|
نظرية جديدة للزمن ( النظرية الرابعة )
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6466 - 2020 / 1 / 16 - 10:17
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
المخطوط مع المقدمة
نظرية جديدة للزمن .... هذا الكتاب " نظرية جديدة للزمن أو النظرية الرابعة " يتمحور حول عدد من الأفكار الجديدة : 1 _ اتجاه حركة الزمن ثابت ، ووحيد من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا . 2 _ اتجاه الحياة أيضا ثابت ، ووحيد من الماضي إلى الحاضر . ( في اتجاه المستقبل ) . 3 _ اتجاه الموت أيضا ثابت ووحيد _ عكس الحياة _ من الحاضر إلى الماضي . 4 _ استمرارية الحاضر ظاهرة ، وحقيقة موضوعية ، تفسرها بشكل منطقي وتجريبي ، ويقبل الاختبار والتعميم النظرية الجديدة للزمن . 5 _ النظرية الجديدة للزمن ( الرابعة ) تتضمن ما سبقها ، والعكس غير صحيح . 6 _ النظريات الثلاث السابقة أو المواقف ، هي وبتكثيف شديد : 1 _ النظرية الكلاسيكية : اتجاه الزمن من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر . ومن أبرز أصحابها أفلاطون ونيوتن ، وغيرهم بالطبع . 2 _ النظرية الحديثة : ليس للزمن اتجاه وحيد او ثابت . من أبرز أصحابها اينشتاين وستيفن هوكينغ وغيرهم أيضا . 3 _ النظرية النقدية ( او السلبية ) : انكار وجود الماضي أو المستقبل ، ومع اعتبار أن الزمن مجرد تركيب ذهني وعقلي مثل الرياضيات أو الشطرنج وليس له وجود واقعي وموضوعي . وهي تشمل موقف التنوير الروحي ، بالإضافة إلى موقف حديث ومنتشر بين الفلاسفة وعلماء الفيزياء ، يشكك بالوجود الموضوعي للماضي أو المستقبل . ....
المخطوط الكامل
النظرية الرابعة للزمن الاهداء ( كتاب لقارئه _ ت وناشره _ ت أولا ) .... القسم الأول
الباب الأول _ مع فصوله الثلاثة نظرية جديدة للزمن الباب الأول
ملاحظة هامة حدث تغير كبير ونوعي ، وغير متوقع في فهمي للعلاقة بين الزمن والوقت والفرق الحقيقي بينهما ، عبر المناقشات والنقد الذي تخلل نشر الحلقات السابقة ، وأنا أشعر بالامتنان العميق للصديقات والأصدقاء الذين _ بفضل نقدهم الصحيح والضروري _ فهمت خطأ تصوري السابق للوقت والزمن والعلاقة المعقدة بينهما . أعتذر عن تسرعي ورعونتي سابقا في اعتبار الوقت نفسه الزمن ، وسأحاول أن لا يتكرر مثل ذلك الخطأ ( التسرع في الاستنتاج والاعلان عنه ) حيث سأحاول الانتباه أكثر _ مع أنني أعتقد أن تجنب الخطأ من المستحيل . .... الزمن يتضمن الوقت ، والعكس غير صحيح . الوقت يمثل الجانب التعاقبي للزمن ، بينما الحركة ( والسرعة ) التزامنية موجودة في الزمن فقط . وبعبارة أوضح ، الوقت محدد بشكل موضوعي ودقيق ، وهو الذي تقيسه الساعة . بينما الزمن أكثر غموضا وتعقيدا . أعتذر ثانية ، وسوف أتوسع في مناقشة الفكرة الجديدة خلال الفصول القادمة . وأتعهد للقارئ _ة أنني لن أتستر على خطأ ، في الكتابة خصوصا ، في الحياة الأمر أعقد . .... الفصل الأول والثاني _ مع التكملة .... ( النظرية الجديدة للزمن ) الحاضر بديل ثالث للمستقبل والماضي معا ( موضوع مناقشته عبر الفصل 3 )
الحاضر هو المشكلة والحل بالتزامن ؟! _ الحياة تجسد البعد الثالث للحاضر ، بالتزامن مع الزمن والمكان . .... توجد مشكلة أولية ، وهي خاصة بالزمن ومصطلحاته ومفاهيمه المختلفة ، بالإضافة إلى المشاكل المعرفية والفكرية المشتركة في الثقافة واللغة العربيتين . للأسف ، حتى اليوم لا توجد كلمات ومفردات _ مفاهيم ومصطلحات _ خاصة بالزمن ومراحله ، وتقسيماته ، بل هي استخدام ثانوي بالعموم ، أو استعارة . ومثال ذلك كلمة حاضر أو مفهوم الحاضر ( أيضا الماضي والمستقبل ) ، فهي تدل على معنى الوجود بالمقام الأول ، وعنصر المكان خاصة . بطبيعة الحال هذه مشكلة لغوية _ ثقافية مشتركة بين اللغات ، وليست خاصة بالعربية وحدها لكن ، المشكلة في اللغة العربية بارزة ومتضخمة إلى درجة الخطأ ، بسبب جمود المجتمعات والدول العربية زيادة عن غيرها من بقية الدول والثقافات المحافظة . .... للحاضر تمثيلات عديدة ومتنوعة ، لعل من أهمها مصطلح العمر . لكل شيء أو حياة عمر ( بداية ونهاية ) ، ولا يوجد استثناء . يبدأ عمر الانسان لحظة الولادة ، وينتهي لحظة الموت . لحظة الولادة مشتركة بين المستقبل والحاضر ، ينتهي المستقبل ويبدأ الحاضر _ الجديد والمتجدد بطبيعته . لحظة الموت في الجهة المقابلة ، مشتركة بين الحاضر والماضي ، ينتهي الحاضر ويبدأ الماضي المتجدد أيضا . ناقشت في نصوص سابقة مفهوم الحاضر ، والاختلاف في تفسيره بين نيوتن واينشتاين ، وحتى لا أكرر الأفكار نفسها ، سأعرض الخلاصة بتكثيف شديد : يركز نيوتن على الحركة التعاقبية للزمن ، وللحاضر بالطبع . ويعتبر أن الحاضر مدة لا متناهية في الصغر ويمكن اهمالها ، وكان يعتقد أن اتجاه الزمن من الماضي إلى المستقبل . موقف اينشتاين يختلف بشكل جذري ، حيث أن تركيزه على الحركة التزامنية أو الأفقية للحاضر وللزمن بالعموم ، ويعتبر أن الحاضر يتحدد بشكل موضوعي بين الملاحظ والحدث أو بين الذات والموضوع . وأعتقد أن كلا الموقفين يمثل نصف الحقيقة فقط . فالحاضر ما يزال غير معروف ، وغير محدد بشكل موضوعي ودقيق ، ونكتفي عادة بالتقسيم الزمني لليوم والساعة مع باقي التقويم للسنوات والقرون ونستخدمها بحكم العادة وبدون تفكير . الحاضر يمثل المرحلة الثانية من الزمن ، وهو يتوسط المستقبل والماضي وهذا ليس محل خلاف بالعموم ، لكن الاتجاه يمثل مشكلة حقيقية ، حيث ما يزال الاعتبار السائد أنه من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل . .... الزمن والوقت والزمان واحد ، لا ثلاثة ولا اثنين . هي تسميات عديدة لعملة واحدة ، تشبه إلى درجة التطابق طفل _ة لديه ا عدة أسماء . وهذا الموقف أكثر من رأي وأقل من معلومة . وأما الحاضر أو المرحلة الثانية للزمن ، من المنطقي أن نفترض ان نصفه في الماضي ونصفه المقابل في المستقبل ، وهذه الفرضية تنسجم مع الشرط الثلاثي للفكرة المنطقية : أن تكون معقولة ( يتقبلها العقل المتوسط ) ، وصحيحة ( لا تتناقض مع التجربة ) ، ومفيدة ( لها تطبيقات أو استخدامات متعددة ) . .... أعتقد أن الحاضر مزدوج بشكل متعادل ، وثنائي بين المستقبل والماضي ، وطبيعته الدينامية تتكشف بسهولة بعد تصحيح الاتجاه الحقيقي لحركة الزمن . لكن تبقى مشكلة التحديد التجريبي الموضوعي والدقيق ، على حالها . وأتصور أن فرضية الزمكان المعروفة دون المستوى العلمي للتفكير ، فهي لا تحقق الشروط الدنيا للمعقولية وللتوافق مع التجربة والمشاهدة . يكنك الآن _ وخلال القراءة _ التوقف قليلا وتأمل الظاهرة المدهشة : يتحول الجانب الزمني من الحاضر إلى الماضي ، بشكل ثابت ومستمر _ بالتزامن _ مع حركة عكسية لنمو الحياة وتطورها ....وأنت نفسك المثال الحي والموضوعي بالتزامن . وتتولد أسئلة جديدة عن مصدر المستقبل ، ومصير الماضي وغيرها !؟ آمل أن تحرض كتابتي ، وهواجسي حول الزمن خاصة ، العقول الشابة والمتفتحة على تكملة البحث والتساؤل ، فمن غير المنطقي بقاء موضوع الزمن _ والحاضر على وجه الخصوص _ خارج مجال الاهتمام الفعلي للعلم وللثقافة بالعموم . .... نظرية جديدة للزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه )
مقدمة أولى بداية أعتذر عن كتابتي الجديدة ، المعاكسة ، والتي تلامس الغرور أحيانا . وأتمنى من القارئ _ة الكريم _ة الصبر وسعة الأفق ، ....ربما نصل إلى موقف جديد ! أعتقد ، وبثقة تقارب اليقين ، أنني اكتشفت الخطأ المشترك بين الدين والفلسفة والعلم في نظرتهما الموروثة لحركة الزمن ، واتجاهه المعكوس خاصة . حيث أن الموقف التقليدي ، ما يزال هو نفسه الموقف العلمي والعالمي من الزمن ، والذي يعتبر أن اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل _ مرورا بالحاضر . وهذه المغالطة _ سوف أناقشها بشكل تفصيلي وموسع خلال الفصول القادمة _ مصدرها الخلط بين اتجاه حركة الزمن وبين اتجاه حركة الحياة وتطورها ( وهي بالفعل من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر ، وتقبل الملاحظة المباشرة ) . حركة الزمن وحركة الحياة جدلية عكسية ، يمكن ملاحظتها واختبارها أيضا ، عبر التبصر والتركيز : حيث كل لحظة ينقسم الحاضر إلى اتجاهين متعاكسين 1 _ الأحياء ( الانسان والحيوان والنبات ) يبقون في الحاضر الجديد _ والمتجدد باستمرار 2 _ الأحداث ( والأفعال المختلفة بما فيها الولادة والموت ) تتجه إلى الوراء ، في الماضي الأبعد ، فالأبعد . ومن جانب آخر بالمقابل ، في كل لحظة يتجدد الحاضر عبر التقاء الماضي القادم من الحياة مع الزمن القادم من المستقبل ( حيث الحاضر ثلاثي البعد 1 مكان 2 زمن 3 حياة ( وعي ) . وهذا يفسر ظاهرة استمرارية الحاضر ، بشكل منطقي ومفهوم ، كما أنه التفسير الذي يحقق شروط الفكرة العلمية ( ان تكون معقولة وصحيحة ومفيدة ) . وهذه الفكرة الجديدة " تفسير استمرارية الحاضر " سوف أتوسع في مناقشتها لاحقا . .... هذا التصور الجديد للزمن ، والذي سأعرضه خلال الفصول القادمة ، بشكل تفصيلي وموسع هو حصيلة اهتمام قديم وتراكمي بموضوع الزمن _ وبالحاضر على وجه الخصوص . سابقا كنت أكتفي بالتحديد الثنائي للحاضر الآن _ هنا ! لكن بعد إضافة البعد الثالث للحاضر ، وهو الحياة أو الوعي ، يتغير المشهد بالفعل . وهذه أحد وجوه المغالطة ( ومصدرها ) في الفهم العلمي والمنطقي للزمن ، كما أعتقد . بكلمات أخرى ، نمط التفكير الثنائي والمستمر في حياتنا ، بالإضافة إلى تعذر اختبار حركة الزمن بشكل تجريبي ومباشر ، هما سبب بقاء الفهم المعكوس لحركة الزمن إلى اليوم . تقسم الفلسفة الكلاسيكية الوجود إلى مستويين فقط : الوجود بالقوة والوجود بالفعل . حيث الوجود بالقوة يمثل المستقبل والاحتمال ، بينما الوجود بالفعل يمثل الحاضر والتحقق . ويهمل البعد الثالث _ للزمن وللوجود معا _ وهو الماضي ، وهنا سبب آخر للمغالطة . بعد تحقيق الانتقال بالفعل ، من المنطق الثنائي ( الجدلي ) إلى المنطق التعددي ( العلمي ) يسهل فهم الفكرة السابقة ، ويمكن التعبير عنها بشكل جديد ، الوجود ثلاثي البعد والمراحل : 1 _ الوجود بالقوة ، او المستقبل . وهو احتمال ، ومجهول بطبيعته . 2 _ الوجود بالفعل ، أو الحاضر . وهو ثنائي بالحد الأدنى ، ويشمل السبب والصدفة معا . بعبارة ثانية : الحاضر = سبب + صدفة . 3 _ الوجود بالأثر ، أو الماضي . وهو ثابت ، وتكرار بلا نهاية . .... هذا التصور الجديد للزمن ، يفسر التناقض المنطقي في الموقف الإنساني من الوجود : 1 _ المنطق الجدلي : يتمثل بتعبيرات عديدة ومتنوعة مع أنها بمضمون واحد ... لا جديد تحت الشمس ، العود الأبدي ، الاجبار على التكرار . وهي مقبولة وتعتبر من المسلمات في حياتنا الحالية أيضا ، كما بقيت طوال القرن العشرين . 2 _ المنطق التعددي : يتمثل بتعبيرات عديدة ومتنوعة مع أنها بمضمون واحد أيضا ... أثر الفراشة ، كل لحظة يتغير العالم ، أنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين . وهي أيضا مقبولة _ بالتزامن مع العبارات السابقة ، مع تناقضهما الصريح والمباشر ! .... إشارة أخيرة إلى منهج هذا البحث ، أو مرجعه الفكري ، هو التفكير العلمي كما أفهمه . أعتقد أن العلم يتضمن الفلسفة والدين وبقية أنماط التفكير قبل العلمي ، والعكس غير صحيح . أيضا الفلسفة تتضمن التفكير الدين وغيره من أنماط التفكير قبل العلمي ، بينما ينقص من الفلسفة التفكير العلمي . التفكير العلمي منطقي بالحد الأدنى ، وتجريبي بطبيعته . " العلم تاريخ الأخطاء المصححة " عبارة باشلار تغني عن الكلام الكثير . .... مقدمة ثانية ...طبيعة الحاضر يتعذر فصل الحاضر عن المستقبل من جهة ، ويتعذر فصله عن الماضي بالمقابل ، وذلك بالتزامن مع سهولة التمييز بدقة ووضوح بين المستقبل والماضي ؟! يتكون الحاضر من ثلاثة مراحل ، يمكن تمييزها عبر الملاحظة المتأنية : 1 _ الحاضر الموجب : مستقبل _ حاضر . 2 _ الحاضر المستمر : حاضر 1 ، حاضر 2 ، حاضر 3 ... 3 _ الحاضر السالب : حاضر _ ماض . .... حركة المرحلة الأولى ، أو الحاضر الإيجابي ، في اتجاه وحيد وثابت ، وبسرعة ثابتة أيضا : من المستقبل إلى الحاضر . حركة المرحلة الثالثة ، أو الحاضر السلبي ، لها نفس الاتجاه والسرعة . وكلتا الحركتين تقيسهما الساعة ، أو الوقت المتفق عليه ...هذا رأي وفرضية ثابتة ، حتى يثبت خطأها بالتحليل المنطقي أو بالتجربة وهي سقف البراهين العلمية بالطبع . بينما المرحلة الثانية ، او الحاضر المستمر ، تمثل حركة وسرعة التزامن ، وهي السرعة المطلقة في الكون ( عتبتها سرعة الضوء ، والأرجح أنها تتجاوزها ) . .... ظاهرة استمرارية الحاضر ، المعروفة منذ عشرات القرون ، وخاصة عبر خبرة التركيز والتأمل ، يمكن تفسيرها وتوضيحها بسهولة بعد تصحيح اتجاه حركة الزمن وبعد فهم الوضع الثلاثي للحاضر . هذه الأفكار سوف أناقشها بالتفصيل خلال الفصول القادمة . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الفصل 1 بعد الإضافة والتعديل طبيعة الزمن ( حركته واتجاهه وسرعته )
مشكلة الزمن أنه خارج مجال الحواس ، ومع ذلك لا أحد يجهله ، وبالتزامن لا يعرفه أحد بشكل علمي وتجريبي ، أو حتى بشكل منطقي وواضح _ إلى يومنا ؟! لحسن الحظ _ بفضل اينشتاين وستيفن هوكينغ خاصة _ حدث تطور هام خلال القرن الماضي في معرفتنا للزمن ، لقد تم الانتقال خطوة حقيقية بالفعل ، من اعتباره مفهوما فلسفيا إلى وضعه الحالي كمصطلح علمي _ فيزيائي ، حيث يمكن دراسته بشكل فكري ومنطقي ، تمهيدا لتحوله إلى مصطلح محدد بشكل تجريبي ودقيق ، مع قابليته إلى الاختبار والتعميم . ( 1 ) التصورات أو النظريات المختلفة حول الزمن يمكن تلخيصها وتكثيفها في أربعة : 1 _ الموقف الكلاسيكي ، وهو السائد في العلم والعالم المعاصرين ، يعتبر أن الزمن يتقدم .. من الماضي إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى المستقبل . وبكلمات أخرى ، يعتبر أن سهم الزمن يتجه من الماضي إلى المستقبل _ مرورا بالحاضر . وهو الموقف المشترك بين أفلاطون ونيوتن ، ومعهم أغلب الفلاسفة والفيزيائيين في العالم . 2 _ موقف الانكار ، وعدم الاعتراف بالماضي أو بالمستقبل سوى كتركيب وفكري عقلي ، مع اعتبار أن الحاضر يمثل الوجود الموضوعي والمطلق ( انكار الموت أيضا ) . 3 _ الموقف الحديث ، ومن أبرز ممثليه اينشتاين وستيفن هوكينغ ، وهو يعتبر ان اتجاه الزمن غير محدد في جهة معينة ، وغير ثابت أيضا ، ويمكن ان يحدث في مختلف الاتجاهات . 4 _ الموقف الجديد ، وهو محور هذا الكتاب ، ويعتبر أن اتجاه حركة الزمن عكس اتجاه نمو الحياة وتطورها : من المستقبل إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى الماضي ...وهو اتجاه ثابت ووحيد ، ويقبل التجربة والاختبار والتعميم بدون استثناء . .... موقف الفرد الحالي من الزمن ، هو أحد المواقف الأربعة أو بين اثنين منهما ومحصلتهما السلبية أو الإيجابية . كمثال مباشر ، يعتبر الكثيرون اليوم أن الزمن تركيب عقلي وثقافي ، ولا وجود حقيقي له . بعبارة ثانية ، يعتبر كثيرون الزمن مجرد نظام رمزي يشبه اللغات الحديثة كالبرمجة والرياضيات ، وليس له حركة محددة أو اتجاه وحيد او سرعة ثابتة . وهذا الموقف يتطابق مع موقف الانكار الذي يمثله التنوير الروحي عبر الاعتقاد بالحاضر المستمر . .... الموقف الجديد يتضمن المواقف السابقة ، بينما العكس غير صحيح . وهذا ما سأحاول اثباته بشكل منطقي ، عبر الفصول القادمة ، من خلال مثال بديهي : الأمس والماضي خلفنا بينما الغد والمستقبل أمامنا ، وبينهما الحاضر ( الجديد _ المتجدد ) ؟! المستقبل يقترب والماضي يبتعد ( أليست بديهية منطقية ويقبلها الحس المشترك) ؟ ويمكن الاستنتاج مباشرة ، أن ما يقترب هو البداية ، أو قادما من البداية . وبنفس الطريقة : ما يبتعد هو النهاية ، أو يتجه إلى النهاية . الفكرة تستحق التأمل والاهتمام الجديين . .... بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يتغير الموقف العقلي والواقع معا . اتجاه حركة وتطور الحياة يعاكس اتجاه الزمن ، وهذه الظاهرة تقبل الاختبار والتعميم . .... ( 2 ) حركة الزمن ؟! بصورة عامة الحركة أحد نوعين : 1 _ الحركة الذاتية ، العشوائية ، وهي خاصة بالأحياء . تتحدد من داخلها بالدرجة الأولى ، ومن خارجها بالدرجة الثانية كاستجابة لمتغيرات البيئة المحيطة . 2 _ الحركة الموضوعية ، وهي تختلف بحسب نوع المادة ، ومن أمثلتها : _ حركة السوائل ، وتتحدد بالضغط الجوي أو علاقة الأواني المستطرقة . _ حركة الغازات ، وهي تتحدد بدرجة الحرارة ونوع الغاز . _ حركة الكهرباء ، وهي تتحدد بدرجة مقاومة ( أو عدم قابلية نقل الكهرباء ) المواد ، وهي في اتجاه ثابت من التوتر المرتفع في اتجاه التوتر المنخفض . _ حركة الزمن ،... ويمكن استنتاجها فقط ، وربما يتمكن العلماء في المستقبل من ابتكار أدوات وطرق تمكن من اختبارها بشكل تجريبي ومباشر ؟! .... ( 3 ) اتجاه حركة الزمن ؟! كلمة الاتجاه ، كفكرة وخبرة ، تعتبر حتى اليوم مرادفة للمعنى . المشكلة بذلك ، أن التوجه أو الاتجاه ، ليس أقل غموضا من مصطلح المعنى ذاته ! على سبيل المثال ، بعد سنة 2012 حتى فهمت المعنى ( الجديد ) والمتداول حاليا ، واختلافه النوعي والجذري عن المعنى التقليدي . وهو موضوع ناقشته سابقا بشكل مستقل وموسع ، واكتفي هنا بتكثيفه الشديد : المعنى بالمفهوم التقليدي موجود مسبقا في مستويين ، أولا في قلب الكاتب أو المرسل ( في الوعي والنوايا ) ، وثانيا في النص ( أو الرسالة أو التعبير ) . والقراءة مع السياق ، تعتبران ، تكملة أو تحصيل حاصل . بينما المعنى بالمفهوم الحديث يتشكل عبر عدة بؤر او مراحل متسلسلة في درجة أهميتها أيضا ، وبالدرجة الأولى القارئ _ة وعملية القراءة نفسها تنتج المعنى أولا ، والسياق الثقافي ثانيا ، والرسالة أو النص ثالثا ، وفي المستوى الرابع والأخير من الأهمية والدور _ في المعنى _ للمرسل أو الكاتب ( ونواياه لا تعني غيره ، وغالبا تنفصل عن المعنى لحظة التدوين أو التعبير ، ...وتهمل وتضيع بالفعل ) . بالعودة إلى فكرة وخبرة الاتجاه ، لا يكفي معرفة البداية والنهائية لتحديد الاتجاه ... مع أن عبارة البداية والنهاية أو العكس ، تتضمن الاتجاه بالفعل . .... من خلال الملاحظة المتأنية ، يمكن اختبار ظاهرة مزدوجة ومدهشة بالفعل ، وتتكرر بشكل مستمر مع جميع الأحياء ( الانسان ، والحيوان ، والنبات ، وهي بارزة في حالة البششر ) ... حيث ينقسم الحاضر في كل لحظة ، إلى اتجاهين متعاكسين : 1 _ اتجاه نمو الحياة وتطورها : من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . 2 _ اتجاه الأحداث بالعكس : بالعكس من اتجاه الحياة ...من المستقبل إلى الماضي ومرورا بالحاضر . وهذا الاتجاه يتضمن حوادث الولادة والموت أيضا . .... بحسب النظرية الكلاسيكية ، يكون اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل ! ولكن ، بسهولة يمكن اختبار عدم صحة ذلك ، حيث العكس هو الصحيح . وبالنسبة لهذه الفكرة " اتجاه حركة الزمن " سوف استعرض عدة براهين وطرق تبين اتجاهها الحقيقي من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي ، في ملحق خاص نظرا لأهميتها البالغة . ( 4 ) سرعة حركة الزمن ؟! لكل حركة سرعة ، ثابتة أو متغيرة . بالنسبة لحركة الزمن ، فهي مركبة ومزدوجة بالتزامن ، والغريب إلى درجة يصعب فهمها ، أن النقاد العرب القدامى استنتجوا هذا الأمر منذ عشرات القرون ، وأنا مدين بالفضل والشكر للصديق جميل حلبي على هذه الفكرة والخبرة . 1 _ الحركة التعاقبية أو العامودية : من المستقبل إلى الحاضر ( أو من الحاضر إلى الماضي ) ، وهي التي تقيسها الساعة . هذا رأي وفرضية ، حتى نحصل على أفضل منها . 2 _ الحركة التزامنية أو الأفقية : من حاضر 1 إلى حاضر 2 إلى حاضر 3 ...بلا نهاية . وهي أحد احتمالين ، الأول أنها تساوي سرعة الضوء ، والثاني أنها تفوق سرعة الضوء وتجسد السرعة المطلقة في الكون ( وهذا وما أرجح احتماله ) . .... ملحق مشكلة الحاضر ؟! هل يمكن تحديد الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ؟ الحاضر دينامي بطبيعته ، وكل لحظة يبدأ وينتهي بالتزامن . بعد تغيير الصورة التقليدية للزمن ، وإضافة البعد الثالث ( الحياة أو الوعي ) إلى ثنائية الحاضر هنا والآن ، مع تغيير اتجاه الزمن إلى : 1 _ مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماض ، مع الإبقاء على اتجاه تطور الحياة المعاكس : 1 _ ماض 2 _ حاضر 3 _ مستقبل ... بعد ذلك يسهل فهم حقيقة " استمرارية الحاضر " حيث عنصر المكان ثابت ، بينما يتجدد عنصر الزمن من المستقبل ، وبالعكس منه يتجدد عنصر الحياة ( الوعي ) من الماضي . ملحق 2 التفسير بدلالة المستقبل ( كبديل عن التفسير التقليدي ) غالبا نعتمد في مختلف مجالات المعرفة على الخبرة فقط ، يعني على الماضي ، ونهمل الجديد والمجهول بالعموم _ من الضروري تغيير تلك العادة ، واستبدالها بالأفضل . التفسير بدلالة المستقبل يتضمن التفسير الذي يعتمد الخبرة ، والعكس غير صحيح . مثال مباشر ، نفسر مرض السرطان اليوم بأن أسبابه وراثية أو جينية . ويعني ذلك ، استبدال العبارة البسيطة ، والصحيحة والمفهومة " لا أعرف " بعبارة أخرى هي مضللة بالفعل وفي أكثر التعابير لطفا ، تزيد من الجهل عند القارئ _ ة والمتلقي ، فيما لو بقيت عبارة " لا أعرف فقط " . هذا الموضوع يفتح على تساؤل استنكاري : لماذا نحاول جميعا ( في بعض الأحيان ) الحصول على الحب والاحترام من شركائنا أيضا عن طريق العنف أو الخداع !؟ .... .... نظرية جديدة للزمن _ فصل 2
بعض الصديقات والأصدقاء _ بعدما فهموا الاتجاه الحقيقي لحركة الزمن ، ليس فقط بشكل فكري ومنطقي ، بل بشكل عاطفي وتجريبي أيضا _ يكررون السؤال نفسه : ماذا يتغير إذا كان اتجاه الزمن من الماضي للمستقبل أو العكس ؟! لتكون الفكرة الجديدة أو الرأي الجديد أو النظرة الجديدة ( أو النظرية ) تستحق الاهتمام الفعلي ( منح الوقت الكافي ، وبذل الجهد اللازم ، وتغيير نمط التفكير السابق ، مع بقية أشكال التكلفة المتنوعة ...) ، من المفترض أولا أن تحقق عتبة الشروط المنطقية الثلاثية : 1 _ أن تكون معقولة ( يقبلها العقل المشترك ، فوق متوسط درجتي الحساسية والذكاء ) 2 _ أن تكون صحيحة ( لا تتعارض مع التجربة أو المشاهدة ، ومع قابلية الاختبار والتعميم ) 3 _ أن تكون مفيدة ( لها استخدامات اجتماعية أو فردية أو منطقية وفكرية ) . .... يمكن التأكد من صحة الفكرة الجديدة : " اتجاه حركة الزمن من الحاضر إلى الماضي ، ومن المستقبل إلى الحاضر _ على العكس من نمو الحياة وتطورها " عبر الانتباه والتبصر الذاتي ، كما أن مختلف اشكال الاستنتاج تتفق معها . فقط يلزم الأمر ، قابلية المرء للتفكير من خارج الصندوق أو تغيير الاتجاه العقلي المسبق . بعض الأمثلة : 1 _ الأجداد والأحفاد : الأجداد ( الذين ماتوا ) هم في الماضي . قبل الآن كانوا في الحاضر . وقبل ذلك كانوا في المستقبل . الأحفاد ( الذين لم يولدا بعد ) بالعكس : هم الآن في المستقبل . بعد الولادة يصيروا في الحاضر . وبعد الموت ينتقلون إلى الماضي . 2 _ المستقبل يقترب والماضي يبتعد : ما يقترب هو البداية ، أو يأتي من البداية ( هذا بديهي ) . ما يبتعد يتجه إلى النهاية ( وهذا بديهي أيضا ) 3 _ عيد ميلادك الشخصي ، وأي حدث آخر : كل يوم يبتعد اكثر في الماضي . على العكس من المستقبل ( بعد لحظة ، او بعد مليارات السنين ..) كل يوم يقترب أكثر . ويمكن تعداد أمثلة بلا نهاية ، تثبت أن اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى اللماضي . .... بالنسبة لقابلية الفكرة للفهم للعقلي ، والتقبل ... البرهان بالتجربة أقوى من المنطق . .... وأما فائدة الفكرة الجديدة ، أو فوائدها بالأصح ، فهي كثيرة ومتنوعة كما أعتقد ... 1 _ الفكرة تشرح طبيعة الصدفة ( مصدرها ، وكيفية حدوثها ) . بالعودة إلى مستويات الوجود الثلاثة : أ _ الوجود بالقوة ( المستقبل ) ب _ الوجود بالفعل ( الحاضر ) ج _ الوجود بالأثر ( الماضي ) ، بالملاحظة المتأنية مع بعض الانتباه المركز ، يمكن فهم اتجاه التحول بحسب الترتيب أعلاه ، من المستقبل إلى الحاضر ، التحول بحسب علاقات الاحتمال : صدفة _ نتيجة . ومن الحاضر إلى الماضي ، التحول بحسب علاقات اليقين والتكرار : سبب _ نتيجة . وبكلمات أخرى ، المستقبل صدفة واحتمال . الحاضر سبب + نتيجة . الماضي تكرار ويقين . 2 _ الفكرة الجديدة تفسر التناقض بين الفيزياء الكلاسيكية ومعها فيزياء الفلك ، وبين فيزياء الكم أو الفيزياء المجهرية . فيزياء الفلك يقينية وتقبل التكرار والتعميم ، بلا استثناء ( ومعها الفيزياء الكلاسيكية ) . فيزياء الكم أو المجهرية احتمالية ، وتختلف نتائج كل تجربة عن غيرها . التفسير البسيط ، موضوع فيزياء الفلك ومعها الفيزياء الكلاسيكية هو الماضي ، والماضي بطبيعته ثابت ولا يتغير . بينما موضوع الفيزياء المجهرية هو المستقبل لحظة تحوله إلى الحاضر ، وهو احتمالي بطبيعته . مثال حجرة النرد ، قبل رميها تحمل ستة احتمالات متساوية في درجة إمكانية التحقق . لكن بعد لحظة رمي الحجر ، تتلاشى خمسة احتمالات مع تحقق أحدها . ( هذا المثال يستحق التأمل والتفكير الهادئ ) . 3 _ الفكرة الجديدة توضح الامكانية الفعلية لتغيير الماضي .... الماضي مستويين : 1 _ الماضي الموضوعي وما قبل الولادة 2 _ الماضي الشخصي . الماضي بدوره مستويين : 1 _ الماضي التام من اللحظة وما ورائها . 2 _ الماضي الجديد ، المستقبل الشخصي كله سوف يتحول إلى الماضي ( وهو يقبل التغيير بسهولة ، بعد توفر الخطة المناسبة ) . 4 _ الفكرة الجديدة توضح حقيقة الإرادة الحرة والمسؤولية الفردية ، بشكل موضوعي .... بسهولة يمكن تغيير الماضي الجديد ، مع توفر الاستعدادات اللازمة ؟ مثلا السنة القادمة 2020 .... يمكن لكل فرد ( ... ) بالغ ، ان يختار من بين عدد غير محدود من الخيارات ، الطريقة ونمط العيش الذي ينسجم مع وضعه الشخصي . ويمكن تعداد نتائج ، غير محدودة ، مترتبة على تغيير التصور العقلي السابق لحركة اتجاه الزمن . .... القارئ _ ة الكريم _ة .... أعمل كل ما بوسعي ، لكي لا يذهب وقتك _ ووقتي أيضا _ سدى مع موضوع الزمن . .... .... نظرية جديدة للزمن _ مثال تطبيقي
الدوافع والنوايا ثنائية ، جدلية ، ومزدوجة شأن القراءة والكتابة ... يتعذر فهم أحدها بمعزل عن الثاني . الدوافع مجموع القوى _ نفسية أو عقلية أو ثقافية أو اجتماعية _ مع الخبرات والممارسات والعادات التي تشكلت في الماضي ، وتظهر اليوم على المستوى الشعوري ( حيث تعود للظهور بوضوح في المستقبل وبقوة أعلى ) على شكل نوايا ورغبات ، وبطرق وأنواع مختلفة من العواطف القوية ، لكن المبهمة عادة كالحزن أو الاشتياق أو الشفقة أو القرف . النوايا تجسد الوجه الداخلي للدوافع ، والعكس صحيح غالبا ، حيث تتمثل الدوافع ( وتتقنع ) بالرغبات والمشاعر الشخصية أو الاجتماعية وغيرها . مجموعة القوى الثالثة المحركة للفرد ، تتمثل بالحوافز وهي خارجية بطبيعتها ، لكن مع العادة والتكرار تتحول إلى منعكسات عصبية لا ارادية وغير شعورية وغير واعية أيضا ، ويتعذر تمييزها عن الدوافع والنوايا . .... القراءة والكتابة بدورها جدلية مركبة ، ثنائية ، ومزدوجة ، وتجسد حقيقة المعنى وحدوده . المعنى التقليدي يتمحور حول أربع مكونات أساسية ، بالترتيب والأهمية : 1 _ الكاتب أو المرسل 2 _ الرسالة أو النص 3 _ السياق الاجتماعي والثقافي 4 _ القارئ والمتلقي . ترتيب المعنى بالمفهوم الحديث على العكس : 1 _ القارئ والقراءة والتلقي ، حيث يتشكل المعنى ويتجدد باستمرار . 2 _ السياق المركب والمتعدد ... الاجتماعي ، الثقافي ، اللغوي ، الحقوقي وغيرها . 3 _ الرسالة أو النص . 4 _ الكاتب أو المرسل ، وعملية الكتابة والتعبير . .... القراءة فعل يحدث في الحاضر ، أو في المستقبل غالبا وهو الأهم . الكتابة فعل حدث في الماضي ، وهو مهم بدون شك ، لكنه فعل سلبي بطبيعته . القراءة والكتابة وجهان لنفس العملة ، وجدلية داخلية ، لا وجود لأحدها بمعزل عن الثاني . .... .... الحاضر مشكلتنا المزمنة .... يتعذر تحديد الحاضر بشكل موضوعي ودقيق . وذلك يرجع إلى سببين : 1 _ تعذر معرفة ، أو تحديد ، الحد الكبير ( أكبر من أكبر شيء ) . 2 _ تعذر معرفة أو تحديد الحد الصغير ( أصغر من اصغر شيء ) . .... الحاضر مزدوج وثنائي بالحد الأدنى ( الأرجح أنه دينامي وتعددي بطبيعته ) . ومن غير المعروف كيف يمكن تحديده من الجانبين ، الداخلي والخارجي . وقد رأينا الاختلاف بين نيوتن واينشتاين ، ومرجعه إلى تركيز نيوتن على الحد الصغير للحاضر ( الذي يظهر بوضوح في الحركة التعاقبية ) ويمثل الوجه الداخلي للحاضر . في المقابل تركيز اينشتاين على الحركة التزامنية ( المسافة بين الملاحظ والحدث ، أو بين الذات والموضوع ) ، حيث يظهر الحد الكبير من الخارج ،...وهذا الموضوع مفتوح بطبيعته ، ويتعذر ضبطه أو تحديده بدقة وموضوعية . .... بكلمات أخرى ، المستقبل مجهول بطبيعته ، ومن غير الممكن معرفته بشكل مباشر ودقيق . بينما الماضي قد حدث سابقا ، وهو معروف من قبل _ مع وجود عطالة ثابتة ، تتمثل بالمفقود والنقص في أدوات المعرفة والكشف ، بالإضافة إلى جوانب القصور الإنساني المتعددة والمتنوعة _ ... الماضي قابل للمعرفة المتزايدة بطبيعته . ويبقى الحاضر مزيجا بينهما ، يتضمن سلسلتين متعاكستين دوما : سلسلة الأسباب والمصادر ، بالتزامن مع سلسلة المصادفات والاحتمالات المفتوحة ، والتي يتعذر معرفتها بشكل مسبق . .... وأخير ، يتكشف الجواب المباشر والبسيط والحقيقي على سؤال هايدغر وهاجسه المزمن : ما هو الأهم ، الذي لا يتقادم ولا يفقد أهميته بمرور الزمن أو بعد الاشباع أو غيرها من بقية الحلول المؤقتة والعابرة ؟! الحاضر يتكون من 3 مراحل متعاقبة : 1 _ الحاضر الإيجابي ( المستقبل _ الحاضر ) ، أو المستقبل خلال تحوله المستمر إلى حاضر ، وهو الأهم . 2 _ الحاضر المستمر ( لحظة الأبدية بالمصطلحات الكلاسيكية ) ، ويمثل الحركة التزامنية أو الامتداد الزمني والأفقي حيث مجال الحياة والوعي ، وهو يجسد الهام والضروري . 3 _ الحاضر السلبي ( الحاضر _ الماضي ) ، أو الحاضر خلال تحوله المستمر إلى ماض ، وهو يمثل المهم وغير العاجل . تقسيمي الشخصي ، بحسب تجربتي المزدوج ثقافيا واجتماعيا : نصف الأهمية للقادم ( المستقل ) ، وثلث الأهمية للحاضر ( اليوم ) ، وسدس الأهمية للأمس ( الماضي ) . وهي بالطبع تختلف بتنوع الأفراد . .... .... مثال 2 العلاقة بين الادراك والوعي بدلالة الزمن ، وليس الفكر فقط .... خلاصة بحث سابق بين الشعور والفكر بدلالة الادراك / الوعي : الادراك مرحلة مشتركة بين مختلف الأحياء ، وهي مرحلة الشعور قبل الفكر ، أو المرحلة الغريزية وما دون العقل . الوعي مرحلة ثانوية خاصة بالبشر أو مرحلة ما بعد العقل ، وتختلف بين فرد وآخر ، بحسب درجة نمو الشخصية الفردية . لكن ، أعتقد أن التمييز الموضوعي بين الوعي والادراك ، يكون بدلالة الزمن أكثر مصداقية وقربا من الحقيقة والواقع . الوعي يتجه بطبيعته إلى الحاضر ، وإلى المستقبل أكثر . ولكي يتجه إلى الماضي ، يحتاج إلى جهد وتركيز وإرادة . بالطبع المقصود بالوعي ، الاتجاه المعرفي للشخصية _ الحر والواعي والارادي _ وليس الثرثرة النفسية السلبية والمعروفة للجميع ، الانفعالية واللاشعورية وغير الارادية بطبيعتها . يتجه الادراك بالعكس ، إلى الماضي دوما ، وهو لا ينفصل عن الخبرة والعادة . الأمثلة التطبيقية بسبب طبيعة الموضوع ، ...ربما تساعد توضيح الفكرة _ الخبرة الجديدة . .... المعيار الزمني يحقق الدرجة العليا في المصداقية والموضوعية معا ، ومثاله الأوضح والأبرز ساعة الشطرنج ، وحاليا المناظرات المفتوحة بين السياسيين والاعلامين . صحيح أنه لا يكفي بمفرده لتحقيق التوازن الموضوعي والعدالة ومبدأ تكافؤ الفرص ، لكنه أفضل الممكن . ..... ..... ملحق بما سبق أيضا العلاقة بين الحفيد _ة والجد _ة .... جدلية الزمن والحياة
