وصول الغد والمستقبل _ نظرية جديدة للزمن

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6467 - 2020 / 1 / 17 - 22:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

من المناسب بداية التفكير بظاهرة ، يمكن ملاحظتها من خلال الانتباه المركز ومع التكرار يتكشف واقع جديد _ ومتجدد بالفعل ، ويمثل الحاضر وجهه أو جانبه المباشر .
الظاهرة الموضوعية والتي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، ومن أي نقطة على سطح الكرة الأرضية تتجسد من خلال ( السرعة التي تقيسها الساعة ) ، وهي محددة موضوعيا بواسطة 3 مجالات زمنية : 1 _ المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ الماضي .
( ويمكن النظر إليها عبر التصنيف الثنائي أيضا : 1 _ حاضر إيجابي 2 _ حاضر سلبي ) .
....
المسافة الأولى وهي البداية : 1 _مستقبل 2_ حاضر ، تحدد سرعة وصول المستقبل أو الغد .
المسافة الثانية والمتوسطة : 1 _ حاضر 2 _ ماض ، تحدد سرعة تحول الحاضر للماضي .
المسافة الثالثة والأخيرة : 1 _ ماض مباشر 2 _ ماض سابق .
السرعات الثلاثة متساوية ، وهي التي تقيسها الساعة ( هذه الخلاصة نتيجة منطقية ، وهي ملائمة وأعتقد أنها مقبولة مؤقتا حتى نكتشف خطأها أو نستبدلها بالأنسب ) .
....
الفكرة نفسها بدلالة التصنيف الثنائي ، ربما تكون أسهل وأكثر وضوحا !؟
الحاضر مزدوج بالنسبة لحواس الانسان ، حيث المستقبل أمامنا وفي مواجهتنا دوما ، وندركه من خلال التوقع أو التخيل ، بينما الماضي خلفنا بالمقابل ، وندركه من خلال الخبرة والتذكر فقط . السرعة التي يتحول بها الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) إلى الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ، هي نفسها السرعة التي يتحول بها الحاضر السلبي 1 إلى الحاضر السلبي 2 ( والذي يصير اسمه الماضي ) .
....
المفارقة المدهشة هنا : أننا ندرك السرعة مباشرة ، ولا ندرك الحركة إلا عبر الاستنتاج .
قبل العاشرة يفهم الطفل _ ة المتوسط _ة أنواع الزمن الثلاثة ( المستقبل والحاضر والماضي ) ، لكن المفارقة أننا مع التقدم بالعمر والخبرة ، تتشوش معرفتنا للزمن ، وتتراجع وتنكمش بدل أن تنمو وتتسع ! وهذه الملاحظة تصدمني غالبا وكل يوم : يفهم الأطفال خلال دقائق حركة الزمن وسرعته ، واتجاهه خاصة ( من المستقبل إلى الماضي ومرورا بالحاضر ) ، بينما قلة من الكبار يفهمون ذلك !
وكلمتي الأخيرة لك قارئ _ت _ي العزيز _ ة ...
حاولت بكل الطرق التي أعرفها ، أن يكون الكتاب مفهوما وسهل القراءة ، ومع الحفاظ على الأفكار الجديدة ( والصادمة بطبيعتها ) والآن الكرة بملعبك ، والكلمة الحقيقية الأولى والأخيرة لك ، أنا قمت بالخطوة الأولى فقط وجاء دورك .
....
بعض الأمثلة التطبيقية
مثال مباشر
كل يوم يعيشه الانسان ، عبر 3 مراحل أو أطوار متتالية ، في اتجاه واحد وبنفس السرعة .
1 _ يوم الغد ( والمستقبل كله ) ، حيث الوجود بالقوة .
مثال العام 2021 هو موجود بالقوة ، وسوف يدركه كل من يعيش سنة أخرى .
2 _ اليوم الحالي ( ومعه الحاضر كله ) ، موجود بالفعل ( كان سابقا بالقوة فقط ) .
مثال العام الحالي 2020 هو موجود بالفعل ، ويمثل حاضر الأحياء جميعا .
3 _ يوم أمس ( والماضي كله ) ، موجود بالأثر فقط ، وهي المرحلة الأخيرة للزمن .
مثال غير مباشر
المطر والغيم
لا يوجد مطر بدون غيم ، لكن العكس قد يكون صحيحا .
الغيم يمثل الوجود بالقوة .
بينما المطر يمثل الوجود بالفعل .
الغيم مرحلة أولى ، والمطر مرحلة ثانية ، والعكس غير صحيح مطلقا .
....
مثال ثالث
القرون الثلاثة : الحالي والسابق والقادم
القرن الماضي موجود بالأثر ، وكان قبل ذلك الحاضر ( الوجود بالفعل ) ، وقبلها في المرحلة الأولى كان يمثل الوجود بالقوة .
القرن الحالي يمثل الوجود بالفعل أو الحاضر ، وهو المرحلة الثانية .
القرن القادم موجود بالقوة ، وسوف يتحول إلى وجود بالفعل بالمرحلة الثانية ، وبعدها يتحول إلى وجود بالأثر فقط ...ليصير جزئا من الماضي السابق والموضوعي .
.....
مثال رابع
لحظة الولادة يعيشها الانسان بالفعل والأثر فقط ( بالطبع لا يتذكرها ) .
ولحظة الموت يدركها الانسان بالقوة فقط .
بينهما _ من الولادة إلى الموت _ الحاضر أو الوجود بالفعل .
ومن السهولة إدراك وفهم حركة الزمن ، عبر هذه الأمثلة ...
باستثناء يومي الولادة والموت ، يعيش الانسان كل يوم من أيام حياته بثلاثة وجوه ، بحسب الترتيب :
1_ وجود بالقوة ( الغد والمستقبل ) .
2 _ وجود بالفعل ( اليوم والحاضر ) .
3 _ وجود بالأثر ( الأمس والماضي ) .
....
مثال ختامي " مفارقة الاختيار "
أينما كنت ، وفي كل لحظة ينقسم الحاضر إلى اتجاهين متعاكسين دوما :
1 _ الحاضر الإيجابي أمامك .
2 _ الحاضر السلبي حلفك .
اتجاه الحاضر الإيجابي من الحاضر إلى الماضي : 1 _ حاضر 2 _ ماض .
بينما اتجاه الحاضر السلبي من الماضي المباشر إلى الماضي السابق ( أو من ماض 1 إلى ماض 2 إلى ماض 3 ...4 ...
....

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل