|
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع فصوله وملحقاته
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6444 - 2019 / 12 / 22 - 10:32
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
على هامش الباب الثالث
يتشابه الأعداء والخصوم أكثر من الأصحاب والأحباب ، أضعاف المرات . ويدور الوسط حول نفسه في عطالة أبدية ، لا يشبعها سوى الحاضر ... الحاضر وسط الزمن وجوهر الحياة . .... الاتساع على حساب العمق والعكس صحيح دوما الاتساع سطحية وتسطح والعمق ضيق ومحدودية ، والبديل الثالث تواضع . .... المعرفة مشكلتنا والمشكلة في نظريات المعرفة الكلاسيكية ، أنها غالبا تتجاهل وجود المجهول وما هو خارج ساحة الوعي ، أو خارج مجال الخبرة الفردية والمباشرة ، بل يبلغ الأمر عند الكثيرين موقف الانكار ، ورفض كل ما هو خارج مجال الحواس وإنكار وجوده أيضا . الصورة الكلية والتفاصيل ، أو أصغر من أصغر شيء ( الذرة قديما ، ومكونات نواة الذرة حديثا ) أو الجانب المقابل أكبر من أكبر شيء ( المطلق الجديد _ المتجدد ) ، ...مع أنه يتعذر تخيل ذلك ، ونزعم أننا نعرف كل شيء ! العقل محدود بخبرته الذاتية ، وهذه فكرة مشتركة بين الفلسفة والدين ولا يرفضها العلم . لا أحد لديه أي فكرة أو تصور عن شكل الكون ؟! هل هو نظام مغلق ، والسؤال الذي يصيب بالدوخة حينها عن خارجه ؟! أم هو نظام مفتوح ، وينتقل السؤال المستحيل إلى حدوده وتعذر إمكانية تخيلها ؟! أم أنه نظام مختلف ومن غير الممكن تصوره من الداخل فقط !!! أنا لا أعرف . ومشكلتي أنني أعرف أنني لا أعرف ، وأعرف أنك لا تعرف أيضا ، ولا أحد يعرف . .... ما هو الكون ؟ أفترض أنه ثلاثي البعد 1 _ زمن ( طاقة وحركة ) 2 _ مكان ( طبيعة ومادة ) 3 _ حياة ( وعي وتطور ) . أعرف أنها فرضية أولية وساذجة ، بل مضحكة . الضحك اتجاه . .... المشكلة في الحب ، وليست في الكراهية والخوف . حب المعرفة ، حب الحياة ، حب الانسان ، حب النفس .... ما نزال نخلط بين نوعين متناقضين من الحب : السلبي والايجابي . الحاجة محور الحب السلبي ، ومعها الجاذبية والتوق والشره العاطفي أو غيره . في هذا المستوى ، يكون الدافع _ هناك ومصدره الماضي . أمثلة الحب السلبي كثيرة ومتنوعة ، حب الطعام والتملك وقضاء الحاجات ... الحب السلبي ينقلب إلى نقيضه بسرعة ، الخوف والغيظ والعدوانية ، وينطفئ مع الاشباع . الثقة محور الحب الإيجابي ، وعتبتها الاحترام المتبادل _ احترام النفس والآخر . لا تنفصل الثقة عن التواضع والمعرفة والصدق والشجاعة والعطاء ، وغيرها من القيم المشتركة بين جميع الثقافات والمجتمعات . لا يمكن أن تجد رجلا يفخر بثرثرة أحبته ( أولاده أو شركائه ) ، أو أن تجد امرأة تفخر بغباء جارتها أو ابنتها أو حبيبها ، أو تجد ثقافة تدعو علانية إلى الغش والخداع ....الموضوع معقد للغاية ، لكن الفكرة التي أعتقد بأنها صحيحة ومشتركة ، تختصر بأن القيم الإنسانية الصحيحة والحقيقية مشتركة بيننا جميعا وتتضمنها مبادئ حقوق الانسان ، أكثر من جميع الأديان والفلسفات وعلوم النفس والاجتماع وغيرها . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع ملحق بالإضافة إلى الفصول 1 و 2 و 3
يمكن أن يتلخص التاريخ الإنساني كله بجملة واحدة : السعي الدائم الفردي والمشترك ، مع الفشل المتكرر ، لنقل الفردوس من هناك إلى هنا . بعبارة ثانية ، الوصول إلى راحة البال والكفاية _ الشعور الحقيقي بالإشباع والرضا ، أو تحقيق المطابقة بين الشعور والفكر بهذه اللحظة وللتو ، وليس في الغد ولا بالأمس طبعا . .... مقدمة الباب الثالث 1 نظرا لاختلاف الموضوع عن السائد والمألوف ، وعن التوقع أيضا " طبيعة الزمن والوقت ، والحاضر خصوصا " ، أجد نفسي مضطرا مرات وبشكل دوري ومتجدد ، لفتح أبواب جديدة _ وبدون أن أتمكن من إغلاق السابقة غالبا_ وهذا يربك النص ويتسبب بالتشويش والركاكة مع التكرار الدائم لبعض الأفكار : الشفافية هي الكلمة التي تجمع بين الغاية والوسيلة ، وأعتقد أنها الحل السحري ، الجميل والمفيد بالتزامن للقارئ _ة / الكاتب _ ة ...