1 السؤال عن الأسبقية أو الأقدم بينهما : الحفيد _ة أم الجد _ة ! تبدو مضحكة للوهلة الأولى .... طبعا الجد _ ة أولا ، سوف يصرخ المستعجلون فورا . بعد التساؤل والتفكير ، نعود إلى أحجية الدجاجة والبيضة ، ودورة الجدل المغلقة . تارة يكون الجد _ة أولا ، وثانية يكون العكس ؟! هل يمكن حلها بشكل عملي ومنطقي معا ؟ .... كل من هن _ هم في سن الطفولة والمراهقة الأولى ، يمثلون دليلا معاكسا لما يبدو بديهيا في نظر الكثيرين : الحفيد ة_ أولا . كيف تحل هذه القضية _ اللغز ؟ أحجية الدجاجة والبيضة يتعذر حلها حاليا ، أو بشكل عملي وتجريبي . أقصى ما يمكن التوصل إليه ، تقبل نظرية التطور الدينامي والمتكامل عبر الأجيال . لكن ، بعد إضافة الحد الثالث ( الثالث المرفوع _ أو البديل الثالث ) ، يتكشف الاتجاه بشكل مفاجئ ومدهش بالفعل ... .... تمثيل الوجود بدلالة 3 مستويات 1 _ مستوى الوجود بالقوة ( المستقبل ) 2 _ الوجود بالفعل ( الحاضر ) 3 _ الوجود بالأثر ( الماضي ) ، ينقل التفكير الجدلي _ الحلقي والمغلق بطبيعته _ إلى مستوى جديد ومختلف ، يتمثل بالتفكير التعددي والحوار . 1 _ مستوى الوجود بالقوة أو المستقبل ، يمثل مرحلة أولى للزمن ( وأخيرة في الحياة ) . 2 _ مستوى الوجود بالفعل أو الحاضر ، يمثل مرحلة ثانية للزمن ( وثانية أيضا في الحياة ) . 3 _ مستوى الوجود بالأثر أو الماضي ، يمثل مرحلة ثالثة للزمن ( واولى في الحياة ) . كيف يمكن تفسير ذلك ، بشكل منطقي وتجريبي معا ؟ 2 بعد تطبيق مستويات الوجود الثلاثة على الفرد ، تتكشف حقيقة مدهشة بالفعل ... دور الجد _ة يمثل الوجود بالقوة ( لكل فرد انساني ) . بينما دور الابن _ة يمثل الوجود بالفعل ( لكل فرد ..) . وأخيرا دور الحفيد _ة يمثل الوجود بالأثر ( لكل انسان ) . ... يمكن الآن ، وبشكل تجريبي تطبيق المعادلات السابقة ، والحصول على نتائج يقينية 3 كيف يتجه الزمن ( ويتحرك بالطبع ) : بين الجد _ة وبين الابن _ة وبين الحفيد _ة ؟ الآن ، كيفما نظرت حولك ، يوجد تناقض أو لغز ثنائي : 1 _ بالنسبة للعلاقة المباشرة بين الأحفاد والأجداد : الأجداد أولا وهم الأقدم . لكن قبل ذلك كانوا أحفادا ،... 2 _ بالنسبة للأفراد قبل الانجاب الحفيد _ة أولا ، ومعه دور الابن _ ة بالتزامن . .... أتفهم درجة الملل والتعب مع متابعة القراءة ، لكنني اعتقد أن القضية جديرة بالاهتمام ، وفهمها في النهاية مكافأة وجائزة كبرى 4 خلاصة ما سبق : " اتجاه حركة الزمن على العكس من اتجاه نمو الحياة وتطورها " . والآن يمكن اختبار ذلك بشكل عملي ، وتجريبي ، ومباشر : اتجاه حركة الزمن بين الأجيال الثلاثة ، عكس اتجاه حركة الحياة ... 1 _ حركة الزمن : الأجداد في المرحلة الأولى ( الوجود بالقوة) ، والأبناء في المرحلة الثانية ( الوجود بالفعل ) ، والأحفاد في المرحلة الثالثة ( الوجود بالأثر ) . بالتطبيق المباشر : 1 من المستقبل ( أولا ) 2 إلى الحاضر 3 إلى الماضي ( أخيرا ) . 2 _ حركة الحياة : الأحفاد في المرحلة الأولى ( الوجود بالأثر ) ، والأبناء في المرحلة الثانية ( الوجود بالفعل ) ، والأجداد في المرحلة الثالثة ( الوجود بالقوة ) . وبالتطبيق المباشر : 1 من الماضي ( البداية أولا ) 2 إلى الحاضر 3 إلى الماضي ( النهاية أخيرا ) . 5 أعتقد أنه أفضل برهان على الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، وأعتقد ، أن ما سبق يسهل فهمه على شخصية متوسطة درجتي الذكاء أو الحساسية . .... .... ملحق وهامش يتعلق بما سبق أيضا ... ضرورة الفصل بين الفكرة والكاتب _ة أو المتكلم _ة
لا أظن أحدا يجهل تلك الخبرة المؤلمة ، حيث شريكك _ت في الحديث والكلام ، لا ت _يفصل بين شخصيته وبين أفكاره وآرائه ، بالتزامن لا يميز بينك وبين أفكارك . والنتيجة حوار الطرشان ، في أحسن الأحوال . أو انحدار العلاقة من سيء إلى أسوأ ، والصراع التدميري في النهاية ....بصرف عن نوع العلاقة الثنائية ( بين الأم أو الأب والأولاد ، أو بين الاخوة ، أو الأصدقاء ، وبشكل خاص في العلاقة العاطفية بين الشريكين )... تنتهي إلى الصراع بنسبة تفوق 9 من عشرة ، بعد سنوات وأحيانا أشهر وحتى أيام من التدفق العاطفي الجامح بين الاثنين ! لماذا يحدث ذلك ؟! لكن ، أعتقد أن السؤال الأهم : أين مسؤوليتي في ذلك ، وكيف يكون الحل المناسب ؟ لا أحد يرغب في أن يكون مخطئا أو خاسرا أو أي صفة سلبية ، وهذه صفة إنسانية وعامة . ونعرف جميعا أن الخطأ طريق الصواب الوحيد ، ومع ذلك نخطئ جميعنا بالتقدير الذاتي ، ونخطئ أكثر في التقدير الموضوعي والمتبادل . كيف ولماذا يحدث ذلك ؟ .... بحسب تجربتي المزدوجة الثقافية والاجتماعية ، طريق النمو والنضح الشخصي يمر بعدة مراحل متسلسلة ، ومشتركة : 1 _ المرحلة النرجسية ، وتمثل المستوى الأولي والبدائي في التنظيم العقلي والادراكي . لكنها للأسف تكفي لوصول الفرد إلى أعلى المناصب القيادية في الدولة والمجتمع . بهذا المستوى لا يوجد فصل بين الذات والعالم ، بل رغبة كلية ومطلقة ، بالتزاامن مع الشعور والاعتقاد بحيازة القوة والمعرفة والحقيقة . في هذه المرحلة يبقى الفرد داخل فقاعته الذاتية ، المتضخمة بالطبع ، لا يسمع ولا يرى ولا يدرك سوى رغباته وأهوائه ، وكل إعاقة أو اختلاف يدمرها ( من ليس معي عدوي ) . 2 _ المرحلة الدوغمائية ، تتميز بالانتقال من التمركز الذاتي إلى الانتماء إلى شيء خارجي ( دين أو معتقد أو جماعة ) ، ويحدث استبدال أنا ب نحن . وعبارة شكسبير الشهيرة تختصرها : نكون أو لا نكون . 3 _ المرحلة الأنانية ، تشترك مع سابقتيها بالتمركز الذاتي الشديد ، لكن مع إدراك البعد الموضوعي في الواقع والمجتمع . 4 _ المرحلة النقدية ، أو التفكير المنهجي ، ...تجسيد لفكرة / خبرة البديل الثالث ، أو تشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا ، أو قفزة الثقة ، أو حرية الإرادة . .... قبل المرحلة النقدية ، لا يوجد فصل بين الرغبة والتوقع . أو بعبارة ثانية ، قبل المرحلة النقدية يكون التوقع بدلالة الرغبة والشعور . بعد المرحلة النقدية ، يحدث الانتقال إلى التوقع على مستوى الأداء والمعايير الموضوعية . .... ....
خلاصة الفصل 3 وتكملته _ نظرية جديدة للزمن
1 الساعة تقيس السرعة التعاقبية ( التسلسلية _ التراتبية ) للزمن ، لكن ، سرعته التزامنية ( الأفقية ) تتحدد عبر سرعة الضوء وتتجاوزها كما أعتقد . .... لو كان هايدغر حيا ، لهلل وصفق طربا ، ولكان سعى إلى مقابلتي على الفور . وكنت لأفعل نفس الشيء ، مع من ت _ يكمل هواجسي حول الزمن والكون ... _ مصير الماضي ، ومصدر المستقبل ، ونظام الكون ، وطبيعة الحاضر ومكوناته !؟ .... للماضي دوره وأهميته بدون شك . لكن أهم منه الحاضر بمستوييه : الحاضر السلبي ( الحاضر _ الماضي ) ، ويبقى الأهم هو الحاضر الإيجابي ( المستقبل _ الحاضر ) . ليس المستقبل _ الحاضر بعد الموت ، ولا بعد سنة ، ولا دقيقة ، ولا حتى جزء من الثانية .... الحاضر الإيجابي ، هو الوجود المباشر الجديد _ المتجدد بطبيعته ، كان قبلنا ( مع الأجداد والأسلاف ) ويستمر عبرنا بالوعي والتفكير ، وسيكون بعدنا ( مع الأحفاد والجدد ...) . الماضي هام وموضوعي . الحاضر السلبي أكثر أهمية . بينما الحاضر الإيجابي _ المستمر بطبيعته يجسد الهام والعاجل والضروري ، ولا يفقد أهميته مطلقا وضمن أي شرط أو ظرف . 2 الحاضر ثلاثي البعد 1 ( حياة أوعي ) ، 2 ( مكان ) ، 3 ( زمن ) . 1 _ الجانب الحي للحاضر ، يتجدد من الماضي إلى الحاضر بشكل ثابت . وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم وبدون شروط . 2 _ المستوى الزمني للحاضر ، على العكس يأتي من المستقبل إلى الحاضر ، وهذه ظاهرة أيضا وتقبل الاختبار . لكن لا نعرف بعد كيف ولماذا ...، وغيرها الكثير من الأسئلة الجديدة . 3 _ المستوى المادي والمكاني للحاضر مباشر ومحسوس ومشترك ( الوعي في الآن هنا) . مع أننا لا نعرف مصدره ، كما أننا نجهل مصيره وحدوده ، خاصة الجزء الأصغر هنا _ في الداخل ، أو نقيضه هناك _ الكل الأكبر في الخارج ...! .... بسهولة يمكن اختبار الاختلاف ( التناقض ) بين اتجاهي الزمن والحياة . وأنت تقرأ _ي هذه الكلمات ، في الحاضر المستمر بينما فعل القراءة نفسه يتسرب إلى الماضي لحظة بلحظة ، وهذه الظاهرة عامة ومشتركة ، وتشمل العالم بلا استثناء . الحاضر هو المرحلة الثانية ، المشتركة بين الزمن والحياة ، وحده الحاضر ضمن مجال الحواس والادراك المباشر . بينما الماضي والمستقبل نعرفهما بالاستنتاج غير المباشر ، وبدلالة آثارهما . 3 الحاضر يشمل الجانب المباشر من الوجود ، أو المجال الذي تشغله الحياة بالتزامن مع بعدي الزمن والمكان . أعتقد أن الحياة بمجملها تحدث في الحاضر الإيجابي ، وفكرة السفر في الزمن ليست أكثر من هلوسة وأحلام يقظة غير واقعية . مشكلة تحديد الحاضر ، ربما يمكن حلها عبر مراحل متسلسلة ، بداية بالمشكلة اللغوية ، بعدها المستوى المنطقي والفكري ، وبعدما تتضح حدود المشكلة يأتي دور الفيزياء والرياضيات . وقبل ذلك ، لا أعتقد أن بالإمكان التقدم بشكل عملي وتجريبي . .... فكرة السفر في الزمن تنطوي على تناقض مزدوج ، ذاتي وموضوعي بالتبادل . وتشبه شخصا يركض داخل عربة ( آلة ) ، بهدف تجاوزها بالفعل ؟! أمر لا يصدق كم تضللنا الرغبات والأفكار اللاعقلانية . 4 بعد فهم حقيقة التناقض بين اتجاه حركة الزمن ، وبين اتجاه تطور الحياة ، يصير من السهولة بمكان فهم الواقع الموضوعي ثلاثي الأبعاد ( حياة ، وزمن ، ومكان ) .
5 الزمن حقيقة وحركة أو وهم ...؟! إذا كان الزمن مجرد وهم إنساني ( إنشاء ذهني ) ، وليس له وجود موضوعي ، يكون كل شيء وهم أيضا ، الحياة وهم _ وهو مبدأ أساسي في التنوير الروحي والتصوف وكثير من المذاهب الفلسفية أيضا . لكنني أعتقد أن للزمن وجوده الموضوعي والمستقل ( وربما المنفصل بالكامل ) عن الحياة وعن المكان ( الطبيعة بالمصطلحات القديمة ) . الزمن طاقة كونية ، يتحدد الكون ( مع جميع عناصره ومكوناته ) عبرها ، وهي طاقة حركية يمكن تشبيهها بالكهرباء . كما أن لها سرعتين تزامنية وتعاقبية ، يستحيل تجاوزهما . 6 ماذا لو كنت مخطئا ؟! أخطأت في الماضي بكل شيء تقريبا ، أعرف وأعترف . ونسبة الفخر والخجل في ماضيي الشخصي متساويتان إلى حد التطابق . مع ذلك أسعى لأعرف ونعرف ... .... الباب الثاني الباب الثاني مع الفصول 1 ، 2 ، 3 نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني
1 مقدمة الباب الثاني ، مع عرض مختزل لفصوله القادمة .... الفصل 1 مشكلة الوقت ؟! الوقت جزء من كل مطلق ومجهول ، حيث الزمن يتضمن الوقت والعكس غير صحيح . الوقت هو الزمن الشخصي والإنساني ، محدد بدقة ووضوح من خلال التقسيمات المعروفة للساعة وأجزائها ، بالتزامن مع التقسيم المقابل للسنة ومضاعفاتها ، الواضح والمحدد بدقة . الزمن مفهوم واسع وشامل ، ومجهول بطبيعته ( من الداخل ) كما أن مصدره مجهول ( من الخارج ) ، وبنفس الوقت يمثل أحد الأبعاد المحورية الثلاثة للوجود ، الزمن والمكان والحياة أو الوعي ... وربما يستمر جهلنا لحقيقة الزمن ( الموضوعية ) لعقود أو لقرون ! . سوف أؤجل مناقشة الوقت والزمن والعلاقة بينهما بشكل تفصيلي ، إلى الباب الثالث ، لأنني أتصور أن من الملائم أكثر هذا الترتيب _ حيث يكون الباب الثاني لمناقشة " الصحة العقلية والفهم الصحيح للزمن _ العلاقة بينهما " ....وآمل أن أنجح بتوضيح ذلك . .... الفصل 2 الصحة العقلية ( أو المرض ) وعلاقتها بالفهم الصحيح لحركة الزمن واتجاهه وسرعته ؟! سيتكشف بالتدريج ، خلال مراحل البحث التالية ، الترابط الحقيقي بين الصحة ( العقلية وغيرها كالصحة النفسية والعاطفية ) وبين فهم الوقت وطبيعة الحاضر خاصة . المشكلة الصحية ( العقلية أو النفسية أو الجسدية أو الاجتماعية أو الروحية أو العاطفية ) معقدة وهي ليست متسلسلة بالطبع ، لكن للترتب أهمية خاصة للفهم ، وللاستجابة المناسبة بحسب الوضع والشخصية . مثال شائع ومبتذل على التناقض الثقافي _ الفكري ( واللغوي خاصة ) العام والمشترك ، مصطلح الصحة نفسه كما يستخدم حاليا في الثقافة العالمية ، وليس في العربية وحدها ، وكيف تحول إلى نقيضه في الثقافة المعاصرة . قبل القرن العشرين كانت الصحة والمرض ثنائية عكسية وبسيطة ، مثل الكبر والصغر أو الطول والقصر ومفهومة بذاتها ، بالنسبة للفرد البالغ متوسط درجة الذكاء أو الحساسية . بدورها متلازمة المرض والجوع كانت سائدة في مختلف الدول والثقافات ، حيث كان الجوع وسوء التغذية مع التعب ، المصدر الأول للمرض الجسدي والنفسي ، والعقلي أيضا . تقابلها متلازمة الصحة والشبع والراحة ، وتناقضها بشكل فعلي وحقيقي . والنتيجة المباشرة أن الصحة كانت تتحدد بزيادة الوزن ، والعكس بالنسبة للمرض حيث يتحدد بنقص الوزن . على النقيض من الوضع الحالي السائد والمعمم ، حيث زيادة الوزن مشكلة صحية أولى عالمية ومشتركة . وحالات الاستثناء خاصة بالدول التي تتعرض للكوارث والحروب وما ينتج عنها من مجاعات ، ويمكن اهمالها بالمقارنة . تغير المدلول إلى نقيضه ، وبقي الدال نفسه كلمة صحة . الصحة قبل القرن العشرين كانت تتحدد بزيادة الوزن ، وهي تتحدد اليوم بنقصه . مع بقاء اللغة السابقة والمصطلحات نفسها . ( يوضح هذا المثال مشكلة اللغة بشكل خاص ، وعطالتها التي تؤدي إلى تحريف المعنى وتزييفه أحيانا ) . المشكلة نفسها تتكرر في موضوع الزمن ، من حيث الازدواج في مفاهيمه ومصطلحاته . كلمة حاضر : لها معنى زمني ، لكن أولا معنى وجودي ( هنا ) ، لها أيضا معنى مكاني . وتتكرر المشكلة مع بقية الكلمات الزمنية كالماضي والمستقبل وغيرها . وتتضاعف المشكلة بين الوقت والزمن ، وهذا ما سأحاول مناقشته لاحقا . .... الفصل 3 عتبة الألم كمعيار للصحة العقلية وراحة البال أيضا ... الفرد الإنساني ( المتوسط ) يدمج هنا وهناك بالفعل ، وينجح بذلك غالبا . كل فرد يفعل ذلك طوال حياته ، والاختلاف يقتصر على نسبة ودرجة النجاح ( أو الفشل ) بين فرد وآخر . والمشكلة أننا لا نعرف التفسير الحقيقي لذلك ، مع كل التقدم العلمي والتكنولوجي الحاليين . والمشكلة استبدال ذلك الجهل الموضوعي ، بالرطانة العلمية ونظريات المؤامرة المبتذلة . حقيقة الحاضر المزدوج السلبي والايجابي معا ( الحاضر الإيجابي " مستقبل _ حاضر " ، على عكس الحاضر السلبي " حاضر _ ماض " ) ، تقربنا خطوة بالفعل من فهم الحقيقة الموضوعية والواقع كما هو وليس كما نريده أن يكون . .... يمكن تغيير عتبة الألم ، ولا يمكن محوها وإزالتها ( بالمعنى الإيجابي طبعا ) . من يرغب بالألم والشقاء ! بدورها حرية الإرادة أو الإرادة الحرة حقيقة ، ومعروفة منذ عشرات القرون وفي مختلف الثقافات . هي ليست معطى بديهي وموروث بالطبع ، بل انجاز فردي أصيل وحقيقي . مع أن الوصول إليها ليس سهلا ، لكنها مهارة إنسانية مشتركة بين مختلف الثقافات والمجتمعات يكتسبها بعض الأفراد ( قلة بالطبع ) وبطرق مختلفة ، وإبداعية بطبيعتها . هي أصعب من بقية المهارات ، لأنها ذروتها . .... 2 من الطبيعي أن يتساءل بعض القراء ، عن العلاقة بين موضوع الزمن ، وبين موضوعات بعيدة ومختلفة مثل ....الصحة العقلية وعتبة الألم والإرادة الحرة وغيرها من الموضوعات المتداخلة في كتابتي عموما ، وفي هذا الكتاب على وجه الخصوص . يوجد سببان ، الأول مباشر وشخصي ، حيث اكتشفت اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الماضي وليس العكس ، من خلال فكرة الإدمان وكيفية التحرر من الإدمان ، وبشكل خاص عبر تشكيل الذاكرة الجديدة . قوة الذاكرة الجديدة مثالها البارز حيوانات السيرك . يستطيع المدرب الجيد تشكيل عادة وذاكرة جديدتين للحيوان ( المسكين ) ، على عكس غريزته ، وينجح بذلك غالبا ولبقية عمره . هذا المثال يستحق الاهتمام والتفكير فيه ، فهو يناقض الموقف العقلي السائد والمشترك . من البديهي أن دماغ الانسان أكثر مرونة وسعة من دماغ الحيوان ، وبالتالي فهو أكثر قابلية لتشكيل العادات والذاكرات الجديدة . حياتي الشخصية مثال مباشر على ذلك ، وقد كتبت بالتفصيل عن تجربتي مع الإدمان ومع تشكيل الذاكرة الجديدة ، وهي تتلخص بالسهولة النسبية لتحويل العادة الانفعالية ( لا إرادية وغير شعورية ولا واعية ) إلى عادة إيجابية ( واعية وشعورية وإرادية ) ، مع توفر الخطة المناسبة ورغبة الفرد المعني بالتغيير . .... مثال تطبيقي على اكتساب الإرادة الحرة ؟ يجادل الكثيرون من علماء النفس ضد فكرة الإرادة الحرة ، وهذا ما يدعو للأسف باعتقادي . تشبه حرية الإرادة الرصيد المالي المزدوج ، السلبي والايجابي ، وعلاقتهما المتبادلة والثابتة . بنفس درجة السهولة المتوفرة لغالبية الأفراد ، يمكن خفض الرصيد أو رفعه بطرق مختلفة وعديدة جدا . بالطبع الرصيد السلبي غير قابل للسحب ، وهو عبء مزمن على صاحبه _ ت . لكن الرصيد الإيجابي ، تتزايد سرعة وسهولة تفعليه مع التقدم التكنولوجي والعلمي _ أيضا مع التقدم في العمر تتزايد المقدرة على تشكيل ذاكرات جديدة وليس العكس . بعبارة ثانية ، بعد تشكيل الرصيد الإيجابي تتغير الشخصية والعالم معا . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني ، فصل 1
الحاضر المزدوج مشكلتنا المشتركة ، والمزمنة 1 الصحة العقلية وعلاقتها بالفهم الصحيح لحركة الزمن واتجاهه ؟! المرض العقلي بالتعريف ، هو تخلف العمر العقلي للفرد عن عمره البيولوجي . والصحة العقلية بالمقابل ، يمكن أن تتعرف بالتطابق بين العمر الحقيقي للفرد وبين عمره العقلي ، أو درجة النمو والنضج التي يبلغها الفرد الإنساني ( امرأة أو رجل ) خلال حياته . تختلف الصحة العقلية عن الصحة النفسية _ الجسدية ، بكونها خلل فكري وعقلي فقط ، بدون أي عيوب فيزيولوجية وجسدية ، ولو وجدت لن تكون هي المشكلة . وبالتالي معالجة المرض العقلي تقتصر على الجانب المعرفي والفكري على وجه الخصوص . توجد فكرة خاطئة ، وتشبه وجود لمبة محروقة في البيت تحتاج إلى تبديل . بالمثل توجد أفكار صحيحة وأفكار خاطئة ، والأفكار الخاطئة لابد من استبدالها أو يفسد الفرد ( طفل _ة أو امرأة او رجل ) حياته بالكامل . مثال الأرض المسطحة والثابتة ؟ بالله عليك هل تقبل _ي صداقة ( أو أي نوع من الشراكة ) مع شخص بالغ عقله بهذه الحدود ، وبصرف النظر عن بقية مزاياه ولو كان اينشتاين أو غاندي أو تشمبورسكا أو تشيخوف ! .... سلاسل المعنى والقيمة هي المشكلة والحل بالتزامن ، أو التراتبية الشخصية مثال على ذلك ، العلاقة بين السلطة والقدرة والمعرفة والحرية والمسؤولية والسعادة وغيرها ؟ يعتقد الكثيرون أن السلطة والمال واحد . وهي بالفعل في الدول والثقافات المتخلفة غالبا متلازمة ، وهذا مصدر الفساد والشر المطلق . بعدها يتحول المال إلى القيمة الأساسية في الحياة ( نماذج قطر والسعودية وإيران وتركيا ) ، بالطبع بقية دول العالمين العربي والإسلامي أسوأ ، وليست أفضل بالتأكيد ( باستثناء تونس وربما مصر ، وربما ماليزيا ...ليس عندي معلومات ولا رأي ثابت بهذا المجال ) . كيف ترتب _ين الكلمات بحسب تسلسلها وأهميتها برأيك : السعادة ، السلطة ( أو المال ) ، المسؤولية ، المهارة ، المعرفة ، الحرية ؟! جوابك يمثل المستوى المعرفي _ الأخلاقي الذي تعيش وفقه ، أو هويتك الاجتماعية الحالية . .... أعتقد أن الجواب المنطقي ( والفضل بهذه الفقرة لكتاب فن اللامبالاة ، الذي ذكرته سابقا وفي مرات عديدة ) يتجسد عبر الترتيب : 1 _ المعرفة . 2 _ المسؤولية . 3 _ السلطة . 4 _ المهارة والمقدرة . 5 _ الحرية . 6 _ السعادة والحب وراحة البال وقفزة الثقة ...وغيرها ، وهي نتيجة طبيعية ومباشرة . .... لحسن الحظ ، يتزايد التجانس بين التكلفة والجودة ، وبين الغاية والوسيلة ، وبين الشكل والمضمون ، وبين الكيف والكم وغيرها من بقية الجدليات الكلاسيكية مع التقدم التكنولوجي بالتزامن مع التقدم في العمر على المستوى الفردي . مثال غير مباشر على ذلك ، لكنه شديد الأهمية وهو عامل حاسم في المستقبل : الصدق والكذب ، .... حيث تضيق إمكانية الكذب بالنسبة للزعماء والسياسيين في العالم بدون استثناء مع التطور التكنولوجي ، والدليل المباشر هو العداء الجوهري بين نظم الاستبداد وحرية الرأي والاعلام وغيرها من الحقوق الحديثة والفردية خاصة . مثال مباشر على ذلك الجزائر والسودان ، وبالطبع في المستقبل القريب لبنان والعراق ، وسوريا واليمن وغيرها ، هي ليست في مجرة أخرى . 2 ما علاقة ذلك بالفهم الصحيح لحركة الزمن واتجاهه وسرعته ؟! أعتذر من القارئ _ة الجديد_ ة ، يتعذر فهم هذا الباب والفصل ، بدون قراءة وفهم السابق . مع ذلك سوف أحاول تبسيط الأفكار الواردة ، بشكل مكثف . .... المستقبل والماضي واضحين ومباشرين ، المستقبل أمامنا والماضي خلفنا . أما بالنسبة للحاضر فالأمر ، مع أنه هو نفسه ولكنه ، ليس على نفس الدرجة من الوضوح . الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) هو أمامنا دوما ، يشبه الأمر قيادة الدراجة ، يتقدم الحاضر الإيجابي أمامك وبنفس سرعتك . وعلى العكس تماما من الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ، هو يبتعد ( في الماضي طبعا ) بنفس درجة السرعة التي يقترب فيها الحاضر الإيجابي . فهم ذلك ، يجسد الحركة الأولى _ الخطوة الأولى _ وهي المعرفة . والخطوة التالية والمباشرة هي المسؤولية . تحمل الفرد ( البالغ طبعا ) مسؤولية حياته وقراراته الإيجابية أو السلبية ( وهي عادة الأخطر ) ، أو التجنب . بينما الخطوة الثالثة والتي تعقب المسؤولية ( وليس العكس مطلقا ) فهي السلطة والمال . بالطبع يحدث خلال فترات عابرة ، ومؤقتة ، النكوص ...كالنازية في المانيا والفاشية في إيطاليا ، واليمين المتطرف في العالم اليوم ، والإرهاب ( الإسلامي للأسف ) ، حيث تكون السلطة منفصلة عن المسؤولية بالفعل . لكن ، مهما طال الزمن ، سوف يستعاد التوازن والوضع الطبيعي ، حيث الحياة متوازنة بطبيعتها ( لكنها ليست عادلة ) . .... ملحق 1 سلاسل القيمة والمعنى والاتجاه _ بين السبب والمصادفة بالتزامن 1 _ النوع الأول سلاسل القيمة ، وهي موجودة في حياة كل فرد أو مجتمع . والاختلاف فقط في الترتيب والأولوية ، بين فرد وآخر أو بين مجتمع وآخر . 2 _ النوع الثاني سلاسل المعنى ، وهي جدلية بطبيعتها ، وتتحدد عبر الاتجاه لاحقا . مثال القارئ _ة وتزايد أهميته في انتاج المعنى وتوليده ، على حساب الكاتب _ ة . حدث تبادل في الأدوار بدرجة الأهمية . 3 _ النوع الثالث سلاسل الاتجاه ، وهي الأصعب ، نموذجها الزمن والحاضر خاصة . هذه السلاسل الثلاثة سأعود إلى مناقشتها بتفصيل أكبر ، لكن خارج هذا الكتاب ، تجنبا للخروج والابتعاد عن الموضوع ، بالطبع إن حالفني الحظ ... صرت راغبا بطول العمر بالفعل ! وهذا ما لم يخطر لي على بال قبل الخمسين . .... ملحق 2 مثال تطبيقي على الحاضر المزدوج المشترك ، والمزمن علاقة الرجل بأمه والفتاة بأبيها ، تفسير فرويد معروف ، وهو يعتبر أن الدافع الجنسي هو ما يربط بين الأبوين والأولاد طبعا بشكل لا شعوري . يخالفه إلى درجة النقيض أريك فروم أبرز الفرويديين الجدد ، حيث يعتبر أن الدافع الجنسي هو القوة التي تباعد بين الطفل _ة وبين الأبوين ، والعكس حالة نادرة وشاذة . بدون شك فكرة فرويد خاطئة ، وفكرة فروم صحيحة . وربما يأتي قارئ _ ة مستقبلا ، ويوضح جانبا غير مرئي الآن في العلاقة الأساسية بين الآباء والأبناء ، أيضا بين الأحباب ! مثالي الشخصي على ذلك المقامرة ، أو الموقف الفردي من المقامرة : يوجد نقيضان ، هوس إيجابي أو هوس سلبي . المقامر_ ة يمثل الهوس الإيجابي ، ورهاب المقامرة يمثل الهوس السلبي . الالتزام يمثل البديل الثالث .... غدا أجمل ... بالنسبة للإنسان أكيد . بالنسبة للفرد احتمال . سعادتك مسؤوليتك . .... .... ملحق خاص بالباب الثاني سلاسل القيمة والمعنى والاتجاه بدلالة السبب والصدفة
1 يبدو القرن العشرين من خارجه ، قرن المتناقضات والسحر ، لقد تحققت خلاله أسوأ كوابيس الانسان ( الحرب العالمية ) بالتزامن مع تحقق أحلام _ وما فوق الأحلام بعبارة أكثر واقعية . لنتخيل ندوة بين أعلام ذلك القرن في العلم والمعرفة والفنون وغيرها من المهارات العليا ، خلال نصفه الأول ، والحديث يدور حول وسائل النقل والاتصال المستقبلية ؟ لم يكن طموح _ وحتى أحلام _ أحد ليصل إلى تخيل شبكة الأنترنيت الحالية مع وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة ، على سبيل المثال . من الصعب اختزال القرن العشرين بفكرة واحدة أو صفة أو غيرها ، ... ولكن ، يمكن التأكيد أنه ( من ) أهم منجزات القرن العشرين المعرفة الجديدة ، لقد نجح كثيرون بالخروج من الصندوق والتفكير الحر _ هو _ أهم صفة لذلك القرن . ويبقى التحليل النفسي والفلسفة الوجودية علامتان مضيئتان إلى اليوم 7 / 12 / 2019 ، بينما انطفأت تيارات كانت أكثر شهرة منهما مثل البنيوية والتفكيكية وغيرها مما لم أسمع بها أصلا . المفارقة التي دفعتني إلى هذا الكلام ، أن ما بقي من التحليل النفسي في القرن الجديد جانبه الثقافي ، بينما وظيفته المحورية " العلاج النفسي " تجاوزها الزمن بالفعل . وبالعكس حدث مع الوجودية ، حيث انحسرت الأفكار والممارسات الوجودية إلى بعض التقنيات العلاجية " المهمة " في هذا القرن ، وتتزايد أهميتها كما يبدو ! .... المنجز الآخر _ والأكثر أهمية _ للقرن العشرين موضوع الزمن . لقد نجح بعض الفلاسفة وعلماء الفيزياء خاصة في نقل موضوع الزمن ، من مصطلح فلسفي غامض ومشوش ، إلى مصطلح علمي يمكن تحديد ( بعض ) مكوناته الأساسية ، مثل الحركة والاتجاه والسرعة ، وهو ما أعمل عليه بجد وشغف ...ما تبقى لي من العمر . 2 علاقة البداية والنهاية ، من أكثر الموضوعات المبتذلة في عالمنا الحالي . والمفارقة ، تتجسد من خلال الفرضية السائدة ( الغبية ) في العلم والعالم معا " أن البداية تتضمن النهاية " بالفعل ، طبعا عبر الرطانة المعروفة بثنائيات : المقدمة والخاتمة أو السبب والنتيجة أو الجودة والتكلفة أو الشكل والمضمون وغيرها . يمكن اختصار خلاصة بحثي السابق في هذا الموضوع ، بعبارتين : النهاية تتضمن البداية بالفعل . البداية تتضمن النهاية بالقوة . والعلاقة بين الحفيد _ة وبين الجد _ة مثال نموذجي على ذلك ... الحفيد _ة وجود بالأثر ، وهو يتلازم مع الوجود بالفعل ، والمفارقة أن الوجود بالفعل نتيجة الوجود بالأثر وليس العكس كما يخطر على البال لأول وهلة . ( الموضوع جدير بالتأمل ) . الجد _ة وجود بالأثر ، وهو احتمال أو صدفة . الأبن _ ة وجود بالفعل ، وهو حقيقة مباشرة . الحفيد _ة وجود بالقوة ، احتمال وصدفة . لكن المفارقة يمكن ، وضع المعادلات الثلاثة بشكل مختلف تماما ، وتبقى صحيحة : الجد _ة وجود بالقوة ، احتمال وصدفة . الأب _ الأم وجود بالفعل ، حقيقة مباشرة . الحفيد _ ة وجود بالأثر ، تكرار . تفسير اللغز بسيط للغاية : اتجاه الزمن عكس اتجاه الحياة . المجموعة الأولى هي في اتجاه الحياة ، بينما المجموعة الثانية في اتجاه الزمن . ( هذا الموضوع الشيق والهام ناقشته بشكل تفصيلي وموسع ، ومنشور على الحوار المتمدن ) .... علاقة السبب والصدفة _ مع كثير غيرها من الثنائيات الكلاسيكية ( الألغاز الشبيهة بالدجاجة والبيضة ) _ يتعذر فهمها ضمن المنطق الثنائي ( الجدلي ) . بعد الانتقال إلى المنطق التعددي ( العلمي ) ، يتكشف المشهد ... الواقع والوجود الموضوعي 3 مستويات مختلفة ، ومنفصلة تماما : 1 _ الوجود بالقوة ( المستقبل ) . 2 _ الوجود بالفعل ( الحاضر ) . 3 _ الوجود بالأثر ( الماضي ) . الآن يمكن تفسير اللغز بسهولة : اتجاه الحياة ، من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل بالطبع . على العكس تماما اتجاه الزمن ، من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي بالطبع . .... المستقبل صدفة ، احتمال مفتوح . الماضي تكرار ، سلاسل سببية . الحاضر = سبب + صدفة . 3 صار بإمكاننا الآن الانتقال السلس ، كما أعتقد ، إلى مناقشة سلاسل القيمة والمعنى والاتجاه . 1 _ تتمحور سلاسل القيمة حول الجدلية الكلاسيكية : الغاية _ الوسيلة . 2 _ تتمحور سلاسل المعنى حول جدلية : القراءة _ الكتابة ( القارئ _ة و الكاتب _ة ) . 3 _ تتمحور سلاسل الاتجاه حول جدلية : النهاية _ البداية . .... بدون نقل الجدلية ، والانتقال معها بالتزامن ، من المنطق الثنائي إلى التعددي ، يتعذر فهم سلاسل المعنى والقيمة والاتجاه ، ويتعذر بالطبع حل تلك المسائل ( القابلة للحل بالفعل ) . 4 مثال تطبيقي على سلاسل القيمة : " الغاية والوسيلة " ، كيف يمكن التمييز بينهما ؟! المال مثلا ، نحن جميعا نستخدمه كوسيلة للعيش والحصول على حاجاتنا وتحقيق رغباتنا عبر صرفه وانفاقه ، بالتزامن ، نحن جميعا نعمل للحصول عليه كغاية وهدف . لكن بعضنا يعتبر المال وسيلة في العمل السياسي أو الثقافي ( مثلا ) . وبعضنا الآخر يعتبره غاية لنشاطه السياسي أو الثقافي . مثال 2 الدين والسياسة أيهما الغاية أو الوسيلة ؟ بدلالة الوقت ( حيث الوقت يتضمن قيمتين بالقوة : سلطة ومال ) يسهل القياس الموضوعي لتعامل فرد ما مع الدين والسياسة . من يقضي معظم وقته في أماكن العبادة ، يعتبر الدين غاية وغيره وسائل . والعكس صحيح أيضا من يقضي معظم وقته في التخطيط والتحكم ، يعتبر الدين وسيلة كغيرها من بقية الوسائل . مثال 3 أنت قارئ _ ة هذه الكتابة ... هل غايتك المتعة أم المعرفة ؟! يتعذر تحديد القيمة والمعنى والاتجاه ، بشكل مجرد ومسبق ، نحتاج للوسائل التطبيقية . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 2
