشتائم بتكون للاسف من الشيوخ اللى بيطلعوا كل جمعة يقولوا للناس اتقوا الله وصديقى المحترم سامح عسكر عرض عينة من الشتائم على صفحته

لو حذرنا الناس من ختان الاناث بيهيج عليك الغوغاء شتيمة ويقولوا لاتتكلم فى القضايا الخلافية واغلب المشايخ بتخاف تتكلم فيها تجنبا للتصادم مع الناس لو حذرنا الناس من زواج الصغيرات ايضا وخطرها نتلقى شتائم

لو قولنا المسيحى شريكك فى الوطن ليس كافر ويعبد الله مثلنا يهيج عليك الغوغاء شتيمة وتطاول
لو حذرت الناس ان لاتصدق ان بول الابل ليس علاج وضار يهيج عليك البعض وتم التحقيق معى مرة بسبب انى قولت بول الابل ليس علاج والمحقق قال لى هل معاك مستند من وزارة الصحة انه ضار قلت له ليس معى مستند معى اليوتيوب فيه كلام الاطباء قال لى عاوز مستند

لو كلمنا الناس عن الفرق بين الثابت والمتغير وبين المقدس والبشرى الجهلة تهيج عليك ويقولوا بتحارب الاسلام
ولو كلمنا الناس عن الخلاف السنى والشيعى انه خلاف سياسي فى الاساس ويجب ان تتصالح الامة لمصلحتها وان الاعداء لهم دورا كبيرا فى تزكية هذا الخلاف المذهبى ومعاهم بعض المشايخ المتطرفة وتتمزق الامة بسبب ذلك فلا يعجب البعض وتتهم بالتشيع

لو تكلمنا وحاولنا تفكيك الفكر الداعشي لتيارات الاسللام السياسي وابطال مشروعيته بنصطدم طبعا ببعض الاراء الفقهية من كتب التراث وبيزعل البعض

لو قلنا لهم ان داعش فى العراق وسوريا اخذت النساء سبايا وقتلت الرجال وبيشرعنوا ذلك من بعض الاراء الموجودة فى كتب التراث
ومين فاكر نادية مراد الازيدية لما كانت بتحكى مأساتها ان المتطرف الداعشي كان يصلى وبعد الصلاة يقوم باغتصابها على اساس انه فهم شرعية ذلك من قول احد الفقهاء (( ولو دخل الامام بلدا عنوة فله ان يقتل الرجال ويسبي النساء )

ولو حاربنا الخرافات والخزعبلات المتوارثة بين الناس من قرون مثل الدجل والشعوذة وحاولنا تفنيدها لايعجب الكثير

ولو نشرنا خطاب عقلانى انسانى يحترم ادمية الانسان ايا كان دينه لايعجب البعض

ولو حاربنا الافكار الطائفية والمذهبية والتكفيرية والتعصب والجمود والموجوده فى عقول الكثير بسبب تأثير الجماعات الاسلامية فى العقل الجمعى المصري فالكثير لايعجبه ذلك وتتعرض للشتائم .
لو انتقدت فكر ابن تيمية وانه له 428 فتوى يقول فيها يستتاب والا قتل وكل الجماعات الداعشية تطبق فكره بالحرف على اساس انه هو الاسلام فالبعض يتطاول

ولو انتقدت الخرافات الموجودة فى بعض كتبنا لانها خطرا على العقل وليست من الدين فلا يعجب الكثير فهل نتخلى عن محاولة عقلنة وانسنة الخطاب الدينى فى ظل حياد الدولة فى هذه القضية ولا نرى دعما على ارض الواقع بل الاغرب ان الدولة تقف متفرجة وصوتها منخفض بل مازال الخطاب السلفى موجودا داخل المؤسسات الدينية نفسها
فماذا تفعل لو كنت مكانى

#نشأت_عبد_السميع_زارع (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل