أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - طلال شاكر - رسالة مفتوحة الى المرتابين بانتفاضة تشرين الوطنية...















المزيد.....

رسالة مفتوحة الى المرتابين بانتفاضة تشرين الوطنية...


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 21:02
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


رسالة مفتوحة الى المرتابين بانتفاضة تشرين الوطنية....
عديدة هي الاقلام والاصوات التي تنادت للتشكيك والحط من قيمة الانتفاضة الجماهيرية المتصاعدة، وكالعادة يستحضر منطوق المؤامرة بوصفه التعويذة المناسبة لكل حدث لايروق لمناوئيه او يتناقض مع مصالحهم وهذا اتجاه عام تستطيبه وتلوح به النظم الفاسدة في وجه معارضيها.السلطة الحاكمة في العراق لم تستثن أية وسيلة اواجراء مهما كانت درجة انحطاطه ودونيته للنيل من الانتفاضة قتلا واغتيالا وخطفا وتشويهاً ونفاقاً وحتى الاشادة بها. وهي تحاول عاجزة عبر ابواقها في اثبات ماتدعيه من ارتباط الانتفاضة باجندات خارجية اسرائيل امريكا الامارات السعودية البعث... ولم تعد تغريدات ومقولات وتصريحات (دٌبر بليل) التي رددها مسؤولون واعلاميون وقنوات مختلفة مجدية او مؤثرة بقدر ما كانت تشير الى بؤس السلطة واخفاق ازلامها في التعامل مع يقظة اجتماعية عميقة زلزلت مواقع الفاسدين وارعبت طغاة النظام... القراءة السطحية للانتفاضة من قبل بعض الكتاب جعلهم يتخبطون في مجاهل التأويلات ويحشرون عنوة مصطلحات بائسة مثل فلول البعث والجوكرالخ.. للنيل من جوهر الانتفاضة ودماء شهدائها وصمود ثوارها وكفاح الاغلبية من العراقيين.... هذه المقدمة هي تمهيد لرؤية تحليلية مغايرة لتفنيد تلك الادعاءات وتفكيكها..
منذ تاسيس مشروع بناءالدولة العراقية عام1921 وتواصله بعد ثورة 14 1958 ومن ثم نكوصه واخفاقه بعد انقلاب شباط الدموي 1963... 1968. سارت الامورنحو الاسوء وابتعد مشروع الدولة الوطنية عن مساره وتلاشى مضمونه في تلك الاماد السالفة ... بعد 2003 عندما سقط النظام الدكتاتوري البعثي لاحت امكانية متواضعة للسير نحوتجديد مشروع بناء دولة وطنية عراقية لكن هذه الفرصة سحقت بعد تسلم الاحزاب الاسلاموية الشيعوية التي اجهضت هذا المشروع الوطني الحاسم. تاريخياً البعث والمشاريع القومانية الكردية والاسلام الشيعوي هم من دمر المشروع الوطني لبناء دولة عراقية تقوم على اساس المواطنة بولاء عراقي انساني. في التجربة العملية ثبت ان ماتخشاه وتقاومه اسرائيل حصرأ هونشوء نظم وطنية تحت ظل دولة وطنية ديمقراطية تقوم على اساس المواطنة في الشرق الاوسط بأعتباره تحدياً جديا على مخططاتها العدوانية..عمليا النظام القائم في العراق هو الذي ينفذ هذه المهمة بكل جدارة واصرار فهو من أجهز على ماتبقى من ركائز وطنية عراقية وانهى اي احتمال سياسي لبناء دولة المواطنة... لا اريد الدخول في تفاصيل الموضوع وفلسفته فله بحث اخر. في هذا المنعطف من مصلحة اسرائيل والجهات المتأمرة على بلادنا ان تدمر هذه الانتفاضة وتنهيها، فمطالبها بالاصلاح ومحاربة الفساد وبناء نظام وطني يتجاوز الطائفية والمحاصصة لايتجاوب واهدافها ولايتناسب واعداء العراق عموماً وبهذا التجلي هي تشكل بديلاً وطنياً واعدا اذا ما تحققت اهدافها.. في المحصلة من مصلحة اعداء العراق ان يستمر النظام الطائفي في العراق فهو نظام تساومي لامبدئي وهذا هو الجوهري فيه، فالولاء الوطني يتناقض مع اجنداته الضيقة والمتخلفة , وبالتالي يمكن مساومته وشراء مواقفه بابخس الاثمان فالبقاء على سدة الحكم هوجوهر عقيدة حكامه، فكيف تترجى من نظام تحكمه مليشيات فاسدة منفلتة تابعة وينخره الفساد والخيانة والدونية في سلوكه وحكمه ان يشكل خطرا على اسرائيل وغيرها. لايوجد في جعبة المناوئين للانتفاضة سوى التشهير والتشويه وهذا يتماشى مع ماتريده السلطة القائمة التي تحاول خلط الاوراق بعد ان عجزت في قمع الانتفاضة. الامر الاخرهو مايتعلق بحزب البعث ودوره اوكافراد منه في التأثيرعلى مسارالانتفاضة هوتهويل وتطير غير مبرر يجرى توظفيه كشماعة متهالكة يجري التواري خلفها كلما جرى احتجاج جماهيري ضد سلطة الاحزاب الشيعوية الاسلاموية رغم وجود الالاف من اعضائه ينشطون في احزاب السلطة الاسلاموية وميليشياتها.حزب البعث موضوعياً وذاتيا لايمكنه لعب اي دور سياسي حاضرأ أو مستقبلا في العراق فهو كمشروع قوماني زائف وصل الى نهايته وانتهى قبل ان ينهيه خصومه ويلفظه التاريخ, لقد كان مشلولا وهوفي الحياة وفطس وهو فاقد الوعي, فالامرلايتعلق
(بخوف وقلق من يخشى عودته) (أو برغبة وسعي من يريده ان يعود..)
فهنالك تغيرات بنيوية اجتماعية وسياسية عميقة لاتسمح لاي حزب ذو عقيدة شمولية ان ينفرد بالحكم ناهيك عن حزب اخرج بالقوة المسلحة من السلطة وسط معارضة ورفض جماهيري عارم وفي رقبته استحقاقات جنائية هائلة لم تنته بعد, وماتقافز الكثير من كوادره للالتحاق بالمنظمات الارهابية الا خيار اليائسين والمهزومين دون ان يتجرؤا المجاهرة بوضع تنظيمي ملموس يثبت وجودهم كبعثيين كل ذالك يدل على افلاس هذا الحزب وماتبقى منه كشراذم متسكعة يشير الى سوء المصير الذي انتهى اليه كمشروع وكيان..
التمرد الاجتماعي على الظلم والفساد الذي بتجسد بثورة أوانتفاضة لايمكن ضبط ايقاع تدفقهما بقواعد محددة ، فالانتفاضة ومايقاربها تجري كالسيل العارم تكتسح بقوة كل الموانع يرافقها العنف. الجنوح. النبل. الدم الشهامة التضحية. والتطرف. وفي كل الثورات العظيمة والانتفاضات يصاحبها مايخجل منه المرء او مايغمره الفخر والزهوبه فهي ميدان تتجاذب فيه كل المتناقضات وهي تنطلق نحو اهداف انسانية راقية تنشدها لاوطانها، قد تتطفل على اية ثورة اوانتفاضة قوى هامشية اومتضررة اويجري توظيف بعض اهدافها من قبل قوى مختلفة بيد ان ذلك لاينتقص من شأنها اويلوي اهدافها العادلة فهذا مسار موضوعي ومخاض جارف وبخاصة اذا ماحظيت بقيادات ملهمة وواعية. ان التسرع في الحكم على الانتفاضة من خلال جزئيات منفرة دون الالتفاف الى اهدافها النبيلة وعظم التضحيات وقوة الاصرار في وجه سلطة متوحشة ومليشيات دونية مستهترة لاتملك قيماً انسانية, معدومة الولاء تقتل وتخطف وتغتال كأية مافيا اجرامية ساقطة, سيفضي في النهاية الى استنتاجات غير متوازنة ورؤية ضيقة وهذا مايجري بحقها من قبل مثقفين لايشك في وطنيتهم. ان التامل العميق في اسبابها واهدافها يستدعي منا رؤية منطقية عن دواعي هذه التضحيات الكبيرة مئات الشهداء. الاف الجرحى. والمغيبين شباب في عمر الزهور نكبت عوائلهم بهم.. ويطرح بقوة ..التساؤل العميق.. عن اسباب هذا التضامن الوطني الواسع من مختلف شرائح الشعب مع الانتفاضة في رقعة جغرافية واسعة تتقاسمها مدن ستراتجية بكثافة سكانية وانتماء مذهبي سائد, لماذا كل هذا الاصرار والتحدي من قبل ابطالها وجماهيرها انها تساؤلات وجدانية وانسانية قبل ان تكون سياسية. اجيب ان انعدام العدالة واسشراء الظلم والفساد وتهاوي كرامة الانسان العراقي وامنه ومسقبله وتلاشي الامل في بناء دولة المواطنة، كل ذلك أجج لهيب هذه الانتفاضة الجماهيرية المجيدة التي لانظير لها في تاريخ العراق الحديث والمعاصر،فلاول مرة تبرز فكرة الوطن الحر والولاء الوطني للعراق كشعار سامي يرفعه المنتفضون في ظروف بالغة التعقيد انقسام مجتمعي طائفية سياسية وطن ممزق لا سيادة ولاهيبة له. فجاءت الانتفاضة كرد ملحمي على سنين عجاف من الفشل والنكوص والظلم تحت ظل سلطة فاسدة حتى النخاع. أن الزعم بأن الانتفاضة خطفت او ان هنالك تمويل خارجي لها اومركز دولي لتوجيهها يبقى ضمن دعاية السلطة والميلشيات الطائفية المرتبطة بمشاريع اجنبية معروفة من اجل اثارة الشك باهدافها وجدوى تواصلها .. اقول اخيرا اذا كانت الانتفاضة كما يصفها اعداءها والمرتابين منها فسوف تتلاشى وتهزم.. واذا كانت انتفاضة حقيقية واصيلة في اعين شهداءها ومناضليها والاغلبية من شعبها فستنتصر وتسير بالعراق نحو بناء دولة المواطنة المنشودة والايام ستثبت ما لها وماعليها... المجد للشهداء الفخر والاعتزاز بثوارها البواسل والخزي والعار للقتلة من المليشيات الارهابية والاحتقار والادانة للصمت الذي تلوذ به الجهات الحكومية المسؤولة عن قتل الناشطين والسكوت عن عمليات الخطف والترويع الذي يتعرضون لها...



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء عبدالكريم خ ...
- رساة مفتوحة الى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي...
- رسالة مفتوحة الى المستشار فالح الفياض
- البارزاني والمالكي.. نموذجان.. للتعصب والتخلف...؟
- أنقسام العراق .. واقعاً.. صنعه العراقيون...؟
- العراقيون وثقافة المؤامرة حكاية طويلة..؟
- البعث... مشروع عقيم تقيئهُ التاريخ.
- الاسلام العراقي ومستقبل الدولة المدنية الموعودة..؟
- الاستعانة بقوات امريكية.. لدحر داعش ضرورة وطنية...
- عامر عبدالله ..كما عرفته ليس شيوعياً..؟
- عشر سنوات على انقاذ العراق من الدكتاتورية..
- تحت.. راية الطائفة.. والعشيرة..السنة.. هيأوا مرجعيتهم ..؟
- حين يتهاوى الموقف الى حضيض العار...؟
- الصراع العربي.. الكردي.. في العراق الى أين...؟
- الرئيس احمدي نجاد.. يبشر بالمهدي المنتظر...؟
- عمر بن الخطاب : تفكيك شفرة العدالة..؟
- التجمع العربي لنصرة القضية الكردية.. وصناعة الاوهام..
- الاحزاب الشيوعية وازمة التعاقب القيادي ..؟
- العراق. والعراقيون. أزمة القيم والتكوين..؟
- خارطة طريق طائفية : وراء موقف المالكي من الانتفاضة السورية.. ...


المزيد.....




- ما هي أجمل الأماكن السياحية في البحرين؟
- بالأبيض والأسود..مصورة تكشف عن الجمال الخفي لتراث الإمارات
- أول تعليقين من أبو مازن و-حماس- على عزم أيرلندا والنرويج وإس ...
- فيديو: أحد الركاب يروي تفاصيل مرعبة لهبوط الطائرة السنغافوري ...
- فتاة غامضة وساحرة -تخطف- قلب مبابي في رمشة عين!
- تفاعل كبير مع مقتنيات مكتب ولي العهد السعودي ظهرت خلال اتصال ...
- -بوليتيكو-: جمهوريون يتهمون البيت الأبيض بإرسال الأسلحة إلى ...
- إنجاز رائد.. إنشاء أول دماغ صغير في العالم مزود بحاجز دموي د ...
- أموال محشوة في أحذية.. نشر صور لما عثر عليه بمنزل سيناتور أم ...
- ما هي دول الاتحاد الأوروبي التي اعترفت بدولة فلسطين ومتى قام ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - طلال شاكر - رسالة مفتوحة الى المرتابين بانتفاضة تشرين الوطنية...