1 مشكلة الوقت ؟! العلاقة بين الوقت والزمن _ وتتعقد أكثر بعد إدخال الحاضر ، تشبه قصة داخل قصة ، أو علبة داخل علبة ، ...وهكذا تتعقد الصورة كثيرا بعد إضافة أجزاء الساعة أو مضاعفات السنة _ هي علاقة الجزء والكل النموذجية . لكن الوقت يمثل الجزء الخاص ( الذي يحوي جميع عناصر الكل ومكوناته ) والفرق بينهما كمي ، في النسبة والدرجة فقط لا في النوع . ومن جانب آخر ، الوقت يمثل هنا ، بينما الزمن يشمل هناك وهنا بالتزامن . كما أعتقد أن الموضوعية عامل مشترك بين الوقت والزمن ، ولهذا السبب يتزايد اعتبار الوقت يمثل المعيار الجديد _ الموضوعي والمشترك _ بين مختلف المعايير الحديثة . أو في المقاييس الحديثة يكون الزمن بعد رئيسي وثابت ، مثال ساعة الشطرنج حيث النتيجة تعتمد على المهارة أولا وعلى الزمن ثانيا ، فقط بحالة التعادل يفوز من كان أسرع ( أو زمنه أقل ) . .... " الوقت مال " عبارة كانت شهيرة طوال القرن العشرين ، وتزامنت مع انتقال الاعتماد الإنساني بصورة عامة من الساعة البيولوجية ( الحدس والشعور ) إلى الساعة الموضوعية والحديثة ، أو الإلكترونية بنسختها الحالية ( المعايير الموضوعية ) ، بعدما حدث تحول نوعي في صناعة الساعات ودقتها _ حيث مقدار التأخير أو التقديم في الساعة الحالية أقل من ثانية كل 33 ألف سنة . بينما في المقابل الساعة البيولوجية أو الحدس والتقدير الذاتي يكون على خطأ غالبا ودقته معدومة . .... المشكلة الأكثر تعقيدا تكمن في ازدواج الحاضر : 1 _ الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) وهو الأكثر مباشرة وقربا للحواس ، يبتعد في الماضي كل لحظة ، وبسرعة ثابتة هي نفس السرعة التي يقترب فيها الحاضر الإيجابي . 2 _ الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) له نفس سرعة الحاضر السلبي ويعاكسه في الاتجاه ، حيث يقترب كل لحظة بنفس سرعة تباعد الحاضر السلبي ومعه الماضي كله . .... 2 الزمن والوقت والحاضر ؟! .... ما نوع العلاقة التي تربط بين الزمن والوقت والحاضر ؟ يمكن تطبيق التصنيف الثنائي _ أيضا المنطق الثنائي _ على معظم القضايا المعاصرة ، وتلك أحد أهم تطبيقات البرمجيات الحديثة بالاستفادة المباشرة من الخوارزمية . الخوارزمية كما أفهمها ، نوع خاص من المنطق يتضمن ما سبقه ، كما أنها تمثل الحل المنطقي والعملي بالتزامن لقضية الجدل ، من خلال المنهج الثلاثي لحل قضية معقدة : 1_ الاختيار 2 _ التسلسل 3 _ التكرار ( ناقشت الخوارزمية في بحث خاص ، ومنشور على الحوار المتمدن ) . بعبارة مختصرة ، تتضمن الخوارزمية المنهج الجدلي والتعددي معا ، ويمكن استخدامها بكلا الحالتين بحسب الحاجة ونوع القضية ( المشكلة ) . للمنهج الثنائي ، ( أو التصنيف الثنائي ) ميزة أساسية ، لكن تتلازم معها سلبية أساسية بالتزامن ، خسارة الدقة والتحديد مقابل تحقيق الوضوح ( السهولة والبساطة ) . الحاضر جزء من الوقت ، بدوره الوقت جزء من الزمن ( هذه فرضية ثابتة ، إذا حدث تغيير في فهمي لها سأعلن ذلك مباشرة مع توضيح السبب المنطقي أو التجريبي الذي دفعني إلى تغيير الموقف الحالي ) . الحاضر أحد احتمالين أو اتجاهين _ يتعذر دمجهما أو جمعهما _ متناقضين بطبيعتهما : السلبي والايجابي ، وهو المصدر الموضوعي للمفارقة الإنسانية . 3 المفارقة الإنسانية نمط العيش الادماني ( وفق العادات والتقاليد والتكرار ) ، وهو الأعلى تكلفة على الفرد والمجتمع ، كما أنه الأصعب أيضا_ من جانب الجهد والطاقة _ من أي شكل آخر للعيش على المدى البعيد ، حيث يكاد يتساوى مع حالات العدمية والفوضى التي تنتشر خلال الكوارث والأوبئة في أجزاء عديدة من العالم الحالي . والسؤال المثير للدهشة والاستنكار معا ، لماذا يفسد الكثير من البشر حياتهم في العادات الادمانية ، عادة قبل الأربعين وفي معظم الثقافات ، مع أنهم على درجة من الوعي والذكاء في بقية مجالات الحياة المختلفة ؟! حياتي وتجربتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا تتلخص بفكرتين : 1 _ الاختلاف الحقيقي بين المصلحة المباشرة للفرد ، وبين مصلحته المتكاملة والروحية . بعبارة ثانية ، لا يستطيع الانسان الجمع بين الحاضر ( هذا الأسبوع أو السنة ) والقادم ( بعد خمس سنوات وأكثر ) بنفس درجة الاهتمام ، ستكون الأولوية لأحدها على حساب الثانية . 2 _ مشكلة الحاضر المزدوج ، والمتناقض بطبيعته ؟! وهذه الفكرة تنطوي على تناقض حقيقي وليس مغالطة شكلية أو منطقية فقط ( ازدواج الحاضر واستمراريته بنفس الوقت ) . توجد حقيقة موضوعية ، يمكن ملاحظتها بشكل دائم وبلا استثناء ، محيرة ومدهشة بالفعل : الحاضر السلبي والايجابي متناقضان في الاتجاه ، مع أنهما استمرارية ثابتة ومتكررة ! الحاضر الموجب يقترب دوما ، بالتزامن وعلى نقيضه ، الحاضر السلبي يبتعد ... بنفس السرعة لكن باتجاهين متعاكسين . وسواء أكان الفرد ( ...) يعتمد في حياته ، وفي منطقه العقلي ، على المبدأ الالهي أو العلمي أو الطبيعي أو غيرها _ تبقى النتيجة نفسها _ لا يمكن أن يكسب الانسان في الحاضر السلبي والايجابي معا . تتوضح الفكرة أكثر ، من خلال الحاضر والمستقبل ، حيث مصلحة الفرد غالبا ما تنطوي على تناقض ثابت ( المصلحة المباشرة تتناقض مع المصلحة البعيدة ) . وهذا الموضوع ناقشته بشكل تفصيلي وموسع في نصوص سابقة ومنشورة أيضا . قلة نادرة من البشر يدركون ذلك باكرا . شخصيا لست منهم ، أعرف وأعترف . بعد الخمسين أدركت هذه الفكرة / الخبرة ، التي أحاول التعبير عنها وفق تجربتي الشخصية ، بقدر ما استطيع من الوضوح والمصداقية . لقد تعلمت من الثقافة ، وبفضل العديد من المعلمات والمعلمين ، أكثر من الحياة الاجتماعية . .... الحاضر المزدوج والمدهش والمحير بطبيعته : نصفه أمامنا يقترب دوما ولا يصل ، ونصفه خلفنا بالتزامن يبتعد دوما ولا ينفصل ؟! وهذه حركة الزمن والوقت ، التي تشكل المحور الأول في الحاضر ، حيث الحركة الثابتة والمزدوجة ( من المستقبل إلى الحاضر الإيجابي ، بالتزامن مع تسرب النصف الثاني من الحاضر السلبي إلى الماضي بنفس السرعة ) ، .... وتعاكس حركة الزمن بالاتجاه ، حركة الحياة _ والتي تشكل المحور الثاني في الحاضر ( من الماضي إلى الحاضر ، بالتزامن مع تدفق الحياة المزدوج عبر الحاضر إلى المستقبل ) . ما تزال الصورة غير واضحة تماما في ذهني ، وللأسف لا وجود لمراجع أو أي مصدر مساعدة ، عدا الحوار من خلال هذه الكتابة مع التفكير المركز ، والملتزم بالموضوع ! في حقيقة الأمر ، هذه الفكرة هي أقرب إلى التفكير بصوت عال ، ودعوة مفتوحة للمهتمين بالموضوع ، ....ربما ننجح بالتقدم ولو خطوة في الفهم والكشف ، وعلى الأقل يستفيد من يأتون بعدنا من العثرات ، للبحث تتمة . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ المفارقة الإنسانية
1 الفكرة نفسها " لكن بصيغة الوحدة الإنسانية " تتكرر عند أكثر من كاتب وباحث ، وقد صادفتها مرارا من خلال قراءتي فقط ، والاختلاف يكاد ينحصر في اللغة والمصطلحات ؟! خلاصة بحث سابق وهو منشور أيضا : الانسان تشابه : كل انسان يشبه البشرية . الفرد اختلاف : كل فرد يختلف عن كل ما عداه . بينما المجتمع يمثل البديل الثالث المزدوج ، السلبي والايجابي بالتزامن . .... يوجد ميل عام إلى اعتبار الإنسانية وحدة وتشابه ، أكثر من اعتبارها اختلافا وتنوعا . أريك فروم يعيد مصدر إلى إلى أفلاطون ، بالمقارنة مع فرويد مع السخرية من نظرته إلى الحب ، حيث يعتبر أن الحب ( أو نقيضه الفشل في الحب أو العجز عن الحب ) اتجاه انساني ، موضوعي وشامل ، ومشترك بالطبع . والخلاصة موقف الفرد الإنساني من الحب واحد ، سواء تجاه نفسه أو تجاه غيره . نفس الفكرة والخبرة عند مارك مانسون في كتاب عن الأمل " الجزء الثاني لفن اللامبالاة " ، لكنه يعيدها إلى الفيلسوف كانت " المعادلة البشرية " . والمفارقة أن ، الفكرة نفسها تنسب اليوم إلى أريك فروم ، وليس إلى أفلاطون ولا كانت . الانسان في أحد الاتجاهين فقط 1 _ موقف الحب 2 _ موقف العجز عن الحب . من يفشل في احترام نفسه ومحبتها ، لا يستطيع أن يحب أحدا . تلك خلاصتها المختزلة إلى حد العنف ، والفكرة يكررها أريك فروم عبر أكثر من كتاب وخصوصا " فن الحب " . .... بصرف النظر عن مرجعية الفكرة / الخبرة أو الموضوع " الحب " ، لا أعتقد ان بالإمكان تحديد تاريخ ولادة حقيقي لأي كلمة ( اسم أو مفهوم أو مصطلح ) ، فكيف يكون الوضع مع كلمة حب ! كل ما في الأمر ، قد ينجح أحدنا في إضافة معنى جديد ( أو كشف وهم وخطأ ) . والقصة الجميلة لبورخيس تغني عن الكلام الكثير : جلس س ، ينسخ رواية صادرة عن دار نشر معروفة ، ومؤلفها _ ت معروف _ ة أيضا . وعندما انتهى من نسخها بخط يده ، كلمة بكلمة وحرفا بحرف ، وضع اسمه وتوقيعه . وصارت رواية جديدة ، منفصلة ومستقلة تماما عن الأولى . .... المفارقة الإنسانية التي أقصدها هنا ، فشل الانسان ( الفرد : أنت وأنا ) في حب نفسه ؟! بينما يتحقق ذلك ، وبشكل غريزي ، لدى جميع الكائنات الحية وبدون استثناء ! ( الانتحار فعل انساني حصرا ، مثله الثأر أو التسامح أو الاكتئاب ..وغيرها ) لا ازعم معرفة الجواب بالطبع ، لكن تجربتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا _ أعتقد أنها تستحق الاهتمام _ وخصوصا علاقتي وتجربتي مع الإدمان ( التدخين والكحول ) ، وخبرتي الجديدة في موضوع الزمن والوقت . المشكلة الإنسانية المشتركة ، هي بين الشعور والفكر ؟ يتعذر جمعهما ، ويتعذر فصلهما بشكل إرادي وواعي ، لا ينفصلان بالفعل سوى في حالة الفصام الصريح . .... 2 الفكر والشعور ظاهرتان مختلفتان نوعيا ، الفكر ظاهرة ثقافية (لغوية واجتماعية ) خاصة بالإنسان وحده ، بينما الشعور نظام بيولوجي ( فيزيولوجي وغريزي ) مشترك بين جميع الأحياء . فرق آخر زمني بينهما ، الفكر بطبيعته بعيد وحركة _ هناك في الماضي أو في المستقبل ، بينما الشعور ( الجانب الحسي منه خاصة ) على العكس موضعي _ هنا دوما . وحول هذه الثنائية تقوم مدارس وفنون " التركيز والتأمل " بمختلف أنواعها وأشكالها ، وتاجها اليوغا . ليس التعقيد في اللغة وأسلوب التعبير ، الفكرة ( الخبرة ) بطبيعتها معقدة ومدهشة بالفعل ! ثنائية الفكر والشعور ؟ بالمقارنة يسهل حل جانب كبير من المشكلة معرفيا ، حيث أن الشعور جزء من نظام الطبيعة ، وهو مشترك بين الأحياء . بينما الفكر محور نظام الثقافة ، وهو خاص بالإنسان ، بل هو نخبوي ...إلى اليوم _ وربما يكون بطبيعته نخبوي ( نظام الثقافة ) أو أنه نوع من الخبرة الفردية الخاصة والمكتسبة بالضرورة ! .... ولا يتوقف التعقيد عند هذا الحد فقط ، بل يوجد جانب آخر يخص اتجاه الحياة ؟! اتجاه الحياة يخالف اتجاه الزمن ، وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . والأمر لا يتوقف عند هذا الحد أيضا ، ليست العلاقة بين اتجاه الزمن واتجاه الحياة بسيطة وواضحة أو مباشرة . بالنسبة لحركة الزمن ، واتجاهه ، وسرعته ، ناقشتها بشكل واضح وتفصيلي ( كما اعتقد في الباب السابق ) وهي بالمختصر : اتجاه حركة الزمن ثابت ، وسرعته ثابتة أيضا ، وهذا ما يمكن ملاحظته وتعميمه واختباره بلا استثناء . وتبقى المشكلة في حركة الحياة ؟! 1 _ الحياة حركة بدون شك ، وهذا ما يمكن اختباره عبر الملاحظة المباشرة . 2 _ لكل حركة اتجاه ، وسرعة أيضا . بالنسبة لاتجاه الحياة ، فهي من الماضي إلى الحاضر ، وهذه ظاهرة وحقيقة مشتركة . لكن مشكلة السرعة ، غير واضحة ( لم أفكر فيها من قبل ) . وليس بحوزتي أي مرجع لهذا الأمر ، لذلك سأكتفي بالملاحظة العامة وهي تشير إلى أن سرعة الحياة غير منتظمة ، أو بصراحة وصدق لا أعرف . .... 3 يوم أمس ( 24 ساعة ) يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح . بالتزامن يوم غد ( 24 ساعة ) يتضمن المستقبل كله أيضا . والعكس غير صحيح . الموضوع ملتبس ومحير بطبيعته ( نصف واضح ونصف غامض بالتزامن ) !؟ نحن جميعا نعرف حاضرنا ووقتنا الشخصي ، الجانب المباشر من الزمن والقريب _ هنا . ونجهل بالمقابل ، الجانب البعيد وغير المباشر من الزمن _ هناك . هذه الفكرة _ الخبرة ، بالنظر إلى أهميتها الكبيرة لفهم ما سبق ( والقادم أكثر ) ، سوف تكون موضوع الحلقة التالية وخاتمة الباب الثاني . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 3
1 يوم أمس ( 24 ساعة ) يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح ؟ كنت أعتقد أنها بديهية ، وأن الفكرة واضحة وشفافة . .... لا توجد مشكلة الماضي ، أو مشكلة في الماضي أو مع الماضي ، سوى عند الانسان . وهذه إحدى خبرات التنوير الروحي ، الكثيرة بدون شك _ لكن أيضا المختلطة بالكثير جدا من الأوهام والأخطاء الفكرية منها الموقف من الزمن _ وهنا تكمن المفارقة . بعبارة ثانية ، مشكلة الماضي ترافق الانسان منذ نشأته الأولى ( الغامضة والمجهولة إلى اليوم ) ، وما تزال المصدر الرئيسي للمرض العقلي ، ولمختلف الصراعات والحروب بالطبع مع أسباب أخرى عديدة ومتنوعة . ما هو الماضي ؟ يوجد اختلاف نوعي بين الماضي والحاضر والمستقبل _ على المستوى الزمني _ حيث المستقبل ثلاثي البعد ويتضمن الحاضر والماضي بالقوة . بدوره الحاضر ثنائي البعد ويتضمن الماضي بالفعل . بينما ماضي الزمن وجود بالأثر فقط . تتكشف الصورة مباشرة ، بعد فهم الاتجاه الصحيح لحركة الزمن 1 _ من المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ إلى الماضي 4 _ الماضي الأبعد ،....فالأبعد . أما على مستوى الحياة ، فالأمر يختلف إلى درجة التناقض أحيانا ! الماضي مصدر الحياة . وهذه حقيقة لا خلاف عليها أو حولها . لكن طبيعة الماضي ، ومكوناته ، واتجاهه ، والاختلاف على تفسيره ومعناه ...بلا جواب . ما هو مصدر الحياة ! لا يوجد لدينا تفسير علمي إلى اليوم ( 12 / 12 / 2019 ) ، أو موقف منطقي ومتفق عليه . .... بالنسبة إلى الفرد ، الأمر واضح مع قابلية الاختبار والتعميم بلا استثناء . الفضل في هذه الفكرة يعود للمفكر الفرنسي ( تزفتيان تودوروف ) ، في أحد كتبه وبحسب ذاكرتي كتاب " حياتنا المشتركة " ، يكتب بما معناه : يختلف الفلاسفة إلى اليوم حول أصل الانسان ، وبعضهم مثل هيجل يتخيل أنه وجد على حلبة مصارعة ، ويهملون أصل الفرد ...وهو يتكرر أمامنا جميعا كل يوم . .... الفرد بالتعريف الحديث ثلاثي البعد ( والمكونات ) : 1 _ البرنامج الجيني الموروث ، وهو ثابت ، ومجهول المصدر البعيد ( مصدره القريب من الأبوين مباشرة ) . 2 _ المناخ ، والبيئة الاجتماعية والثقافية ، وهي جانب نصف ثابت ونصف متغير بالتزامن . 3 _ الشخصية الفردية ...أنت وأنا ، وهي متغيرة بطبيعتها وفي كل لحظة ... من الولادة إلى الموت . بعد فهم الجانب الفردي من الطبيعة البشرية ، تتكشف العديد من الأجوبة التي كانت أقرب إلى الطلاسم والسحر في الماضي ...ومنها على سبيل المثال الإرادة الحرة ؟! الإرادة الحرة نتيجة ، وهي مرحلة رابعة : 1 _ المعرفة الصحيحة ، مثال كروية الأرض ودورانها حول الشمس تجسيد للمعرفة الصحيحة حاليا 2 _ المسؤولية الشخصية ، يعلق بعض البشر في موقف الضحية والانكار ، وهو نقيض المسؤولية 3 _ السلطة ( الحدود والقوانين والاتجاه ) ، السلطة العقلانية والمنطقية نتيجة المسؤولية الشخصية ، وهي بالتزامن ... تنتج الإرادة الحرة أو حرية الإرادة 4 _ راحة البال وغبطة الوجود . لا بد من الإشارة إلى أن ، غبطة الوجود أو راحة البال ، تمثيل للموقف العقلي الذي يتلازم مع النشاط الإبداعي المتسامح والمتواضع بطبيعته ، وهو نقيض الكسل والبلادة والروحية ( موقف التجنب ) وليس من مرادفاتها بالطبع . .... 2 الغد ( خلال 24 ساعة ) يتضمن المستقبل كله ، والعكس غير صحيح . حياة الفرد تختلف عن حياة الجماعة والنوع بالنسبة للإنسان فقط ، بقية الكائنات الحية محكومة بالبرنامج الجيني والمتوارث للجميع وبلا استثناء . وما هو ميزة بالنسبة لبقية الأحياء هو مشكلة الانسان : الفرد اختلاف بطبيعته . والسؤال المزدوج والعسير على كل فرد : تحقيق التشابه والاختلاف بالتزامن ! ليس عندي جواب على هذا السؤال ، وعلى كثير غيره . مع موت الفرد ( أنت وأنا ) ينتهي الحاضر والوقت ، ويبقى الزمن الموضوعي وحده . .... 3 الغد ( 24 ساعة...المتكررة إلى الأبد ) جزء صغير فقط من المستقبل ( الموضوعي ) . " مت قبل أن تموت " تمرين أساسي في التنوير الروحي : دعوة الفرد إلى حيازة الوعي بموته الشخصي . هو مخيف ومدهش ومحرر بالفعل .... اتجاه الحياة ...من الأزل إلى الأبد . اتجاه الزمن ...من الأبد إلى الأزل . .... 4 يمكن تصنيف الماضي عبر 3 مستويات ، من الأقرب والأهم إلى الأبعد ، فالأبعد . 1 _ الماضي الجديد ( الحاضر السلبي : حاضر _ ماضي ) . 2 _ الماضي السابق . 3 _ الماضي الأسبق . بالطبع ، يمكن تجزئتها بلا نهاية . الماضي الجديد يتضمن جميع المستويات ، والعكس غير صحيح . .... بنفس الطريقة يمكن تقسيم المستقبل ، من الأقرب والأهم إلى الأبعد ، فالأبعد . 1 _ المستقبل الجديد ( الحاضر الإيجابي : مستقبل _ حاضر ) . 2 _ المستقبل القادم . 3 _ المستقبل بعد القادم . المستقبل الجديد بوابة أو جسر ، وهو تسمية ثانية للحاضر . .... الحاضر هو المشكلة وحلها بالتزامن .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع الفصول 1 ، 2 ، 3
على هامش الباب الثالث
يتشابه الأعداء والخصوم أكثر من الأصحاب والأحباب ، أضعاف المرات . ويدور الوسط حول نفسه في عطالة أبدية ، لا يشبعها سوى الحاضر ... الحاضر وسط الزمن وجوهر الحياة . .... الاتساع على حساب العمق والعكس صحيح دوما الاتساع سطحية وتسطح والعمق ضيق ومحدودية ، والبديل الثالث تواضع . .... المعرفة مشكلتنا والمشكلة في نظريات المعرفة الكلاسيكية ، أنها غالبا تتجاهل وجود المجهول وما هو خارج ساحة الوعي ، أو خارج مجال الخبرة الفردية والمباشرة ، بل يبلغ الأمر عند الكثيرين موقف الانكار ، ورفض كل ما هو خارج مجال الحواس وإنكار وجوده أيضا . الصورة الكلية والتفاصيل ، أو أصغر من أصغر شيء ( الذرة قديما ، ومكونات نواة الذرة حديثا ) أو الجانب المقابل أكبر من أكبر شيء ( المطلق الجديد _ المتجدد ) ، ...مع أنه يتعذر تخيل ذلك ، ونزعم أننا نعرف كل شيء ! العقل محدود بخبرته الذاتية ، وهذه فكرة مشتركة بين الفلسفة والدين ولا يرفضها العلم . لا أحد لديه أي فكرة أو تصور عن شكل الكون ؟! هل هو نظام مغلق ، والسؤال الذي يصيب بالدوخة حينها عن خارجه ؟! أم هو نظام مفتوح ، وينتقل السؤال المستحيل إلى حدوده وتعذر إمكانية تخيلها ؟! أم أنه نظام مختلف ومن غير الممكن تصوره من الداخل فقط !!! أنا لا أعرف . ومشكلتي أنني أعرف أنني لا أعرف ، وأعرف أنك لا تعرف أيضا ، ولا أحد يعرف . .... ما هو الكون ؟ أفترض أنه ثلاثي البعد 1 _ زمن ( طاقة وحركة ) 2 _ مكان ( طبيعة ومادة ) 3 _ حياة ( وعي وتطور ) . أعرف أنها فرضية أولية وساذجة ، بل مضحكة . الضحك اتجاه . .... المشكلة في الحب ، وليست في الكراهية والخوف . حب المعرفة ، حب الحياة ، حب الانسان ، حب النفس .... ما نزال نخلط بين نوعين متناقضين من الحب : السلبي والايجابي . الحاجة محور الحب السلبي ، ومعها الجاذبية والتوق والشره العاطفي أو غيره . في هذا المستوى ، يكون الدافع _ هناك ومصدره الماضي . أمثلة الحب السلبي كثيرة ومتنوعة ، حب الطعام والتملك وقضاء الحاجات ... الحب السلبي ينقلب إلى نقيضه بسرعة ، الخوف والغيظ والعدوانية ، وينطفئ مع الاشباع . الثقة محور الحب الإيجابي ، وعتبتها الاحترام المتبادل _ احترام النفس والآخر . لا تنفصل الثقة عن التواضع والمعرفة والصدق والشجاعة والعطاء ، وغيرها من القيم المشتركة بين جميع الثقافات والمجتمعات . لا يمكن أن تجد رجلا يفخر بثرثرة أحبته ( أولاده أو شركائه ) ، أو أن تجد امرأة تفخر بغباء جارتها أو ابنتها أو حبيبها ، أو تجد ثقافة تدعو علانية إلى الغش والخداع ....الموضوع معقد للغاية ، لكن الفكرة التي أعتقد بأنها صحيحة ومشتركة ، تختصر بأن القيم الإنسانية الصحيحة والحقيقية مشتركة بيننا جميعا وتتضمنها مبادئ حقوق الانسان ، أكثر من جميع الأديان والفلسفات وعلوم النفس والاجتماع وغيرها . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع ملحق بالإضافة إلى الفصول 1 و 2 و 3
يمكن أن يتلخص التاريخ الإنساني كله بجملة واحدة : السعي الدائم الفردي والمشترك ، مع الفشل المتكرر ، لنقل الفردوس من هناك إلى هنا . بعبارة ثانية ، الوصول إلى راحة البال والكفاية _ الشعور الحقيقي بالإشباع والرضا ، أو تحقيق المطابقة بين الشعور والفكر بهذه اللحظة وللتو ، وليس في الغد ولا بالأمس طبعا . .... مقدمة الباب الثالث 1 نظرا لاختلاف الموضوع عن السائد والمألوف ، وعن التوقع أيضا " طبيعة الزمن والوقت ، والحاضر خصوصا " ، أجد نفسي مضطرا مرات وبشكل دوري ومتجدد ، لفتح أبواب جديدة _ وبدون أن أتمكن من إغلاق السابقة غالبا_ وهذا يربك النص ويتسبب بالتشويش والركاكة مع التكرار الدائم لبعض الأفكار : الشفافية هي الكلمة التي تجمع بين الغاية والوسيلة ، وأعتقد أنها الحل السحري ، الجميل والمفيد بالتزامن للقارئ _ة / الكاتب _ ة ...الشفافية هي وعدي لنفسي أولا بالتزامن مع رسالتي لك قارئ _تي في الحاضر الإيجابي دوما . والاستراتيجية التي أتبعها بشكل مقصود غالبا ، لحل هذه المشكلة المتكررة في هذا الكتاب على نحو خاص " النظرية الرابعة " ، هي الهروب إلى الأمام بصراحة . بهدف أن تتحول المشكلة نفسها إلى حافز جديد ، أو إلى نوع من التغذية العكسية للاهتمام الذاتي أولا . وأما التكتيك الخاص بهذا النص ، فهو يتلخص بكلمة " الشفافية " عبر القراءة / الكتابة الجديدة والمتجددة باستمرار . وسوف يستمر هذا الأسلوب ( التكتيكي ) حتى نهاية المخطوط بشكل عملي ونظري بالتزامن ، وفي حال التغيير الواعي والمقصود سوف أوضح ذلك بشفافية . .... المشكلة الإنسانية مؤقتة بطبيعتها ، وحلولها الحقيقية والمنطقية تشبهها ، ومؤقتة أيضا . هذه هي فكرة التنوير الروحي ، وموقفه " الأصيل " ، وهو أول مراجع هذا النص . المشكلة الإنسانية استمرارية بطبيعتها ، وحلولها الصحيحة من جنسها _ منطقية ومشتركة _ وهي اجتماعية وثقافية ، وتتجاوز الفرد بطبيعتها . هذه هي فكرة الفلسفة الكلاسيكية ، وموقفها " الأصيل " ، وهو ثاني مراجع هذا النص . المشكلة الإنسانية فكرة فلسفية ، وغيبية وموروثة ، وهي خارج مجال البحث العلمي المحدد والدقيق بطبيعته . ويضيف البعض ، الانسان فكرة غيرة علمية !؟ هذه فكرة الموقف العلمي الكلاسيكي _ والمتجدد ، ... العلم يجسد حاضر المعرفة ، ويتضمن الفلسفة والدين والتنوير الروحي وغيرها من الأنشطة المختلفة للحياة _ وليس للإنسان فقط . المناهج العلمية المتنوعة ، والحديثة أكثر ، هي المرجع الدائم لكتابتي ولحياتي أيضا . 2 موقف الحب يتضمن كل ما عداه ، والعكس غير صحيح . موقف الحب يمثل المرحلة النهائية والأعلى في التطور ، عكسه ونقيضه الفشل أو العجز عن الحب ، وليس الخوف أو الكراهية وغيرها ، هي مراحل أدنى في تطور الحياة لا أكثر . .... الحب أحد مستويين ، واتجاهين وفق التصنيف الثنائي : 1 _ الحب السلبي 2 _ الحب الإيجابي . اتجاه الحب ثنائي أيضا ، ويمكن تحديده وفق معيار موضوعي : الحب الإيجابي : اليوم أفضل من الأمس . الحب السلبي : اليوم أسوأ من الأمس . الحب السلبي ، حب الحاجة والجاذبية ( الجمال ) . جميع الكائنات الحية تبدأ من هذا المستوى . وحده الانسان ، ينتقل إلى الحب الإيجابي : اليوم أفضل من الأمس . الحب الإيجابي عتبته الاحترام ، وذروته الثقة والايمان العقلاني . .... مثال تطبيقي " النزوة العاطفية ، واختلافها عن الحب الحقيقي " ؟! النزوة العاطفية انفجارية بطبيعتها ، ومؤقتة . بسرعة تتحول إلى نقيضها ، أو لامبالاة تجاه موضوع الحب السابق . الحب الحقيقي استمرارية ، لا يقبل العكس بطبيعته . يوجد فرق موضوعي ، وهو مشترك البشر . النزوة تتضمن عناصر الحب " حب الموضوع " الأربعة : الحاجة ، والجاذبية ، والاحترام ، والثقة . وهذه في الحياة الحقيقية نادرا ما تحدث ( شخصيا لا أعرفها إلا نظريا وفكريا ) . الحب الحقيقي ، يختلف عن النزوة بالقيم ، أو بترتيب القيم بعبارة أوضح : الثقة أولا . الحب الحقيقي يتمحور حول الثقة ، وقد تنقصه الحاجة أو الجاذبية قليلا . النزوة تتضمن الغفلة بالضرورة . هذه المرأة التي كنت أحبها ! ويستر المراهق وجهه دلالة على الحرج والخجل . وبالعكس أيضا ، تقول المراهقة أو المتقدمة بالسن أيضا : هذا _ هو _ حبيبي السابق !! الحب مرحلة عليا في التطور ، الفردي أو المشترك . النزوة مرحلة منخفضة على سلم التطور ، الفردي فقط . 3 ثنائية الجسد والعقل ، أو الشعور والفكر ، أو القيم والأخلاق ، ... تتضح بدرجة من السهولة ، بعد نقلها إلى المستوى التعددي ( العلمي ) ، هذا أكثر من رأي وأقل من معلومة . يعيش الفرد الإنساني حياته ، ضمن أحد المجالات ( المعرفية _ الأخلاقية ) الأربعة ، من الأدنى إلى الأعلى : 1 _ الصدق النرجسي ، أو الصدق الأسود . نموذجه النميمة والوشاية . 2 _ الكذب الموضوعي ، لا يجهله أحد . قبل فهمه ، وتفهمه ، يتعذر تجاوز هذه المرحلة _ المستوى . 3 _ الصدق الطبيعي ، لا أحد يجهله أيضا . لكن المفارقة ، يتعذر فهمه قبل اختبار المرحلة العليا في القيم الإنسانية " الكذب الأبيض " . 4 _ الكذب الأبيض ، أو الصدق كنمط عيش . نموذجه التواضع الحقيقي . التواضع يتضمن الصدق والشجاعة ، والعكس غير صحيح غالبا . .... .... ملحق
خلاصة القسم الأول
1 _ الزمن حركة . 2 _ لكل حركة سرعة واتجاه . 3 _ اتجاه حركة الزمن ثابت ، من المستقبل إلى الماضي مرورا بالحاضر . 4 _ سرعة حركة الزمن مزدوجة ( ثنائية ) : _ السرعة التعاقبية : من المستقبل إلى الحاضر ثم الماضي ( هي التي تقيسها الساعة ) . _ السرعة التزامنية : من الحاضر1 إلى الحاضر2 ...إلى الحاضر3 ، إلى الحاضر س . ( السرعة التزامنية عتبتها سرعة الضوء ، وتتجاوزها غالبا ) . .... الحياة والزمن جدلية عكسية ، لكنها غير مفهومة بشكل دقيق وواضح . حركة الحياة بالقيمة المطلقة تساوي حركة الزمن ، وتعاكسها بالاتجاه . ( نفس السرعة وعكس الاتجاه ) . هذه نتيجة وخلاصة منطقية ، وقد تكون غير صحيحة . .... مثال مباشر ( عيد ميلادك الشخصي ) : لحظة الولادة يكون الزمن والحياة بنفس النقطة ، أو في حالة تطابق . كل لحظة يبتعد يوم الميلاد نحو الماضي ، الأبعد ، فالأبعد ... ( هذه حقيقة وظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ) . يوجد أحد الاحتمالين فقط : إما الزمن ثابت والحياة حركة أو العكس . الاحتمال الثالث يمكن تأجيله ( وربما اهماله ) . حركة انفصال الأحداث عن الكائنات الحية ( الفاعلات _ الفاعلون ) ، مصدرها حركة الزمن من الحاضر إلى الماضي بشكل دائم ومستمر . ( وهذا ما اعتقد أنه الصحيح ، والحقيقي ) . أو العكس ، مصدرها حركة الزمن ( ضمن الحياة ) من الماضي إلى الحاضر ، المستمرة . .... أعتقد _ وبدون شك أن اتجاه حركة الزمن ثابتة ، واستمرارية من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر . بينما حركة الحياة تكمن في عملية التدفق الدوري في الحاضر ، من الماضي ، وهي عكس حركة واتجاه الزمن . استمرارية الحاضر ، تتكشف بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . هذه الخلاصة المكثفة ، جرت مناقشتها بشكل تفصيلي وموسع عبر القسم الأول . كماا توجد إضافة في الشروح والأفكار عبر نصوص سابقة ، منشورة على صفحتي بالحوار المتمدن . أتمنى لك قراءة ...ممتعة ، وربما تكون مجهدة ، في البداية .... أجمل التاريخ كان غدا ... أغنية فيروز وكلمات الشاعر الرائي .... .... نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الثالث فصل 1
مقدمة غ متواضعة الوقت معيار موضوعي وشامل ، وسوف يتحول إلى قيمة أولى للإنسان في المستقبل . رغبتي أن يتحقق ذلك خلال حياتي . توقعي أنه سوف يتحقق بعد النصف الثاني لهذا القرن . لا ينبغي مطلقا أن يتطابق التوقع مع الرغبة ، ذلك علامة المرض العقلي وعرضه الثابت . يوجد تمرين بسيط ، ونتائجه تفوق الوصف والتوقع معا ؟ عندما ترغب _ين بمعرفة الوقت : حاول _ ي التمييز بوضوح بين رغبتك وتوقعك ، مع التكرار يتحول التمرين إلى لعبة مثيرة ومسلية بالتزامن . .... اتجاه الحياة يعاكس اتجاه الزمن ، ولكن لا أعرف كيف ، ولا أعلم إن كان البحث العلمي قد وجد الحل لهذه المشكلة ! آمل أن تحرض كتابتي صاحبات وأصحاب العقول المتفتحة على التفكير الحر ، والابداعي . 1 الحياة حركة مستمرة . وهذه حقيقة ظاهرة وتقبل الاختبار والتعميم ، وبدون استثناء . توجد حقيقة ملازمة أيضا ، وهي بديهية كما أعتقد ، لكل حركة اتجاه وسرعة . اتجاه الحياة الثابت والتجريبي بالتزامن ، من الماضي إلى الحاضر . هذه حدود المعرفة العلمية الحالية ؟! لكن كيف يحدث ذلك ، وماذا يحصل ولماذا ، ...وغيرها كثير من الأسئلة المفتوحة . لا يختلف عاقل مع القول : اتجاه الحياة من الماضي إلى الحاضر . ومن البديهي تكملة الفكرة ، ومن الحاضر إلى المستقبل . هل يمكن عكس الاتجاه : عودة الحياة من الحاضر إلى الماضي ؟ والسؤال الأكثر جموحا في الخيال ، عودة الحياة من المستقبل إلى الحاضر ! ( فكرة السفر في الزمن ، أعتقد أنها غير منطقية ) 2 سرعة حركة الحياة ، يمكن تحديدها في جانب واحد موضوعي ، وتجريبي معا : أنها تعاكس حركة الزمن بشكل ثابت . عدا ذلك ، حركة الحياة معقدة ومركبة بطبيعتها ، حيث أنها تتحدد من مصدرين منفصلين تماما ، الأول موضوعي ويشمل الواقع بلا استثناء ، والثاني ذاتي _ وهو بدروه شديد التنوع والتعقيد . بعبارة ثانية ، اتجاه حركة الحياة وسرعتها أيضا ، تتحدد بعلاقتها مع الزمن ومن خلاله . 3 بالعودة إلى مثال " حدث الولادة " : لحظة الولادة مزدوجة تتضمن الحياة والزمن معا . اتجاه الزمن ( عمر المولود _ ة ) يبدأ في الابتعاد إلى الماضي ...الأبعد ، فالأبعد . وهذه حقيقة ظاهرة ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط . بينما الحياة تبقى في الحاضر ( أنت وأنا وجميع الأحياء نتواجد الآن في الحاضر ) . نحن جميع الأحياء في الكون الآن بوضع التزامن الشامل . الحياة تبقى في الحاضر ، والأحداث تبتعد في الماضي بسرعة ثابتة هي التي تقيسها الساعة . ويمكن الاستنتاج المنطقي والمباشر ، أن حركة الحياة تحدث كلها في الحاضر فقط . 4 ما سبق يتضمن فجوات هائلة ، مجهولة تماما ، لكننا لا ننتبه لها عادة . لنتخيل الآن ، الوضع نفسه أمام الأسئلة السابقة في حالتين : 1 _ قبل مئة سنة ...1919 كيف كان ليقرأ ويفهم الجد _ة ( شبيهنا _ ت ) ، واستجابته ؟! 2 _ بعد مئة سنة ...2119 كيف ليقرأ ويفهم الحفيد _ة ...شبيهنا _ ت أيضا !! 5 ( أجمل الأيام كان غدا ) الشعر أهم مراجع النظرية الجديدة للزمن ( الرابعة ) ، وبعده الفلسفة ثم الفيزياء . 6 ما الذي يحرك الأحداث من الحاضر إلى الماضي ؟! الحدث هو إحداثية ، بعد تحميلها على الزمن . الاحداثية ثلاثة أرقام ، بينما الحدث ستة أبعاد بالحد الأدنى . 7 من المنطقي افتراض أن الزمن ينقل الحدث من الحاضر إلى الماضي ؟ .... ....
مثال تطبيقي ومزدوج _ نظرية جديدة للزمن فنون السخرية ، والتركيز والتأمل 1 ما هو التركيز ؟ نعرف نقيض التركيز ، التشتت الذهني المزمن ، أو تفكك الشخصية في الحالة القصوى . لكن ، لا يكفي التعريف السلبي ، سوى كتقريب أولي ودغمائي بطبيعته . التركيز بحسب فهمي الحالي ، حالة الانسجام بين الفكر والشعور ، حيث أنهما من طبيعتين مختلفتين ويتعذر دمجهما بشكل ثابت ، ودائم . بعبارة ثانية ، حالة انشغال البال المزمن نقيض وضع التركيز ، وهي نتيجة فقدان الاهتمام . الفضل يعود إلى أريك فروم في هذه الفكرة أيضا . .... التركيز والاهتمام ، اعتقد أنها اكثر ملاءمة من " التركيز والتأمل " . الاهتمام بداية ومدخل ، أو مرحلة أولى لا يمكن القفز فوقها . التأمل نتيجة ومهارة فردية ومكتسبة بالضرورة . شخصيا ، أمارس التركيز والتأمل منذ ربع قرن ...ولا أستطيع تمييز التأمل عن حالة الهدوء والاسترخاء بالتزامن مع التنفس الطبيعي بسهولة ويسر . .... ربما يصح تعريف التركيز بأنه : أن تستمع _ي ( أو تقرأ _ي ) عندما تستمع وتقرأ . وأن تتكلم _ي عندما تتكلم _ين . وأن تصمت _ي بالفعل عندما تصمت _ ين . هذه خلاصة تجربتي المزدوجة ، الاجتماعية والثقافية ، مع التركيز والتأمل . وأفضل العبارة الثلاثية " الاهتمام والتركيز والتأمل " . الاهتمام عتبة الصحة العقلية . .... ما دخل الوقت أو الزمن بذلك ؟! بعد فهم الحاضر الجديد _ المتجدد بطبيعته ، تتكشف الصورة المباشرة ، أو الجانب المباشر من الواقع الموضوعي والمشترك . 2 كل استعلاء نرجسي . الاستعلاء هو ممارسة الغرور بدون وعي . .... لا شيء اسمه زيادة ثقة بالنفس . بعبارة أوضح لا يستطيع الفرد ( أنت وأنا ) أن يتجاوز عقدة النقص بشكل كامل . والسبب في ذلك هو الوضع الإنساني نفسه ، حالة الطفولة الطويلة مع العجز والنقص ، اللذان يتلازمان معها بالضرورة . الغرور هو مقلوب عقدة النقص ، وليس نقيضها . التواضع نقيض الغرور . .... 3 الثقة بالنفس فضيلة . لا يمكن أن يتنمر فرد ( طفل _ة او رجل أو امرأة ) يثق بنفسه على آخر . بعبارة ثانية ، السلوك السلبي يكون مندمجا مع الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) وعبره . بالمقابل ، السلوك الإيجابي ، يشترط تصحيح الموقف العقلي من الحاضر ( والتوافق مع الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) . .... الوقت موضوعي ومجاني ومطلق ، هو الجانب المباشر والشخصي للزمن . نحن نقوم بتحديده لغايات عملية ومباشرة ، ولا مشكلة في ذلك بالطبع . لكن المشكلة في الفهم الخاطئ ، أو في نسيان ذلك . " نسيان الوجود " عبارة هايدغر الشهيرة تغني عن الكلام الكثير . .... أوضحت سابقا ، وفي نصوص عديدة أن كتابات الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر ( المشتبه بمعاداة السامية ) ، أحد مراجع هذا النص " النظرية الرابعة " ، وخصوصا هاجسه المزمن حول الوقت والحاضر وسؤاله الشهير " ما الذي تقيسه الساعة ! " . .... لكن بصدق وموضوعية ، الشعر هو المصدر الأول للفكرة مع التنوير الروحي ، وبالدرجة الثانية الفلسفة والفيزياء بالتزامن . 4 غدا أجمل ؟! هل تنطوي العبارة على تناقض منطقي وموضوعي ؟ إذا كانت النهاية هي الموت والفناء ، كيف تكون الأجمل ! مع صعوبة تلخيص موقفي الحالي ، كونه ينسجم بالفعل مع التنوير الروحي والفلسفة والعلم بالتزامن ، بالإضافة إلى احترام مختلف عقائد البشر ( وبدون تمييز أو تفضيل بينها ) . سوف أحاول ، كنوع من التفكير بصوت عال : بالتزامن مع التناقض الوجودي الموضوعي ، بين اتجاهي الزمن والحياة ، تنطوي حياة الفرد على تناقض أو جدلية عكسية ، وهي حقيقة ظاهرة وتقبل الاختبار والتعميم ... حياة الفرد جدلية عكسية من لحظة الولادة حتى الموت ، حيث خط المأساة يتلازم مع خط الكوميديا عبر كل لحظة ويتعذر فصلهما بشكل تام وثابت ؟ _ خط المأساة يتوافق مع اتجاه الزمن ( من الحاضر إلى الماضي ) : الموت نهاية الفرد ، انحدار من الحياة ومستوى الطاقة الأعلى نحو التفكك الفناء والطاقة الأدنى . _ خط الكوميديا يتوافق مع اتجاه الحياة ( من الماضي إلى الحاضر ) : حياة الفرد نمو متكامل ، من مستوى طاقة أدنى إلى مستوى أعلى ...هذا الفرد الآن ( المرأة أو الرجل ، كان _ت دودة ) ، وهي تنمو وتتطور إلى هذه الشخصية المثيرة للدهشة بالفعل . .... .... التفكير من خارج الصندوق _ مثال تطبيقي " فن السخرية " ... من لا يحب السخرية ؟ من يحب السخرية ! الكل يحب السخرية من الآخر ( الخصوم وحتى من الشركاء والأحباب أحيانا ) ، ولكن هل يوجد بيننا من يحب أن يكون هو نفسه ( أو أهله ) موضوع السخرية من آخر ، وخصم ! هذا السؤال جدير بالاهتمام ، وأيضا بمحاولة الإجابة الحقيقية ( بصدق وشجاعة وتواضع ) . .... القاعدة والاستثناء في ممارسة السخرية أو درجة تقبلها ( أو رفضها ) : 1 _ الصغير يسخر من الصغير . 2 _ الصغير يسخر من الكبير أيضا . 3 _ الكبير يسخر من الكبير . 4 _ لا يسخر الكبير من الصغير ( لا أعرف خلال حياتي المزدوجة ، ثقافيا واجتماعيا ، مثالا واحدا على ذلك ) . وهذا رأي وموقف ، قد يتغير ، في حال خطأه أو وجود العكس . .... الفرق بين الصغير _ة والكبير _ ة بكلمة " الاحترام " . الصغير لا يعرف الاحترام ، كان يتعرض لسوء المعاملة المزمن ( والتنمر غالبا من أحد الأبوين _ هذه خبرة يؤكدها التحليل النفسي ) . وفي الحالات الاستثنائية ، يظن ذلك التعامل سخرية وليس حقيقيا . الكبر أو الانتقال إلى مرحلة الشخصية الناضجة ، يحتاج إلى شروط لازمة يتعذر تجاوزها . .... السخرية فعل عدواني بطبيعته ، لكنه محول ومستتر ( مزيف ) بالبلاغة والمبالغة . السخرية سلوك اجتماعي ، موروث ومشترك بين مختلف الثقافات . الاحترام فعل ابداعي وحر ، ومهارة فردية ومكتسبة بالضرورة . الاحترام عتبة الحب ، والسخرية دون الاحترام بطبيعتها . غدا أجمل ؟! الموقف الوجودي للإنسان : أمامه الحاضر الإيجابي وخلفه الحاضر السلبي . كل لحظة يتسرب الزمن من الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) إلى الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ....بنفس السرعة والايقاع . وامام الفرد احد خيارين ( أو محاولة جمعهما ) : 1 _ التوجه مع حركة الزمن نحو الأمس ، والنتيجة اليوم أسوأ من الأمس . 2 _ التوجه مع حركة الحياة نحو الغد ن والنتيجة اليوم أفضل من الأمس . محاولة جمعهما وهم ، وحالة عصابية مزمنة . الموقف الوجودي للإنسان مزدوج بدوره : ولادة _ موت . هذا الاتجاه الحتمي ( الولادة في الماضي والموت في المستقبل ، حسب اتجاه الحياة ، بينما اتجاه الزمن بالعكس ) لحياة الفرد . الطفولة والنضج والشيخوخة مراحل الحياة الموضوعية ، وهي خارج الوعي والإرادة . يستطيع الفرد ( ...) تحقيق طفولة صحية ونشيطة ، ونضج متكامل ومثمر ، وشيخوخة حكيمة وراضية . لكن الأسهل ، طفولة مجنونة ، ونضج ناقص مع خليط دائم من الحماقة ، وشيخوخة رزيلة بالفعل ( عجوز شمطاء أو عجوز خرف ) . هذا رأي ، أقرب إلى الوعظ منه إلى المعرفة والحياة الحقيقية ...ربما . .... ملحق ترددت في محو هذه الحلقة . يحدث هذا بعض المرات ، ويتكرر ، حيث مع القراءة التالية أشعر بالقلق وعدم الرضا ... غالبا ما أفعها ( سلوك التجنب التقليدي ، أمحو الكتابة التي اشعر أنها ناقصة أو غير مترابطة أو ركيكة بشكل ما ) ، وأريح رأسي كما يقال . لا أعرف لماذا صعب علي محو هذه ( الخلطة من الأفكار ) ، ... " لا أعرف " لطالما أحببت العبارة ، وحاولت تعلمها ، لكنني أفشل باستمرار القراءة والكتابة وجهان لعملة واحدة ، هل كنت سأتقبلها لو كنت في وضع القارئ ! .... ملحق ثانوي " أصغر مشكلة يلزمها أحمقان " " مشاعرك مسؤوليتك " " النجاح مشترك والفشل مشترك أكثر " " المشكلة أكبر عند الطرف الذي يعتقد أنه محق تماما ، والآخر ( خصم أو شريك ) مخطئ " سواء أكان الطرف فردا أم جماعة أم دينا أم حزبا ... العبارات السابقة هي خلاصات بحوث مزدوجة ، ثقافية واجتماعية ، وهي منشورة جميعا على الحوار المتمدن . أتفهم الصعوبة في قراءتها بهدوء وروية ، والتفكير المحايد فيها ، وليست غايتي أن يتفق ( او يختلف ) معها القارئ _ة بالطبع . هي نوع من التفكير بصوت عال . أو طريقتي الشخصية وسعيي المستمر لجعل اليوم أفضل من الأمس . .... واضيف إليها خلاصة جديدة ، ربما أكثر خشونة : 1 _ النرجسية مرحلة أولى موروثة ، ومشتركة ، ولا يخلو منها فرد . 2 _ الانتقال من المرحلة الأولية ( النرجسية ) إلى الثانوية ( الدوغمائية ) عسير وشاق ، وهو يجسد فائدة الحروب والصراعات الوحيدة . 3 _ الانتقال من الدوغمائية إلى المرحلة الأنانية ، وليس إلى الموضوعية مباشرة . ذلك وهم واستحالة كما أعتقد . المرحلة الأنانية ، تمثل المنجز الأساسي والجوهري للحداثة والعلم . يخلط الكثيرون _ إلى اليوم _ دوما بين الأنانية والنرجسية ؟! النرجسية مرض والأنانية اختيار . 4 _ الموضوعية حلم ، واتجاه ، ولا يمكن تحقيقها بشكل دائم وثابت .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث الفصل 2
يمكن أن يكون الغد أفضل ، وأجمل الأمر يعود لك وحدك . .... لا أجد ضررا ، أو تنافيا مع الذوق والجمال ، في تكرار بعض العبارات وبصرف النظر عن كاتبها _ ت ... وأحيانا تتكرر في النص الواحد ! أيها الأعزاء عودوا ، لقد وصل الغد _ أنسي الحاج . .... لنتذكر أن معنى الخوارزمية ( الأكثر تداولا اليوم ) يتمثل بالخطة الثلاثية لحل مشكلة : 1 _ الاختيار . 2 _ التسلسل . 3 _ التكرار . ولنتذكر أيضا أن التكرار ، هو المشترك الوحيد ربما بين نيتشه وفرويد والمسيح . .... طبيعة الزمن ، أو طبيعة المادة أو طبيعة الكون ، أو طبيعة المطلق ...عبارات متناقضة ذاتيا ويتعذر تكملتها بشكل منطقي ، ومتسلسل . أول من يدرك ذلك هم الشعراء . عندما ينتهي الشعر ، يصاب العالم بالصمم والعمى والبكم . ويصير الموت أرحم وأجمل منها . ذلك ما فهمه الفلاسفة ، ويحاولون إلى اليوم شرح الفائدة من ذلك المسعى البروموثيثي ، الذي يدحرج الصخرة للأعلى بلا جدوى . العلم الحالي ورث الفلسفة ويعترف بذلك ، لكنه ينكر فضل الشعر ! أنت وأنا لا يمكننا أن نوافق على هذا الفعل الخسيس . لكننا ، أيضا لا ننكر فضل العلم ، حيث لأول مرة تصير الوسيلة بأهمية الغاية وبفضل العلم . .... ما هو الزمن ؟ 1 _ الزمن حركة ، هذه بديهية أو بحكم البديهية بين العقلاء . 2 _ الحركة طاقة ، هذا استنتاج منطقي ويمثل القانون الأساسي للعلوم الحديثة . 3 _ الطاقة علاقة بين قطبين ، من الجهد الأعلى إلى الأدنى . 4 _ الطاقة لا تفنى ولا تخلق من عدم ( هذا القانون الأول للترموديناميكا ) . بكلمات أخرى الطاقة بلا بداية أو نهاية . هنا يتوقف عقلي ( وعقلك كما أفترض ) عن العمل ، ويتوه تماما . .... يوجد خلط مأساوي بين حالتين متناقضتين للعقل والشعور : 1 _ حالة فقدان الشعور ، وهي حالة مرضية وفي اتجاه الموت والفناء . 2 _ حالة تركيز الشعور ، وهي ذروة المهارة الفردية ، والمكتسبة بالضرورة . هنا يجدر الانتباه الأقصى ، من يتألم يسعى لتوقيف الألم فورا _ بلا شرط أو استثناء . وفي هذا المستوى لا وجود للقيم ، ولا للأخلاق ( الضرورات تبيح المحظورات ) . " لا توجد قيم ولا أخلاق تحت خط الحاجة " وهذه أجمل ، أحبها أكثر . هذا هو المستوى الأولي ، البدائي والمشترك ، الذي اشتغل عليه التحليل النفسي وفرويد أكثر من غيره . كل فرد لديه وسيلتين أو طريقتين للعيش ، وهما متناقضتان تماما مع أنهما تتلازمان عادة : 1 _ طريق الإدمان ، أو الاجبار على التكرار ( او العود الأبدي ، ولا جديد تحت الشمس ) . 2 _ طريق الابداع ، والحرية والحب ، و( كل لحظة يتغير العالم ، وعدم السباحة في النهر مرتين ) . حاول فرويد أن يمسك بالعصا من المنتصف ، ونجح بشكل مدهش . حاول اينشتاين ، أن يمسك بالعصا من المنتصف ، ونجح أكثر من غيره . كلنا ننسى أن بوذا والمسيح يمسكان بالعصا من المنتصف منذ مئات القرون ! .... يختلف الفلاسفة إلى اليوم حول أصل الانسان . ويتجاهلون أصل الفرد ( مع أنه يتكرر مرارا كل لحظة ) ! وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد ، بل يعتبرون بغالبيتهم المطلقة أن الصراع هو الأصل . ويتجاهلون أن أصل الفرد علاقة حب ووئام ، أو متعة ولذة في الحد الأدنى . هذه الفكرة الجديدة ل تزفتيان تودوروف . الكتاب عنوانه " حياتنا المشتركة " كما أتذكر ، وأعتذر من المترجم _ ة ، مع الشكر . .... أصغر مشكلة يلزمها أحمقان .... ملحق وهامش علاقة الآباء والأبناء بين التقليد والصراع والتكرار ؟! يرد الأبناء التحية بأضعافها دوما ، ولو بعد حين ، سلبا أو إيجابا . لحسن الحظ ، الاتجاه الإيجابي هو الغالب ، ولم يحدث أن تراجعت الحياة إلى مرحلة سابقة . تطور الحياة أو قانون التطور ثابت ، وفي اتجاه واحد ، من مرحلة دنيا ( بسيطة وأولية ) إلى مرحلة عليا ( معقدة وثانوية ) ، على العكس من اتجاه حركة الزمن ، الثابت أيضا من جهد أعلى ( مستقبل ) إلى جهد أدنى ( ماض ) مرورا بالحاضر أو الجهد صفر ( صدفة وسبب ) . بعبارة ثانية الجدلية العكسية بين الحياة والزمن تفسر ذلك بشكل منطقي ، وتجريبي بالتزامن . في مرحلة الطفولة يشكل الأبوان والعائلة والجماعة ( أو من يمثلهما ) قدوة الطفل _ ة أو السقف ، بينما يمثل الغريب _ة والعالم العتبة . ويحدث ذلك بالتزامن مع نمط العيش الطفولي ، ومعادلته الثابتة : أخذ _ عطاء . بعد النضج يحدث تغير دراماتيكي ، حيث يتراجع دور الأهل والأقرباء والجماعة وأهميتهم إلى العتبة والحد الأدنى ، بينما يحتل دور الغريب _ة ( الشريك العاطفي خاصة ) والعالم السقف والغاية . هذه الفكرة تحتاج إلى التوضيح ، والفضل يعود إلى أريك فروم أيضا : يفسر فرويد حب الصبي لأمه والفتاة لأبيها بالدافع الجنسي ، واستمر بذلك الموقف طوال حياته ( اعتبار أن الحب دافع جنسي مكفوف ، وذلك يذكر بتفسير داروين للجمال بأنه نوع من الاغراء الجنسي وغايته خدمة التكاثر ) . لكن غير المفهوم ، هو العناد الطفولي عبر التشبث بفكرة غير منطقية بشكل صريح ، وقد تكرر الأمر مع غالبية الشخصيات الشهيرة العلمية أو الثقافية أيضا لا السياسية فقط ! يحل المشكلة أريك فروم ببراعة ، مع برهان قابل للفهم بالنسبة لمراهق _ة متوسط الذكاء . الدافع الجنسي يبدل موضوعه بسهولة ، وهذه حقيقة مباشرة ويمكن ملاحظتها ، وهو قوة غريزية هائلة بدون شك . وعلى العكس من تفسير فرويد ، الدافع الجنسي هو القوة الرئيسية التي تدفع الفرد الإنساني ، في اتجاه حب آخر ( غريب في البداية ) أكثر من الأبوين والأخوة . بعبارة ثانية ، الدافع الجنسي هو القوة الأساسية التي تدفع بالمراهق _ة خارج بيت العائلة ، ومعها دوافع مختلفة ، اقتصادية وغيرها . .... يتمثل النضج الفردي بتجاوز الأبوين والجماعة الأم ، إلى العالم والآخر ( الغريب ) . بالتزامن مع عكس نمط العيش ومعادلته القديمة إلى نقيضها : عطاء _ أخذ . الفرد الذي ، يتقدم به العمر دون أن يغير محور الاتجاه والاهتمام _ بالتزامن مع رفع المعايير والقيم الطفولية إلى مستوى المعايير الموضوعية والقيم الإنسانية _ يخرب حياته كل يوم جديد ، وفق معادلة المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس . بينما اتجاه الصحة والحب ؛ اليوم أفضل من الأمس . .... المشكلة الموضوعية تتجسد عبر التناقض الفعلي بين جانبي الحاضر ، يتعذر جمعهما . من المستحيل أن تكسب اليوم والغد . وهذه الفكرة ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع ، بدلالة مستويات المصلحة المتعددة ، من الأدنى إلى الأعلى 1 _ المصلحة المباشرة ( نرجسية وأنانية ) 2 _ المصلحة المتوسطة اجتماعية وثقافية ، تمثلها الخطط الخمسية للشركات والمؤسسات ، أيضا يوضحها الاختلاف بين الاستراتيجية والتكتيك 3 _ المصلحة الروحية ، وهي تمثل المنجز الحقيقي أو الأثر الذي يتركه الفرد بعد موته . وهذه الفكرة مشتركة بين مختلف الاتجاهات الثقافية الحديثة ، في العلم والفلسفة والدين . وربما يكون اتفاقها الوحيد الإيجابي والصحيح كما أعتقد ، ويقابل الاتفاق الشامل على الاتجاه الخاطئ للزمن من الماضي إلى المستقبل . غدا يوم جديد شكرا لثقتك .... الفصل الثالث _ الباب الثالث
ليس خيارا يمكن تأجيله بل هو ضرورة ملحة ، نقل محور الاهتمام والتركيز ، من الماضي إلى المستقبل _ وعلى كافة المستويات الفردية والاجتماعية والدولية والثقافية خاصة . تحويل محور الاهتمام الإنساني ، من الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) إلى الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) ، مع الانتباه أنهما وجهان لعملة واحدة يتعذر فصلهما ، والفرق بينهما في الاتجاه فقط : الحاضر الإيجابي وجود بالقوة + الفعل ، بينما الحاضر السلبي وجود بالفعل والأثر ، لكن ينقصه الوجود بالقوة أو البعد المستقبلي وهو منفصل تماما عن مجال التأثير وخارج إمكانية التحويل أو التغيير . الحاضر الإيجابي هو المصدر الدائم والبداية المتجددة ( سبب + صدفة ) ، بينما الحاضر السلبي هو النتيجة والتكرار . .... مثال تطبيقي ومباشر ( أنت وأنا ) ... لندع خلافاتنا جانبا ، ولو بشكل مؤقت ، ولنحدد مجال اتفاقنا الحقيقي بوضوح . حتى نهاية السنة الحالية 2019 ، ولنحاول تحقيق ذلك بالفعل . ولتكن السنة الجديدة ( القادمة ) معنا أو من دوننا ، مخصصة لتحديد الاختلاف وكيفية التعامل المناسب معه _ حيث الطرفان يكسبان . لكن بعد تحديد مجال الاتفاق وليس قبله ، ذلك خطأ قاتل . .... مع بداية هذا القرن ، تغير العالم والوجود وانتهت معه العلاقات من نوع : رابح _ خاسر . العلاقات الإنسانية الحالية والقادمة ( كما أعتقد واتوقع ) ، هي أحد اتجاهين فقط : 1 _ علاقة خسارة _خسارة ، حيث الاتجاه المحوري : اليوم أسوأ من الأمس . والأفضل في هذه الحالة الانفصال ، أو البديل الثالث ، وأي بديل عن العنف أو يخففه . 2 _ علاقة ربح _ربح ، حيث الاتجاه المحوري : اليوم أفضل من الأمس . .... ما تزال الأيدي تصلح للمصافحة . .... الحاضر أهم من الماضي ، واليوم أهم من الأمس . على الأقل يمكننا البداية ، من هذه الحقيقة الموضوعية والمتبادلة . ما هي مشكلة الفرد ( أنت وأنا ) الأولى والمباشرة والمستمرة ؟! غالبا تكون الرغبة القهرية بالجمع بين هناك وهنا . وهذه الرغبة أولية ، ومشتركة ولاشعورية بطبيعتها ، لكن بسهولة يمكننا وعيها وفهمها . الشعور هنا ، موضعي ومحدد بطبيعته . يتعذر نقل الشعور أو قذفه إلى هناك . لكن وعلى نقيض ذلك ، الفكر هناك ، وهو رمزي وغير محدد بطبيعته ، ويتعذر تركيزه وتثبيته في الآن هنا . .... تلك هي فجوة الألم . جسدك هنا وعقلك هناك . غاية التركيز والتأمل حل هذه المشكلة بشكل لائق ، وحقيقي . التركيز والتأمل ، قبل الصلاة والصوم ، مع أنهما يتشابهان أضعاف اختلافهما . لندع المستوى الديني ( المغلق ) جانبا في المرحلة الأولى . الصلاة عادة والصيام طقس . من ينظر إليهما من الخارج يرى : صعوبة الصيام وسهولة الصلاة . لكن من تنظر إليهما من الداخل ترى العكس تماما ... سهولة الصيام وصعوبة الصلاة . يتعذر الدمج بين هنا وهناك ، هذا وهم نرجسي . .... الشعور والفكر من طبيعتين مختلفتين تماما ؟! الشعور ظاهرة بيولوجية وفيزيولوجية ، موروثة ، ومشتركة بين الأحياء . الفكر ظاهرة ثقافية واجتماعية ، مكتسبة ، وتختلف بين فرد وآخر . بالإضافة إلى ذلك ، حركة الفكر أفقية ، بين القرب والبعد ، اتجاهها إلى _ هناك دوما ... وتتوافق مع الحركة التزامنية للوقت والزمن . بينما حركة الشعور عمودية ، بين العمق والارتفاع ( أو القوة والضعف ) ، واتجاهها موضعي وداخلي هنا دوما ... وتتوافق مع الحركة التعاقبية للزمن والوقت . غاية التركيز والتأمل ، تحقيق الانسجام بين الشعور والفكر ، وتجسير فجوة الألم . الانفصال الوجودي بين الكلمات والأشياء ، أو بين الدال والمدلول مصدر فجوة الألم . وتلك كانت إحدى القضايا المحورية في ثقافة القرن الماضي . هذه الفكرة تحتاج إلى تفكير عميق وهادئ ، وتستحق اهتمامك ... .... خلال نصف القرن الماضي ، الثاني وخاصة السبعينات ، كانت السلوكية أشهر مدارس العلاج النفسي والعقلي وما تزال أهميتها ( وسوف تبقى كما أعتقد ) . تركز السلوكية على النتيجة . النتيجة هي الأهم ، ويبالغ البعض بأنها وحدها المهمة أو التي تستحق الاهتمام . لا ينكر أهمية النتيجة عاقل _ ة . وذلك منجز السلوكية الرئيسي ، نقل محور الاهتمام من الماضي إلى المستقبل . .... المدهش في الفكرة الجديدة ( أي فكرة جديدة صحيحة ) ، أنها تتضمن كل ما سبقها ، والعكس غير صحيح بالقطع . النظرية الجديدة للزمن ( أو النظرية الرابعة ) ، تطبيق مباشر على الفكرة ، وهي تتضمن النظريات الثلاث السابقة والعكس غير صحيح . 1 _ النظرية التقليدية : اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر ، وهي تحتاج إلى عكس الاتجاه ، مع إضافة الحركتين التعاقبية والتزامنية لتتوضح الفكرة . من خلال الانتباه والتركيز ، يمكن ادراك الخطأ في الاتجاه ، حيث أن اتجاه سهم الزمن : من الحاضر إلى الماضي دوما ، وبشكل ثابت وغير قابل للعكس . لو كان الاتجاه من الماضي إلى الحاضر ، لكان عيد الميلاد الشخصي في الأمام . أتفهم المغالطة في هذه الفكرة ، وسببها الخلط بين اتجاه الحياة واتجاه الزمن ( متعاكسان ) . وهذه الفكرة ( اتجاه حركة الزمن ) ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع في الفصول السابقة . 2 _ موقف التنوير الروحي ، أو الحاضر الدائم والوحيد ، يتعذر قبوله منطقيا . نحن جميعا اختبرنا الماضي غير الموجود ( والمفقود دائما ) ، ونعرف أن المستقبل قادم معنا أو دوننا . 3 _ النظرية الحديثة ، اينشتاين وهوكينغ وغيرهما كثر ، ليس لحركة الزمن اتجاه واحد . لو كان ذلك صحيحا ، فهو يلغي التزامن الذي نختبره كل يوم وكل لحظة . 4 _ النظرية الرابعة تتضمنها جميعا ، وهي نتيجتها المنطقية . .... .... القسم الثاني ( الأبواب 4 و 5 و 6 )
النظرية الرابعة للزمن _ الباب 4
مقدمة الباب الرابع هل سيبقى الحاضر لغزا إلى الأبد ! هل سيبقى الموقف العلمي من الزمن والوقت والحاضر خصوصا على غموضه ، وتشوشه ، وتناقضاته التي تثير الشفقة قبل الاستنكار ؟ هذا ما لا أريده ولن أقبل به ، وسوف أفعل كل ما بوسعي لتحريك المياه الراكدة ... أعتقد أن هذا الكتاب يجسد خطوة حقيقية في اتجاه معرفة الحاضر _ بالتزامن مع تحديد اتجاه الزمن والوقت بشكل يقارب الموضوعي والتجريبي _ أما تحقيق ذلك بالفعل ... تلك هي غاية لن تدرك خلال حياتنا ...أنت وأنا للأسف . لكن لجهة تحقيق المعرفة المنطقية للحاضر ؟! بين رغبتي وتوقعي ومقدرتي فجوات ... رغبتي أن يصلح هذا الكتاب كمقدمة ( متواضعة بالطبع ) لعلم الزمن . وتوقعي أن يبقى بدون اهتمام علمي وثقافي ، حتى النصف الثاني لهذا القرن ، حيث أعتقد أن ثورة معرفية محورها الحاضر والوقت والزمن ، ستنشأ قبل مئويتي الأولى 2060 . .... ذكرت مراجع ثلاثة للكتاب أكثر من مرة ، وذكرت في نصوص غير موجودة في الكتاب لكنها منشورة على الحوار المتمدن ، أن الفضل في فهمي للزمن ( حركته واتجاهه ) يعود إلى مصادر عديدة ومتنوعة ، لكن أهمها على الاطلاق موقف النقاد العرب القدامى _ كالجرجاني ووابن سينا وقدامة بن جعفر وسيبويه والمعري أيضا ، وغيرهم بالطبع _ والفضل المباشر في ذلك للصديق جميل حلبي ، وبالتحديد فكرة الحركة المزدوجة للزمن التعاقبية والتزامنية معا ودفعة واحدة . أتفهم الصعوبة في فهم الفكرة ، عداك عن تقبلها ! .... بعض الوسائل تساعد على فهم الفكرة " حركة الزمن واتجاهه " ، وخاصة الحركة التعاقبية ، 1 _ من الغد 2 _ إلى اليوم 3 _ إلى الأمس . ثم الحركة التزامنية من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 إلى الحاضر 3 ....إلى ما لا نهاية . الحركتان تشبهان التفكير بنوعيه : التفكير العمودي وهو يتوافق مع الحركة التعاقبية ، والتفكير الأفقي وهو يتوافق مع الحركة التزامنية . وما أزال أجد صعوبة كبرى في كيفية فهم ذلك ، ومنذ عشرات القرون ! تطبيقات الفكرة ربما تقربها إلى الفهم أكثر : الكلام بنوعيه الشعر والنثر ، أو السرد وكيفية احتوائه للمعنى وللبلاغة بالتزامن . الشرح والبرهان محور النثر ، بينما التشبيه والايحاء محور الشعر . " كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة " وقبلها " إن الكلمات الكثيرة لا تقول شيئا " والأجمل " الفرح فضيلة " أيضا " ما أسهل الهروب لولا الأبواب المفتوحة " في العبارات السابقة ، حدث دمج سحري ويتعذر شرحه ، بين حركتي الزمن التعاقبية والتزامنية ، وذلك ما أدركه النقاد العرب القدامى ...بطريقة تقارب المعجزة . .... تتوضح الفكرة أيضا ، بعد فهم الجدلية العكسية بين حركتي الزمن والحياة . المستقبل يقترب بشكل كامل ومطلق ، والماضي يبتعد بنفس السرعة والاتجاه أيضا . لكن يتعذر فهم ذلك ، بدون الخروج من الصندوق ( الالفة والعادة ) والنظر من هناك . .... الحاضر الإيجابي يقترب ، والحاضر السلبي يبتعد ... الحياة والوعي ...وأنت وأنا الثالث المرفوع بالفعل .... ....
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني
هامش القسم الأول ، مع الباب الرابع وفصوله 1 و 2 و 3
1 _ الزمن حركة ، والحركة شكل أو نوع خاص من الطاقة . ( الطاقة ، أو فرق الجهد بين القطبين ، تتضمن الحركة وتسبقها بالتقدير المنطقي والتجريبي ) 2 _ لكل حركة سرعة واتجاه . ( هذه بديهية ، ولا أعرف كيف يمكن برهان ذلك ) . 3 _ حركة الزمن تختلف عن بقية الحركات المعروفة ، فهي مزدوجة تعاقبية وتزامنية معا . _ الحركة التعاقبية تقيسها الساعة . _ الحركة التزامنية تتحدد بسرعة الضوء وتتجاوزها غالبا ، أيضا توضحها عملية التواقت أو التوقيت المتعدد على مستوى الكرة الأرضية والعالم . اتجاه حركة الزمن ثابتة ، ومستمرة من الحاضر إلى الماضي . ويمكن الاستنتاج بشكل منطقي ، ان المستقبل مصدرها وبدايتها ، وليس وجهتها وغايتها . لكن اتجاه حركة الحياة وتطورها بالعكس ، من الماضي إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى المستقبل . بالنسبة لحركة الحياة فهي ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . ( حتى اليوم لا توجد تجربة واحدة في اتجاه العكس : أن تنكص الحياة وتعود من الحاضر إلى الماضي ، وبالطبع عودة المستقبل إلى الحاضر أكثر تناقضا مع المنطق والعلم ) . وأما سرعة حركة الحياة فهي المشكلة ! ومع ذلك ، وبالملاحظة المباشرة يمكن التأكد أن الحياة في اتجاه واحد 1 _ من الماضي إلى 2 _ المستقبل 3 _ مرورا بالحاضر . لكن هذه العبارة المكثفة تتضمن فجوات هائلة من المجاهيل ، والتي تستحق اهتمام العلم ، وحسبي أنني أعمل ما بوسعي لفتح الطريق المجهول حتى الآن !؟ .... ملحق 1 الخوارزمية الحديثة بعد الانتقال من ثنائية أولى 1 إلى ثانية 2 ،...بالتسلسل 3 ، 4 ... 1 _ العلم _ الجهل 2 الوضوح _ الغموض 3 الشفافية _ الضبابية 4 الصدق _ الكذب ... يتكشف المشهد نفسه المعتاد ، والمألوف إلى حد التكرار ، عن تفاصيل جديدة أولا ( غير المفكر فيه ) ، وعن حدود منفرة ( المسكوت عنه ) ، وعن اختلافات مزعجة ( غير المرغوب فيه ) ، وعن تناقضات أخلاقية ( شر لابد منه ) ، وعن الصدمة وتعذر الاحترام المتبادل ، الموضوعي والذاتي بالتزامن ( الممنوع ) في الدول الحديثة والمحرم في الدول الفاشلة . هل الانتقال هو من نوع الاستمرارية ، أم من نوع القفز في المجهول ؟ ما هو الأنسب ؟! هل الجديد أم المتجدد ؟ هل الشكل أم المضمون ؟ مثال تطبيقي ومبتذل : الأخوة الأعداء ، أو الحروب الأهلية ... عندما نقول ( أو نسمع ) عن فلان عبارة : ( س ) طمع على أهله ( أو طمعت ) ، بشكل غريزي وبدون تفكير بالطبع ندين.. ونطلق أسوأ النعوت وأقسى الأحكام ، الأخلاقية وغيرها . لكن عندما تستبدل العبارة نفسها ب : فلان يحب أولاده أكثر من كل العالم ، ردة الفعل تكون على النقيض تماما ( وعلى المستويين الفردي والاجتماعي ، أيضا السياسي والديني ) .... لماذا يحدث ذلك مع كل إنسان ! إذا اعتقدت أنك خارج التناقض المذكور فعليك السلام ومنك السلام وأنصحك بترك الدنيا لأهلها ، وعد لملكوتك فأنت نبي _ة أو مجنون _ة هذا رأي . .... لسوء الحظ ما تزال المشكلة الوجودية بلا حل . وجميع ما يمكن أن يقال حولها ، تعميمات ذاتية فقط لا أكثر . لكن بصبغات أيدييولوجية متعددة دينية أو سياسية أو ثقافية وغيرها . وهي دوغمائية بلا استثناء ، لا تتعدى حدي الغفلة أو الخداع . أعتقد أن الحل الموضوعي لتلك المعضلة ، يوضحه الحاضر المزدوج . الحاضر السلبي = الحاضر الإيجابي وهما متكافئان وبدون أية إمكانية لتفضيل أحدها : 1 _ اختيار الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) ، هو تسمية البخل أو الشح الكريهة . 2 _ اختيار الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ، هو تسمية الشره والجشع الكريهة أيضا . .... هل البديل الثالث ممكن بالفعل ؟ محور هذا الكتاب وغايته واتجاهه ، ....محاولة الإجابة بأكبر قدر من الشفافية والانتباه . أعتقد أن الحاضر يمثل الثالث المرفوع الحقيقي بين الماضي والمستقبل . وحقيقة استمرارية الحاضر تثبت ذلك وتفسره بالتزامن . كيف يستمر الحاضر ؟ أعتقد _ وبدرجة تقارب اليقين _ أنه وبعد فهم طبيعة الحاضر وأبعاده ومكوناته ، بالتزامن مع تصحيح الموقف العقلي من اتجاه حركة الزمن ، الذي يعاكس اتجاه تطور الحياة ، يتكشف المشهد بوضوح مدهش وآسر . .... ما حدث معي يفوق الوصف بالفعل ؟! لقد كذبت الكذبة وصدقتها تماما . وبل وأؤمن بها . .... ملحق 2 خوارزمية ما بعد الحداثة
التأمل والتركيز عبارة ناقصة . وقد تكون خطأ في الترجمة ، تحول إلى حقيقة بقوة العادة والتكرار . الاهتمام في البداية كل شيء . لا أحد يمكنه التركيز أو التأمل في شيء أو موضوع أو علاقة ، لا تهمه . لا أحد . كلنا نعرف التركيز السلبي ، أو الفكرة الثابتة وخاصة خلال الفقد أو الخوف . التأمل نتيجة ، واتجاه الوعي إلى مرحلة أعلى قادمة ، وجديدة بطبيعتها . التركيز عتبة التأمل ، والاهتمام عتبة التركيز ومفتاحه . الراحة بعد التعب والتركيز بعد الاهتمام ، والتأمل بعد التركيز ، بالتزامن مع المعرفة . .... لو توجهت إلى أي سوري _ة بهذا السؤال البسيط : هل السوريون يكذبون عادة ، أم يصدقون أكثر ؟ وبتوضيح أكثر ، كيف تصف _ين السوريين _ ات بكلمة واحدة : صادق _ة أم كاذب _ة ؟؟ ستكون الإجابة وبنسبة تفوق التسعين بالمئة كاذب _ة طبعا . ولكن ، لو أردفت بسؤال ثان وتكملة مباشرة للأول : وأنت ؟ أقل من واحد بالعشرة سيفكر بالجواب ، حتى مجرد تفكير ... الأغلبية المطلقة سوف يحاولون تدميرك مباشرة . ( كل عائلة يستطيع أحد أفرادها أن يوجه السؤال ، بشكل متبادل وطبيعي ويتلقاه طبعا أو تتلقاه هي أسرة نموذجية وجديرة بالاحترام ، وأعتقد أن نسبتها من عدد بيوتنا أقل من 1 من ألف ). .... الحاضر صورة مصغرة عن الوقت ، بدوره الوقت صورة مصغرة عن الزمن . يمكن تشبيه العلاقة الثلاثية بينها بالبحيرة والبحر والمحيط . .... يكره السوريون _ ات حقوق الانسان عن جهل وبنسبة تفوق 99 ، 99 بالمئة . ( أعداؤها الحقيقيين : الجهل والماضوية والاستبداد والتعصب ) غالبية السوريين _ ات في أحد المواقع ( الحفر العقلية والنفسية ) الثلاثة 1 موقف الانكار 2 موقع وموقف الضحية 3 موقف الحاجة ( القهرية ) إلى عدو ... هذه خبرتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا ، آمل وأرجو أن أكون مخطئا في توقعاتي جميعها . بالطبع السوريين _ ات ومن بحكمهن _ م . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 1
1 العيش والحياة بمجملها تحدث في الحاضر المستمر فقط ، لماذا وكيف ؟! سؤال الحاضر ، يجسد مشكلة الوجود الإنساني منذ بداية التاريخ المعروف . ومع تعدد الأجوبة وتنوعها الشكلي _ اللانهائي ظاهريا ، لكنها محدودة في حقيقتها ويمكن تكثيفها عبر جوابين فقط : 1 _ الجواب الغيبي ( المتعالي ) ، وتمثله الأديان التقليدية عبر طقوسها المشتركة ، والمتشابهة في خطوطها العريضة إلى درجة كبيرة جدا ، كالصلاة والصيام ، حيث يتوجب على الفرد الخضوع للتقاليد الموروثة وتكرارها جيلا بعد آخر وتحت طائلة النبذ والنفي . 2 _ الجواب المقابل ( الإنساني ) ، الذي تمثله الفلسفة والعلم الحديث خصوصا ، حيث الخلاص والمسؤولية عن الشقاء والسعادة على الفرد والمجتمع بالتزامن . لكن السؤال الذي يتجنبه الغالبية إلى اليوم : ما هو الحاضر ؟ لأهمية موقف نيوتن واينشتاين من الحاضر ، أذكر وباختصار شديد بكلا الموقفين . حيث تركيز نيوتن على الحركة التعاقبية للزمن عبر تجاهله للحركة التزامنية ، دفعه لاعتبار الحاضر مدة لا متناهية في الصغر ، ويمكن إهماله . على خلاف موقف اينشتاين ، حيث يركز بالمقابل على الحركة التزامنية ( بشكل ضمني فقط ) للوقت أو الزمن ، ويعتبر أن الحاضر له وجود موضوعي يتحدد بالمسافة بين الملاحظ والحدث ( أو بين الذات والموضوع بحسب مصطلحات الفلسفة الكلاسيكية ) ، ويتعذر اهماله . أعتقد ، وقد ناقشت ذلك بتفصيل أكبر في الفصول السابقة ، أن الفهم الصحيح للحاضر ، يتضمن كلا الموقفين السابقين كنوع من البديل الثالث ...وهو ما أحاول التوصل إليه . 2 الحاضر مزدوج في الحد الأدنى ، جدلية عكسية بين الزمن والحياة . كما أنه ثلاثي البعد ، لجهة مكوناته الأساسية 1 _ زمن أو وقت 2 _ حياة أو وعي 3 _ مكان أو مادة أو طبيعة . بالإضافة إلى ذلك ، الحاضر ثنائي أيضا ، سلبي وايجابي بالتزامن . 3 الحاضر السلبي ، ويمثل المهم في حياة الانسان الفرد أو الجماعة ، بينما الحاضر الإيجابي وهو الأهم ، كما أنه بطبيعته جديد _ متجدد باستمرار . الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) هو الحاضر الإيجابي ، لكن في المرحلة الثانية ، بعد تحوله إلى ماض مكتمل بالتزامن مع فقدانه للبعد المستقبلي . هذا هو الجانب الزمني من الحاضر ، أما الجانب الحي والواعي للحاضر فهو على النقيض : حيث اتجاه الحياة عكس اتجاه الزمن . كما يوجد فارق نوعي آخر بين بين الحياة والزمن ، ويتوضح في الحركة : حيث حركة الزمن مزدوجة تعاقبية وتزامنية معا ، بينما حركة الحياة تعاقبية فقط ( أو هذا ما نعرفه منها حتى اليوم ) . وبعد فهم هذه الظاهرة التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، يتضح الحاضر الموضوعي ، أو الجانب المباشر من الواقع . 4 أتفهم ( وسأحاول أن أتفهم ) المقاومة التي تلاقيها هذه الأفكار الجديدة ، والصادمة ؟! لكن المستقبل وحده سوف يقرر الصواب والاتجاه ، ومن يعش سيعرف الحقيقة وحكم الزمن . وأنا بصورة عامة ، أتوجه إلى قارئ _ة المستقبل ، وافترض أن السنوات العشر القادمة ، سوف تشهد قراءة موضوعية ومنصفة لهذه الأفكار " النظرية الرابعة للزمن " . 5 الجدلية الثابتة بين حركة واتجاه الزمن والحياة ، تتضمن الكثير من الأجوبة الجديدة ، وأكثر مما يمكن يخطر على البال الآن . ومن غير المفهوم ، عدم الاهتمام العلمي والثقافي بها ! أعتقد أنه ، وبعد فهمها ، يمكن أن يتكشف جانب من الواقع الموضوعي ( المباشر ) ، وخاصة العلاقة المعقدة بين حركتي الزمن التعاقبية والتزامنية ، اللتان يتعذر تخيلهما بسبب الشرط الإنساني نفسه . الانسان داخل الزمن ، واستعارة السمك تقرب الفكرة قليلا ، إذا أن السمك وحده لا يمكنه أن يدرك وجود الماء ( أعتقد أنها تشبه علاقة الانسان والزمن ) . يشبه الأمر أيضا ، تعذر تصور اللغة والكلام من خارجهما ، وهذه فكرة هايدغر " اللغة مسكن الوجود " ، ولهايدغر الفضل في السؤال الشهير : ما الذي تقيسه الساعة ؟ ... هكذا كنت سابقا أفهم الحاضر ( أو الجانب المباشر من الوقت ) . اليوم وبفضل هذه الكتابة والحوار _الغني _ مع الصديقات والأصدقاء ( عبر العلاقة التبادلية : القراءة _ الكتابة ) الذي يتخللها ، تتكشف الصورة بشكل تدرجي حيث الحاضر ثلاثي البعد بالحد الأدنى : 1 _ الزمن ( الوقت ) . 2 _ الحياة ( الوعي ) . 3 _ المكان ( المادة ) . بالنسبة للمكان أو المادة الطبيعية والأولية للكون ، هي موضوع العلوم الحديثة المتنوعة ، وهو مجال تخصصي بدرجة عالية ولا يدخله الهواة . أما بالنسبة إلى الزمن والحياة فالحاضر مزدوج ، بشكل تبادلي ( مصدر الحياة الماضي واتجاهها إلى المستقبل ، على النقيض تماما من الزمن ) . بعبارة ثانية ، الحاضر مزدوج ، ويمكن النظر إليه أو تخيله بشكل تبادلي وعكسي دوما ، حيث حاضر الحياة يتحول إلى المستقبل بشكل مستمر _ على العكس تماما من حاضر الزمن الذي يتحول إلى الماضي بشكل مستمر أيضا ولكن في الاتجاه المعاكس . استمرارية الحاضر ، عملية ظاهرة وهي تصلح كبرهان على أن سرعة الحياة هي نفسها سرعة الزمن التعاقبية ، لكن بشكل عكسي . وأما السرعة التزامنية للزمن أو الوقت ، لا أتصور أن بالإمكان قياسها أو تحديدها بالوسائل المتاحة في عالم اليوم ، ربما غدا وفي المستقبل المنظور ؟! ... أتفهم المشقة بقراءة هذه الأفكار وتقبلها أكثر . وأتمنى من القارئ _ ة القيام بالمثل ، تفهم الصعوبة في صياغة هذه الأفكار والتعبير عنها بشكل واضح وسلس ( ومشوق أيضا ! ) ، هذا يفوق طاقتي حاليا . .... الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) هو المصدر والبداية ويمكن تغييره دوما ، وبدرجة عالية نسبيا من السهولة ، بينما الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) نتيجة واثر فقط ، وهو خارج مجال التأثير ومحاولة تغييره وهم ، أو انحراف نحو الخداع أو الغفلة . .... المشكلة والحل ثنائية بالتبادل ... المشكلة أحد نوعين : إما حلها عندك ومسؤوليتك المباشرة ، أو حلها ليس عندك وعليك اهمالها وصرف النظر عنها . والحل بدوره أحد اتجاهين ، إما أن يكون على حساب المستقبل ( نموذجه الاقتراض بفوائد مرتفعة ) وهو غير صحيح بالعموم وخاسر في المستقبل ، وينبغي أن يقتصر على حالة الصدمة الكبرى والكوارث ، أو الحل الصحيح والمناسب من رصيد الماضي ، لكن المشكلة أنه غير مباشر ويتطلب الجهد والاهتمام بصورة مستمرة . بعبارة ثانية ، الحاضر السلبي هو المهم ، والحاضر الإيجابي هو الأهم باستمرار . .... .... ملحق
مثال تطبيقي ، العلاقة المزدوجة بين المال والوقت ، وبين المال والجنس لاحقا ؟! للتذكر فقط ، أحد اكتشافات التحليل النفسي الباكرة " المال رمز قضيبي " . .... هل الوقت مال أم العكس هو الصحيح ؟! بمكن اعتبار المال لغة عالمية ومشتركة بين البشر بدون استثناء ، وهي تعكس الواقع الإنساني ( الموضوعي ) بأوضح وأدق من أية وسيلة أو طريقة أخرى مثل الدين أو الكلام أو الجنس أو الأخلاق وغيرها . والملفت أن من يفهم ذلك أكثر من سواهم الأطفال والعباقرة . أيضا يمكن اعتبار المال كبديل ثالث ، وحقيقي لجدلية الوسيلة والغاية ، فالمال بالفعل هو أبعد من الغاية ومن الوسيلة معا ، ويتضمنهما عبر مختلف العلاقات الإنسانية . وذلك ما فهمه ماركس وأنجلز أكثر من أي شخص آخر . المال وقت صحيح ، بالإضافة إلى أنه يتضمن العديد من العناصر الأخرى ، لعل من أهمها المعرفة والسلطة والجهد ...وكل شيء تقريبا . لكن هل يصح اعتبار الوقت مالا !؟ في الحالة الخاصة نعم ، وبدون شك . لكن في الحالة العامة والمشتركة الوقت حفرة ، مليئة بكل ما هو موجود في الحياة ولكن . .... وأما علاقة المال والجنس ، فهي معروفة أكثر من اسمائنا . وعلاقة الجنس والوقت أعتقد أنها تستحق كتابا لوحدها ، مع ذلك سوف كنوع من التفكير الأولي والجديد بالنسبة لي . تغيرت علاقتي مع الجنس وفهمي له ، أكثر من أي شيء آخر . فهمي للوقت بدوره يشبه حديقة قرود . .... الجنس والزواج والحب ، علاقة جديرة بالاهتمام والتفكير الهادئ والعميق ..لك ولي . .... غيمة على الأرض ....أنت وأنا يا صديقتي أيضا . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الرابع ف 2
مثال تطبيقي _ على أهمية فهم الاتجاه الصحيح لحركة الزمن عتبة الألم بدلالة الوقت والحاضر بصورة خاصة
أنصح بقراءة هذا النص خاصة ، كنوع من التفكير بصوت عال ...هو كذلك بالفعل . 1 عتبة الألم حلقة مشتركة بين الحاضر والوقت _ زمن الانسان
بداية يلزم التفريق بين فجوة الألم وعتبة الألم ، المصطلحان الشهيران في الثقافة والمجتمع . فجوة الألم مصدرها الاختلاف النوعي بين الشعور والفكر . أنت هنا بجسدك وأحاسيسك المباشرة وموقعك الفيزيائي ، لكن عقلك وذاكرتك وتخيلاتك هناك في الماضي أو في المستقبل . ناقشت فجوة الألم بشكل تفصيلي وموسع في نصوص منشورة على الحوار المتمدن ، وفي الفصول السابقة عرضت خلاصة كافية عن ذلك . عتبة الألم مصدرها الطبيعة المزدوجة للحاضر . الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) يمثل الوجود الشامل للزمن ( الوجود بالقوة ، مع الوجود بالفعل كل لحظة جديدة _ ومتجددة أيضا ) . الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) مع انه يساوي الحاضر الإيجابي بالقوة المطلقة ، لكنه يتخلف عنه بدرجة الأهمية بسبب فقدانه للبعد المستقبلي ، وانزياحه المستمر للماضي ، من خلال ابتعاده في كل لحظة إلى الماضي السحيق أبعد فأبعد . .... لكن من الجهة المقابلة يبدو العكس تماما ، حيث الحاضر السلبي يتغير شكله ومضمونه إلى ( ماض _ حاضر ) وهو يمثل الوجود الشامل للحياة ، ويقابله الحاضر الإيجابي لجهة الزمن ، والذي يتغير شكله ومضمونه أيضا إلى ( حاضر _ مستقبل ) . هذه الفكرة جديدة ، وهي مثل أي فكرة جديدة تحتاج إلى إعادة صياغة وتفكير ، ... ومن قبل القارئ _ة والكاتب _ ة بالتزامن أيضا . وسوف أقوم بالدور المزدوج القارئ _ الكاتب والمتبادل ، بشكل دوري ومستمر . .... الوقت أو الزمن الإنساني ، عبارة عن ثلاث وحدات مختلفة بشكل واضح ، مع أنها تشكل استمرارية وليس من السهل التمييز بينها . وقد أوضحت تعذر تحديد الحاضر بشكل موضوعي ودقيق في الفصول السابقة ، ومع سهولة التمييز الواضح بين الماضي والمستقبل : الماضي خلفنا بطبيعته ، بينما المستقبل أمامنا بطبيعته المعاكسة ، وبينهما نحن والحاضر ، ومع ذلك يتعذر تحديد الحاضر على وجه الخصوص . لكن ولحسن الحظ ، التقسيم الثلاثي المعروف : 1 الغد 2 اليوم 3 الأمس ، يكفي لتوضيح عتبة الألم كفكرة ، وكخبرة إنسانية ومشتركة أيضا . .... بعد فهم اتجاه الوحدات الزمنية الثلاثة : 1 _ المستقبل يقترب ، 2 _ الماضي يبتعد وبينهما الحاضر المزدوج ، نصفه أمامنا الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) يأتي من المستقبل وهو يتوافق معه بالاتجاه ، ونصفه الثاني خلفنا الحاضر السلبي ( حاضر _ ماضي ) وهو يتحول إلى الماضي كل لحظة ويتوافق معه بالاتجاه طبعا ....بعد فهم الاتجاه العام والموضوعي لحركة الزمن ، وضمنه الوقت أيضا ، يتضح المصدر الموضوعي للقلق أو انشغال البال المزمن والمعروف من أيام بوذا . يتعذر الجمع بين اتجاهي الحاضر ، هما متناقضان بطبيعتهما . وعلى كل انسان الاختيار العسير والشاق بالفعل ؟! توجد ثلاثة اتجاهات فقط : 1 _ اتجاه المرض العقلي ومعاكسة تطور الحياة ، وتغيرها الدائم والمستمر ( وبصرف النظر عن نوع الايمان الفردي عقلاني أو غ عقلاني ، غيبي أم مادي ...) ، وهو يتوافق مع الاتجاه ضد الحياة بالتوافق مع الزمن ( الاتجاه الماضوي أو السلفي ) . 2 _ اتجاه الصحة العقلية ومعاكسة الزمن ، وهو يقتضي من الفرد تقبل الخسارة المباشرة والمؤقتة . وتوجد تعبيرات عديدة ومتنوعة عن هذه الخبرة النوعية أو موقف الحكمة والنضج ، التضحية بالجيد لأجل الأفضل ، أو تفضيل الغد على اليوم والأمثلة التطبيقية على ذلك لا تحصى وهي مشتركة في جميع الثقافات والمجتمعات المعروفة ، ونموذجها حياة الطالب _ة بمستوياتها الثلاثة : 1 _ المستوى المتوسط ، وهو يحاول كسب الحاضر والقادم ، وبالنتيجة لا ينجح تماما ولا يفشل بوضوح أيضا ( ونحن بغالبيتنا نتخذ هذا الموقف ) . 2 _ الموقف تحت الوسط ، التضحية بالغد والمستقبل لأجل اللحظة ، ونموذجه المقامرة والمخدرات وغيرها من أساليب وطرق الربح السريع ...ونتيجته واحدة ومؤكدة . 3 _ الموقف فوق الوسط ، ومحوره الالتزام والانضباط العقلاني والمدروس ، ولحسن الحظ لا توجد عائلة تخلو من فرد بهذه الصفات حتى في سوريا وجوارها . .... .... 2 عتبة الألم بدلالة العمر الفردي ( طفولة _ كهولة ) ... غالبية الأطفال وبنسبة ساحقة ، يولدون بصحة جيدة وعلى درجة مرتفعة من المرونة والمقدرة على التكيف مع الظروف المختلفة ، مع درجة مقاومة للألم أو مقدرة على تحمله أضعاف الفرد البالغ . لكن وفي سن مبكرة تبدأ رحلة الخسارة لتلك الإمكانيات الطبيعية بدءا من الأسرة مرورا بالمدرسة والشارع والمجتمع ، وبقية المؤسسات الاجتماعية _ الثقافية ، والتي تستهلك رصيد الفرد من المناعة والصحة النفسية بدل تغذيتها . أغلبية البالغين لا يحتملون الضغط والتوتر النفسي الذي يحتمله معظم الأطفال دون العاشرة بسهولة ( لنتذكر طفولتنا غ السعيدة ). .... لماذا يحدث ذلك وكيف ؟! بالملاحظة المباشرة ، وخاصة المثال الشهير طفل _ة خلال تعلم المشي ... لا يمنعه شيء عن تعلم المشي والركض واللعب سوى المرض أو الإصابة المبرحة أو رقابة وقوانين الكبار خاصة ، وهنا جوهر المشكلة . المجتمع أو المستوى الاجتماعي عدمي غالبا ، يتوازن بشكل ثابت ومتكرر حول الصفر ، في القيم والأخلاق والعادات الاجتماعية المتنوعة . ولا يسمح بتجاوزها ، سوى بطرق ملتوية وسرية ، وذلك نوع من الحكم المسبق على الفرد ، لكي يبقى بالمستوى المتوسط خلال حياته . ومن غير المسموح به النزول تحت الوسط أو المتوسط الاجتماعي ، وغير مسموح تجاوزه أيضا ، وتتزايد شدة العقوبة أكثر من سابقتها لدى تجاوز الفرد لمجتمعه معرفيا وأخلاقيا . .... ما هي عتبة الألم : طبيعتها وحدودها ؟! بصراحة ، أول مرة أفكر فيها بالجانب الداخلي لعتبة الألم المشتركة ، ونوعها ومكوناتها ، ولم أقم ببحث من قبل على غوغل عن كيفية تعريفها في وقتنا الحاضر ، وهو ما سأقوم به بعد الانتهاء من التحديد الأولي والتقريبي لها ، كنوع من الاختبار الذاتي الثقافي... أتصور عتبة الألم مستوى محدد ، لدرجة الضغط والتوتر النفسي التي يحتملها الفرد بالحالة الطبيعة ، وبدون أن يشعر بالانزعاج أو يسعى لتهدئة المشاعر السلبية عن طريق الطعام أو التدخين أو مشاهدة التلفزيون وغيرها . لكني سابقا فكرت بالحالة العامة والمشتركة ، التي تقصدها فكرة وخبرة عتبة الألم بالمعنى الثقافي والعام ، والنتيجة باختصار : أن الوضع العادي ( المقبول وغير المزعج ) للفرد ، يتحدد من خلال الروتين اليومي الوظيفي والعائلي ، وهو بين قطبين للتوتر أو الانزعاج ، يمثلهما السجن من جانب والمنفى من الجانب المقابل . حيث يمثل السجن إثارة منخفضة ، ويقابلها المنفى والاثارة المرتفعة _ وكلاهما يثيران ذعر الانسان في العصور الحديثة ( الحبس الانفرادي خصوصا ، أو العيش بين غرباء ) . سوف أؤجل عملية البحث عبر غوغل عن معنى " عتبة الألم " ، إلى الخاتمة . .... .... 3 عتبة الألم بدلالة الاشباع أو نقيضه الجشع ( حالة انشغال البال المزمن وعدم الكفاية ) ؟! كلنا نعرف حالات الجوع والشبع والشهوة والتذوق ، بالحدود المتوسطة والطبيعية . كما نعرف حالات النهم والشره ، أيضا القرف وصد النفس لأسباب عديدة بالجهتين . وكلنا أيضا نعرف حالة ضبط النفس والصوم الشخصي والحر ، أو النزوة وانفلات الضوابط وما يعقبها من تبكيت الضمير ، والشعور بالخزي والعار مع تقدم العمر ، وهو يتزايد غالبا . لماذا يفشل أغلب البشر _ وبلا استثناء _ في مجال الذكاء الجسدي ؟! الذكاء الجسدي يتحدد بالعلاقة مع الضروريات الأساسية 1 _ الهواء 2 _ الماء 3 _ الطعام 4 _ الحركة والسكون 5 _ الصوم الارادي والحر 6 ...ويمكن الإضافة بلا حدود . والموضوع هنا يقتصر العلاقة بالطعام فقط ، مع أني أعتقد أن الذكاء الجسدي مهارة فردية ومكتسبة ، وتتضمن متلازمة العلاقة مع الطعام والشراب والتنفس والرياضة والصوم . .... حب الطعام ، أو تحديد درجة حب الطعام لدى الفرد ( ...) ، تشبه إلى درجة كبيرة عتبة الألم الشخصية ، وبحسب تجربتي الثلاثية ( الشخصية _ الاجتماعية _ الثقافية ) يمكن الاستفادة من الأدوات والخبرات للجهتين وبشكل متبادل . العلاقة مع الطعام جوهرية ، ومحورية ، وملحة في شخصية الفرد ، أكثر من الجنس والمال مثلا . كيف نحدد درجة حب شخص محدد للطعام ؟ بسهولة يمكن تحديد ذلك عبر التصنيف الثلاثي : 1 _ الهوس بالطعام ( سلبا أو إيجابا ) 2 _ العلاقة الطبيعية مع الطعام ( وتشمل الغالبية لحسن الحظ ، وتصلح كمعيار للتعلم أو للمقارنة وغيرها ) 3 _ العلاقة الذكية مع الطعام ( الشخصية التي تمتلك مهارة الصوم الحر ) . بالنسبة للعلاقة الذكية أو الطبيعية لا توجد مشكلة ، وبالمقارنة عتبة الألم بالحدود الطبيعية . وتنحصر المشكلة في حالة الهوس بالطعام الإيجابي أو السلبي . أعتقد أن كلا الحالتين ، مشكلتهما نقص حب الطعام وليس العكس كما يتم التعامل غالبا . الحب علاقة وموقف إيجابي بطبيعته ، ويتضمن الجانبين موضوع الحب ( الحبيب ) وشخص الحب ( المحب ) ، الحب من طرف واحد تعبير ناقص وغير صحيح ، الحب تبادلي أيضا . .... مشكلة الهوس بالطعام أو غيره ، هي مشكلة هوس أولا ( الاعتماد النفسي المنحرف على شيء أو شخص ، بدل الاعتماد على النفس ( العقل والضمير ) ، والطعام هو مجرد وسيلة رخيصة وغير مهمة بذاتها بالنسبة للشخصية المهووسة ، ولكن السؤال لماذا يفعل أحدنا ذلك ( الاعتماد النفسي المنحرف بدلا الاعتماد على الذات ) ؟ الهوس دفاع أولي ، عام ومشترك ضد القلق أو الضجر . لا يوجد فرد يخلو من الهوس ، الهواجس مثلا ، هوس صريح وواضح ... تتحول إلى مرض اجتماعي في حالات المبالغة أو النوع ، والعكس أيضا . مثال شخصي ومباشر ، كاتب هذا الكلام مهووس بقضية الزمن ( وربما القارئ _ة أيضا ) . إذا نجحت الفكرة اجتماعيا وانسانيا ، يعتبر هوسنا من النوع الذي يكافئه المجتمع والعالم ، واذا فشلت نتحول إلى موضوع للسخرية والتسلية . .... .... ملحق 1 تكاد عتبة الألم تمثل الشخصية الحقيقية للإنسان ، خاصة بعد البلوغ والنضج ، وأكثر من المعتقد أو الاعتماد النفسي أو الوظيفة أو الهواية وغيرها من المحددات الأساسية لشخصية الفرد البشري ( طفل _ة أو امرأة أو رجل ) . أكثرنا ينتبه خلال المراهقة ، وأقلية نادرة يتنبهون قبل ذلك _ والبقية يتأخرون كثيرا في الملاحظة والانتباه والاهتمام _ للتناقض بين القول والفعل عند غالبية الكبار ، وللتناقض الاجتماعي والأخلاقي خاصة . في الثلاثينات حتى بدأت أتفهم التناقض الاجتماعي والثقافي السائد والمشترك ، أو الدوغما ( الوطنية )..و نحن مقابل هم ، التي توحد وتسم مختلف الجماعات والتجمعات البشرية بلا استثناء . والمفارقة أن البوذية في بعض مذاهبها وخاصة بوذية الزن ، فهمت ذلك منذ عشرات القرون ، ومعها بعض مدارس الفلسفة الكلاسيكية كالرواقية وإخوان الصفا مثلا . .... " ترى القشة في عيني أخيك ولا ترى الخشبة في عينيك " هذه مفارقة الوضع الإنساني ، حيث لا يستطيع الانسان رؤية نفسه إلا بواسطة شيء أو أحدا آخر وبعد الاستنتاج والتفسير غالبا ، وبنفس الوقت يلاحظ كل ما عداه ( شخصيا ) بشكل مباشر ، وخاصة الأشياء عير المعتادة أو المتناقضة . لحسن الحظ ، يفهم غالبيتنا التناقض بين القول والفعل ، وهو مصدر الخجل الرئيسي في مرحلة المراهقة والطفولة الثانية ، أقصد عدم المقدرة على توحيد المعيار الأخلاقي أو تحقيق التجانس بين القول والفعل ( أو العيش بصدق ) . وأعتقد أن التفسير الاجتماعي لظاهرة الخجل بالعموم ، أو للخجل عند الأطفال مخطئ إلى درجة كبيرة ، أو انه لم يأخذ ما يستحقه من الاهتمام ، أغلب الكبار الذين تعاملت معهم ، بين الرجال أكثر من النساء ، كانوا دون مرحلة الخجل ( الطفلية ) ، وقد شكلت تلك الخبرة صدمة حقيقية لي ، وما تزال . .... ملحق 2 عتبة الألم طبيعتها ومكوناتها وكيفية تحديدها ؟ ليس أفضل من الاشباع والرضا ( أو الحرمان والغيظ ) ، كمقياس لعتبة الألم بحسب تجربتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا . مفارقة عتبة الألم ، أنها تنخفض مع تقدم العمر ( على النقيض من التصور السائد ) ، وهذه المسؤولية المحورية للفرد ، والمعيار الأفضل لحياته الشخصية بالتزامن . .... عتبة الألم بمساعدة غوغل . . ما هي عتبة الألم ؟! أتمنى لوكان جواب غوغل " لا أعرف " ، ولو لمرة واحدة . .... يمكنك قراءة جواب غوغل وفهمها بمفردك ، ذلك أفضل وأصدق من مساعدتي ... ووساطتي .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 3
خلاصة الفصل السابق " عتبة الألم " ... هذا الموضوع ، عتبة الألم ، جديد بالمقارنة مع الموضوعات المتكررة في الفصول السابقة كالسعادة والحب والصحة العقلية على سبيل المثال ، فهي كانت مواضيع لأبحاث منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، وأخذت وقتها الكافي في الحوار والتفكير والتعبير أيضا . بينما عتبة الألم ، كنت أتصور أنها قضية فردية ، ولا توجد معايير موضوعية لتحديدها . ومن خلال بحث الزمن تبين لي ، بفضل الحوارات والمشادات الحادة أيضا ، أن الحاضر المزدوج مصدر ثابت للألم النفسي ( التوتر وعدم الرضا ) . أو بعبارة أخرى ، من المتعذر رفع عتبة الألم فوق سوية معينة ، بسبب طبيعة الحاضر المزدوج ، والتناقض الموضوعي بين وجهتيه . .... الرغبة بالعيش في الدرجة صفر من القلق والضجر والتعب مشكلة عقلية ، وتحتاج إلى حل . تلك الرغبة تنطوي على فكرة خاطئة ويجب تغييرها أولا ، لرفع عتبة الألم قليلا ، وليس لمحو الألم النفسي وإزالته من حياتنا ! ذلك وهم ليس إلا . أمام الفرد الإنساني أحد استراتيجيتين ، بالطبع بعد تجاوز نمط الحياة الادماني والغرق في اجترار الماضي والموت ، اختيار وتفضيل أحد الاتجاهين الحاضر السلبي أو الإيجابي ؟ _ اختيار الحاضر الإيجابي ، يتجسد عبر تفضيل النتيجة على الاحساس واليوم على الأمس . _ اختيار الحاضر السلبي ، يتجسد عبر تفضيل اليوم على الغد ... بالطبع اختيار الماضي نوع من الجنون الفعلي ، ولا يستحق النقاش . اختيار الحاضر الإيجابي ينطوي على خسارة المباشر ، مع القبول والرضا بالتكلفة العليا ، واستبدال الطرق ( والعادات ) السهلة والمألوفة واللذيذة غالبا بأخرى جديدة ، صعبة ومجهولة ومقلقة ، لكنه يفضي إلى نتائج مفاجئة وتفوق الوصف . المثال المباشر على ذلك الإقلاع عن العادات الانفعالية مثل القمار والكحول والتدخين ، هي خبرات يتعذر وصفها بالكلمات فقط . بينما اختيار الحاضر السلبي ، يتجسد بموقف التجنب المزدوج ( السعي إلى اللذة وتجنب الألم بشكل مستمر ومباشر ) ، والنتيجة الثابتة والمتكررة : اليوم أسوأ من الأمس ، وغدا الأسوأ . .... ملحق 1 حول مراجع هذا الكتاب _ النص
ذكرت سابقا أن مرجع هذا الكتاب ثلاثة بالتزامن : 1 _ موقف التنوير الروحي _ النقدي بطبيعته _ والذي يتمثل برفض الفصل بين الذات والموضوع ، ويعتبر أن الأنا سبب معاناة الانسان على المستويين الفردي والاجتماعي ، وهذه حلقة مشتركة بين البوذية والتصوف والفلسفة الإنسانية . 2 _ الموقف الفلسفي الكلاسيكي ، الذي يتضمن المنطق الجدلي ( تكافؤ الضدين ) ويؤكد على بطلان وخطأ أي تفضيل لأحدها على الثاني . 3 _ علم النفس الحديث ، في اعتباره أن الفرد ينتج المجتمع أيضا ، بالتزامن مع الموقف الكلاسيكي أحادي الاتجاه " المجتمع ينتج الفرد " . وبكلمات أخرى ، أعتقد أن الحقيقة الموضوعية أو المعرفة الحالية بتحديد أكثر تواضعا ، تتوزع على الأقطاب الثلاثة 1 _ علم النفس الحديث 2 _ الفلسفة الكلاسيكية 3 _ التنوير الروحي . والمشكلة الأساسية في المعنى ، أنه نسبي وتقريبي بطبيعته ، ويتعذر تعيينه بشكل مسبق . وأكثر ما يمكن تحقيقه ، معرفة الاتجاه والميل مع بؤر الاستقطاب لحدث أو سلوك أو قضية أو موضوع . .... التنوير أو الاستنارة " نهاية الألم " ، أكثر التعاريف الأصيلة للتنوير الروحي . متواضع وجميل وبسيط بالتزامن . وفي قول آخر ينسب لبوذا ، كجواب على سؤال عن إثبات وجود الله ، هذا آخر ما يهم ، عندما تنتهي مشاكلك المباشرة والملحة ، تعال ثانية . وثمة قول بليغ ، عند أغلب المعلمين البوذيين وهو ينسب لبوذا نفسه ، يوضح ويكفي : إذا صادفت البوذا اقتله . يتكشف المعنى السلبي لعتبة الألم ، من خلال موقف الفلسفة الكلاسيكية " تكافؤ الضدين " : على خلاف خبرة الحواس المباشرة ، كلا القطبين يتضمن الثاني بالتزامن ، مطابقة عكسية . لكن العلم من الاتجاه المقابل ، يعتبر الصدفة والاحتمال حقائق موضوعية . كيف يمكن التوفيق بين الثلاثة ، كمرجع لنظرية جديدة للزمن ؟! ..... معنى الوجود أو الحياة لا يقتصر على أحد أبعاد الواقع الموضوعية ، مثل المادة أو الوعي أو اللغة أو الثقافة بل يتضمنها جميعا ، ونقصان أحد الأبعاد في عملية البحث عن المعنى والمصداقية والجدوى خطأ . بعبارة ثانية ، المعنى الحقيقي لكل كلمة في اللغة ، يتصل مع بقية مكونات اللغة بلا استثناء . العلم يركز على المباشر والمحسوس والفردي ، على حساب الجوانب المتعددة للموضوع . الفلسفة تكتفي بالتقسيم الثنائي عادة ، لكنها تبرز قيمة النقيض ودوره الأساسي . التنوير الروحي يمثل التذكير الدائم بالمجهول والنقص ، عبر دعوته المستمرة للتواضع . .... المشكلة الوجودية للإنسان بحسب الثقافة والعلوم الحديثة ، تتجسد بالموت الشخصي والشيخوخة والمرض مع المفاجئات والكوارث ، وعدم معرفة الغد والمصير بشكل خاص . أيضا الموقف من الزمن ، على اعتباره مجموعة عشوائية من الأيام والأحداث المنفصلة . على النقيض من ذلك موقف التنوير الروحي ، إذ يعتبر الموت هدية وغاية الحياة ، وأعتقد أن كارل غوستاف يونغ المحلل النفسي الشهير ، يمثل موقف التنوير الروحي ( الحالي ) أكثر من إيكهارت تول وبوذا نفسه . والموقف من الزمن هو الانكار ، واعتبار الحاضر والمطلق والمجهول واحد لا ثلاثة . بينما تمسك الفلسفة العصا من المنتصف ، وبشكل يدعو إلى الدهشة وربما التشكيك . خلال القرن العشرين التحقت الفلسفة بالعلم ، لكن خلال العقدين الماضيين أعيدت قراءة نيتشة وهايدغر وكانت وسبينوزا وغيرهم بالطبع ، ربما أكثر من أي وقت مضى . .... الخلاصة الثرثرة والوعظ ( الديني ، أو الأخلاقي ، أو العلمي ، أو الوطني ...) قاع الوجود الإنساني ، وسقط الكلام ، وفي هذا المستوى لا وجود لقيمة أو معنى أو اتجاه . لكن لسبب ما ، لا أعرف ما هو ، نحن جميعا وبلا استثناء على حد خبرتي الثلاثية ( الشخصية والاجتماعية والثقافية ) نتلذذ بالثرثرة والوعظ المبطن وغير الصريح ، وهو الأسوأ كما أعتقد ... لكن ولحسن الحظ ، توجد علامات بارزة ، ومضيئة على مر العصور ، على ازدياد التجانس بين الجودة والتكلفة ( وليس العكس مطلقا كما يروج العدميون هنا وهناك ) ، بدورها الجودة والتكلفة ترتفعان معا إلى القيمة كمعيار موضوعي ، وبديل ثالث واقعي ومتحقق بالفعل . القيمة تتحدد بالسعر والمال ، وتكتمل الدائرة بالوقت مصدر الحياة والقيمة والوجود . أعتذر شردت قليلا عن الموضوع ، العتبة بين الثرثرة والوعظ ، وبين الجدل المنطقي والحوار ، تحددت مع سقراط وارتباط الكلام بالتجربة . حيث المصداقية تسبق القول ولا تتبعه . بينما العلم والموقف العلمي ، خلال القرن العشرين ولاحقا ، يلحق المعرفة والقيمة بالتجربة والدليل الموضوعي ( المادي أو المنطقي عندما يتعذر الأول ) . يشبه الأمر العلاقة بين الوحدات الزمنية الثلاثة : المستقبل والماضي وبينهما الحاضر : بديهية ومكشوفة تماما ، وهي مشكلتنا جميعا تحديد الحاضر ؟ ما هو الحاضر ، طبيعته وحدوده ! بالتزامن ، ما هو المعنى ، مصدره واتجاهه ؟! .... لن أسمح لنفسي بالقول لا أعرف فقط . ولن أحاول التجنب ، خداع النفس أو الآخر ، سوف أحاول ، فيما تبقى من هذا الكتاب التفكير الحر ، وسوف أغامر ببعض الافتراضات التي ربما تكون غبية ومضحكة بالفعل ، لكن لا أجد أمامي خيارا أفضل ... وعدي لك قارئ _ ت _ ي العزيز _ة ... سوف يكون القادم رحلة في المجهول ، وبالطبع ستتزايد درجة الصعوبة والغموض والركاكة ، مع أنني أرغب بالعكس تماما . سأعبر عنها بكلمات أوضح : الصدق واللطف نقيضان في الحياة والمجتمع ، وفي الثقافة أكثر كما أعتقد ، ولا مجال عن التضحية بأحدهما عند كل منعطف _ هذا بالمصطلحات الأخلاقية وبدلالة القيم ، ومع العودة إلى المجال الأدبي نصطدم مباشرة بجدلية الشكل والمضمون ! سأختار المضمون على حساب الشكل . مع أني ورغبتي وهواي في الاتجاه الآخر ، بصدق ... " ليكن الله بعوننا " .... ملحق 2 ليس الماضي قليل الأهمية بالتأكيد ، لكنه أدنى من الحاضر ، وبدوره أقل أهمية من القادم المجهول ... أهلا بك هناك . .... ملحق 3 جاءت الحياة من الماضي ، وجاء الزمن من المستقبل ... يأتي الزمن من المستقبل ، وتأتي الحياة من الماضي ... هذه حقيقة ظاهرة ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط . هذه هي الحكاية الحقيقية ، وأما كيف ولماذا ... هنا ينتهي دوري ، ويبدأ دورك " أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد " ..... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس مع فصوله الثلاثة خلاصة الباب الخامس ( النظرية الرابعة للزمن )
تحقيق معادلة " جودة عليا بتكلفة دنيا " لمختلف اطراف العلاقة ؟! هل ذلك ممكن ، أم وهم وخدعة ... 1 " لا إفراط ولا تفريط " اللغة العربية ومعها أغلب اللغات القديمة ، مليئة بالعبارات المزدوجة " المتناقضة ذاتيا " ، والتي تضلل وتشوش عادة ، بدل أن تدل وتوضح . ماذا تعني العبارة خلال الاستخدام اليومي ، في المنزل وفي المدرسة والشارع ، وفي مختلف العلاقات ؟ الجواب بسيط وميكانيكي ومتكرر منذ أجيال وأجيال في المجتمعات المغلقة أو ذات التراتبية الوراثية ، بالرغم من تغير كل شيء ( الزمن والحياة والأفراد ) ، يتكرر ثبات الموقع وتبعية الشخصية له ( ومعها الانسان والحياة ) ، الجمود أكثر فأكثر _ ويتزايد _ جيلا بعد جيل ولحظة بعد لحظة . نعم بالضبط : هذا هو المعنى الحقيقي والوحيد ، والذي يفهمه الجميع . .... وبعد ذلك ... تتحول الحياة من هبة ، ونعمة كبرى ، إلى لعنة وعبء لا يطاق . وهذا هو الجانب الثقافي واللغوي في المشكلة ، حيث ما يزال ضمن المسكوت عنه . وفي هذا المستوى لا يوجد مذنب أو بريء . إنه وباء شامل ، أعتقد أن مثاله الأقرب للمطابقة : ألمانيا وإيطاليا ( وغيرهما طبعا ) في النصف الأول للقرن الماضي ، حيث كان أشخاص مثل هتلر وموسوليني شبه آلهة بالنسبة لشعوبهم التي تشبه كثيرا " بلاد الربيع العربي الأول والثاني ... وحتى ينتهي العد ) . .... الحاجة إلى جودة عليا بتكلفة دنيا ضرورة إنسانية ، عامة ومشتركة ، وعقلانية ، ولا تنجح علاقة دون تحقيقها بشكل فعلي ، وعبر الممارسة اليومية والاعتيادية . يوجد تناقض منطقي في العبارة ، مثل سابقتها . هذا صحيح ، لكن للوهلة الأولى فقط . يكتفي غالبية البشر بالحصول على جودة ( ...) بتكلفة أقل ، ويشعرون بالرضا والامتنان . وهذه معلومة ، وليست مجرد فكرة ، بل هي تمثل خبرتي الثلاثية الشخصية والاجتماعية والثقافية . وقد ناقشت هذه القضية المعقدة بالفعل ، عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن بشكل تفصيلي وموسع ...مثل " التفكير النقدي " و " قفزة الثقة " و " الحرية " وغيرها . وسأكتفي كالعادة في هذا النص ، بتكثيف الفكرة وباختصار شديد . .... عندما أكون عطشا وتقدم لي كأس ماء بلا مقابل " هدية " ، ربما أتحفظ في المرة الأولى وافترض أنها فخ ومصيدة ، وبعدما يتكرر لطفك وكرمك معي ، سوف يتنشط الجانب الأرقى والأحدث في شخصيتي ، عبر مناطق السعادة والسرور في المخ ، ومع تكرار هذا السلوك اللذيذ والجميل ، غالبا سوف تنشأ بيننا علاقة من نمط : رابح _ رابح ، وبشكل تصاعدي . بعدما أتلقى هذه المعاملة منك ، الاحتمال الأكبر أن أكررها مع شخص جديد ألتقيه . وعندما يحدث العكس ، سوف يحدث العكس أيضا . الأشخاص الذين يتلقون الاحترام والحب ، سوف يكونوا ميالين عادة إلى تبادله مع غيرهم ( غرباء أو أقرباء ومعارف ) . سلوك الانسان هو في اتجاه واحد غالبا ، ومعظم وقته وحالاته ، والاستثناء أقل من ا بالمئة . يتعامل الانسان مع نفسه ومع غيره ( خصوم أو احباب أو غرباء ) بنفس القيم والمعايير . وهذه الفكرة أيضا من كتب أريك فروم ، وهو يرجعها إلى افلاطون وبحث الصداقة . .... 2 الاختلاف النوعي بين الانسان وغيره من بقية الأحياء ، أنه انتقل من نظام الطبيعة إلى نظام الثقافة بالفعل ، ومنذ عشرات القرون . نظام الطبيعة مغلق ، وراثي ، ودائري . وهو محدد بشكل مسبق على مستوى العتبة والسقف . نظام الثقافة يختلف بشكل نوعي عن نظام الطبيعة ، حيث لا وجود لسقف أو عتبة . كيف حدث ذلك الانتقال ، ومتى ، وضمن أية شروط ؟! أسئلة في عهدة المستقبل . لكن بسهولة يمكن التأكد وبشكل تجريبي ومنطقي بالتزامن ، من تفوق نظام الثقافة في الدماغ على نظام الطبيعة ، والنتائج التي تترتب على ذلك مفتوحة على المجهول . حيوانات السيرك أمثلة تطبيقية ، وتجريبية على ذلك ، وتقبل التعميم بلا استثناء . .... مع دخول العقد الثالث للقرن الجديد ، يتضاعف تأثير الذكاء الاصطناعي على العالم المعاصر ، وقريبا جدا سيكون الذكاء الاصطناعي في موقف وموقع السيطرة والتحكم على الحياة والطبيعة والكون . لا شيء ولا قوة ولا أحد ، يمكنه إيقاف حركة بعدما تتجاوز النقطة الحرجة . وهذا ما حدث في عالمنا الحالي ، خرج القرار من سيطرة الانسان بالفعل . ومن العبث مقاومة ذلك أو التهليل له ، هو حدث موضوعي خارج وعي الانسان . 3 مع عصر الانترنيت وغوغل وغيرها من وسائل التواصل الحديثة ، انتقل الانسان إلى مستوى جديد في الوعي والعلاقات . قبل تسعينات القرن الماضي كانت العلاقة من نمط رابح _ خاسر أو ربح _ خسارة هي السائدة والعامة بين البشر على المستويين الفردي والدولي والاجتماعي ، تغير الوضع مع بداية هذا القرن ، وانتهى تماما ذلك النوع من العلاقة بين البشر . يوجد نوعين فقط من العلاقة سلبي أو إيجابي : 1 _ النوعي السلبي يخسر الطرفان ، أو الأطراف المختلفة في العلاقة . أمثلتها علاقات الحب والتعاون . 2 _ النوع الإيجابي يكسب الطرفان ، أو الأطراف المختلفة في العلاقة . مثالها الحروب والصراعات . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ( المقدمة والفصول 1 و 2 و 3
1 لأعترف بداية ، بدأت أشعر بالمسؤولية الفعلية وأدرك بوضوح فداحة الادعاء في هذا الكتاب . لكن ، لم يعد ينفع الهرب ، أو التذرع بأي عذر لتجنب المسؤولية ، كما كنت لأفعل سابقا . نعم الأدب والكلام عموما حمال أوجه ، الشعر أكثر من غيره ، لكن هنا علم ومنطق وأدلة موضوعية وتجريبية _ أو منطقية بالحد الأدنى _ مع المصداقية قبل ، وخلال الكتابة والتزام عدم التناقض ، والجزء الأصعب تحقيق ذلك ، أو يتبهدل الكاتب ويرمى بكتابته معه في سلة النسيان الهائلة . هكذا هو الأمر ، يمكنني رؤية حياتي من خارجها بشكل أوضح وأجمل أيضا من داخلها . لا أحد يمكنه الخروج من سلة الماضي . لا أحد ينجو من مزبلة التاريخ . لا شيء يعود . لا أحد يعود . .... قبل سنتين ، وبالتحديد قبل سنة 2018 ، وأنا في عمر 58 سنة لم يخطر ببالي لحظة واحدة أنني سأكتب في العلم ، أو حتى سأهتم وأفكر ! وفي الفيزياء !! وفي علم الزمن !!! إذا كنت أنا نفسي غير مصدق لما حدث بالفعل " هذا الكتاب " ، كيف يقرأه آخر ( صديق _ة أو غريب _ ة ) ، ويكمله بروية وهدوء وتبصر ، كما كنت لأفعل بالضبط ، لو تبادلنا المواقع الآن ...أنت وأنا يا قارئ _ت _ي العزيز _ ة بصراحة لا أعرف . معظم ما أردت قوله حين بدأت بالكتابة ، صار موجودا داخل الأبواب والفصول السابقة ، لكن أشعر بأن شيئا ما يزال ينقصه _ بوضوح شديد . بل أكثر من ذلك ، أشعر أنني في ورطة وموقف محرج ؟! في الكتابة الأدبية ، الشعرية خاصة ، تفسير ذلك بسيط وسهل ، حيث أن الخاتمة في العمل الأدبي تكافئ ما سبقها خلال النص المكتوب _ بل وتفوقه أهمية ، وأغلبية من تحادثنا في هذه الفكرة تقبلوها ، ومعظمهم تبنوها ونسبوها لأنفسهم عن حسن نية . .... ليكن هذا الباب إذن لنقد الفكرة ، بل لانتقادها وليس نقدها الموضوعي والمتوازن . فقط التركيز على نواقصها وفجواتها وتناقضاتها . وبهذه الحالة يتحقق نوع من المصداقية أو الانسجام ، بتفضيل الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) على الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) قولا وكتابة ( وفعلا ) . لكن ، هل يستطيع كاتب أن يرى العيوب والتناقضات في نصوصه وأفكاره ، بالسهولة التي يراها _ هناك _ في حياة وكتابات الآخرين وأفكارهم ؟! ليس تحقيق ذلك سهلا بالطبع ، لكن من يزعم أن لديه رؤية جديدة للزمن ( حركته واتجاهه وسرعته ) وتفسيرا لاستمرارية الحاضر ! وتختلف بشكل نوعي عن كل ما سبقها ، عليه دونا عن غيره ، أن يحقق الموضوعية في كتابته وقبل سلوكه . .... أجمل نقد قرأته لموقف علم النفس الكلاسيكي ، هو لعالم نفسي كلاسيكي كبير يونغ " علم نفس بدون نفس " ، العبارة كما قرأتها مترجمة وأعتذر من المترجم _ة ، ليس عندي كتب ولا مكتبة ولا مراجع ( ليس عندي بيت ولا طاولة للكتابة حتى ) ...أعتذر لأنني نسيت الاسم . كيف يكون علم نفس بدون وجود نفس ؟! اقتنعت بموقف يونغ كما أذكر ، بأن ذلك ممكن ومتحقق بالفعل ، ولا أتذكر البرهان . هنا في هذا الكتاب الزمن هو الموضوع ، ولا أعرف عنه شيئا إلا من خلال آثاره الجانبية وغير المباشرة بمعظمها . ومع ذلك ، يزعم الكتاب 1 _أن الزمن حركة ، 2 _ وأن لها اتجاه من المستقبل إلى الماضي ( على العكس من الموقف المشترك بين العلم والفلسفة والدين ) ، 3 _ وأن لحركته نوعين من السرعة والاتجاه بالتزامن : تعاقبية وتزامنية ، 4 _ وأن السرعة التعاقبية للزمن هي التي تقيسها الساعة ، 5 _ وأن السرعة التزامنية تتحدد بسرعة الضوء وهي غالبا تتجاوزها ( أو تساويها بالحد الأدنى ) ، والزعم النهائي أخيرا وليس آخرا ، أن الزمن يتضمن الوقت الذي بدوره يتضمن الحاضر . .... 2 أمام الفرد الإنساني خيار مر وعسير بين أحد اتجاهين : 1 _ الاتجاه النرجسي نحو ما يحبه فقط . 2 _ الاتجاه الفصامي نحو ما يخافه فقط . ولا يوجد خيار سوى تشكيل البديل الثالث في كل موقف ، ومنعطف ، وسلوك . الحب اتجاه نرجسي ، والصراع اتجاه فصامي . ذلك ما أدركه بوذا والمسيح ، وما يزال فهمه يصعب على الكثيرين بيننا مطلع 2020 . .... ما تحبيه أحبه وما تعرفيه أعرفه وما تخافيه أخافه يا صديقتي أيضا ( ذراعاك أغنية الكون المدورة ) .... 3 ختمت الحلقة السابقة بعبارة شكسبير وترجمة أدونيس : " أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد " كيف قرأت العبارة ، وفهمتها ؟ _ في البداية قرأتها بشكل نرجسي فقط ، ثمانينات أو تسعينات القرن الماضي لا أتذكر . _ سنة 2000 أول مرة أقرأها بشكل صحيح وموضوعي . الكاتب والكتابة بالتزامن جزءا من الماضي ( المفقود وهو يبتعد بطبيعته ) ، ويخاطب القراءة والقارئ _ة ... كاتجاه ثابت ووحيد إلى المستقبل ( القادم وهو يقترب بطبيعته ) . .... استمرارية الحاضر ظاهرة معروفة ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط . لكنها ، لم تكن مفهومة ، ولم يكن بالإمكان فهم ظاهرة " استمرارية الحاضر " مع بقاء الافتراض السابق بأن اتجاه سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر . اتجاه حركة الزمن بالعكس تماما ، وهذا تم توضيحه مع براهين متعددة تجريبية ومنطقية خلال الفصول السابقة ، وبشكل موسع وتفصيلي أكثر عبر نصوص منشورة في الحوار المتمدن . والآن يسهل فهم الظاهرة " استمرارية الحاضر " ، حيث اتجاه الحياة يعاكس اتجاه الزمن ، وهما متساويان بالقوة ، وتكون النتيجة الحاضر الدائم : الجديد _ والمتجدد باستمرار . أيضا هذه الفكرة ، ناقشتها في الفصول السابقة بشكل تفصيلي وموسع . .... 4 ثنائية الزمان والمكان خطأ . يجب استبدالها بجدلية الزمن والحياة . بعدها يتكشف المشهد ، عن وجه الحاضر الدينامي ، والجديد _ المتجدد بطبيعته . .... توجد عبارات عديدة يمكن اعتبارها مقدمات لهذه الفكرة : لا يوجد واقع بل تأويلات ، نيتشه سيبقى الحاضر مفقودا إلى الأبد ، فرويد يجب تحليل الحاضر وكيف يحضر الانسان في الآن _ هنا ، هايدغر لكن للشعر حصة أيضا ماضي الأيام الآتية ، أنسي الحاج خطوة ويضيق الفضاء ، ياسر اسكيف البحث عن الزمن المفقود ، مارسيل بروست النهاية والبداية ، تشيمبورسكا .... 5 المعرفة وجهة نظر . أتفهم وبدرجة مقبولة ، ضروب السخرية والاستعلاء والوعظ التي سوف تنهال علي أكثر وأعنف من السابق ... وأحاول أن أتخيل الوضع بعد عشر سنوات : 2029 ؟! عندي يقين غير مسبوق ، بأن الموقف سيتغير بشكل فجائي ودرامي ، وسأخبره إن تقدم بي العمر ، وربما تصير كتابتي هذه نوعا من الزوائد غير المرغوبة على الفكرة " النظرية الرابعة للزمن " . .... العلاقة بين الفكر والشعور ، فهمتها بشكل أفضل خلال كتابة هذا النص _ الكتاب . يتعذر فصلهما من جهة ، ويتعذر تحقيق التطابق بينهما بالتزامن ! التركيز والتأمل ... التركيز أكثر سهولة من التأمل . لماذا تصعب معرفة النفس ، وهي مؤلمة ، ومخيفة إلى هذا الحد ! .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف 1
الفرضية المحورية في الفصول السابقة أن الزمن طاقة كونية ، وأنا أعتقد أنها ظاهرة تقبل الاختبار والتعميم بلا شروط . موقفي _ فرضيتي ، أكثر من رأي وأقل من معلومة . هذه النظرية لها مبررات عديدة ، لكنها ليست كافية بعد لتتحول إلى قانون أو حقيقة علمية . بالمقابل هذه الفرضية ، تسمح ببناء تصور عقلي يقدم بعض التفسيرات الهامة ، لقضايا فلسفية وعلمية ، معلقة منذ قرون مثل الصدفة ، والطفرة ، وغيرها من التفسيرات المنطقية لكيفية نشوء الجديد في الحياة ، وبدون سبب أو مرجع يقبل التحديد ( القياس والاختبار ) . بعبارة ثانية الوجود ، والحاضر الموضوعي أيضا مزدوج بطبيعته : سبب + صدفة . أو سلاسل سببية مصدرها الحياة والماضي ، بالتزامن مع سلاسل احتمالية أو صدف مصدرها الزمن والمستقبل المجهول بطبيعته . .... مشكلة توجد ، الاثبات والتبرير التجريبي والعلمي ، في الفرضية السابقة . ولا أعرف كيف يمكن أن تحل هذه المشكلة مستقبلا ، والتي أعتبرها صحيحة ومنطقية . بعد قبولها ، يصير تسلسل الحل واضح ومفهوم بسهولة : 1 _ الزمن حركة . 2 _ لكل حركة اتجاه ، وسرعة . 3 _ الاتجاه والسرعة أيضا أحد نوعين ، عشوائية أو منتظمة . يمكن تحديد السرعة المنتظمة والاتجاه المنتظم ، بعد توفر الأدوات والمقاييس المناسبة . .... تبقى نقطة الأساس المرجعية " اتجاه حركة الزمن " ، وهي محور هذا الكتاب وغايته . من جهة الاثباتات المنطقية ، كل شيء ( حركة أو حدث أو فعل ) ومن خلال الملاحظة المتأنية يؤكد أن اتجاه حركة الزمن ثابت ، ومصدرها المستقبل ، في اتجاه الماضي ومرورا بالحاضر . الصعوبة التي يجدها البعض في فهم هذه الظاهرة ( الحقيقة ) ، سببها شخصي وفردي ، ويتمثل في نقص المقدرة على التخيل الموضوعي وبمعزل عن الأنا الفردية . حركة الأيام والسنوات ( والقرون ومضاعفاتها أيضا ) ، يمكن اختبارها وتعميمها بلا شروط وبشكل مباشر : كلنا نعرف أن المستقبل قادم ( ويقترب كل يوم ، وكل لحظة بسرعة ثابتة تقيسها الساعة ) ، بالتزامن نعرف أيضا أن الماضي ذاهب ( ويبتعد كل يوم ، وكل لحظة بنفس السرعة التي يقترب بها المستقبل ) . بالاستنتاج المباشر ، نحصل على اتجاه وسرعة حركة الزمن ( التعاقبية ) . وأما بالنسبة إلى الحركة الأخرى للزمن ، الحركة التزامنية ، فهي أيضا تحتاج إلى جملة مقارنة لإدراكها وفهمها ، مثال مباشر الآن سنة 2019 صارت من الماضي وهي تبتعد بسرعة ثابتة ، بينما 2020 تجسد الحاضر العالمي . وسوف يتكرر الأمر نفسه السنة القادمة ، مع 2021 معنا أو من دوننا . المشكلة أن بعض الأفراد لا يمكنهم التفكير من خارج الصندوق ، وتصور الوجود من دونهم ، ويفشلون في تخيل ما هو خارج الوعي . .... أمثلة تطبيقية غ مباشرة
1 المشكلة الثنائية أي سلوك نقوم به ، مهما صغر أو كبر ، يضعنا في موقف التناقض : هل سيكون لمرة واحدة ، أم سنكرره لبقية حياتنا ؟! المثال النموذجي التدخين ، أيضا العلاقة مع الجنس أو الطعام أو المال ...ومع كل شيء في الحقيقة . .... غاية التركيز والتأمل الوصول إلى الحكمة والنضج ، عبر اختبار ثنائية الفكر والشعور ( المختلفة عن بقية الثنائيات ، الجدلية وغيرها ) . التركيز والتأمل مهارتان مكتسبتان ، وفرديتان بطبيعتهما . هما مرحلة في النمو الفردي للشخصية ، علامتها النجاح بتوحيد الفكر والشعور( بشكل مؤقت ومحدود بالطبع ) ، والعكس أيضا تغيير الشعور بواسطة الفكر . 2 الالتزام عتبة الصحة العقلية ، والعكس صحيح أيضا . العجز عن التركيز ، أو تشتت الانتباه المزمن ، عرض المرض العقلي الثابت ، والمشترك والموضوعي معا . يتجاوز الالتزام مهارة التركيز أو الصبر أو الوفاء أو الصدق ، الالتزام يتضمن الزمن ، أو البرنامج الذي يتحول إلى خطة عمل واضحة ومفصلة ( خوارزمية ). الالتزام بديل ثالث بطبيعته . الالتزام السلبي ، ومعه كل أشكال الخضوع أو التنمر ، نقيض حقيقي للالتزام الإيجابي ، والذي يتضمن الصدق والشجاعة والتواضع والاهتمام مسبقا . من أبسط اشكال الالتزام ، الصدق وتنفيذ الوعود . الصوم مرحلة متقدمة في اكتساب مهارة الالتزام ، بشرط أن يكون إيجابيا وبلا ضغوط أو مؤثرات خارجية . 3 القراءة أحد نوعين ( كل الأشياء والعلاقات يمكن تصنيفها في الجانب السلبي أو الإيجابي _ أو الاتجاه ) : 1 _ القراءة السلبية ، تتمحور حول الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ، التلذذ بما نعرفه مسبقا والبحث عنه باستمرار أو القراءة كنوع من تزجية الوقت ، ( لا أعرف معنى كلمة تزجية ) . 2 _ القراءة الإيجابية وتتمحور حول الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) ، تتجه إلى ما نجهله وتعلم كيفية تقبل وجوده ، أيضا تقبل ما نخافه أو نكرهه ونرفضه . 4 في البداية يتعذر فهم _ عداك عن تقبل أن " أسوأ ما حصل في الماضي صار الأفضل ، والعكس صحيح غالبا ، أفضل ما حصل في الماضي يصير الأسوأ " . 5 الإرادة الحرة والقوية ليست أسطورة ، أو نوعا من الوهم وأحلام اليقظة ، بل خلاصة ونتيجة لنمط عيش ملائم ، دينامي ومرن ومتواضع بالتزامن . بعبارة ثانية ، الإرادة الحرة بحسب تجربتي الثلاثية ( الثقافية والاجتماعية والشخصية ) مرحلة رابعة : 1 _ المعرفة ، وتصحيح الموقف العقلي التقليدي ( الموروث ) وغير المناسب من الوجود والواقع والزمن على وجه الخصوص ، بالتزامن مع تعلم مهارة التقدير الذاتي المناسب . 2 _ المسؤولية الشخصية ، عملية الفهم والتفهم للعيوب والنواقص الشخصية المزمنة ، مع تقبل المسؤولية الشخصية عن الفشل والخسارة والمشاعر السلبية ، أيضا تحمل المسؤولية عن الضمير المذنب وعدم الكفاية . 3 _ الالتزام الإيجابي ، وضع خطط ومشاريع عملية ومنطقية معا ، محددة ويمكن تحقيقها بالفعل ، وأن تكون على درجة معقولة من السهولة / الصعوبة ، بشكل دوري ومتصاعد . 4 _ السلطة العقلانية ، وتحقيق التناغم بين العقل والضمير ( بين الفكر والشعور ) . السلطة العقلانية _ على المستويين الفردي والاجتماعي _ السياسي ، عتبة الايمان العقلاني والثقة المناسبة والموضوعية بالنفس والعالم . بعبارة ثانية الايمان العقلاني عتبة الإرادة الحرة والالتزام يمثل تتابع أطووراها ومراحلها المتعاقبة . .... الفكرة نفسها بكلمات أخرى ، وهي مشتركة بين الدين والعلم والفلسفة والتنوير الروحي ، حيث القيم الأخلاقية للإنسان مستويين ، يتحددان بنمط العيش الشخصي بالتزامن مع المستوى المعرفي والأخلاقي للفرد ( ...) المثال النموذجي على الثنائية الأخلاقية السلبية ، حيث القلق والغضب والجوع المزمن أو نقيضها الإيجابية ، حيث الحب والاهتمام والتواضع ... الصدق السلبي ونقيضه الكذب الإيجابي . الصدق السلبي أدنى من الكذب على سلم القيم الإنسانية ، ومن أمثلته النميمة والوشاية . الكذب الإيجابي ذروة القيم الإنسانية ، ومن أمثلته إنكار الفضل الذاتي والتواضع . 6 العادة قرار مسبق وتكرار ، نتيجتها التعصب والميكانيكية والغضب المزمن . نقيض العادة الارتجال والنزوة ، نتيجتها الحماقة وتبكيت الضمير . ما الحل ؟! البديل الثالث حل فلسفي ونظري معروف قبل أرسطو ، وتبقى المشكلة كيف ومتى ؟! " كل يوم جديد " عام جديد ... عام سعيد . 7 صحيح لا يمكن لإنسان أن يمحو الألم النفسي من حياته . مع أن بمقدور الفرد بعد البلوغ والنضج ، التحكم ( نسبيا ) بفترة الألم النفسي وشدته وسرعة تكراره . الالتزام الإيجابي هو الحل وعتبة الصحة العقلية ، بينما الالتزام السلبي خضوع ومرض . .... الالتزام الإيجابي محور الأمل ، له هدف ومعنى واتجاه ، والأهم من ذلك أنه قرار وسلوك فردي وشخصي بالكامل ( إرادي وشعوري وواع ) . وفق تجربتي الثلاثية ( الذاتية والاجتماعية والثقافية ) ، يتحدد الالتزام الإيجابي بعملية تطور الضمير الفردي ونموه المتكامل ....من مستوى الضمير المذنب ( تبكيت الضمير بالتزامن مع القلق المزمن وعدم الكفاية ) ، نحو مستويات أعلى ...حيث الضمير الإنساني ( ومتلازماته الاهتمام والتعاطف والمرونة والتواضع ) . 8 الإرادة الحرة عتبة السعادة . مع أن اغلب علماء النفس الذين قرأت لهم أو سمعت بهم ، يعتبرون حرية الإرادة وهم . أعتقد أن هذه الفكرة ( السامة ) تمثل فعل عدوان وعنف حقيقي على القارئ أو المتلقي أو المستمع ، وليست من حرية الرأي ...وتكاد ترقى إلى جريمة ثقافية . وسوف تتفهم الأجيال القادمة مدى سوء وضرر بعض الأفكار الخاطئة ، وحجم السوء الذي تلحقه بالحياة والانسان. بالطبع ليست الإرادة الحرة ( والقوية ) مهارة بسيطة ، وممهدة اجتماعيا وثقافيا كالنجاح في مهنة الطب أو القانون أو رئاسة شركة أو دولة أو تحقيق ثروة ، بل هي نوع خاص من المهارة الإنسانية حققها بعض الأفراد ( نساء ورجالا ) منذ عشرات القرون . وهذه الفكرة يعود الفضل فيها إلى أريك فروم وأكملتها بطريقتي الخاصة . 9 وأنا في عمر 60 أفكر بتعلم الصوم . بالنسبة للصلاة لا تنفصل عن الشعر والفنون ، كما نعرف جميعا لكل منا صلاته الخاصة والمميزة مثل الاسم والشخصية . وسأحاول بكل طاقتي أن أجد الحب مع امرأة تفهمني وتقبلني وتحبني كما أنا ، وأعتقد أنني ألتزم بالمثل . .... فهمي للحب في الستين ، ... الحب علاقة ، وكل علاقة بين اثنين ( طرفين _ أطراف ) . الفرد ثنائي بطبيعته 1 _ موقع 2 _ شخصية . الشخصية هي أنت وأنا ، ( إرادتنا الحرة أو المقيدة وتتلخص بكلمة قرار ) . وأما الموقع فهو يشمل كل ما تبقى ( الجسد ، والثقافة ، والمجتمع ) . تفشل العلاقات كلها تقريبا ، بسبب الخلط القاتل بين الشخصية والموقع . آمل أن لا يكون الأوان قد فات ... يا صديقتي أيضا . 10 _ 11 في حياتي أربعة شواغر 1 _ الصديقة الأولى أو الشريكة 2 _ الصديقة الحقيقية 3 _ الصديقة العادية 4 _ الصديقة المسكينة أغلبنا السوريات _ يون ، نحشر أنفسنا في الصندوق الرابع ونبدد أعمارنا في انتظار غودو ...وعيش يا كديش .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف 2
الغرور والثقة نقيضان . الثقة بالنفس والثقة بالآخر وجهان لعملة واحدة . بالمقابل الغرور وعقدة النقص وجهان لنفس العملة ، لكن بالمقلوب . الثقة والتواضع متلازمة وجودية مثل الغيم والمطر ، ومثل النار والدخان ، لا ينفصلان . الغرور مقلوب عقدة النقص لا نقيضها . .... كلنا نعرف قوة العادة . وكلنا نجهل طبيعة تلك القوة _ أنت وأنا ...وبافلوف وفرويد وغيرهما . تتحدد قوة العادة بشكل موضوعي وتجريبي ، بأنها المنطقة الوسطى ، بين مرحلتين متلازمتين بطبيعتهما العادة الانفعالية والمنعكس العصبي : للأسف في الثقافة العامة يعتبران واحدا فقط وليسا اثنين ، ذلك خطأ ، يقع فيه بعض الأخصائيين في طب الأعصاب وعلم النفس أحيانا . العادة الانفعالية محور سلوك الانسان ، المعاصر خاصة . المنعكس العصبي محور سلوك الحيوان ، ونسبة كبيرة من البشر المعاصرين لنا اليوم ... أعتقد أنهم الأغلبية ( وأتمنى أن أكون مخطئا في التقدير وفي الموقف العقلي أيضا ) . .... المنعكس العصبي سلوك عام وموضوعي ، وقد يكون مشتركا بين جميع البشر مثل الحركات اللاإرادية ، أو عادة انفعالية شخصية تحولت إلى منعكس عصبي بفعل العادة والتكرار الدائم ، ومن أمثلتها الشائعة الإدمان ، فهو يبدأ بعادة واعية وشبه إرادية ، يتطور إلى عادة انفعالية ومتكررة ( لاشعورية ولا إرادية وغير واعية ) ، ويتفاقم الأمر مع التكرار ، وتتحول إلى منعكس عصبي بعد سنوات من الادمان . بعبارة ثانية ، المنعكس العصبي أحد نوعين : 1 _ الأول مصدره بيولوجي ووراثي ، وهو مشترك ، وخارج وعي الفرد وإرادته ومسؤوليته بالطبع ، ومثاله النموذجي الحركات غير الارادية . 2 _ الثاني مصدره نمط العيش الشخصي ، أو العادة التي تتحول إلى منعكس عصبي مع الزمن ، وهنا تبرز مسؤولية الفرد بوضوح . الإرادة الحرة أو المقيدة ، هي نتيجة مباشرة للموقف العقلي للفرد مع سلوكه ، وقراراته الإيجابية أو السلبية ( أنت وأنا والجميع ) . يمكن رفع درجة الإرادة الحرة ، ويمكن خفضها ، بحسب الموقف العقلي ونمط العيش . .... اقترح عليك ، وضع عبارة " الإرادة الحرة والمنعكس العصبي على غوغل " ... والقراءة لخمس دقائق كحد أدنى ، قبل متابعة القراءة ، .... 2 كتبت عدة رسائل مفتوحة لأشخاص مثلنا ( أنت وأنا ) ، وتلقيت بالمقابل رسائل مفتوحة أيضا ، من قبل أشخاص مثلنا جميعا . أنا أعتقد أن ، كل سلوك يقوم به الفرد البالغ يعكس شخصيته الحقيقية وبنسبة تتجاوز الستين بالمئة في الحد الأدنى . والاستثناء الوحيد ، يتمثل بالسياسيين والممثلين البارعين ، حيث لا يجاريهم أحد أو يتفوق عليهم بدرجة التمثيل أو الفجوة بين القول والفعل إلى حد التناقض ، باستثناء الشخصية الفصامية بالطبع . .... 3 الانسان تشابه . والفرد اختلاف . هذه الحقيقة يصعب فهمها إلى اليوم . مرة نميل إلى تأكيد التشابه ، ونبالغ في ذلك ، بحسب الحاجة والرغبة وننسى الاختلاف تماما . أو العكس نميل للاختلاف وننسى التشابه . التشابه أيديولوجيا الاستعمار . والاختلاف أيديولوجيا الفصل والتمييز العنصري . وكل انسان اليوم ( أنت وأنا والجميع ) نحمل المعيار المتناقض ، بدون وعي وانتباه غالبا ، وهو الأسوأ . .... 4 كيف يتلقى ، أو يقرأ شخص ( امرأة أو رجل ) رسالة مفتوحة وموجهة له شخصيا ، من قبل شخص آخر باسمه الصريح وبدون سابق معرفة ؟! سوف أؤجل معالجة هذا السؤال إلى خاتمة الكتاب ، لأسباب تخص الكتاب نفسه . .... 5 مشكلة المعيار ، في الثقافة وفي الحياة أيضا ؟! بعد وضع سلسلة منطقية يتكشف قسم كبير من الغموض ، في أغلب القضايا ، كمثال : حركات الانسان بحسب تنوعها بين العام والخاص : 1 _ حركات لا إرادية ، مشتركة بين الجميع كالتنفس وضربات القلب وغيرها . 2 _ المنعكسات العصبية . وهي مزدوجة بطبيعتها ، مع أنها تميل إلى المشترك والموضوعي . لكن بعض المنعكسات العصبية فردية وشخصية تماما ، مثل مدمني المخدرات وغيرها . 3 _ العادة الانفعالية . وهي أيضا مزدوجة ، ولكن تميل بالعكس إلى الجانب الشخصي والفردي . لا توجد حاجة للأمثلة ، كيفما نظرت حولك أو داخلك ، كلا النوعين على مد النظر . 4 _ الطقوس والأعراف الاجتماعية . 5 _ الهوايات الفردية بطبيعتها . .... 6 يوجد فرق نوعي بين الصديقة الأولى وبين الصديقة المسكينة ، وهو نفس الفرق بين الصديق الأول وبين الصديق المسكين . الصديق _ ة الأول _ ى : علاقتهما بالحياة عادة ( عطاء _ أخذ ) ..يتزاحم الناس لصداقتهما . الصديق _ ة المسكين _ ة : علاقتهما بالحياة ( أخذ _ عطاء ) ...يرغب الناس بمغادرتهما . .... نادرا ما كنت الصديق الأول ، مع أنني اختبرتها مرارا ، وكنت أجهل هذا التصنيف بالطبع . أيضا كنت الصديق المسكين ، أكثر من الأولى بصراحة وخاصة مع النساء الجميلات ... .... وأما الحب يا عيني عليه .... 7 من تستحق الحب يجدها وتجده . من يستحق الحب يجده ويجده . 8 ما علاقة هذا النص بالزمن ؟! _ الحياة ، والانسان أكثر من البقية ، لعبة الزمن بين السبب والصدفة . 9 أغلب الناس يتعاملون مع الزمن ، والأيام أو الساعات ، كوحدات منفصلة عن بعضها . الزمن استمرارية ، صحيح نجهل طبيعته ومصدره ، لكن صرنا نعرف اتجاهه وسرعته . ويمكن لكل فرد تغيير حياته ، أو تحديد مصيره وبدرجة عالية نسبيا . ( الحياة والحاضر = سبب + صدفة ) ، الصدفة خارج دائرة الوعي والتأثير ، لكن السبب مسؤولية الانسان المباشرة والمستمرة . 10 بعد فهم استمرارية الحاضر وازدواجيته ، حيث الحاضر السلبي عكس الحاضر الإيجابي ، يتكشف المأزق الوجودي للفرد ! الحاضر الايجابي أمامنا بشكل دائم ، والحاضر السلبي خلفنا بشكل دائم أيضا ، يتعذر الجمع بينهما وبنفس الوقت لا يمكن الاستغناء عن أحدهما . طرق حل المعضلة محدودة بالفعل ، حيث غالبا ما يقوم الفرد باعتبار الأيام منفصلة ، على طريقة ( يوم جيد وآخر سيء ) ، أو محاولة دمج الأشكال الثلاثة للزمن ، الغد واليوم والأمس ، من خلال أحلام اليقظة . 11 لماذا لا يعيش الفرد الإنساني بسعادة ؟ _ لأنه لا يعرف ما الذي يجعله سعيدا . ولماذا لا يعرف ما الذي يسعده أو يشقيه ؟ لأنه لا يهتم بنفسه بشكل حقيقي . ولماذا لا يهتم بنفسه ؟ لأنه يعتقد أن الحقيقة ( والقيمة ) خارجه _ هناك . تلك باختصار شديد ، كانت نتيجة بحث مطول ومنشور على الحوار المتمدن " السعادة " . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف 3
فكرة جريئة ... القانون العكسي ويترجمه البعض بالقانون التراجعي ، الفرق بين موقفي النجاح والفشل ؟ موقف النجاح يتضمن موقف الفشل ، بالإضافة إلى تقبل الجانب السلبي في الحياة بمجملها ، ومن ضمنها جوانب القصور والنقص الذاتي _ الغيري ، وبشكل تبادلي وتزامني باستمرار. تفسره بشكل علمي وتجريبي جدلية الزمن والحياة ، العكسية . موقف الفشل على خلاف ذلك ، هو حالة أولية وبدائية ، مشتركة بين جميع البشر . بشكل تطبيقي ومباشر : الشخصية الفاشلة حالة خاصة ، وهي موجودة بالأثر عند جميع الأفراد . لكن الكثيرين ، لا يعرفون غيرها خلال حياتهم ، مهما تقدم بهم العمر . على خلاف ذلك الشخصية الناجحة ( أو الناضجة أو السليمة عقليا ) ، فهي تمثل المرحلة الإنسانية الثانوية ( الجديدة ) ، والتي تتضمن مختلف الأطوار والمراحل التي سبقتها . 1 حياتنا ، أنت وأنا والجميع ، في أحد الاتجاهين : 1 _ الغالبية من سيء إلى أسوأ . 2 _ القلة من سيء إلى أقل سوءا . هذه الفقرة شديدة الكثافة ، ومليئة بالثغرات والفجوات الكبرى ، وسأعمل خلال هذا النص على تفكيكها وإضاءتها بحسب مقدرتي ، وآمل ألا تكون النتيجة عكس رغبتي . وأتمنى لك قراءة شيقة ، وفي الاتجاه الصحيح ، الآخر بالطبع ، .... .... طبيعة حياة الانسان تختلف جذريا عن باقي الأحياء . حياة بقية الكائنات دورانية أو دائرية ، ولا يشكل الفرد خلالها أكثر من عنصر ودور جزئي في حياة النوع ، القطيع أو السرب أو الجماعة . بالإضافة إلى أنها محددة بالغريزة والماضي سلفا ، والخروج عنها مرض في حده الأقصى واختيار الموت على الحياة . حياتنا بالعكس تماما . الماضي مشكلة الانسان ، وليس ميزة سوى في الحدود الدنيا ، فهو عطالة حقيقية ودائمة ، بالنسبة للفرد بعد مرحلة البلوغ والرشد . وليت الأمر يتوقف عند ذلك الحد ! أفضل عمل وسلوك نقوم به اليوم ( حتى أدوار البطولة ) ، بعدما يتكرر يتحول إلى سلوك عادي وممل ، ثم إلى عادة سيئة ، وينتهي أخيرا إلى مهزلة وكارثة محققة . .... أغلبنا ، يتأخر الأمر معهم طويلا قبل الصحو ، ولنفهم غالبا بعد فوات الأوان ، أن بؤس حياتنا سببها قراراتنا وخياراتنا الشخصية _الإيجابية الخاطئة أو السلبية ومواقف التجنب _ حين كان يجب علينا الفعل والقرار وتخاذلنا لسبب أو لآخر . ذكرت أريك فروم مرارا في هذا الكتاب ، وله عبارة حزينة ومؤلمة ومخيفة أكثر ، وهو على فراش الموت ( في الثمانين ) بين طلابه وزملائه : لا نستطيع أن نفهم الحياة إلا ونحن ونغادرها . .... بالنسبة لي ، في الأربعين أكملت " نحن لا نتبادل الكلام " ، وتبتدأ ب... احتجت أربعين سنة لأدرك أنني أعيش في جهل تام . وبعده في منتصف الأربعينات والعمر " بيتنا " ... رجل يشبهني وضع قدمه في المكان المناسب ، ومشى خلف الخطوة الأولى ... دار حول نفسه ولم يجد الأعداء لم يجد الأصدقاء أيضا . شاركت في عذابه كغيري ، وكان الطواف رتيبا معادا ... مرت الأيام الأولى ببطء ، لكن الشهور ثم السنين مرت بسرعة لو أن الزمن يستعاد كنت سأكلمه وأصغي إليه وكان سيفعل بجدية أكبر لو وضع نفسه مكاني وكنت أنا الرجل الذي يشبهه . .... في 1 / 1 / 2012 وأن بعمر 52 سنة لأول مرة في حياتي أشعر براحة البال . وعرفت حجم أخطائي السابقة ( قد تكون القادمة أسوأ ) ، بشكل تقريبي طبعا ، لا أحد فينا يخلو من النرجسية والغرور ، ولا أعتقد أن بإمكان أحد التحرر منها بشكل نهائي مهما تقدم به العمر وكانت ظروفه مواتية . باختصار ، فهمت أن المشكلة كانت في عقلي وطريقة تفكيري بالفعل . ومن وقتها ، أعرف قيمة كل لحظة من الحياة ، لي أو لغيري ، ... أو هكذا أرغب . بدأت السلسلة ( هذا الكتاب بؤرتها بدون شك ) بعد 2012 ، وهي منشورة بالكامل على صفحتي في الحوار المتمدن ، الموقع الذي أحمل له ولأصحابه كل الاحترام والتقدير . ..... 2 كل يوم جديد ، بل كل حدث أو خطوة ، مفترق بين اتجاهين متناقضين تماما : التكرار على منوال الأمس والماضي أم قفزة إلى الجديد والمجهول ؟! اتجاه الاثارة أم اتجاه الأمان ؟! .... الثنائيات الجدلية تحكم حياة الانسان منذ بداية التاريخ المعروف ، وسوف يستمر الوضع خلال هذا القرن على الأقل . البديل الثالث معروف أيضا منذ عشرات القرون ، وما يزال نخبويا ، ويتعذر تطبيقه في الحياة اليومية والاعتيادية بسبب صعوبته وتكلفته العليا في البداية . .... 3 القانون العكسي ( أو التراجعي ) باختصار شديد ، تحقيق التجانس بين العدو والحبيب ! الموقف الإنساني واحد ، أو وحدة عضوية ، وليس أجزاء مفككة . ( نحن جميعا نحمل اتجاهات عقلية متناقضة تماما ، مثلا التسامح والانتقام نحن جميعا نطلب الاثنين معا ، ونعجز عن التخلي أو تجاوز أحدها ) . الموقف من النفس يشبه الموقف من الآخر ، ويتوافقان بالاتجاه دوما . الموقف من الآخر واحد ، وثابت . وهو سلبي أو إيجابي . المدهش في الأمر ، أنه موقف مشترك بين جميع الأديان الكبرى ، وهو الأيديولوجيا السائدة في مختلف الجماعات البشرية . لكن مع وجود اتجاه معاكس ( ثانوي بحقيقته ) يدعو إلى القتل والتدمير والإرهاب . هذه الفقرة تجسد تجربتي الثقافية أولا ، والاجتماعية بالدرجة الثانية ، والشخصية للأسف يختلف القول عن الفعل إلى درجة التناقض أحيانا . لا أتردد في رد الإهانة ، وغيرها من ضروب العنف والانتقام.... أشبهك إلى درجة التطابق . الفرد اختلاف . الانسان تشابه . بينهما المجتمع المحلي أو العالمي ، المجتمع دغمائي بطبيعته ومحصلته صفرية دوما . .... الحيوان الداخلي موجود ، بالفعل والقوة والأثر ، لدى الفرد الإنساني . المشكلة أننا لا نرى غيره في العدو . بالمقابل في أنفسنا وأحبابنا وأهلنا إلى بعد خراب مالطة ( في حروب الأخوة الأعداء ) . .... مثال تطبيقي الصداقة بين المرأة والرجل ، من يعرف صداقة ناجحة ؟! لماذا تفشل الصداقة بين الجنسين بنسبة تفوق 99 بالمئة الشهيرة والمقززة ؟ لا أزعم بمعرفة الحواب الصحيح . لكن بحسب تجربتي الشخصية أولا والاجتماعية ثانيا والثقافية أخيرا ، الجواب بسبب العلاقة بين التكلفة والجودة . لنجاح أي علاقة إنسانية على المدى الطويل ، يجب تحقيق المعادلة الصعبة للطرفين : الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا . هل يمكن تحقيقها ؟ جوابي الشخصي نعم بالتأكيد ممكن ، وبطريقة سهلة ( نسبيا ) أيضا : علاقات الثقة والاحترام والحب . .... النظرية الرابعة للزمن النظرية الرابعة _ الباب السادس نظرية جديدة للزمن الباب السادس .... المشترك الوحيد بين العتبة والسقف فقدان الأمل . .... قانون الحياة الحل الأسهل هو الأسوأ . قانون الزمن الحل الأسهل هو الأفضل . ... بداية الزمن نهاية الحياة والعكس صحيح بداية الحياة نهاية الزمن .... البداية والنهاية واحدة ، هذه خلاصة والأسئلة كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ بعهدة المستقبل . خلاصة الكتاب الصادمة للكاتب / القارئ .... التفكير بصوت عال . .... يتزايد التجانس بين الجودة والتكلفة في حياة الانسان ، بسرعة تفوق الوصف . بينما هما نقيضان في الزمن والطبيعة ، كيف ستكون حلول المشكلة ؟! .... المال والوقت هما العملة الموحدة ، واللغة المشتركة ، بين التكلفة والجودة . ..... ..... الباب السادس مع الفصول 1 و 2 و 3 والملحقات
تحديد المشكلة ، بشكل دقيق وموضوعي ، نصف الحل الصحيح والمناسب بالتزامن . وهذا ينطبق على الفلسفة أو الفيزياء أو قضايا المجتمع والثقافة والوضع الانساني بصورة عامة . المنطق ( العقل والتجربة ) بوابة الحقيقة ، والمدخل المباشر والوحيد للمعرفة العلمية الجديدة . 1 ما الذي نعرفه بداية الأسبوع الأول من سنة 2020 ، بشكل علمي وموضوعي ؟! أعتقد أن الأفضل للمعرفة الفردية ، أن يحدد المرء ما يجهله أولا ، وبشكل دوري وسنوي على الأقل ، أعتقد من المناسب دورة نصف السنة ، الشهر قصير جدا والسنة بعيدة بالمقابل . " المجهول " أو ما هو خارج الوعي والتفكير والادراك والشعور تماما ؟! خلال القرن الماضي وحده ، تحققت تغيرات في العالم والحياة بالتزامن مع قفزات معرفية جديدة ونوعية ، كانت ضربا من الخيال ( والوهم ) بالنسبة لجميع الأسلاف . ومع ذلك الجهل وغير المفكر فيه ، ربما يكون أكبر في الجانب المقابل الذاتي . ما الذي نعرفه ( أنا وأنت ، ...) أكثر من ما كان يعرفه بوذا والمسيح وسقراط والمعري ؟! بالطبع بعدما نستثني التكنولوجيا الحديثة ، مع العلوم التطبيقية بما فيها الطب النفسي أيضا . .... اليوم 5 / 1 / 2020 ، ما يزال الموقف العلمي والثقافي ، يعتبر أن اتجاه سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ! أو ، وهو الأسوأ موقف الانكار ، اعتبار الزمن مجرد فكرة ذهنية ، ولا وجود حقيقي له . أو اعتبار حركة الزمن عشوائية ، وليست منتظمة أو ثابتة . ذلك هو مضمون النظريات الثلاثة ( السابقة ) للزمن . بينما النظرية الجديدة للزمن " النظرية الرابعة " تتضمن ما سبقها بالقوة والفعل . .... 1 لماذا النظرية الرابعة للزمن ، أو الجديدة ؟ توجد نظرية تقليدية ، وهي مشتركة بين العلم والفلسفة والأديان ، تمثل التصور العام للزمن بالتوافق مع الحواس المباشرة وتتمحور حول اتجاه الزمن : من الماضي إلى المستقبل . الخطأ المحوري في هذا الموقف ، يتمثل خلال الافتراض الضمني بأن الزمن جزء من الحياة ، أو أنهما " الحياة والزمن متلازمة " في الحركة والاتجاه ، والحقيقة غير ذلك . الواقع الموضوعي دينامي بطبيعته ! حيث الزمن والحياة بينهما علاقة جدلية ( عكسية ) ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بدون شروط . اتجاه الحياة هو بالفعل من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر . اتجاه الحياة ثابت ووحيد : من الماضي إلى المستقبل . لكن حركة الحياة ( ما تزال ) غير معروفة بشكل دقيق وموضوعي ، وقد تكون عشوائية أو هكذا تبدو للحواس المباشرة ؟! هذا الموضوع مفتوح وهو في عهدة العلم والمستقبل .... لكن اتجاه الزمن على العكس تماما ، من المستقبل إلى الماضي ، ومرورا بالحاضر . اتجاه الزمن ثابت ، ولا يوجد أي دليل على العكس . بالمقابل جميع الدلائل والملاحظات المتأنية تؤكد أن اتجاه حركة الزمن 1 _ مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماض . ( والعكس هو اتجاه الحياة الثابت والوحيد أيضا ، كما تؤكد الملاحظات المختلفة ) . سرعة حركة الزمن أيضا ثابتة ، وهي نوعين : 1 _ الحركة التعاقبية ، من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي أخيرا . وهي السرعة التي تقيسها الساعة . 2 _ الحركة التزامنية ، من الحاضر1 إلى الحاضر2 إلى الحاضر3 ...بلا نهاية . وهذه السرعة عتبتها سرعة الضوء ، وربما تكون نفسها ! وهي تمثل فرق التوقيت ، أو التزامن المتدرج على مروحة 24 ساعة في العالم . .... النظرية الحديثة ، والتي تتمثل بموقف اينشتاين ، وفرضيته الجريئة أن الزمن بعد رابع للمادة وتكملة ذلك ، بأن الزمن ليس له اتجاه محدد أو ثابت . المشاهدة اليومية تخالف ذلك الموقف ، وقد عالجت هذه الفكرة بشكل موسع ومنشور على الحوار المتمدن . وأما النظرية النقدية مع موقف التنوير الروحي ، حيث يجمعهما موقف الانكار ، أو اعتبار الزمن مجرد تركيب ذهني وعقلي مثل اللغة والرياضيات وبدون مقابل موضوعي . أعتقد أن إلغاء الماضي والمستقبل يتناقض مع العقل والمنطق ، ومع التجربة الإنسانية عامة . .... 2 في الستين الأولى ، لا يستطيع الانسان تحقيق رغباته . لكن يمكنه تغييرها ، واستبدالها بالأفضل ، وبسهولة تتزايد مع النمو والنضج . التصنيف الرباعي للقيم الحالية ، في عالم اليوم 2020 من الأدنى إلى الأرقى : 1 _ الصدق السلبي ، ويتمثل بالنميمة والوشاية ، أيضا الوقاحة ومختلف أنواع النصب والغش والاحتيال تقع في هذا المستوى الوضيع " القاع الإنساني " . 2 _ الكذب العادي والمبتذل خلال الثرثرة ، لا أحد يجهله . كلنا نكذب ، وغالبا لمبررات تافهة للغاية . من لا يدركون الجانب السلبي في شخصياتهم ، هم في مستوى خطر من المرض العقلي . 3 _ الصدق ، للأسف ما يزال نادرا في الثقافة والحياة العربيتين والاسلاميتين . بعد الخمسين ، فهمت ماذا يعني الصدق ، بشكل نسبي طبعا وقياسا بتجربتي السابقة ، فقد كنت أمارس الكذب الذي ورثته تماما ( المجاملة والنفاق ) . تكلفة الصدق عالية ، لكن جودته أعلى دوما . السعادة وراحة البال تبدأ بعد هذا المستوى ، وليس قبله مطلقا . والأهم من ذلك هذا المستوى يمثل عتبة الصحة العقلية ، وبشكل واضح ويسهل تحديدها ، وقياسها أيضا بشكل موضوعي وتجريبي . 4 _ الكذب الأبيض ( التواضع وإنكار الفضل ) ، مستوى يشترط النضج الشخصي بالفعل . أتدرب عليه ، لم أنجح ، ... هو حلم وأمل . وسوف أكتب تجربتي آخر السنة الجميلة " الجديدة " ... 2020 السنة البشرى .... وصلت إلى وضع وموقف الجنون ، والانفصال عن الواقع . أعتبر أن الموقف العلمي والثقافي _ من الزمن والواقع والوجود الموضوعي _ خطأ . ونسبة الشك عندي لا تتعدى 1 بالمئة . أنا على يقين ، أن اتجاه الزمن وحيد وثابت ، من المستقبل إلى الماضي . وكنت أعتقد أن فترة التجاهل ، من قبل الهيئات العلمية والثقافية ، للنتيجة التي توصلت إليها لن تتعدى الأشهر ! الآن ، أفهم وبوضوح درجة الخدر وغياب الوعي في عالمنا الحالي ، وبين العلماء أيضا . وأدرب نفسي على التكيف مع هذا الوضع ، المخيف بالفعل . وهذا يفسر _ لي ولغيري _ التعويل على الذكاء الاصطناعي ، لأن الانسان ( كيف أقولها وأكتبها ) ما يزال في طور المراهقة وقد يدمر نفسه وما حوله ، إن لم تستبدل مراكز السيطرة والتحكم بقوى موضوعية ، ولو كانت محايدة ولا تقيم أهمية للإنسان وحياته ، لن تكون إدارتها أسوأ من تركة أسلافنا في العالم وبلا استثناء . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف 1
العلم تاريخ الأخطاء المصححة ( غاستون باشلار ) . أفهم العلم أنه متلازمة ... تجربة واختبار وتفسير وتراكم ، مع أنه موضعي ومحدود . وأفهم الفلسفة أنها رؤية الصورة الكاملة بشكل نقدي ، وهي موقف جديد _ متجدد بطبيعته . بينما الأديان والتنوير الروحي متلازمة ...أخلاقية ، داخلية بطبيعتها ومحورها التواضع . ليست العلاقة بين الثلاثة بسيطة وتكاملية بالطبع ، كما أنها ليست علاقة اختلاف وصراع بالضرورة . المعرفة الفردية كما أفهمها ، علاقة دينامية _ تطورية ، تشمل مختلف جوانب الحياة ، ولا تقتصر على الجانب العقلي والفكري . 1 ما هو الواقع أو الطبيعة ؟ البعض لا يميزون بين مشاعرهم وأفكارهم المسبقة وبين الواقع الموضوعي ، وهذا الموقف قديم ومشترك وموروث ، مثل اللغة ولون البشرة وزمرة الدم . لكن ومع بداية المراهقة يتحول الواقع إلى مشكلة مزمنة ، ومتجددة وتتطلب الحل .... سأكتفي بالعبارات الثلاثة ، التي ذكرتها سابقا : لا يوجد واقع ، بل تأويلات ( نيتشه) . سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد ( فرويد ) . يجب تحليل الحاضر ، وكيف يحضر الانسان في الآن _ هنا ( هايدغر ) . لكل منا تصوره الخاص عن الواقع ، والشخصي جدا ، وأحيانا يختلف موقف الشخص نفسه بحسب تغيرات الأوضاع والظروف . .... " الحاجات المشبعة لا تتحول إلى دوافع " ، أحد أهم مكتشفات التحليل النفسي . أنت وأنا والجميع ، لا ننتبه عادة لوجود الهواء ( الأكسجين ) . فقط مرضى الجهاز التنفسي ، من يعرفون قيمة الأكسجين الحقيقية ولا يغفلون عنها . نفس الشيء يحدث في حياة الفرد بشكل مستمر ، تتغير الحاجات والرغبات والأفكار بشكل عشوائي معظم الوقت ، ثم تبرز مشكلة فتتطلب الحل : 1 _ الطفل _ة والمراهق _ ة يعتقد أنها خاصة به وحده ، وهو لا يشبه أحدا ولا أحد يشبهه . وكلنا نعرف الحلول التي يسلكها المراهق _ ة والطفل _ ة ، لأننا نكررها دوما في لحظات الانفعال ، أو في الأحوال الحرجة أو الجديدة . " الفرد اختلاف " ، كل فرد يختلف عن كل فرد آخر . هذه الحقيقة الأولى التي نصطدم بها جميعا ، لكن بعضنا ينكرها ، ويفضل أن يدور حول نفسه لبقية عمره . 2 _ الشخصية البالغة والراشدة ، تعرف أن مشكلتها اجتماعية ( وثقافية ) أولا ، لكن الحل والمسؤولية تقع على عاتقها فقط ، والأهم من ذلك نوع الحل وشكله . التجانس بين التكلفة والجودة حقيقة إنسانية ، ولحسن الحظ تتضاعف درجة التجانس مع التطور... الإنساني أو التكنولوجي . الانسان تشابه ، كل فرد يشبه كل فرد آخر ، هذه خبرة النصف الثاني من العمر . .... 2 لنتخيل المشهد قبل خمسمئة سنة وكل التاريخ الإنساني ، قبل غاليلي وكوبرنيكوس ؟ الأرض ثابتة ومسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم . كان ذلك هو الواقع والطبيعة والحقيقة ، والوجود الموضوعي ، ويتطابق مع الحواس . .... الأرض هي التي تدور حول الشمس ، والانسان كائن تطوري ، والسماء أو الأرض أو فوق أو تحت ... مصطلحات فارغة ، والحقيقة بالنسبة لك هي غيرها بالنسبة لي أو لها . ما تزال النسبية عصية على الفهم عند الكثيرين . الشخصية النرجسية عاجزة عن إدراك النسبية والموضوعية ، عداك عن فهمهما . الشخصية الدوغمائية تدرك الموضوعية : نحن _ ضد _ هم ، لكنها تفشل بفهم النسبية والاختلافات الحقيقية بين البشر . الشخصية الأنانية ، تدرك النسبية والموضوعية ، ولكن في الاطار المباشر والمنفعة الضيقة والمحدودة . الشخصية الموضوعية ما تزال في طور التشكل ، مع العقد الثالث للألفية الثالثة . وإلا كيف يمكن تفسير العنصرية ، والتعصب ، والعنف وبقية الأمراض الاجتماعية _ الثقافية الموروثة والمشتركة ! .... 3 التجربة والمعرفة متلازمة ، أو اثنان في واحد ، هذا موقف العلم الحديث وماهيته . وهذا الموقف خطأ صريح ، ويمكن التأكد منه بالملاحظة المباشرة في أي جامعة بالعالم . وهنا تبرز أهمية الفلسفة ، والأديان أيضا ، السماوية أو غير التأليهية كالبوذية مثلا . المعرفة العقلية والمعرفة التجريبية جدلية ، ثابتة ومتكررة . لا يولد الانسان ، وعقله صفحة بيضاء . أيضا لا يولد بغرائز مكتملة مثل بقية الأحياء . المجتمع يتوسط الفرد والانسان ، وهو بديل ثالث بالفعل والقوة معا . لكن أحيانا يكون البديل الثالث السلبي ، حيث المجتمع المريض والدولة الفاسدة . أو البديل الثالث الإيجابي ، حيث القيم الإنسانية المشتركة . للأسف ما يزال العالم الحالي في المرحلة الثنائية _ الدوغمائية : نحن _ ضد _ هم . لكن ، ولحسن الحظ توجد قيم إنسانية مشتركة بين جميع الثقافات والمجتمعات .. يندر أن تجد أحدا يفتخر بكذب أهله وأحبائه ، أو بغبائهم أو بطمعهم أو.... أعتقد أن لائحة حقوق الانسان الحالية تمثل القيم الإنسانية المشتركة ، وتتضمن قيم غيرها من الأديان والثقافات ، بينما العكس غير صحيح . .... الاثنان أصل الواحد ، وأصل الاثنان أربعة ....وتستمر السلسلة . هذه خبرة عامة وتتكرر في كل لحظة ، ومع ذلك هي مهملة بالعموم . جدلية الانسان والفرد أصل المشكلة . الانسان مفهوم ميتافيزيقي ، يتعذر تحديده . الفرد مصطلح علمي ، محدد بدقة ووضوح . مع ذلك يبقى الغموض في الوضع الإنساني هو القاعدة ، والمعرفة حل مؤقت . .... 4 مع بدايات القرن الماضي ، واكتشاف مكونات الذرة ، اصطدمت المعرفة الحديثة والفيزياء خاصة بحقيقة جديدة " عدم اليقين " ، أو المصادفة . هي ليست جديدة على الفكر ، لكن جديدة في العلم ، ظاهرة تتكرر في المخابر . بعبارة ثانية ، وضع الفيزياء الحديثة ( منذ أكثر من قرن ) بحالة فصام : 1 _ الفيزياء الفلكية ومعها الفيزياء الكلاسيكية يقينية ، وموضوعية ، ونتائجج التجربة منفصلة عن الانسان ورغباته وأفكاره . التجارب التي أجراها نيوتن ، أو غيره ، يمكن تكرارها في أي مختبر في العالم والنتيجة واحدة . 2 _ الفيزياء المجهرية احتمالية وغير يقينية ، وتختلف نتيجة كل تجربة عن ما سبقها ، أيضا تختلف عن كل ما سيأتي لاحقا . نفسه عالم الفيزياء المجهرية ، الذي يراقب حركة الالكترون ، تتغير نتيجة تجربته كل مرة ! لهذه الفقرة عودة متكررة ... .... ما هو الزمن ؟! هل هذا السؤال منطقي وصحيح ؟ هل هو سؤال العلم والفيزياء خاصة ؟ أم سؤال الفلسفة ؟ أم سؤال الدين والتنوير الروحي ؟ بصرف النظر عن الأجوبة المتنوعة ، ومدى صحتها أو اقترابها من الحقيقة والواقع ، وربما لا نتمكن من الإجابة عليها خلال هذا القرن ، وحتى الذي يليه أيضا ! ومع ذلك ، وهنا المفارقة نعرف اتجاه حركة الزمن ونوعها وسرعتها ، وهذه كلها ظواهر فيزيائية تقبل الملاحظة والاختبار ، لكن بشكل منطقي وغير مباشر . _ حركة الزمن ثابتة : 1 _ من المستقبل 2 _ إلى الحاضر 3 _ إلى الماضي . _ نوع الحركة ثابتة ، وهي نفس السرعة التي يقترب بها المستقبل ، يبتعد بها الماضي . مثال مباشر ، سنة 2010 تبتعد بنفس السرعة التي تقترب بها سنة 2030 . _ لحركة الزمن سرعتين مختلفتين : 1 _ تعاقبية هي التي تقيسها الساعة . 2 _ تزامنية ، عتبتها سرعة الضوء ( وعلى الأرجح تتجاوز سرعة الضوء ) . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف 2