الشفافية هي وعدي لنفسي أولا بالتزامن مع رسالتي لك قارئ _تي في الحاضر الإيجابي دوما . والاستراتيجية التي أتبعها بشكل مقصود غالبا ، لحل هذه المشكلة المتكررة في هذا الكتاب على نحو خاص " النظرية الرابعة " ، هي الهروب إلى الأمام بصراحة . بهدف أن تتحول المشكلة نفسها إلى حافز جديد ، أو إلى نوع من التغذية العكسية للاهتمام الذاتي أولا . وأما التكتيك الخاص بهذا النص ، فهو يتلخص بكلمة " الشفافية " عبر القراءة / الكتابة الجديدة والمتجددة باستمرار . وسوف يستمر هذا الأسلوب ( التكتيكي ) حتى نهاية المخطوط بشكل عملي ونظري بالتزامن ، وفي حال التغيير الواعي والمقصود سوف أوضح ذلك بشفافية . .... المشكلة الإنسانية مؤقتة بطبيعتها ، وحلولها الحقيقية والمنطقية تشبهها ، ومؤقتة أيضا . هذه هي فكرة التنوير الروحي ، وموقفه " الأصيل " ، وهو أول مراجع هذا النص . المشكلة الإنسانية استمرارية بطبيعتها ، وحلولها الصحيحة من جنسها _ منطقية ومشتركة _ وهي اجتماعية وثقافية ، وتتجاوز الفرد بطبيعتها . هذه هي فكرة الفلسفة الكلاسيكية ، وموقفها " الأصيل " ، وهو ثاني مراجع هذا النص . المشكلة الإنسانية فكرة فلسفية ، وغيبية وموروثة ، وهي خارج مجال البحث العلمي المحدد والدقيق بطبيعته . ويضيف البعض ، الانسان فكرة غيرة علمية !؟ هذه فكرة الموقف العلمي الكلاسيكي _ والمتجدد ، ... العلم يجسد حاضر المعرفة ، ويتضمن الفلسفة والدين والتنوير الروحي وغيرها من الأنشطة المختلفة للحياة _ وليس للإنسان فقط . المناهج العلمية المتنوعة ، والحديثة أكثر ، هي المرجع الدائم لكتابتي ولحياتي أيضا . 2 موقف الحب يتضمن كل ما عداه ، والعكس غير صحيح . موقف الحب يمثل المرحلة النهائية والأعلى في التطور ، عكسه ونقيضه الفشل أو العجز عن الحب ، وليس الخوف أو الكراهية وغيرها ، هي مراحل أدنى في تطور الحياة لا أكثر . .... الحب أحد مستويين ، واتجاهين وفق التصنيف الثنائي : 1 _ الحب السلبي 2 _ الحب الإيجابي . اتجاه الحب ثنائي أيضا ، ويمكن تحديده وفق معيار موضوعي : الحب الإيجابي : اليوم أفضل من الأمس . الحب السلبي : اليوم أسوأ من الأمس . الحب السلبي ، حب الحاجة والجاذبية ( الجمال ) . جميع الكائنات الحية تبدأ من هذا المستوى . وحده الانسان ، ينتقل إلى الحب الإيجابي : اليوم أفضل من الأمس . الحب الإيجابي عتبته الاحترام ، وذروته الثقة والايمان العقلاني . .... مثال تطبيقي " النزوة العاطفية ، واختلافها عن الحب الحقيقي " ؟! النزوة العاطفية انفجارية بطبيعتها ، ومؤقتة . بسرعة تتحول إلى نقيضها ، أو لامبالاة تجاه موضوع الحب السابق . الحب الحقيقي استمرارية ، لا يقبل العكس بطبيعته . يوجد فرق موضوعي ، وهو مشترك البشر . النزوة تتضمن عناصر الحب " حب الموضوع " الأربعة : الحاجة ، والجاذبية ، والاحترام ، والثقة . وهذه في الحياة الحقيقية نادرا ما تحدث ( شخصيا لا أعرفها إلا نظريا وفكريا ) . الحب الحقيقي ، يختلف عن النزوة بالقيم ، أو بترتيب القيم بعبارة أوضح : الثقة أولا . الحب الحقيقي يتمحور حول الثقة ، وقد تنقصه الحاجة أو الجاذبية قليلا . النزوة تتضمن الغفلة بالضرورة . هذه المرأة التي كنت أحبها ! ويستر المراهق وجهه دلالة على الحرج والخجل . وبالعكس أيضا ، تقول المراهقة أو المتقدمة بالسن أيضا : هذا _ هو _ حبيبي السابق !! الحب مرحلة عليا في التطور ، الفردي أو المشترك . النزوة مرحلة منخفضة على سلم التطور ، الفردي فقط . 3 ثنائية الجسد والعقل ، أو الشعور والفكر ، أو القيم والأخلاق ، ... تتضح بدرجة من السهولة ، بعد نقلها إلى المستوى التعددي ( العلمي ) ، هذا أكثر من رأي وأقل من معلومة . يعيش الفرد الإنساني حياته ، ضمن أحد المجالات ( المعرفية _ الأخلاقية ) الأربعة ، من الأدنى إلى الأعلى : 1 _ الصدق النرجسي ، أو الصدق الأسود . نموذجه النميمة والوشاية . 2 _ الكذب الموضوعي ، لا يجهله أحد . قبل فهمه ، وتفهمه ، يتعذر تجاوز هذه المرحلة _ المستوى . 3 _ الصدق الطبيعي ، لا أحد يجهله أيضا . لكن المفارقة ، يتعذر فهمه قبل اختبار المرحلة العليا في القيم الإنسانية " الكذب الأبيض " . 4 _ الكذب الأبيض ، أو الصدق كنمط عيش . نموذجه التواضع الحقيقي . التواضع يتضمن الصدق والشجاعة ، والعكس غير صحيح غالبا . .... .... ملحق
خلاصة القسم الأول
1 _ الزمن حركة . 2 _ لكل حركة سرعة واتجاه . 3 _ اتجاه حركة الزمن ثابت ، من المستقبل إلى الماضي مرورا بالحاضر . 4 _ سرعة حركة الزمن مزدوجة ( ثنائية ) : _ السرعة التعاقبية : من المستقبل إلى الحاضر ثم الماضي ( هي التي تقيسها الساعة ) . _ السرعة التزامنية : من الحاضر1 إلى الحاضر2 ...إلى الحاضر3 ، إلى الحاضر س . ( السرعة التزامنية عتبتها سرعة الضوء ، وتتجاوزها غالبا ) . .... الحياة والزمن جدلية عكسية ، لكنها غير مفهومة بشكل دقيق وواضح . حركة الحياة بالقيمة المطلقة تساوي حركة الزمن ، وتعاكسها بالاتجاه . ( نفس السرعة وعكس الاتجاه ) . هذه نتيجة وخلاصة منطقية ، وقد تكون غير صحيحة . .... مثال مباشر ( عيد ميلادك الشخصي ) : لحظة الولادة يكون الزمن والحياة بنفس النقطة ، أو في حالة تطابق . كل لحظة يبتعد يوم الميلاد نحو الماضي ، الأبعد ، فالأبعد ... ( هذه حقيقة وظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ) . يوجد أحد الاحتمالين فقط : إما الزمن ثابت والحياة حركة أو العكس . الاحتمال الثالث يمكن تأجيله ( وربما اهماله ) . حركة انفصال الأحداث عن الكائنات الحية ( الفاعلات _ الفاعلون ) ، مصدرها حركة الزمن من الحاضر إلى الماضي بشكل دائم ومستمر . ( وهذا ما اعتقد أنه الصحيح ، والحقيقي ) . أو العكس ، مصدرها حركة الزمن ( ضمن الحياة ) من الماضي إلى الحاضر ، المستمرة . .... أعتقد _ وبدون شك أن اتجاه حركة الزمن ثابتة ، واستمرارية من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر . بينما حركة الحياة تكمن في عملية التدفق الدوري في الحاضر ، من الماضي ، وهي عكس حركة واتجاه الزمن . استمرارية الحاضر ، تتكشف بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . هذه الخلاصة المكثفة ، جرت مناقشتها بشكل تفصيلي وموسع عبر القسم الأول . كما توجد إضافة في الشروح والأفكار عبر نصوص سابقة ، منشورة على صفحتي بالحوار المتمدن . أتمنى لك قراءة ...ممتعة ، وربما تكون مجهدة ، في البداية .... أجمل التاريخ كان غدا ... أغنية فيروز وكلمات الشاعر الرائي .... .... نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الثالث فصل 1
مقدمة غ متواضعة الوقت معيار موضوعي وشامل ، وسوف يتحول إلى قيمة أولى للإنسان في المستقبل . رغبتي أن يتحقق ذلك خلال حياتي . توقعي أنه سوف يتحقق بعد النصف الثاني لهذا القرن . لا ينبغي مطلقا أن يتطابق التوقع مع الرغبة ، ذلك علامة المرض العقلي وعرضه الثابت . يوجد تمرين بسيط ، ونتائجه تفوق الوصف والتوقع معا ؟ عندما ترغب _ين بمعرفة الوقت : حاول _ ي التمييز بوضوح بين رغبتك وتوقعك ، مع التكرار يتحول التمرين إلى لعبة مثيرة ومسلية بالتزامن . .... اتجاه الحياة يعاكس اتجاه الزمن ، ولكن لا أعرف كيف ، ولا أعلم إن كان البحث العلمي قد وجد الحل لهذه المشكلة ! آمل أن تحرض كتابتي صاحبات وأصحاب العقول المتفتحة على التفكير الحر ، والابداعي . 1 الحياة حركة مستمرة . وهذه حقيقة ظاهرة وتقبل الاختبار والتعميم ، وبدون استثناء . توجد حقيقة ملازمة أيضا ، وهي بديهية كما أعتقد ، لكل حركة اتجاه وسرعة . اتجاه الحياة الثابت والتجريبي بالتزامن ، من الماضي إلى الحاضر . هذه حدود المعرفة العلمية الحالية ؟! لكن كيف يحدث ذلك ، وماذا يحصل ولماذا ، ...وغيرها كثير من الأسئلة المفتوحة . لا يختلف عاقل مع القول : اتجاه الحياة من الماضي إلى الحاضر . ومن البديهي تكملة الفكرة ، ومن الحاضر إلى المستقبل . هل يمكن عكس الاتجاه : عودة الحياة من الحاضر إلى الماضي ؟ والسؤال الأكثر جموحا في الخيال ، عودة الحياة من المستقبل إلى الحاضر ! ( فكرة السفر في الزمن ، أعتقد أنها غير منطقية ) 2 سرعة حركة الحياة ، يمكن تحديدها في جانب واحد موضوعي ، وتجريبي معا : أنها تعاكس حركة الزمن بشكل ثابت . عدا ذلك ، حركة الحياة معقدة ومركبة بطبيعتها ، حيث أنها تتحدد من مصدرين منفصلين تماما ، الأول موضوعي ويشمل الواقع بلا استثناء ، والثاني ذاتي _ وهو بدروه شديد التنوع والتعقيد . بعبارة ثانية ، اتجاه حركة الحياة وسرعتها أيضا ، تتحدد بعلاقتها مع الزمن ومن خلاله . 3 بالعودة إلى مثال " حدث الولادة " : لحظة الولادة مزدوجة تتضمن الحياة والزمن معا . اتجاه الزمن ( عمر المولود _ ة ) يبدأ في الابتعاد إلى الماضي ...الأبعد ، فالأبعد . وهذه حقيقة ظاهرة ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط . بينما الحياة تبقى في الحاضر ( أنت وأنا وجميع الأحياء نتواجد الآن في الحاضر ) . نحن جميع الأحياء في الكون الآن بوضع التزامن الشامل . الحياة تبقى في الحاضر ، والأحداث تبتعد في الماضي بسرعة ثابتة هي التي تقيسها الساعة . ويمكن الاستنتاج المنطقي والمباشر ، أن حركة الحياة تحدث كلها في الحاضر فقط . 4 ما سبق يتضمن فجوات هائلة ، مجهولة تماما ، لكننا لا ننتبه لها عادة . لنتخيل الآن ، الوضع نفسه أمام الأسئلة السابقة في حالتين : 1 _ قبل مئة سنة ...1919 كيف كان ليقرأ ويفهم الجد _ة ( شبيهنا _ ت ) ، واستجابته ؟! 2 _ بعد مئة سنة ...2119 كيف ليقرأ ويفهم الحفيد _ة ...شبيهنا _ ت أيضا !! 5 ( أجمل الأيام كان غدا ) الشعر أهم مراجع النظرية الجديدة للزمن ( الرابعة ) ، وبعده الفلسفة ثم الفيزياء . 6 ما الذي يحرك الأحداث من الحاضر إلى الماضي ؟! الحدث هو إحداثية ، بعد تحميلها على الزمن . الاحداثية ثلاثة أرقام ، بينما الحدث ستة أبعاد بالحد الأدنى . 7 من المنطقي افتراض أن الزمن ينقل الحدث من الحاضر إلى الماضي ؟ .... ....
مثال تطبيقي ومزدوج _ نظرية جديدة للزمن فنون السخرية ، والتركيز والتأمل 1 ما هو التركيز ؟ نعرف نقيض التركيز ، التشتت الذهني المزمن ، أو تفكك الشخصية في الحالة القصوى . لكن ، لا يكفي التعريف السلبي ، سوى كتقريب أولي ودغمائي بطبيعته . التركيز بحسب فهمي الحالي ، حالة الانسجام بين الفكر والشعور ، حيث أنهما من طبيعتين مختلفتين ويتعذر دمجهما بشكل ثابت ، ودائم . بعبارة ثانية ، حالة انشغال البال المزمن نقيض وضع التركيز ، وهي نتيجة فقدان الاهتمام . الفضل يعود إلى أريك فروم في هذه الفكرة أيضا . .... التركيز والاهتمام ، اعتقد أنها اكثر ملاءمة من " التركيز والتأمل " . الاهتمام بداية ومدخل ، أو مرحلة أولى لا يمكن القفز فوقها . التأمل نتيجة ومهارة فردية ومكتسبة بالضرورة . شخصيا ، أمارس التركيز والتأمل منذ ربع قرن ...ولا أستطيع تمييز التأمل عن حالة الهدوء والاسترخاء بالتزامن مع التنفس الطبيعي بسهولة ويسر . .... ربما يصح تعريف التركيز بأنه : أن تستمع _ي ( أو تقرأ _ي ) عندما تستمع وتقرأ . وأن تتكلم _ي عندما تتكلم _ين . وأن تصمت _ي بالفعل عندما تصمت _ ين . هذه خلاصة تجربتي المزدوجة ، الاجتماعية والثقافية ، مع التركيز والتأمل . وأفضل العبارة الثلاثية " الاهتمام والتركيز والتأمل " . الاهتمام عتبة الصحة العقلية . .... ما دخل الوقت أو الزمن بذلك ؟! بعد فهم الحاضر الجديد _ المتجدد بطبيعته ، تتكشف الصورة المباشرة ، أو الجانب المباشر من الواقع الموضوعي والمشترك . 2 كل استعلاء نرجسي . الاستعلاء هو ممارسة الغرور بدون وعي . .... لا شيء اسمه زيادة ثقة بالنفس . بعبارة أوضح لا يستطيع الفرد ( أنت وأنا ) أن يتجاوز عقدة النقص بشكل كامل . والسبب في ذلك هو الوضع الإنساني نفسه ، حالة الطفولة الطويلة مع العجز والنقص ، اللذان يتلازمان معها بالضرورة . الغرور هو مقلوب عقدة النقص ، وليس نقيضها . التواضع نقيض الغرور . .... 3 الثقة بالنفس فضيلة . لا يمكن أن يتنمر فرد ( طفل _ة او رجل أو امرأة ) يثق بنفسه على آخر . بعبارة ثانية ، السلوك السلبي يكون مندمجا مع الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) وعبره . بالمقابل ، السلوك الإيجابي ، يشترط تصحيح الموقف العقلي من الحاضر ( والتوافق مع الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) . .... الوقت موضوعي ومجاني ومطلق ، هو الجانب المباشر والشخصي للزمن . نحن نقوم بتحديده لغايات عملية ومباشرة ، ولا مشكلة في ذلك بالطبع . لكن المشكلة في الفهم الخاطئ ، أو في نسيان ذلك . " نسيان الوجود " عبارة هايدغر الشهيرة تغني عن الكلام الكثير . .... أوضحت سابقا ، وفي نصوص عديدة أن كتابات الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر ( المشتبه بمعاداة السامية ) ، أحد مراجع هذا النص " النظرية الرابعة " ، وخصوصا هاجسه المزمن حول الوقت والحاضر وسؤاله الشهير " ما الذي تقيسه الساعة ! " . .... لكن بصدق وموضوعية ، الشعر هو المصدر الأول للفكرة مع التنوير الروحي ، وبالدرجة الثانية الفلسفة والفيزياء بالتزامن . 4 غدا أجمل ؟! هل تنطوي العبارة على تناقض منطقي وموضوعي ؟ إذا كانت النهاية هي الموت والفناء ، كيف تكون الأجمل ! مع صعوبة تلخيص موقفي الحالي ، كونه ينسجم بالفعل مع التنوير الروحي والفلسفة والعلم بالتزامن ، بالإضافة إلى احترام مختلف عقائد البشر ( وبدون تمييز أو تفضيل بينها ) . سوف أحاول ، كنوع من التفكير بصوت عال : بالتزامن مع التناقض الوجودي الموضوعي ، بين اتجاهي الزمن والحياة ، تنطوي حياة الفرد على تناقض أو جدلية عكسية ، وهي حقيقة ظاهرة وتقبل الاختبار والتعميم ... حياة الفرد جدلية عكسية من لحظة الولادة حتى الموت ، حيث خط المأساة يتلازم مع خط الكوميديا عبر كل لحظة ويتعذر فصلهما بشكل تام وثابت ؟ _ خط المأساة يتوافق مع اتجاه الزمن ( من الحاضر إلى الماضي ) : الموت نهاية الفرد ، انحدار من الحياة ومستوى الطاقة الأعلى نحو التفكك الفناء والطاقة الأدنى . _ خط الكوميديا يتوافق مع اتجاه الحياة ( من الماضي إلى الحاضر ) : حياة الفرد نمو متكامل ، من مستوى طاقة أدنى إلى مستوى أعلى ...هذا الفرد الآن ( المرأة أو الرجل ، كان _ت دودة ) ، وهي تنمو وتتطور إلى هذه الشخصية المثيرة للدهشة بالفعل . .... .... التفكير من خارج الصندوق _ مثال تطبيقي " فن السخرية " ... من لا يحب السخرية ؟ من يحب السخرية ! الكل يحب السخرية من الآخر ( الخصوم وحتى من الشركاء والأحباب أحيانا ) ، ولكن هل يوجد بيننا من يحب أن يكون هو نفسه ( أو أهله ) موضوع السخرية من آخر ، وخصم ! هذا السؤال جدير بالاهتمام ، وأيضا بمحاولة الإجابة الحقيقية ( بصدق وشجاعة وتواضع ) . .... القاعدة والاستثناء في ممارسة السخرية أو درجة تقبلها ( أو رفضها ) : 1 _ الصغير يسخر من الصغير . 