حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 6483 - 2020 / 2 / 5 - 15:39
المحور:
كتابات ساخرة
سوالف حريم
الله يرحم أمّهاتنا
عاتبتني بعض الزَميلات خصوصا تلك المدرّسة لما كتبته عن عمل المرأة في الإقتصاد المنزلي، فسألت المدرسة:
ألم تكن المرحومة والدتك تزرع وتحصد وتدرس، وتحلب الأغنام، وتعمل الحليب جبنا ولبنا رائبا وتستخرج منه الزبدة وتصنع منها السّمن، وتبقّل الخبّيزة والحويرّة والعكوب وغيرها وتحمل وتلد وتربي؟
فقالت: الله يرحم أيّام أمّي.
وعدت أسأل: ألم تكن والدتك -رحمها الله- هي وبنات جيلها يعملن أكثر من الرجال؟
فقالت: تلك مرحلة مضت وانتهت؟
وعدت أسألها: ألم تتعلمي أنت وإخوانك من كدّ وتعب والديك؟
فأجابت: نعم صحيح، ولم نخيّب ظنّهما فقد نجحنا وتوظّفنا.
وسألت: هل كان لأسرتك ولغيرها من الأسر دخل غير العمل في الزراعة وتربية الماشية؟
فأجابتني متسائلة: لِمَ هذه الأسئلة؟
فأجبتها: ألا تلاحظين أننا عندما تركنا الأرض بورا صارت نهبا للمستوطنين؟
وأضفت: هل كان آباؤنا وأمّهاتنا مخطئين عندما اعتنوا بالأرض وأنفقوا علينا من تعب جبينهم؟ وهل كانت أمّهاتنا العاملات في الأرض تنقصهنّ الأنوثة؟
فردّت عليّ مغلوبة على أمرها: اعملي ما يحلو لك، ولا تخرجي من ثياب أمّك!
فقلت لها: لا يتخلى عن أصله إلا قليل الأصل، ورحم الله أمّهاتنا وآباءنا الذين كدّوا وتعبوا من أجلنا، فمثلما زرعوا فحصدنا، سنزرع لأبنائنا ليحصدوا كما حصدنا.
5-2-2020
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