لماذا تختلف الفيزياء الكلاسيكية ( ومعها الفلكية دوما ) مع الفيزياء المجهرية أو فيزياء الكم إلى درجة التناقض الصريح ، والدائم ربما ؟! هذا السؤال ، وكثير غيره ، يتعذر الإجابة عليه بدون تغيير الموقف العقلي من الزمن . وبعد تصحيح اتجاه حركة الزمن ، من المستقبل إلى الماضي وليس العكس ، تتضح الصورة الكبرى والكلية ...هذا موقفي وخلاصة خبرتي الثلاثية ( الشخصية والاجتماعية والثقافية ) . عندما ننظر حولنا ، باتجاه الأرض أو إلى الفضاء خاصة ...نحن نرى الماضي فقط . والماضي بطبيعته ثابت وصور تتكرر ، على خلاف الحاضر والمستقبل أكثر . 1 _ الماضي ( وجود بالأثر فقط ) ، سلاسل سببية تتكرر بلا زيادة أو نقصان _ سوى التشويه نتيجة الإضافة أو الحذف . 2 _ الحاضر أو النتيجة أو الواقع المباشر ( وجود بالفعل ) = سبب + صدفة . 3 _ المستقبل مصادفات واحتمال ( وجود بالقوة فقط ) . يسهل فهم التناقض بين نتائج الفيزياء المجهرية والفيزياء الفلكية : 1 _ الفيزياء الفلكية ومعها الفيزياء الكلاسيكية موضوعها الماضي ، وهو ثابت لا يتغير . 2 _ الفيزياء المجهرية موضوعها المستقبل لحظة تحوله إلى الحاضر ، فالماضي أخيرا ، وهو احتمال وعدم يقين بطبيعته . الماضي أحادي البعد ، والحاضر ثنائي البعد ( صدفة وسبب ) ، بينما المستقبل ثلاثي البعد بطبيعته ويتضمن الحاضر والماضي بالقوة . ( هذه الفكرة مكثفة ومختزلة ، لأنني ناقشتها بشكل موسع وتفصيلي في نصوص سابقة ومنشورة أيضا على صفحتي بالحوار المتمدن ) . .... " كل آت قريب ، وكل ماض بعيد " وأما بالنسبة لاتجاه حركة الزمن ، فيمكننا استنتاجها بطرق عديدة وقد ، عرضتها في النصوص السابقة ، ويمكن اثبات ذلك بشكل منطقي أيضا عبر الاستعانة بالهندسة الفراغية : لنقسم المسار بين المستقبل والماضي إلى خمس أجزاء ( وحدات ) : لدينا وحدة 1 تمثل المستقبل البعيد ، ووحدة 2 مقابلة تمثل الماضي البعيد... وبينهما المستقبل والحاضر والماضي ، ... لا خلاف على أن المستقبل يقترب وأن الماضي يبتعد ( والسرعة نفسها ) وهذه ظاهرة تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء ( عيد ميلادك يبتعد ويوم وفاتك يقترب ، وبنفس السرعة ، ... يسهل فهمها عند تخيل حياة شخص آخر ، يوم مولده ويوم وفاته ) . اتجاه الحركة من البداية إلى النهاية ، من الوحدة 1 ، المستقبل ، الحاضر ، الماضي ، وأخيرا الوحدة 2 ( يساعد تخيل مجرى نهر يمثل حركة الزمن ، المستقبل يقترب والماضي يبتعد ) بمجرد أن يتمكن الانسان من تخيل المشهد الموضوعي ، تتكشف حركة الزمن مع الاتجاه . .... تفسير استمرارية الحاضر ، نتيجة مباشرة لفهم اتجاه حركة الزمن : الواقع الموضوعي في جانبه المباشر أو الحاضر ، يشبه الأسطوانة ... حيث المستقبل يمثل وجهها العلوي ، والماضي وجهها السفلي ، وهي معبئة بسائل ( الماء مثلا ) إلى منتصفها . يبقى الحاضر ( السائل ) بمستوى ثابت حول منتصف الأسطوانة ، وتفسير ذلك سهل ، بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . الواقع ( الأسطوانة ) ثلاثي البعد : 1 _ مكان 2 _ زمن 3 _ حياة ووعي . المكان أو الأسطوانة ثابت ، والزمن والحياة متعاكسان ، ومتساويان بالقيمة المطلقة . ..... مثال تطبيقي ( ومكرر في نصوص سابقة ) العلاقة التي تحقق جودة عليا بتكلفة دنيا ، هل هي ممكنة واقعيا ؟! ..... حاجة الفرد إلى الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا من شريكه _ ت العاطفي خاصة ، يتعذر تجاوزها ، كما أن تحقيقها ليس سهلا ، بل هو متوسط درجة الصعوبة أو السهولة . يحصل الفرد خلال حياته على تلك العلاقة ( جودة عليا مقابل تكلفة دنيا ) _ وهي تحقق الاشباع والارضاء بالفعل _ من مصدرين الأول والدائم من الأبوين أو أحدهما أو البديل ، والثاني من الطبيعة مباشرة ، حيث الهواء مجاني مع أنه الأغلى والأرفع قيمة يليه الماء وهو شبه مجاني ، أيضا الجمال . بعد الرشد ، لا تتحقق تلك العلاقة _ جودة عليا بتكلفة دنيا _ المرضية والمشبعة سوى في علاقات الحب ، والتي تتمحور حول الثقة وعتبتها الاحترام . ما أفقر حياة الفرد ( امرأة أو رجل ) الذي لم يعرف ذلك المستوى والنوع من العلاقة ، ولو ملك كنوز العالم .... هو _ هي يستحقان الشفقة . ..... يمكن تصنيف مختلف العلاقات الإنسانية ، وفق أربع مستويات : 1 _ علاقات الحاجة . 2 _ علاقات الجاذبية . 3 _ علاقات الاحترام . 4 _ علاقات الثقة . وبالإضافة إلى ذلك المصطلح الغامض " مصلحة الانسان " متناقض ذاتيا ... وهذه الفكرة أيضا ناقشتها ، بشكل تفصيلي وموسع ، في نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن ، وهي تتلخص باختصار : للفرد الإنساني ثلاثة أنواع من المصالح ، وهي متناقضة بطبيعتها : 1 _ المصلحة المباشرة ، وتتضمن الرغبات الأنانية والنرجسية ، وعندها يقتصر اهتمام الفرد على اشباع حاجاته المباشرة ويكون ذلك بالضرورة على حساب نضجه ومصلحته المتكاملة . 2 _ المصلحة المتوسطة ، وتمثلها الخطط الخمسية للشركات والمؤسسات ، وهي تتطلب التضحية نسبيا بالمصالح الأنانية والمباشرة ( أو بالكامل مع الأهداف الكبيرة ) . 3 _ المصلحة البعيدة ، ونموذجها المصلحة الروحية وإدراك الانسان لحياته من خارجها . .... مختلف العلاقات الإنسانية أحد نوعين : سلبية أو إيجابية ... العلاقة السلبية تتضمن 1 و 2 ، وتنتهي بعد انتهاء الحاجة ، أو تغير الجاذبية . توجد أمثلة لا تحصى على هذا النوع من العلاقات ، والعواطف أيضا . بينما العلاقات الإيجابية ، هي بالضرورة تتضمن الاحترام ، والثقة هي الذروة . وحدها علاقات الثقة ، تحقق للطرفين ( أو الأطراف ) جودة عليا بتكلفة دنيا . وهذا النوع والمستوى من العلاقات ، يحقق النجاح الزمني والتوازن بالضرورة : 1 _ بالنسبة للأمس والماضي ، مشاعر الثقة والرضا . 2 _ بالنسبة للحاضر ، يتوفر الحد الأدنى من الأمان والاثارة دوما . 3 _ بالنسبة للغد والمستقبل ، توجد غايات واتجاهات وأمل . .... المفارقة المحزنة ، والتي تثير السخرية أيضا ، أن أكثر الناس حاجة للثقة هم أكثر من يبدد ثقة الآخر _ ين بهم بسرعة وخفة . السؤال الذي ينبغي أن يتحول إلى هاجس ، وتساؤل يومي أو شبه يومي : هل أنا شخصية جديرة بالثقة ؟! لا يوجد شخص أهل للثقة مع أحد أصدقائه ( أو صديقاته ) ، وخائن لغيره أو لغيرها . خلال المراهقة يفهم الشخص المتوسط ، بدرجة الذكاء أو الحساسية ، معادلة الثقة . تتزايد معدلات الذكاء لدى الشخصية المتوسطة في العالم كله ، بشكل ملحوظ وتجريبي ، وهو الأمر الذي يتزامن مع تزايد التقارب بين الجودة والتكلفة بمختلف المجالات ، وهي تقارب التجانس في المجالات العلمية والأدبية والفنية على سبيل المثال . يوضح الأمر ، التجانس شبه المؤكد بين الشهرة والجدارة في العلم والموسيقا والغناء وغيرها. بداية العقد 3 للقرن 21 . ولو أجرينا مقارنة بسيطة للقرنين 19 و20 مع الحالي ، تتضح طبيعة العلاقة بين الجدارة والشهرة ، واقترابها المتزايد من التجانس مع الحركة والتطور . .... مثال تطبيقي ومباشر على الفكرة ، هذا الكتاب نفسه ؟ إذا تبين خلال السنوات القليلة القادمة ، ما يؤكد صحة ( أو خطأ ) فرضية اتجاه الزمن الثابت والوحيد من المستقبل إلى الماضي ، ومروا بالحاضر ، سوف يحصل على الاهتمام والتقدير وفي حال ثبوت العكس ، ... يرمى في أقرب سلة مهملات . بينما كان الأمر ليتطلب مرور عدة أجيال ، قبل تحقق الحكم العادل والصحيح . أمثلة السكك الحديدية والطائرات وحقيقة دوران الأرض حول الشمس . لنتخيل قبل غاليلي وكوبرنيكوس ، كانت الأرض مسطحة وثابتة وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم ، ولم يكن ليخطر على بال الوضع الحقيقي للنظام الشمسي ، والذي يعرفه كل طفل _ة قبل العاشرة ، ويفهمه أيضا . .... الوضع الإنساني مأساوي بطبيعته ، الموت نهايته الحتمية . والأكثر مدعاة للقلق الصدفة ، أو الاحتمالات المفتوحة دوما على المفاجئات غير السارة ، بل والمخيفة في حقيقة الأمر . كل يوم جديد ، والحاضر بطبيعته سبب + صدفة . السلاسل السببية مسؤوليتنا ( نحن البشر ) ، بينما سلاسل الاحتمالات خارج وعينا وإرادتنا ورغباتنا ، ولها وجودها الموضوعي والمنفصل عن الحياة والانسان . بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يتكشف واقع جديد ، ولكن يبقى الكثير من الأسئلة المفتوحة عن مصدر المستقبل الزمني ، وعن مصير الماضي ، وغيرها بلا أجوبة . .... ما يخسره الحاضر ( بنتيجة تحول الحاضر إلى الماضي ، يتجدد آليا وبشكل دوري ومستمر من المصدر أو المستقبل ) ، بالتزامن مع حركة معاكسة من الماضي ( حيث حركة الحياة عكس حركة الزمن من الماضي إلى الحاضر ، فالمستقبل أخيرا ) . .... ملحق شكرا بوذا بعد 25 قرنا تصلح الأيدي للمصافحة .... الجزء الأحدث من الدماغ هو المشكلة والحل بالتزامن . يطالب محور الدوغما الأول ( الاعتدال ) بعبادته ، ويطالب محور الدوغما المقابل ( الممانع ) بإبادته واستئصاله . حيوانات السيرك توضح المشكلة ، وتفسرها أيضا ، الهوية الفردية حقيقة اجتماعية وثقافية ، وهي بداية طريق التحقق والنمو المتكامل . " السعادة هناك _ هنا والشقاء أيضا هنا _ هناك " .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس مثال تطبيقي
شعور المظلومية مع الانكار وموقف الضحية ، بدلالة الزمن 1 " لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم ، فقد خلقوا لزمان غير زمنكم " " أولادكم ليسوا لكم أولادكم أبناء الحياة والحياة لا تقيم في منازل الأمس " العبارة الأولى تنسب لعلي بن أبي طالب الخليفة الرابع ، والعبارة الثانية لجبران ، ويعرفها الجميع بفضل الرحابنة وفيروز . .... اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا . يسهل فهم الفكرة ( والخبرة ) بالنسبة لصغار السن ، قبل أن تيبس الرأس ويجف العقل وتتعطل الحواس والتفكير . والمفارقة اللطيفة والمحزنة معا ، أنها معروفة كما تدل العبارتان منذ عشرات القرون . .... لماذا ترفض الفكرة ، وبدون وعي وتفكير ، من قبل الغالبية والأكاديميين خصوصا ؟! التفسير بسيط وصادم : المقاومة . المقاومة مصلح مركزي في التحليل النفسي ، وهو أكثر أهمية من اللاشعور والكبت وغيرها من المصطلحات المعروفة . المقاومة لاشعورية بطبيعتها ، ويصطدم بها كلا طرفي العلاقة العاطفية ، وهي المحدد الأساسي لنجاح العلاقة أو فشلها . ( أي علاقة لا على التعيين ، المقابلة النفسية أو الصداقة أو العشق أو الخصومة أو الشراكة ) .... 2 الزمن جديد قادم من المستقبل . والحياة جديدة قادمة من الماضي . والمكان أو المادة إناء فارغ يحتوى الوجود . هذا هو الواقع الثلاثي البعد بطبيعته ، والذي يسهل فهمه . هو ظاهرة حقيقية ، وتقبل الاختبار والتعميم بدون استثناء . .... هذه الفكرة مشتركة بين الفلسفة الوجودية ، وبين الفلسفة الصينية القديمة ، وهي خلاصة حوارات طويلة وشيقة مع صديقات وأصدقاء في مغارب الأرض ومشارقها . بالتحديد الفلسفة الوجودية ، كان الفضل لجميل حلبي بمعرفتي لها . وحكمة الشرق القديمة ، يرجع الفضل لأحمد جان عثمان فيها . هكذا هو الأمر يا قارئ _ت _ي العزيز _ ة .... هذه الكتابة ( والأفكار ) بالفعل ليست لي ، فـأنا مثلك وأشبهك ... قارئ أولا وكاتب ثانيا . .... 3 " الفرح فضيلة " العبارة الأكثر سحرا من بين كل ما قرأت . الشكل والمضمون ، الايجاز والتكثيف والايحاء والشرح والسرد بكلمتين فقط . هو سبينوزا معلمنا جميعا . " إن ما يقوله بولس عن بطرس ، يخبرنا عن بولس أكثر مما يخبرنا عن بطرس " لنتذكر أن سبينوزا ، كان من جيل الجد العاشر لنا ( أنت وأنا ) ... لنتأمل المشهد قليلا ، وكيف عاش المعلمون القدامى ، وسط التعصب والجهل والعنف ، وأبدعوا ... ونحن نجد صعوبة ، ومشقة بالغة ، في قراءة ما كتبوه بأعصابهم ! .... 4 هل أنت شخصية جديرة بالثقة ؟! مع الإدمان يتحول الكذب إلى هوية شخصية . .... الكذب ، شهادة الزور ، الخيانة ...متلازمة . ما هي الخيانة ؟ في الثقافة السورية ( وجوارها ) ، يفخر الرجال عموما بخياناتهم الزوجية والعاطفية . والمفارقة أن الكثير من النساء ، يشاركن حفلة العربدة وفقدان العقل والرشد تلك . .... الفصام ظاهرة طبيعية في ثقافتنا وأخلاقنا المشتركة ، يكذب الزعماء كما يتنفسون ( القادة والآباء والأمهات ورجال الدين والعلماء ... عادي ) . والنتيجة العلاقات المسمومة في كل بيت ، الاحترام مفقود بالكامل في بلادنا . احترام النفس واحترام الآخر وجهان لعملة واحدة ، لا ينفصلان مطلقا . وعندما أتحدث عن السوريات _ ين لا أميز بين الداخل والخارج ، ولا بين المعارضة والموالاة ( كلمة ثورة صارت قميص عثمان ) . .... 5 ضيعتني الطرق السهلة . كتبت العبارة مرات لا تحصى ولا تعد . .... تسعة من عشرة بين جميع من التقيهم ، لا يرغبون بالكلام ولا بالاستماع ولا يحتملون الصمت أيضا لدقائق ، بالتزامن ومع بعض ؟ يريدون الثرثرة والنميمة فقط . الثرثرة شكوى أو تفاخر . .... 6 شعور المظلومية حقيقي ومشترك وسائد ، ولا تستثنى منه جماعة سورية أو عربية أو إسلامية ( بحسب خبرتي الثلاثية الشخصية والاجتماعية والثقافية ) . بالطبع لا يوجد سبب واحد أو أول ، لذلك الشعور المزمن والمشترك ، بل حزم من الأسباب المباشرة وغ المباشرة . ومع ذلك أعتقد أن السبب الموضوعي أو العقلي بتعبير أوضح ، يفسره الفهم الخاطئ للزمن والوقت بوضوح . الماضي مصدر الحياة وبدايتها هذا صحيح ، لو كان الزمن أيضا مصدره من الماضي يكون الموقف السلفي " وعبادة الأسلاف " منطقي ومتوقع ، لكن بعد فهم الواقع والحاضر خاصة يختلف الأمر بالفعل . على الأقل يختلف الموقف العقلي والفهم ، ثم توزيع المسؤولية . .... شعور المظلومية نتيجة مباشرة لموقف التجنب المزدوج : موقف الانكار وعقلية الضحية . مشاعرك مسؤوليتك ، من يجد صعوبة ومشقة في فهم العبارة ، مشكلته بعقله . لتفترض أحدهم سرقك أو أهانك أو قام بأي عمل عدواني ضدك ، تبقى مشاعرك مسؤوليتك ، وهي منفصلة عن محاسبته أو جريمته . ليس ما يحدث لنا سبب كآبتنا وشقائنا ، بل تفسيرنا لما يحدث هو الأهم دوما . تفسيرنا لحياتنا ، وما يحدث ، مصدر أول للشقاء أو السعادة . ما يحدث بشكل حقيقي ، وواقعي وموضوعي ، درجة ثانية من الأهمية . توجد أمثلة ودلائل تجريبية لا تحصى على ذلك ... مثالها ، نسبة الانتحار في البلدان الغنية والمتقدمة أعلى من مثيلاتها في البلاد الفقيرة . والمثال الأهم أنت قارئ _ ت _ي الآن ،... تكفيك خمس دقائق تأمل يوميا " شرط أن تتكرر يوميا " ، طوال هذه السنة ، لتنقلك إلى مستوى عاطفي وعقلي ، أنت نفسك لن تصدقه _ ي نهاية العام . هذا رهاني لك ....أن تعطي لنفسك 5 دقائق في اليوم فقط . كيف تزعم أنك تحترم_ ي ( وتحب ) نفسك ! .... 7 بيت القصيد وقصارى القول " استمرارية الحاضر " تفسر الكثير من غموض الحياة ... لا تنفصل الصدفة عن السبب والعكس صحيح أيضا ، لا يوجد سبب بدون صدفة ، ولا توجد مصادفات بدون أسباب . المسؤولية واللوم أمران مختلفان : اللوم من الماضي ، وأحداثه وقعت في الماضي . بينما المسؤولية عن الحاضر والمستقبل . هذه الفكرة موضحة بشكل موسع وجميل ، مع الأمثلة التوضيحة في كتاب " فن اللامبالاة " مارك مانسون وترجمة الحارث النبهان . .... الشعوب والدول والجماعات تشبه الأفراد ، والعكس صحيح أيضا . توجد جماعات أو دول او مؤسسات وشركات مريضة ، كما يوجد ما يقابلها من الصحة والسلامة شبه طبق الأصل بالفرد . شعور المظلومية الشعبي والوطني ، يشبه موقف الضحية الفردي إلى درجة التطابق . كلاهما يسلب الانسان حرية الإرادة والفعل والتفكير ، بصرف النظر عن الحقيقة . المسؤولية تنتج الحرية . ..... .....
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف 3 علاقات التفسير والتأويل بدلالة الزمن والحياة
.... ضيعتني _نا الطرق السهلة وما تزال 1 التفسير والتأويل ! البعض يعتبرهما مترادفتين ، والبعض يوصل الاختلاف بينهما إلى درجة التناقض أو القطيعة ، والأكثرية لا تكترث لهذا الجدل ( المنطقي أو البيزنطي ! ) ... التفسير نشاط متواضع ومباشر يشبه الترجمة ، ويتمثل في عملية إيجاد الترابط والصلات بين المعلوم1 والمعلوم2 والمعلوم3 ... من داخل النص أو التعبير ، أيضا تتقبل الانتقال إلى نوع آخر من سلاسل الارتباط بين المجهول1 والمجهول2 والمهول3 ...الخ . التأويل ، عميلة إيجاد الارتباط بين المعلوم والمجهول أو علاقات خارج النص مع داخله . تتصل العمليتان ( التفسير والتأويل ) بماهية المنطق ( الاستنتاج والاستقراء ) .... كلنا نعرف الاستنتاج ، وهو أقرب إلى البديهي . ببساطة لأن عملية التعميم ، كفكرة وخبرة جديدة ، محور الانتقال من الطفولة إلى المراهقة . من يعرف الاستقراء ؟! وقد ترددت بوضع إشارة الاستفهام صراحة . قرأت السنة الماضية أكثر من مئة ساعة في المنطق وفلسفة العلم فقط بهدف محدد سلفا وبوضوح : معرفة وفهم معنى كلمتين " منطق " و " استقراء " .... وبدون جدوى . بصراحة ، ما فهتمه وأعتقد أنني قرأت بجهد وحماس طالب _ ة متفوق _ ة مع إعداد رسالة دكتوراه في الفلسفة حول معنى الكلمتين : المنطق تسمية ثانية للعلم ، لكنها القديمة والتي بطل استعمالها . مع أن كلمة علم أوضح وأبسط ، وصحيحة . كلمة منطق حذلقة في تسعة من عشرة ، بحالات استخدامها المتنوعة . ( الفيلسوف الحكيم ، يترك دائما ثغرة للاستثناء ) بينما كلمة استقراء ، هي التسمية القديمة للتخصيص ، وغموضها يرجع جزئيا إلى غموض عملية التخصيص بالمقارنة مع التعميم والتي لا يجهلها أحد . الاستنتاج والاستقراء أو التعميم والتخصيص العلم والمنطق أو الجهل والعشوائية أعتذر ، بصراحة كنت أحاول التفكير بصوت عال فقط . .... العلاقة بين المعلوم والمجهول ، زمنية أولا وفكرية ثانية ولغوية ثالثا ...ورابعا لا يهم . بعد فهم العلاقة الحقيقية ( الصحيحة ) بين الحياة والزمن يتغير الواقع والعقل ، والكون أيضا . .... 2 الحياة معلومة بطبيعتها . الزمن مجهول بطبيعته . .... الحياة محور الدين والعلم . الزمن محور الفلسفة . .... رجل العلم جبان يشبه رجل الأعمال ، الماضي موضوعه المفضل ( والثابت ) . رجل الدين مقامر يشبه السائح ، الجديد موضوعه الحقيقي ( والمتجدد ) . الفيلسوف يمسك العصا من المنتصف ....منذ ثلاثة آلاف سنة . أنت وأنا نمثل الجمهور الضجر ، والجشع ، والوحيد في هذه الحفلة ( المبتذلة ) . .... 3 الحياة حركة ثنائية واضحة تماما : من الماضي إلى الحاضر . لكن الحركة الثالثة استنتاج فقط ، ....إلى المستقبل . بالمقابل الزمن حركة ثنائية واضحة أيضا : من المستقبل إلى الحاضر . والحركة الثالثة استنتاج أيضا ، الماضي أخيرا . .... ماضي الزمن مشكلة مزمنة ، مجهولة بطبيعتها . مستقبل الحياة مشكلة مقابلة ، ومجهولة بطبيعتها . .... 4 الماضي مصدر الحياة ، هذه ظاهرة حقيقية وتقبل الاختبار والتعميم بدون استثناء . أما كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ ...وغيرها : لا أعرف ، ولا أحد يعرف إلى اليوم ! .... المستقبل مصدر الزمن ، هذه ظاهرة حقيقية وتقبل الاختبار والتعميم بدون استثناء . أما كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ ...وغيرها : لا أعرف ، ولا أحد يعرف إلى اليوم ! .... 5 التفسير عملية إيجاد السلاسل والترابطات بين جوانب الحياة ، ومراحلها المختلفة . التأويل عملية إيجاد السلاسل والترابطات بين جوانب الزمن ، ومراحله وتقسيماته . هذا رأي وليس اعتقاد . .... الاستنتاج عملية الانتقال من الخاص إلى العام ، ومن الجزء إلى الكل ... لكن الأهم في عملية الاستنتاج الانتقال من المجهول إلى المعلوم " قفزة الثقة _ إلى هناك " . الاستقراء عملية الانتقال من العام إلى الخاص ، ومن الكل إلى الجزء " قفزة الثقة _ إلى هنا في الداخل الأعمق " . ويبقى الأهم في عملية الاستقراء ، الحركة والانتقال من المجهول إلى المعلوم . .... 6 هل فهمت شيئا ؟! ولا أنا . .... 7 الترابطات والتشابكات العصبية الجديدة ، في عقلك وفي عقلي ، أقوى من القديمة ، وتتضمنها. والعكس غير صحيح ( النتيجة تتضمن المقدمة ، والعكس غير صحيح ) . المثال المباشر والتطبيقي : التطبع يغلب الطبع ، والعكس غير صحيح وحالة خاصة فقط . حيوانات السيرك كلها تثبت هذه الفكرة ، والخبرة ، المشتركة والجديدة _ المتجددة . ( جميع الحيوانات العليا وبدون استثناء ، يمكن ترويضها وتغيير شخصيتها الجوهرية ، سلوكها وعاداتها الغذائية وغيرها ، مدى الحياة بوجود البرنامج والتدريب المناسبين ) . منطقيا ، يكون الأمر بالنسبة للإنسان أسهل وأسرع . ويمكن الاستنتاج أن الحياة أقوى من الزمن . الحياة ترفع الحاضر دوما فوق الماضي ، بينما الزمن يدفع الحياة إلى الماضي باستمرار . .... الحياة تدفع بالماضي إلى المستقبل عبر الحاضر ، بشكل ثابت ، لكن بطرق متنوعة ويتعذر حصرها . الزمن يدفع المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، بشكل ثابت ، وبطريقة لا نعرف عنها أي شيء ( لا أنت ولا أنا ولا أحد )...إلى اليوم 10 / 1 / 2020 . 8 الطرق السهلة تتجه إلى القاع . 9 عتبة الألم تجسد الهوية الفردية العاطفية أو العالم الداخلي للفرد . عتبة الألم ودرجة السعادة / الشقاء وجهان لعملة واحدة . الشقاء يمثل قاع الأسطوانة الفردية ، أو وجهها العلوي . السعادة تمثل سطح الأسطوانة ، ووجهها السفلي . الخبر السيء : لا يمكن محو عتبة الألم . الخبر الجيد : يمكن تخفيضها إلى العتبة المشتركة . 10 الألم الجسدي بمختلف ، أشكاله ومستوياته تحت عتبة الألم المشتركة . .... المشترك الوحيد بين العتبة والسقف فقدان الأمل ، والطرق السهلة تتجه إلى القاع بطبيعتها . .... .... الخاتمة والخلاصة هذا الكتاب " نظرية جديدة للزمن أو الرابعة " .... ملحق 1 الواقع الموضوعي ثلاثي البعد في الحد الأدنى ، 1_ مكان 2 _ زمن 3 _ حياة أو وعي . الوجود الحي دينامي _ تطوري بطبيعته ، ويعاكس اتجاه الزمن الثابت ...في اتجاه الماضي . الحاضر يجسد الجانب المباشر من الواقع . أيضا الحاضر ثلاثي البعد ( حياة أو وعي ، زمن ، مكان ) . حيث المكان ثابت ومتوازن ، والزمن متحرك في اتجاه ثابت ووحيد نحو الماضي ، بينما الوعي والحياة جدلية تعاكس الزمن ( سباحة عكس التيار . ملحق 2 " استمرارية الحاضر " مع أنها ظاهرة موضوعية ، وتقبل الملاحظة والتعميم والاختبار ، ما تزال ضمن المسكوت عنه وغير أو غير المفكر فيه . توجد مواقف عديدة من الحاضر ، لكن المشترك بينها جميعا " قابليتها للتصنيف الثنائي " : الحاضر ( أيضا الواقع ) هو إما أو : 1 _ متحرك 2 _ ثابت . وإذا كان في وضع الحركة ، هي بدورها إما أو : 1 _عشوائية 2 _ منتظمة . مصدر استمرارية الحاضر جدلية الحياة والزمن العكسية . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس مع المقدمة والفصول والهوامش
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس مثال تطبيقي
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف2
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف1
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس مع فصوله وهوامشه
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف 3
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس فصل 2
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف1
-
نظرية جديدة للزمن _ مقدمة الباب الخامس
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع مع فصوله وهوامشه
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع فصل 3
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 2
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ف 1
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، هامش الباب الأول
-
النظية الرابعة للزمن _ القسم الثاني
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع فصوله وملحقاته
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث ف 3
-
نظرية جددية للزمن _ الباب الثالث مع فصل 1 و2 ومحلق جديد
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث فصل 2
المزيد.....
-
زعيم المعارضة الإسرائيلية لـCNN: لا يمكننا تحمل -إيران نووية
...
-
المغرب: -خيوط الأمل-.. ورشة نسائية في قرية سيدي الرباط تنسج
...
-
نزوح جماعي من طهران بعد تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي
-
إسرائيل إستهدفت منشآت إيرانية حيوية: ما هي وما أهميتها؟
-
ألمانيا.. الحكم على طبيب سوري بالمؤبد بتهمة جرائم ضد الإنسان
...
-
من فولفسبورغ إلى ساو باولوـ شبح الانتهاكات يلاحق فولكسفاغن
-
آثار الدمار في حيفا عقب هجوم صاروخي إيراني ومقتل 3 أشخاص بعد
...
-
زاخاروفا: الجانب الأمريكي ألغى محادثات مع روسيا بخصوص -إزالة
...
-
وزير الدفاع الباكستاني: إسرائيل -دولة مارقة- وقدراتها النووي
...
-
-غرينلاند ليست للبيع-.. ماكرون يزور أكبر جزيرة في العالم
المزيد.....
-
نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي
...
/ زهير الخويلدي
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
المزيد.....
|