أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - ملابسات وظروف قطع العلاقات مع دولة قطر














المزيد.....

ملابسات وظروف قطع العلاقات مع دولة قطر


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 5550 - 2017 / 6 / 13 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر قرار مصر والامارات والسعودية ودول أخرى بقطع العلاقات مع قطر، وقيام الأردن بتخفيض علاقاته معها هو جزء من آلة الضغط الأميركي على قطر حتى تسير مثل باقي دول الخليج في كيفية التعاطي مع متطلبات المرحلة الجديدة من مشروع الشرق الأوسط الكبير فيما يخص ملفات المنطقة ومنها دول الخليج، إضافة إلى ضرورة التزام قطر بما يتوجب عليها مما فرضته إدارة ترمب على دول الخليج من أتاوات ضخمة.
وفيما يخص متطلبات المرحلة الجديدة من المشروع الأميركي فإن الحدث الذي حرك المياه الراكدة في الخليج لا بد من قراءته في سياق ما طولبت به قطر من التوقف عن دعم "الإرهاب"، والتوقف عن دعم الإخوان وحماس، إضافة إلى الكف عن التعاون مع الدول الداعمة لـ"الإرهاب" (إيران)، ومطالبة قطر بذلك بعد زيارة ترمب الأخيرة، يمكن أن يفهم منه:
أولًا: إن ما يجري هو امتداد للتوجه الأميركي نحو المنطقة منذ انقلاب السيسي؛ أي هو امتداد لمرحلة إخضاع الشعوب للأمر الواقع، وطي صفحة إشراك "الإسلاميين" في الحكم ومواصلة فرض العلمانية على المنطقة بالحديد والنار بعد أن حققت أميركا غرضها من الثورات؛ وهو تفتيت جزء من بلدان المنطقة في طريق تمزيق الجزء الآخر. وهذه المرحلة من مراحل تفكيك الشرق الأوسط تقتضي إنهاء حالة التوازن والاحتواء التي كانت تمارسه الولايات المتحدة عن طريق الإمارات والسعودية بدعم التيار الليبرالي والدولة العميقة، وعن طريق قطر بدعم التيار "الإسلامي" المتثل بالقوى الشعبية والجماعات الإسلامية وعلى رأسها "الإخوان المسلمين". حيث كان الاحتواء والتوازن ضرورة مرحلية لمنع خروج قاطرة التغيير عن المسار المخطط له. وقد بدأت المرحلة الثانية من مراحل المشروع الأميركي منذ انقلابها على أدوات المرحلة الأولى وهم قيادة قطر السابقة والإخوان المسلمون وتركيا والجماعات "الجهادية"، ومنذ أن استُبدلت السعودية والإمارات بقطر لقيادة قاطرة التغيير في المنطقة. وبالتالي فإن لجم قطر هو نتيجة حتمية للمرحلة القادمة ونتيجة طبيعية للسياسة الأميركية التي تقتل "خيولها" بعد استهلاكها.
ثانيًّا: إن مجرى الأحداث ومواقف الدول ذات العلاقة يدل على أن هناك استراتيجية قصيرة المدى تستهدف قطر وسياستها لتحجيمها ومنعها من مواصلة الدعم للتيار الإسلامي الذي لم يعُد يلزم في مرحلة الحرب على "الأيديولوجية الإسلامية" ومتطلبات التقسيم في سوريا وليبيا واليمن؛ وأن هناك استراتيجية بعيدة المدى تستهدف السعودية والخليج برمته، وهذه الأزمة هي بداية الفرز وصياغة التحالفات العائلية في الدول الخليجية عن طريق محمد بن زايد ومحمد بن سلمان تمهيدًا لدعم التيار الليبرالي في الأسر الحاكمة وبخاصة آل سعود وتقويض الإيديولوجية "الإسلامية" التي يتسلح بها النظام السعودي. وعلى ما يبدو أن الولايات المتحدة تستغل وجود الملك سلمان وتحكم ولده محمد بالمملكة لرسم مستقبل المملكة بعيدًا عن السند الأيديولوجي الذي توفره الوهابية. حيث أن مطالبة المملكة لقطر بوقف الدعم لـ"الإسلاميين المؤدلجين" قيدٌ سيرتد على النظام السعودي ذاته.
ثالثًا: من المرجح أن تخضع قطر للضغوط وتبدأ بالتحول التدريجي والتضييق على أصحاب التوجه الإسلامي استجابة للإملاءات الأميركية. ومن المتوقع أن ينجم عن ذلك تصعيد ضد التنظيمات المعارضة في بلدان "الربيع العربي" لمحاصرتها وعزلها أو تصفيتها.
أما فيما يخص الإلتزامات المترتبة على قطر، فإن ترمب كان قد تحدث في حملته الانتخابية عن عجز الموازنة الأميركية الهائل، وأنه يرى أن دول الخليج ينبغي أن تسد ذلك العجز، بل إنه سبق أن خاطب دول الخليج قائلًا: "الأموال الخليجية مقابل البقاء.. لا تملكون غير المال ولا وجود لكم بدوننا". وبعد عودته من مؤتمر الرياض كتب على صفحته في تويتر مخاطبًا الشعب الأميركي: "عدت لكم بمئات المليارات من الدولارات من الشرق الاوسط.. وظائف وظائف وظائف .."، ويبدو أن قطر التي ظهر من حاكمها المراوغة في التخلي عن الدور الذي كانت تؤديه في كلمته التي قطعت بثها الجزيرة بعد ثوان، حاولت المراوغة كذلك في الإلتزام بما طلب منها ماليًّا كما ذكرت بعض المصادر، ويبدو أن ذلك كله هو ما دفع إدارة ترمب للإيعاز لحكام السعودية ومن ساندهم من حكام الخليج للضغط على قطر بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية وإيقاف الرحلات الجوية والبحرية وإغلاق المعبر البري وطرد الرعايا ... وغيرها من الإجراءات القاسية التي شملت التهديد بالانقلاب بغية إرضاخها.
هذه هي عصابات الحكم وما ينتج عن بقائها متصدرة أكرم وأطهر أمة، لا يخجلون من الرضوخ صاغرين أمام الأميركان وغيرهم من دول الغرب الكافر للحفاظ على عروشهم، حتى لو كان الثمن محاربة دين الأمة وزيادة تفتيت بلادها وقتل أبنائها ونهب ثرواتها جهارًا نهارًا!! فإلى متى تسكت أمتنا على بقاء أولئك الأذلاء الخونة الذين تصدروا في غفلة من الزمن؟!



