حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 6345 - 2019 / 9 / 8 - 17:49
المحور:
كتابات ساخرة
سوالف حريم
تبويس الأيادي
شاهدت على شاشة التلفاز رجالات الدّولة في مملكة البحرين، وهم يخرون راكعين لتقبيل يد "صاحب العظمة" ملكهم، فكظمت غيظي وسكتّ. وفي مرّة ثانية شاهدت رجالات الدولة وجنرالات الجيش ورجال الدين في المغرب، وهم يصطفون على الدّور مطأطئي الرؤوس لمصاحفة أمير المؤمنين وتقبيل يده، فشعرت بغصة وهم ينحنون راكعين لتقبيل يد وليّ العهد الذي لا يزال طفلا، لكنّه كان يسحب يده من أيدي مصافحيه قبل أن يقبلوها، وكما يبدو فإنه جرى تدريبه على ذلك، لكن ما استفزّني حقيقة هو ما نشرته وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، وجموع المواطنين يصطفون ليحظوا بتقبيل يد ثلاثة من"خدّام الحرمين" من خلال صورهم التي كانت مصلوبة على قوائم خشبية! فهل يتعامل من تحكموا برقاب شعوبهم مع هذه الشعوب كعبيد؟ وهل الولاء للحاكم يكون من خلال إذلال "الموالي"؟ فكيف ستنهض شعوب ما دامت طليعتها السياسية والعسكرية والدينية يروّضون كي يكونوا عبيدا ذليلين؟ وهل من مصلحة الحاكم أن يكون أتباعه عبيدا؟ وهل يفكر العبيد بحماية أوطانهم؟
لكن أكثر ما يستفزّني هو حديث وسائل الإعلام في تلك الدول وفي غيرها من دول العربان المحكومة بالحديد والنار عندما تتحدث عن "النظام الراشد" وحقوق الإنسان" والعدالة الإجتماعية، والحرية والديموقراطية وغيرها من الشعارات الرنانة. فيا لسخفنا!
8-9-2019
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