أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - من أجل أن لا نصبح شعبا من الطراطير














المزيد.....

من أجل أن لا نصبح شعبا من الطراطير


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 6451 - 2019 / 12 / 30 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرّ على الانتخابات الرئاسية أكثر من شهرين، واحتفل التوانسة منذ مدّة بفوز المرشح الرئاسي قيس السعيد بأغلبية كبيرة على منافسه نبيل القروي.وقد رأى في الرئيس الجديد كثير من الناس صورة لليد النظيفة والاستقامة ومحاربة الفساد الشيء الذي افتقدته الساحة السياسية منذ سنوات.
فوز قيس السعيد المحسوب على المدّ الثوري ، الى جانب دعمه من حركة النهضة وعدد من الاحزاب كالتيار الديمقراطي وحركة الشعب وائتلاف الكرامة وغيره قد يكون فرصة ذهبية حسب البعض لتونس في محاربة الفساد ومحاصرة الفاسدين وانقاذ البلاد وخاصة مع التوافق الكبير بين هذه الاطراف والرئاسة حول الأهداف المذكورة.
كما قد يكون فوز قيس السعيد حسب كثيرين لحظة تاريخية ومفصلية لحركة النهضة لتنفيذ وعودها في القضاء على الفساد ومحاربة الفقر وخاصة أنّ الحركة وجدت نفسها لأول مرة محررة من ضغوطات 2011 الدولية والمحلية واكراهات 2014 التي أملاها التوافق مع حزب نداء تونس...
فحركة النهضة اليوم هي الفائزة بالمركز الاول في الانتخابات التشريعية ،وبالتالي بيدها هي أن تختار رئيس الحكومة الذي يتوافق مع أهدافها ، وهي تُحظى برئيس يتوافق مع نفس الاهداف والبرامج ومحسوب على الخط الثوري، هذا علاوة على فرصة تشكيلها لتحالف قوي في البرلمان ممن يتوافقون على نفس الرؤية مثل حركة الشعب وائتلاف الكرامة وغيره...
فسياسيا وحسابيا يجتمع الرئيس قيس السعيد مع حركة النهضة في وجود حزام أمان حولهما ، وحركة النهضة نفسها الفائزة بالمركز الاول هي حزام أمان للرئيس في تمرير مبادراته التشريعية ...
فهل تكون هذه اللحظة التاريخية التي ينتظرها التوانسة لتحقيق ” أهداف الثورة ”؟
وهل هي المرحلة الحاسمة في محاربة الفساد والفقر ونصرة قضايا المظلومين كما يعدون؟
وهل هي لحظة تغيير النظام السياسي في تونس واسترجاع دور الرئيس وصلاحياته؟
ما يحدث اليوم في تونس وما سيحدث لاحقا لا يخرج بالمرة عن المشهد السياسي قبل انتخابات 2019 ، بل هو استمرار في السير على نفس الخطى المحددة سلفا في برنامج أجندة ”الربيع الأميركي ”في تونس باسم الربيع العربي ، بل نحن اليوم نقف أمام تنفيذ أخطر جزء من هذه الأجندة والمتمثل في هدم الدولة وتهميش دورها وفتح الباب نحو الفساد المحلي بدل الفساد المركزي وصراع المصالح الأنانية علاوة على تحويل كل شبر من البلاد لارض مستباحة للأجنبي باسم الشراكة والاتفاقيات التي جاءت بها مجلة الجماعات المحلية ، وليس أجدر من وجود يد نظيفة عرفت بالاستقامة وتنقصه الخبرة السياسية لتنفيذ هذه الخطوة الخطيرة ، فكان قيس السعيد.
فما أعلنه الفائز بالرئاسة قيس السعيد من حملة تفسيرية لبرنامجه يقوم على أمرين ” لا مركزية القرار وتوزيع السلط ” أي البدء من المحلي نحو المركزي ، وهذا ليس برنامجا جديدا يطرحه السيد قيس السعيد ، بل هو ما يتوافق تماما مع مجلة الجماعات المحلية المعلقة الى اليوم عن التنفيذ رغم اجراء الانتخابات البلدية منذ مدة والتي قامت من أجل تنفيذ بنود هذه المجلة.
وتعتبر مجلة الجماعات المحلية من أخطر ما تمّ تمريره في غفلة من التوانسة بعد الدستور ، فهي تفتح الباب على مصراعيه لتشريع الفساد ” عقد اللزمة وصلاحيات المجلس المحلي ” وتبيح التدخل الخارجي في الداخل بما أعطته من صلاحيات للمجلس المحلي من عقد الاتفاقيات والتمول الأخارجي ، هذا علاوة عن التشتت والتشرذم وتهديد وجود الدولة ودورها في المجتمع ، وهذا لا يخرج عما أعلنه الفائز بالرئاسة قيس السعيد تحت عنوان لا مركزية القرار وتوزيع السلط أو بالأحرى تشتيتها مع يقيننا الكبير بعد معرفتنا بالسيد قيس السعيد انه في غفلة كبيرة عن الأبعاد الخطيرة لهذه الشعارات مستقبلا على البلاد وعلى شعبها ، وهذه الغفلة ناتجة عن وجود جهل سياسي لدى الرجل وفقدانه للخبرة في المجال اذ مجاله الحقوقي لا يجعل منه سياسيا مفكرا بالضرورة.
أما السماح بفوز قيس السعيد فهو أمر منتظر بعد تسلسل مجريات الاحداث قبل الانتخابات ابتداء من توقيت سجن نبيل القروي المرشح الثاني ، وتسريب وثائق تعاقده مع الشركة الأجنبية، انتهاء بتوقيت اللقاء الصحفي مع الصهيوني بن ميناش قبل يوم واحد من الانتخابات ...هذا طبعا علاوة على نظافة السجل الخاص للسيد قيس السعيد وتوظيف الصورة العامة في أذهان الناس عن تطلعاتهم نحو رئيس نزيه مستقيم متصالح مع الهوية وهو ما اختزل في الرجل .
ففوز السيد قيس السعيد بالرئاسة يخدم تماما المرحلة المستقبلية في تونس وخاصة لما في فوزه من امتصاص للغضب الشعبي على الوضع ولو كان مؤقتا لكنه سيكون بمثابة الجرعة المسكرة له الى حين ، وحينها يكون قد تم تنفيذ لبنة أخرى من لبنات خديعة الربيع الاميركي في بلادنا ليس في غفلة عن الشعب بل في غفلة عن الرئيس قيس السعيد نفسه...
أقول هذا الآن ، حتى لا نكون شعبا من الطراطير ، فوصول السيد قيس السعيد للرئاسة هو خطوة جيدة لتنفيذ املاءات الربيع الأميركي في تونس في أخطر مراحله ، ولكن هذه المرة بأياد نظيفة ووجوه نزيهة ...



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر : ماذا بين الانتخابات والحراك الشعبي؟
- الرئيس التونسي السعيّد : الثورة،الدولة،الارهاب،التطبيع ...وب ...
- حتى لا تكون جهود محاربة الفساد صناعة للفساد
- - الأمازيغية- في تونس من الفلكلور الثقافي الى الحراك المشبوه
- لماذا يصنعون من الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة فوق المساء ...
- اسألي القمر عنّي ...
- الموجة الثانية من الربيع العربي : الجزائر مثالا
- لماذا نلوم الجيوش في كلّ مرّة؟
- فاجعة حريق نوتردام:ماذا بيننا وبينهم؟
- السياسي والأنثى
- شعوب تتحرّك وعملاء يقرّرون لها مصيرها لصالح نفس العدو
- 14جانفي2011: ثورة أم تأسيس للفساد
- بريكست : التداعيات الخطيرة لانسحاب بريطانيا من الاتّحاد
- النظام الرأسمالي : عقيدة باطلة ورعاية مفقودة
- الربيع العربي في دوّامة الاستراتيجية الأمريكيّة للمنطقة
- علاقة حصار قطر بالضغط على أوروبا
- ملابسات وظروف قطع العلاقات مع دولة قطر
- هل يوجد بترول في تونس ؟
- ملامح عن المشروع المجتمعي المفروض على المنطقة
- وثيقة المبادئ العامة لحركة حماس : على خطى منظمة التحرير في ا ...


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - من أجل أن لا نصبح شعبا من الطراطير