أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأسعد بنرحومة - المظاهرات والمسيرات ليست طريقا للتغيير والنهضة














المزيد.....

المظاهرات والمسيرات ليست طريقا للتغيير والنهضة


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 6 - 13:18
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


انّ ما يسلّط من ظلم وقهر على الشعب و- أي شعب من الشعوب- لا يمكن ان يبقى او يستمر الا اذا وجد ارضية قابلة له في العامّة ,امافي ماعدى ذلك- اي عندما يكون هناك رفض ومقاومة له - فانه لن يتمكن ولن يدوم,فما بالك اذا كان هذا الظلم مسلطا على امة هي صاحبة رسالة ومعتنقة لدين منزّل من ربّ العالمين , و الدولة منه .
وان الامة اليوم ومنذ سقوط دولتها وهي في حراك ورفض لهذه الانظمة الباطلة ,فهي في حالة مقاومة وسعي للتحرر من هؤلاء الحكام وانظمتهم,وان تعددت صور المقاومة ,وان كان الطريق المسلوك خاطئا,وان كان في كل مرة يقع اجهاض حركتها لكنها ستظل تهدر وتزمجر وتتحرك ,وستهتدي للطريق الذي يخلصها من هذا الاستعمار وهذه الدول الكرتونية.
وما هذه التحركات التي نشاهدها اليوم على الساحة سواء الرافضة لقانون المالية او المصالحة أو اتفاقية سيدلو او المتعلق بالميزانية او تلك الرافضة للدستور الذي يسن بمتابعة ومراقبة من وفود عن الامم المتحدة او الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ,وان كانت هذه التحركات جزئية ولها مطالب جزئية لكنها تعبر عن حالة جماعية عند المسلمين وهي حالة الرفض والتمرد وعدم الاستسلام والرضوخ .
فهذه الاضطرابات والمسيرات والمظاهرات من الجنوب الى الشمال تعبر عن واقع صادق لا يدركه الا المتبلد ولا ينكره الا العميل منهزم ,واقع يكشف عن حقيقة الدولة والحاكم والافكار التي لا تعبرجميعها عن مفاهيم الامة ولا عن افكارها ولا عقيدتها ,فهي دولة غريبة وان سموها "جمهورية تونسية"وحاكم غريب وان جاءت به "حركة اسلامية" أو صورة انتخابية مزوّرة , ومفاهيم غريبة وان تجمّلت بالحرّية والمساواة.وسيستمر هذا الرفض,وستستمر هذه الاحتجاجات والمسيرات والمظاهرات الى ان تهتدي الامة الى سبيل خلاصها الصحيح ,وهو التحرك على اساس عقيدتها بوصفها روحية سياسية ,وتحت قيادة سياسية واعية ,فسيطرة الغرب الكافر على الامة قد مرت ,وبسط نفوذه فوق ربوعها قد تعرى وهو في ادواره الاخيرة.
اليوم لقد وصلت رصاصة المستعمر التي انطلقت لتذبح الامة مداها الاخير الذي تفقد فيه حرارتها واندفاعها ,والامة لا تزال حية
وقد ازدادت معرفة وقوة ,لذلك فان تحركها صار اسهل من قبل واقرب الى للنجاح من اي وقت مضى ,وحاجة العالم باسره اليها والى دعوتها وصلت حد الجوع الملح ,ولذلك فانه آن الاوان لان تتحرك الامة وتندفع وتزمجر لانقاذ هذا العالم التعيس.
ولكن تحركها بالاضرابات والمظاهرات والمسيرات والمؤتمرات لا يغير واقعها ,بل هو الفخ الذي تستدرج اليه ,لان مثل هذه التحركات تثبت الحاكم ولا تزيحه,وتنجح الانظمةالحالية ولا تقتلعها ,وتقوي هذه الدول الكرطونية ولا تقوضهها ,هذا زيادة على ما تسببه من اتلاف للمرافق وهي ملك للامة وليست للحاكم وما فيها من تعطيل للمصالح وكل حرام شرعا عدا عن كونه ليس طريقا للتغيير.
فحقيقة هذه الاضرابات والمسيرات والمؤتمرات انها متنفس للجموع ,والهيات للناس,وهدر لطاقاتهم,ومضيعة للوقت,وانحراف بالسير,ولذلك يرتضيها الحاكم بل ويحميها بل ويقننها ,ولذلك تدعمها منظمات المجتمع المدني واحزاب المعارضة وهم جميعهم من الحكم الديمقراطي اذ الحكم في الديمقراطية هو حاكم ومعارضة ومنظمات وليس فقط من يحكم.
لذلك : اذا اردتم اسقاط النظام وازالة وصمة العار المتمثلة في هؤلاء الحكام فيجب ان يكون التحرك قويا مدويا حتى تكون النتيجة مزلزلة وهي التغيير الانقلابي الجذري الشامل ,وهذا تحرك سهل ميسور وفي مقدور الجميع .
ان كانت المظاهرات والمسيرات من اجل اسقاط قانون الضرائب فالاولى ان لا يدفعوا هذه الضرائب..
وان كان التشكي من ظلم المؤسسات فالاولى ان لا تعمل هذه المؤسسات وتتوقف,وان كانت الشركات والبنوك فاسدة فالاولى وقف التعامل معها وسحب الاموال من البنوك , بل ونقف عن ارسال ابنائنا للمدارس والادارات ,
اذا اردتم ان تحدثوا التغيير , فقط يفلح العصيان العام وشل الحركة دون اطلاق حجارة واحدة , فلتقف الحياة واصبروا على شظف العيش فالحرة تجوع ولا تاكل من ثدييها .
ان الله تعالى حرم على الحاكم ان ياخذ مالا بدون وجه حق من الناس فتوقفوا عن دفعه اذن..
ليسحب كل واحد ماله من البنوك ولو كان فلسا او دينارا ويحوله الى مصوغ او يشتري به اراض او يقيم به شركة مضاربة .
لتتوقف كل عائلة عن ارسال ابنائها الى المدارس والمعاهد , ليتوقف العمال والموظفين عن التوجه لاعمالهم واداراتهم , لتوقفوا نشاط الشركات الاجنبية الناهبة المستعمرة لخيراتكم وثرواتكم ..لتحاصر المؤسسات السيادية والمطارات , لتتحدث العائلات لابنائها في الجيش وقواة الامن الداخلي ..فهم اهلنا وعشيرتنا واخواننا واحباؤنا..
ليحدث كل هذا في اطار مشروع واحد يقوم على عقيدة الامة وتحت قيادة سياسية واحدة تقوم على عقيدة الامة وتعبر عن افكارها ومفاهيمها ومشاعرها ,
الامة اليوم قادرة على فعل هذا وميسور لها , والتحرر قريب منها , فقط يلزمه الوعي على المقصود والمراد ,وادراك الواقع ومكامن السلطة فيه ,فقط يلزمه وعيا سياسيا واخلاصا خالصا وفكرا قواما وارادة صادقة .اني ارى هذا راي العين , واراكم قادرين على تحقيقه ...