2 _ الصغير يسخر من الكبير أيضا . 3 _ الكبير يسخر من الكبير . 4 _ لا يسخر الكبير من الصغير ( لا أعرف خلال حياتي المزدوجة ، ثقافيا واجتماعيا ، مثالا واحدا على ذلك ) . وهذا رأي وموقف ، قد يتغير ، في حال خطأه أو وجود العكس . .... الفرق بين الصغير _ة والكبير _ ة بكلمة " الاحترام " . الصغير لا يعرف الاحترام ، كان يتعرض لسوء المعاملة المزمن ( والتنمر غالبا من أحد الأبوين _ هذه خبرة يؤكدها التحليل النفسي ) . وفي الحالات الاستثنائية ، يظن ذلك التعامل سخرية وليس حقيقيا . الكبر أو الانتقال إلى مرحلة الشخصية الناضجة ، يحتاج إلى شروط لازمة يتعذر تجاوزها . .... السخرية فعل عدواني بطبيعته ، لكنه محول ومستتر ( مزيف ) بالبلاغة والمبالغة . السخرية سلوك اجتماعي ، موروث ومشترك بين مختلف الثقافات . الاحترام فعل ابداعي وحر ، ومهارة فردية ومكتسبة بالضرورة . الاحترام عتبة الحب ، والسخرية دون الاحترام بطبيعتها . غدا أجمل ؟! الموقف الوجودي للإنسان : أمامه الحاضر الإيجابي وخلفه الحاضر السلبي . كل لحظة يتسرب الزمن من الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) إلى الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ....بنفس السرعة والايقاع . وامام الفرد احد خيارين ( أو محاولة جمعهما ) : 1 _ التوجه مع حركة الزمن نحو الأمس ، والنتيجة اليوم أسوأ من الأمس . 2 _ التوجه مع حركة الحياة نحو الغد ن والنتيجة اليوم أفضل من الأمس . محاولة جمعهما وهم ، وحالة عصابية مزمنة . الموقف الوجودي للإنسان مزدوج بدوره : ولادة _ موت . هذا الاتجاه الحتمي ( الولادة في الماضي والموت في المستقبل ، حسب اتجاه الحياة ، بينما اتجاه الزمن بالعكس ) لحياة الفرد . الطفولة والنضج والشيخوخة مراحل الحياة الموضوعية ، وهي خارج الوعي والإرادة . يستطيع الفرد ( ...) تحقيق طفولة صحية ونشيطة ، ونضج متكامل ومثمر ، وشيخوخة حكيمة وراضية . لكن الأسهل ، طفولة مجنونة ، ونضج ناقص مع خليط دائم من الحماقة ، وشيخوخة رزيلة بالفعل ( عجوز شمطاء أو عجوز خرف ) . هذا رأي ، أقرب إلى الوعظ منه إلى المعرفة والحياة الحقيقية ...ربما . .... ملحق ترددت في محو هذه الحلقة . يحدث هذا بعض المرات ، ويتكرر ، حيث مع القراءة التالية أشعر بالقلق وعدم الرضا ... غالبا ما أفعها ( سلوك التجنب التقليدي ، أمحو الكتابة التي اشعر أنها ناقصة أو غير مترابطة أو ركيكة بشكل ما ) ، وأريح رأسي كما يقال . لا أعرف لماذا صعب علي محو هذه ( الخلطة من الأفكار ) ، ... " لا أعرف " لطالما أحببت العبارة ، وحاولت تعلمها ، لكنني أفشل باستمرار القراءة والكتابة وجهان لعملة واحدة ، هل كنت سأتقبلها لو كنت في وضع القارئ ! .... ملحق ثانوي " أصغر مشكلة يلزمها أحمقان " " مشاعرك مسؤوليتك " " النجاح مشترك والفشل مشترك أكثر " " المشكلة أكبر عند الطرف الذي يعتقد أنه محق تماما ، والآخر ( خصم أو شريك ) مخطئ " سواء أكان الطرف فردا أم جماعة أم دينا أم حزبا ... العبارات السابقة هي خلاصات بحوث مزدوجة ، ثقافية واجتماعية ، وهي منشورة جميعا على الحوار المتمدن . أتفهم الصعوبة في قراءتها بهدوء وروية ، والتفكير المحايد فيها ، وليست غايتي أن يتفق ( او يختلف ) معها القارئ _ة بالطبع . هي نوع من التفكير بصوت عال . أو طريقتي الشخصية وسعيي المستمر لجعل اليوم أفضل من الأمس . .... واضيف إليها خلاصة جديدة ، ربما أكثر خشونة : 1 _ النرجسية مرحلة أولى موروثة ، ومشتركة ، ولا يخلو منها فرد . 2 _ الانتقال من المرحلة الأولية ( النرجسية ) إلى الثانوية ( الدوغمائية ) عسير وشاق ، وهو يجسد فائدة الحروب والصراعات الوحيدة . 3 _ الانتقال من الدوغمائية إلى المرحلة الأنانية ، وليس إلى الموضوعية مباشرة . ذلك وهم واستحالة كما أعتقد . المرحلة الأنانية ، تمثل المنجز الأساسي والجوهري للحداثة والعلم . يخلط الكثيرون _ إلى اليوم _ دوما بين الأنانية والنرجسية ؟! النرجسية مرض والأنانية اختيار . 4 _ الموضوعية حلم ، واتجاه ، ولا يمكن تحقيقها بشكل دائم وثابت .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث الفصل 2
يمكن أن يكون الغد أفضل ، وأجمل الأمر يعود لك وحدك . .... لا أجد ضررا ، أو تنافيا مع الذوق والجمال ، في تكرار بعض العبارات وبصرف النظر عن كاتبها _ ت ... وأحيانا تتكرر في النص الواحد ! أيها الأعزاء عودوا ، لقد وصل الغد _ أنسي الحاج . .... لنتذكر أن معنى الخوارزمية ( الأكثر تداولا اليوم ) يتمثل بالخطة الثلاثية لحل مشكلة : 1 _ الاختيار . 2 _ التسلسل . 3 _ التكرار . ولنتذكر أيضا أن التكرار ، هو المشترك الوحيد ربما بين نيتشه وفرويد والمسيح . .... طبيعة الزمن ، أو طبيعة المادة أو طبيعة الكون ، أو طبيعة المطلق ...عبارات متناقضة ذاتيا ويتعذر تكملتها بشكل منطقي ، ومتسلسل . أول من يدرك ذلك هم الشعراء . عندما ينتهي الشعر ، يصاب العالم بالصمم والعمى والبكم . ويصير الموت أرحم وأجمل منها . ذلك ما فهمه الفلاسفة ، ويحاولون إلى اليوم شرح الفائدة من ذلك المسعى البروموثيثي ، الذي يدحرج الصخرة للأعلى بلا جدوى . العلم الحالي ورث الفلسفة ويعترف بذلك ، لكنه ينكر فضل الشعر ! أنت وأنا لا يمكننا أن نوافق على هذا الفعل الخسيس . لكننا ، أيضا لا ننكر فضل العلم ، حيث لأول مرة تصير الوسيلة بأهمية الغاية وبفضل العلم . .... ما هو الزمن ؟ 1 _ الزمن حركة ، هذه بديهية أو بحكم البديهية بين العقلاء . 2 _ الحركة طاقة ، هذا استنتاج منطقي ويمثل القانون الأساسي للعلوم الحديثة . 3 _ الطاقة علاقة بين قطبين ، من الجهد الأعلى إلى الأدنى . 4 _ الطاقة لا تفنى ولا تخلق من عدم ( هذا القانون الأول للترموديناميكا ) . بكلمات أخرى الطاقة بلا بداية أو نهاية . هنا يتوقف عقلي ( وعقلك كما أفترض ) عن العمل ، ويتوه تماما . .... يوجد خلط مأساوي بين حالتين متناقضتين للعقل والشعور : 1 _ حالة فقدان الشعور ، وهي حالة مرضية وفي اتجاه الموت والفناء . 2 _ حالة تركيز الشعور ، وهي ذروة المهارة الفردية ، والمكتسبة بالضرورة . هنا يجدر الانتباه الأقصى ، من يتألم يسعى لتوقيف الألم فورا _ بلا شرط أو استثناء . وفي هذا المستوى لا وجود للقيم ، ولا للأخلاق ( الضرورات تبيح المحظورات ) . " لا توجد قيم ولا أخلاق تحت خط الحاجة " وهذه أجمل ، أحبها أكثر . هذا هو المستوى الأولي ، البدائي والمشترك ، الذي اشتغل عليه التحليل النفسي وفرويد أكثر من غيره . كل فرد لديه وسيلتين أو طريقتين للعيش ، وهما متناقضتان تماما مع أنهما تتلازمان عادة : 1 _ طريق الإدمان ، أو الاجبار على التكرار ( او العود الأبدي ، ولا جديد تحت الشمس ) . 2 _ طريق الابداع ، والحرية والحب ، و( كل لحظة يتغير العالم ، وعدم السباحة في النهر مرتين ) . حاول فرويد أن يمسك بالعصا من المنتصف ، ونجح بشكل مدهش . حاول اينشتاين ، أن يمسك بالعصا من المنتصف ، ونجح أكثر من غيره . كلنا ننسى أن بوذا والمسيح يمسكان بالعصا من المنتصف منذ مئات القرون ! .... يختلف الفلاسفة إلى اليوم حول أصل الانسان . ويتجاهلون أصل الفرد ( مع أنه يتكرر مرارا كل لحظة ) ! وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد ، بل يعتبرون بغالبيتهم المطلقة أن الصراع هو الأصل . ويتجاهلون أن أصل الفرد علاقة حب ووئام ، أو متعة ولذة في الحد الأدنى . هذه الفكرة الجديدة ل تزفتيان تودوروف . الكتاب عنوانه " حياتنا المشتركة " كما أتذكر ، وأعتذر من المترجم _ ة ، مع الشكر . .... أصغر مشكلة يلزمها أحمقان .... ملحق وهامش علاقة الآباء والأبناء بين التقليد والصراع والتكرار ؟! يرد الأبناء التحية بأضعافها دوما ، ولو بعد حين ، سلبا أو إيجابا . لحسن الحظ ، الاتجاه الإيجابي هو الغالب ، ولم يحدث أن تراجعت الحياة إلى مرحلة سابقة . تطور الحياة أو قانون التطور ثابت ، وفي اتجاه واحد ، من مرحلة دنيا ( بسيطة وأولية ) إلى مرحلة عليا ( معقدة وثانوية ) ، على العكس من اتجاه حركة الزمن ، الثابت أيضا من جهد أعلى ( مستقبل ) إلى جهد أدنى ( ماض ) مرورا بالحاضر أو الجهد صفر ( صدفة وسبب ) . بعبارة ثانية الجدلية العكسية بين الحياة والزمن تفسر ذلك بشكل منطقي ، وتجريبي بالتزامن . في مرحلة الطفولة يشكل الأبوان والعائلة والجماعة ( أو من يمثلهما ) قدوة الطفل _ ة أو السقف ، بينما يمثل الغريب _ة والعالم العتبة . ويحدث ذلك بالتزامن مع نمط العيش الطفولي ، ومعادلته الثابتة : أخذ _ عطاء . بعد النضج يحدث تغير دراماتيكي ، حيث يتراجع دور الأهل والأقرباء والجماعة وأهميتهم إلى العتبة والحد الأدنى ، بينما يحتل دور الغريب _ة ( الشريك العاطفي خاصة ) والعالم السقف والغاية . هذه الفكرة تحتاج إلى التوضيح ، والفضل يعود إلى أريك فروم أيضا : يفسر فرويد حب الصبي لأمه والفتاة لأبيها بالدافع الجنسي ، واستمر بذلك الموقف طوال حياته ( اعتبار أن الحب دافع جنسي مكفوف ، وذلك يذكر بتفسير داروين للجمال بأنه نوع من الاغراء الجنسي وغايته خدمة التكاثر ) . لكن غير المفهوم ، هو العناد الطفولي عبر التشبث بفكرة غير منطقية بشكل صريح ، وقد تكرر الأمر مع غالبية الشخصيات الشهيرة العلمية أو الثقافية أيضا لا السياسية فقط ! يحل المشكلة أريك فروم ببراعة ، مع برهان قابل للفهم بالنسبة لمراهق _ة متوسط الذكاء . الدافع الجنسي يبدل موضوعه بسهولة ، وهذه حقيقة مباشرة ويمكن ملاحظتها ، وهو قوة غريزية هائلة بدون شك . وعلى العكس من تفسير فرويد ، الدافع الجنسي هو القوة الرئيسية التي تدفع الفرد الإنساني ، في اتجاه حب آخر ( غريب في البداية ) أكثر من الأبوين والأخوة . بعبارة ثانية ، الدافع الجنسي هو القوة الأساسية التي تدفع بالمراهق _ة خارج بيت العائلة ، ومعها دوافع مختلفة ، اقتصادية وغيرها . .... يتمثل النضج الفردي بتجاوز الأبوين والجماعة الأم ، إلى العالم والآخر ( الغريب ) . بالتزامن مع عكس نمط العيش ومعادلته القديمة إلى نقيضها : عطاء _ أخذ . الفرد الذي ، يتقدم به العمر دون أن يغير محور الاتجاه والاهتمام _ بالتزامن مع رفع المعايير والقيم الطفولية إلى مستوى المعايير الموضوعية والقيم الإنسانية _ يخرب حياته كل يوم جديد ، وفق معادلة المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس . بينما اتجاه الصحة والحب ؛ اليوم أفضل من الأمس . .... المشكلة الموضوعية تتجسد عبر التناقض الفعلي بين جانبي الحاضر ، يتعذر جمعهما . من المستحيل أن تكسب اليوم والغد . وهذه الفكرة ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع ، بدلالة مستويات المصلحة المتعددة ، من الأدنى إلى الأعلى 1 _ المصلحة المباشرة ( نرجسية وأنانية ) 2 _ المصلحة المتوسطة اجتماعية وثقافية ، تمثلها الخطط الخمسية للشركات والمؤسسات ، أيضا يوضحها الاختلاف بين الاستراتيجية والتكتيك 3 _ المصلحة الروحية ، وهي تمثل المنجز الحقيقي أو الأثر الذي يتركه الفرد بعد موته . وهذه الفكرة مشتركة بين مختلف الاتجاهات الثقافية الحديثة ، في العلم والفلسفة والدين . وربما يكون اتفاقها الوحيد الإيجابي والصحيح كما أعتقد ، ويقابل الاتفاق الشامل على الاتجاه الخاطئ للزمن من الماضي إلى المستقبل . غدا يوم جديد شكرا لثقتك .... الفصل الثالث _ الباب الثالث
ليس خيارا يمكن تأجيله بل هو ضرورة ملحة ، نقل محور الاهتمام والتركيز ، من الماضي إلى المستقبل _ وعلى كافة المستويات الفردية والاجتماعية والدولية والثقافية خاصة . تحويل محور الاهتمام الإنساني ، من الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) إلى الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) ، مع الانتباه أنهما وجهان لعملة واحدة يتعذر فصلهما ، والفرق بينهما في الاتجاه فقط : الحاضر الإيجابي وجود بالقوة + الفعل ، بينما الحاضر السلبي وجود بالفعل والأثر ، لكن ينقصه الوجود بالقوة أو البعد المستقبلي وهو منفصل تماما عن مجال التأثير وخارج إمكانية التحويل أو التغيير . الحاضر الإيجابي هو المصدر الدائم والبداية المتجددة ( سبب + صدفة ) ، بينما الحاضر السلبي هو النتيجة والتكرار . .... مثال تطبيقي ومباشر ( أنت وأنا ) ... لندع خلافاتنا جانبا ، ولو بشكل مؤقت ، ولنحدد مجال اتفاقنا الحقيقي بوضوح . حتى نهاية السنة الحالية 2019 ، ولنحاول تحقيق ذلك بالفعل . ولتكن السنة الجديدة ( القادمة ) معنا أو من دوننا ، مخصصة لتحديد الاختلاف وكيفية التعامل المناسب معه _ حيث الطرفان يكسبان . لكن بعد تحديد مجال الاتفاق وليس قبله ، ذلك خطأ قاتل . .... مع بداية هذا القرن ، تغير العالم والوجود وانتهت معه العلاقات من نوع : رابح _ خاسر . العلاقات الإنسانية الحالية والقادمة ( كما أعتقد واتوقع ) ، هي أحد اتجاهين فقط : 1 _ علاقة خسارة _خسارة ، حيث الاتجاه المحوري : اليوم أسوأ من الأمس . والأفضل في هذه الحالة الانفصال ، أو البديل الثالث ، وأي بديل عن العنف أو يخففه . 2 _ علاقة ربح _ربح ، حيث الاتجاه المحوري : اليوم أفضل من الأمس . .... ما تزال الأيدي تصلح للمصافحة . .... الحاضر أهم من الماضي ، واليوم أهم من الأمس . على الأقل يمكننا البداية ، من هذه الحقيقة الموضوعية والمتبادلة . ما هي مشكلة الفرد ( أنت وأنا ) الأولى والمباشرة والمستمرة ؟! غالبا تكون الرغبة القهرية بالجمع بين هناك وهنا . وهذه الرغبة أولية ، ومشتركة ولاشعورية بطبيعتها ، لكن بسهولة يمكننا وعيها وفهمها . الشعور هنا ، موضعي ومحدد بطبيعته . يتعذر نقل الشعور أو قذفه إلى هناك . لكن وعلى نقيض ذلك ، الفكر هناك ، وهو رمزي وغير محدد بطبيعته ، ويتعذر تركيزه وتثبيته في الآن هنا . .... تلك هي فجوة الألم . جسدك هنا وعقلك هناك . غاية التركيز والتأمل حل هذه المشكلة بشكل لائق ، وحقيقي . التركيز والتأمل ، قبل الصلاة والصوم ، مع أنهما يتشابهان أضعاف اختلافهما . لندع المستوى الديني ( المغلق ) جانبا في المرحلة الأولى . الصلاة عادة والصيام طقس . من ينظر إليهما من الخارج يرى : صعوبة الصيام وسهولة الصلاة . لكن من تنظر إليهما من الداخل ترى العكس تماما ... سهولة الصيام وصعوبة الصلاة . يتعذر الدمج بين هنا وهناك ، هذا وهم نرجسي . .... الشعور والفكر من طبيعتين مختلفتين تماما ؟! الشعور ظاهرة بيولوجية وفيزيولوجية ، موروثة ، ومشتركة بين الأحياء . الفكر ظاهرة ثقافية واجتماعية ، مكتسبة ، وتختلف بين فرد وآخر . بالإضافة إلى ذلك ، حركة الفكر أفقية ، بين القرب والبعد ، اتجاهها إلى _ هناك دوما ... وتتوافق مع الحركة التزامنية للوقت والزمن . بينما حركة الشعور عمودية ، بين العمق والارتفاع ( أو القوة والضعف ) ، واتجاهها موضعي وداخلي هنا دوما ... وتتوافق مع الحركة التعاقبية للزمن والوقت . غاية التركيز والتأمل ، تحقيق الانسجام بين الشعور والفكر ، وتجسير فجوة الألم . الانفصال الوجودي بين الكلمات والأشياء ، أو بين الدال والمدلول مصدر فجوة الألم . وتلك كانت إحدى القضايا المحورية في ثقافة القرن الماضي . هذه الفكرة تحتاج إلى تفكير عميق وهادئ ، وتستحق اهتمامك ... .... خلال نصف القرن الماضي ، الثاني وخاصة السبعينات ، كانت السلوكية أشهر مدارس العلاج النفسي والعقلي وما تزال أهميتها ( وسوف تبقى كما أعتقد ) . تركز السلوكية على النتيجة . النتيجة هي الأهم ، ويبالغ البعض بأنها وحدها المهمة أو التي تستحق الاهتمام . لا ينكر أهمية النتيجة عاقل _ ة . وذلك منجز السلوكية الرئيسي ، نقل محور الاهتمام من الماضي إلى المستقبل . .... المدهش في الفكرة الجديدة ( أي فكرة جديدة صحيحة ) ، أنها تتضمن كل ما سبقها ، والعكس غير صحيح بالقطع . النظرية الجديدة للزمن ( أو النظرية الرابعة ) ، تطبيق مباشر على الفكرة ، وهي تتضمن النظريات الثلاث السابقة والعكس غير صحيح . 1 _ النظرية التقليدية : اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر ، وهي تحتاج إلى عكس الاتجاه ، مع إضافة الحركتين التعاقبية والتزامنية لتتوضح الفكرة . من خلال الانتباه والتركيز ، يمكن ادراك الخطأ في الاتجاه ، حيث أن اتجاه سهم الزمن : من الحاضر إلى الماضي دوما ، وبشكل ثابت وغير قابل للعكس . لو كان الاتجاه من الماضي إلى الحاضر ، لكان عيد الميلاد الشخصي في الأمام . أتفهم المغالطة في هذه الفكرة ، وسببها الخلط بين اتجاه الحياة واتجاه الزمن ( متعاكسان ) . وهذه الفكرة ( اتجاه حركة الزمن ) ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع في الفصول السابقة . 2 _ موقف التنوير الروحي ، أو الحاضر الدائم والوحيد ، يتعذر قبوله منطقيا . نحن جميعا اختبرنا الماضي غير الموجود ( والمفقود دائما ) ، ونعرف أن المستقبل قادم معنا أو دوننا . 3 _ النظرية الحديثة ، اينشتاين وهوكينغ وغيرهما كثر ، ليس لحركة الزمن اتجاه واحد . لو كان ذلك صحيحا ، فهو يلغي التزامن الذي نختبره كل يوم وكل لحظة . 4 _ النظرية الرابعة تتضمنها جميعا ، وهي نتيجتها المنطقية . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث ف 3
-
نظرية جددية للزمن _ الباب الثالث مع فصل 1 و2 ومحلق جديد
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث فصل 2
-
فنون السخرية ، والتركيز والتأمل _ مثال تطبيقي على نظرية جديد
...
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الثالث فصل 1
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الأول ( يتضمن الباب الأول والثاني
...
-
نظرية جديدة للزمن _ مقدمة الباب الثالث
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 3
-
نظرية جديدة للزمن _ المفارقة الانسانية
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 2
-
ملحق خاص باتجاه حركة الزمن
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 1
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني
-
نطرية جديدة للزمن _ الباب الأول ويتضمن 3 فصول
-
خلاصة الفصل 3 وتكملته _ نظرية جديدة للزمن
-
نظرية جديدة للزمن _ الفصل 3
-
مثال تطبيقي _ على ما سبق ايضا ( جدلية الجد _ة والحفيد _ة ...
...
-
نظرية جديدة للزمن ، الفصل 1 و 2 مع الملحقات
-
نظرية جددية للزمن _ مثال تطبيقي
-
نظرية جديدة للزمن _ الفصل 2
المزيد.....
-
أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
-
إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط
...
-
بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب
...
-
من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر
...
-
كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال
...
-
سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل
...
-
بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
-
تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
-
إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير
...
-
المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|