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يوجد بترول في تونس ؟
- ملامح عن المشروع المجتمعي المفروض على المنطقة
- وثيقة المبادئ العامة لحركة حماس : على خطى منظمة التحرير في ا ...
- المظاهرات والمسيرات ليست طريقا للتغيير والنهضة
- لماذا الاصرار على الاشتراكية اليوم ؟
- الدولة التونسية بين زيف الجمهورية وأوهام الدّيمقراطية
- اقالة وزير التّربية ناجي جلّول وأزمات مفتعلة بين السّلطة وات ...
- تونس : عمليّة سيدي بوزيد اليوم ... وبعد؟؟
- أزمة الدّينار التونسي .. الأسباب والعلاج
- الربيع العربي منذ 2004 بعيون أمريكيّة
- بريطانيا ... من الامبراطوريّة العظمى الى الخادم الذليل والتّ ...
- العولمة وعولمة العلمانية
- أيّ علاقة بين منظمات المجتمع المدني والاستعمار الأميركي : مر ...
- - صدّام حسين - ودوره في ما آلت اليه أوضاع العراق اليوم :اخلا ...
- - العلمانيّة - جاهليّة العصر الحديث
- السير وراء أميركا تحت شعارها - الحرب على الارهاب - هو الارها ...
- من تونس : نادي رؤية الثقافي يصنع الحدث
- لماذا فشلت ثورة أكتوبر1917 الاشتراكية
- التعليم في تونس عنوان للفشل وطريق لليأس والانتكاس
- النّقابة تحمي فساد السّلطة وعمالة الحكّام تحت شعار -الدفاع ع ...


المزيد.....




- التوقيت بعد ساعات على تهديد ترامب.. خامنئي يشعل ضجة بتدوينة: ...
- مصر.. عمرو موسى يشعل ضجة بدعوة عاجلة تفعيل المادة 205 بسبب ص ...
- التقارب بين بيونغ يانغ وموسكو يزعج سيئول
- مكون بسيط في أغذية شائعة قد يقلل خطر النوبات القلبية
- آبل تخطط لإطلاق ساعات ذكية مزودة بمقياس لسكّر الدم
- أطعمة تزداد فائدتها عند تبريدها
- مقتل شخصين وانتشال 5 ناجين حتى الآن إثر انهيار مبنى في منطقة ...
- حلم الشباب الدائم يقترب!.. مركبات بكتيرية في دمائنا تمنحنا ا ...
- اكتشاف بركان مريخي ظل مخفيا عن أعين العلماء 15 عاما!
- إسرائيل بدأت الحرب، فمن سيربح؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - ملابسات وظروف قطع العلاقات مع دولة قطر