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الاصرار على الاشتراكية اليوم ؟
- الدولة التونسية بين زيف الجمهورية وأوهام الدّيمقراطية
- اقالة وزير التّربية ناجي جلّول وأزمات مفتعلة بين السّلطة وات ...
- تونس : عمليّة سيدي بوزيد اليوم ... وبعد؟؟
- أزمة الدّينار التونسي .. الأسباب والعلاج
- الربيع العربي منذ 2004 بعيون أمريكيّة
- بريطانيا ... من الامبراطوريّة العظمى الى الخادم الذليل والتّ ...
- العولمة وعولمة العلمانية
- أيّ علاقة بين منظمات المجتمع المدني والاستعمار الأميركي : مر ...
- - صدّام حسين - ودوره في ما آلت اليه أوضاع العراق اليوم :اخلا ...
- - العلمانيّة - جاهليّة العصر الحديث
- السير وراء أميركا تحت شعارها - الحرب على الارهاب - هو الارها ...
- من تونس : نادي رؤية الثقافي يصنع الحدث
- لماذا فشلت ثورة أكتوبر1917 الاشتراكية
- التعليم في تونس عنوان للفشل وطريق لليأس والانتكاس
- النّقابة تحمي فساد السّلطة وعمالة الحكّام تحت شعار -الدفاع ع ...
- يحدث في بلاد المسلمين في زمن حكم أشباه الرّجال
- الولايات المتّحدة الأمريكية لا تنجح في استعمارنا بقوّتها , و ...
- الاتحاد العام التّونسي للشغل ودوره في صياغة الرأي العام لقبو ...
- ليبيا : أحداث طرابلس وحكومة السراج خطوة نحو التقسيم تنفيذ لو ...


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأسعد بنرحومة - المظاهرات والمسيرات ليست طريقا للتغيير والنهضة