أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قراءة في قصة الأطفال -ميسا-














المزيد.....

قراءة في قصة الأطفال -ميسا-


رفيقة عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 6484 - 2020 / 2 / 6 - 12:55
المحور: الادب والفن
    


قصّة "ميسا" للكاتب ربحي شويكي المقدسي، احتوت هذه القصّة على واحدٍ وسبعين صفحة من القطع الصغير؛ وحملت عنوان اسم ميسا على اسم البطلة، والمُبادِرة في مشروع نظافة البيئة والتوعية نحو نظام صحّي؛ بمرافقة أصدقائها وصديقاتها.
تطرّق الكاتب للفت النظر نحو تلّويث البيئة المنتشرة في المنطقة، وانتباه الفتيات والفتيان للإصلاح، والمبادرة في إقامة مشروع جماعي تطوّعي؛ لتنظيف الأحياء القريبة، والتنبيه من مخاطرها، سواء كان التلويث على الأرض من رمي القمامة، أو من تلويث المياه وقتل الأسماك، من قِبل المصانع التي ترمي الموادالسّامّة في المياه، كذلك من تلويث الهواء، عند إضرام النّار للشّواء في المتنزّهات العامّة.
يبدو لي أنّ اختيار الكاتب لهذا الموضوع هامُّ جدًّا؛ نظرًا لإهماله في مجتمهنا العربي عامّة، وفي مجتمعنا المحلّي خاصّة. حاول الكاتب معالجة الموضوع بواسطة تفعيل بعض الأصدقاء أثناء سيرهم على الأقدام، وكلّما لاحظوا خطرا بيئيّا، توجّهوا بأنفسهم لحلّه بأنفسهم، بمساعدة معلّمتهم "المس اعتدال".
هنالك جوانب إيجابيّة في هذا العمل الجماعي، نحو إكساب القدرة عند الأطفال في حب العمل التطوّعي لخدمة المجتمع والبيئة المحيطة، والتعاون المشترك لإنجاز مهمات تخص المُلكيّة العامّة، وهذا المفهوم بحاجة إلى تدعيم وغرس قِيم الاهتمام بالممتلكات العامّة في المجتمع، وليس الاهتمام بالممتلكات الخاصّة فحسب.
ورد التعاون المشترك بين الذّكور والإناث، دون تمييز بينهم، ومنح الكاتب البطولة في قيادة المجموعة للفتاة ميسا، وهذا دعم للجنس الأنثوي نحو غرس قيمة القيادة للأنثى.
ذكر الكاتب تشجيع المنافسة في السّباق والسّباحة، لكن في القصّة لم تكن المنافسة شريفة، بل بادر بعض الفتيان؛ لإفشال الطرف الآخر وعرقلة المنافسة بإطاحة الغريمة .
هنالك بعض التحسّبات التربويّة، التي ذُكرت بالقصّة، عندما حدث عِراك بين الفتيان صفحة 45 "فانهالوا عليهم بالضرب"، كذلك عندما تمّ طعن ميسا من الظّهر، وحملها الأصدقاء صفحة 65. يبدو لي هذا الشّجار واستخدام العنف ليس ضروريّا، وكان بالأحرى معالجة المشاكل بالحوار والتفاهم، والتوجّه للمسؤولين، وليس باستخدام العنف بهذ الطريقة، كذلك حمل ميساء المُصابة بالظهر يُعتبر تصرّفا خاطئا، فمن الأجدى توعيتهم نحو الإسعاف الأوّلي، والتصرّف بطريقة صحيحة، دون إحداث الضرر بعد الطعن.
كل هذه الحملة التوعويّة تنقصها المسؤوليّة الكبرى والمساندة في القريّة من قِبل مجلس القرية، وعدم تحميل الفتيان كل المسؤوليّة؛ كأن يرافق الفتيان مرافق لحراستهم، ومختص بالإسعاف الأوّلي، والاستعداد المنهجي لمواجهة الطوارئ، وحمل الأدوات اللزمة لإنجاز أعمالهم، وألا يكون العمل عشوائيًّا، بل مُخططًا قبل البدء بالعمل.
نهاية القصّة، مُنحت الجائزة للمس اعتدال، أرى بأنّه من الأجدر بهذه الجائزة الفتيان والفتيات الذين بادروا وخطّطوا وعملوا بجد، ربّما للمعلّمة وجميع الفتيان الذين يستحقّون الجائزة والاحتفال بهم من قِبل أبناء القرية.
تفتقد القصّة لعنصري الزمان والمكان، لم يُذكر اسم القرية أو المدينة وأي بحر، ربّما قصد الكاتب أن يُعمّم الفكرة على كافّة الأماكن ودون تخصيص مكان واحد.
لغة القصّة تعتبر تقريريّة، سهلة جدّا وسلسة، تكاد القصّة تخلو من السرد الأدبي، واستخدام المحسّنات البديعيّة، والصياغة الأدبيّة، والخيال، والدّعابة ممّا أفقدها عنصر التشويق.
القصّة تُعتبر تعليميّة وتوعويّة للأطفال ما فوق سن العاشرة .
يُنصح اقتناؤها بمكتبات المدارس بعد تعديلها، تربويّا ولغويّا.
وردت الاخطاء النحويّة في القصّة كما يلي:
1. قالت ميساء لكروان أنظرِ ما أجمل المنطقة – الصحيح أنظري
2. حتّى لا يلاحقونها كالآخرين – لا يُلاحقوها



#رفيقة_عثمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية الخاصرة الرخوة
- قصة البطة المستاءة وسيادة القانون
- قصة الأرجوحة والخيال
- وقفة مع كتاب: -من بين الصّخور- مرحلة عشتها-
- رواية تايه والسيرة الجمعية
- قراءة في كتاب المرأة الفلسطينيّة واقع وتحديات
- رواية-كرنفال المدينة- وواقع القدس
- رواية عند باب السماء والأخوة بين الشعوب العربيّة
- قراءة في قصّة أطفال: -دقدوق لا تُزعج أبوك-
- رواية ليت ما لها وما عليها
- قراءة في قصص-عين الحب كفيفة-
- قراءة في كتاب قضيّة في المدينة المقدسة
- قراءة في شبابيك زينب
- ميلاء سعاد المحتسب ومعاناة النساء
- رواية السيق وحب القدس
- قصة الأطفال -الشجرة الباكية- في اليوم السابع
- قراءة في قصة الأطفال-الشجرة الباكية-
- سموّ الفكر في رواية وميض تحت الرّماد
- قراءة في رواية هذا الرجل لا أعرفه
- قراءة سريعة في سيرة طفولة الأديب السلحوت


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قراءة في قصة الأطفال -ميسا-