|
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ف 1
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6447 - 2019 / 12 / 26 - 11:48
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 1
1 العيش والحياة بمجملها تحدث في الحاضر المستمر فقط ، لماذا وكيف ؟! سؤال الحاضر ، يجسد مشكلة الوجود الإنساني منذ بداية التاريخ المعروف . ومع تعدد الأجوبة وتنوعها الشكلي _ اللانهائي ظاهريا ، لكنها محدودة في حقيقتها ويمكن تكثيفها عبر جوابين فقط : 1 _ الجواب الغيبي ( المتعالي ) ، وتمثله الأديان التقليدية عبر طقوسها المشتركة ، والمتشابهة في خطوطها العريضة إلى درجة كبيرة جدا ، كالصلاة والصيام ، حيث يتوجب على الفرد الخضوع للتقاليد الموروثة وتكرارها جيلا بعد آخر وتحت طائلة النبذ والنفي . 2 _ الجواب المقابل ( الإنساني ) ، الذي تمثله الفلسفة والعلم الحديث خصوصا ، حيث الخلاص والمسؤولية عن الشقاء والسعادة على الفرد والمجتمع بالتزامن . لكن السؤال الذي يتجنبه الغالبية إلى اليوم : ما هو الحاضر ؟ لأهمية موقف نيوتن واينشتاين من الحاضر ، أذكر وباختصار شديد بكلا الموقفين . حيث تركيز نيوتن على الحركة التعاقبية للزمن عبر تجاهله للحركة التزامنية ، دفعه لاعتبار الحاضر مدة لا متناهية في الصغر ، ويمكن إهماله . على خلاف موقف اينشتاين ، حيث يركز بالمقابل على الحركة التزامنية ( بشكل ضمني فقط ) للوقت أو الزمن ، ويعتبر أن الحاضر له وجود موضوعي يتحدد بالمسافة بين الملاحظ والحدث ( أو بين الذات والموضوع بحسب مصطلحات الفلسفة الكلاسيكية ) ، ويتعذر اهماله . أعتقد ، وقد ناقشت ذلك بتفصيل أكبر في الفصول السابقة ، أن الفهم الصحيح للحاضر ، يتضمن كلا الموقفين السابقين كنوع من البديل الثالث ...وهو ما أحاول التوصل إليه . 2 الحاضر مزدوج في الحد الأدنى ، جدلية عكسية بين الزمن والحياة . كما أنه ثلاثي البعد ، لجهة مكوناته الأساسية 1 _ زمن أو وقت 2 _ حياة أو وعي 3 _ مكان أو مادة أو طبيعة . بالإضافة إلى ذلك ، الحاضر ثنائي أيضا ، سلبي وايجابي بالتزامن . 3 الحاضر السلبي ، ويمثل المهم في حياة الانسان الفرد أو الجماعة ، بينما الحاضر الإيجابي وهو الأهم ، كما أنه بطبيعته جديد _ متجدد باستمرار . الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) هو الحاضر الإيجابي ، لكن في المرحلة الثانية ، بعد تحوله إلى ماض مكتمل بالتزامن مع فقدانه للبعد المستقبلي . هذا هو الجانب الزمني من الحاضر ، أما الجانب الحي والواعي للحاضر فهو على النقيض : حيث اتجاه الحياة عكس اتجاه الزمن . كما يوجد فارق نوعي آخر بين بين الحياة والزمن ، ويتوضح في الحركة : حيث حركة الزمن مزدوجة تعاقبية وتزامنية معا ، بينما حركة الحياة تعاقبية فقط ( أو هذا ما نعرفه منها حتى اليوم ) . وبعد فهم هذه الظاهرة التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، يتضح الحاضر الموضوعي ، أو الجانب المباشر من الواقع . 4 أتفهم ( وسأحاول أن أتفهم ) المقاومة التي تلاقيها هذه الأفكار الجديدة ، والصادمة ؟! لكن المستقبل وحده سوف يقرر الصواب والاتجاه ، ومن يعش سيعرف الحقيقة وحكم الزمن . وأنا بصورة عامة ، أتوجه إلى قارئ _ة المستقبل ، وافترض أن السنوات العشر القادمة ، سوف تشهد قراءة موضوعية ومنصفة لهذه الأفكار " النظرية الرابعة للزمن " . 5 الجدلية الثابتة بين حركة واتجاه الزمن والحياة ، تتضمن الكثير من الأجوبة الجديدة ، وأكثر مما يمكن يخطر على البال الآن . ومن غير المفهوم ، عدم الاهتمام العلمي والثقافي بها ! أعتقد أنه ، وبعد فهمها ، يمكن أن يتكشف جانب من الواقع الموضوعي ( المباشر ) ، وخاصة العلاقة المعقدة بين حركتي الزمن التعاقبية والتزامنية ، اللتان يتعذر تخيلهما بسبب الشرط الإنساني نفسه . الانسان داخل الزمن ، واستعارة السمك تقرب الفكرة قليلا ، إذا أن السمك وحده لا يمكنه أن يدرك وجود الماء ( أعتقد أنها تشبه علاقة الانسان والزمن ) . يشبه الأمر أيضا ، تعذر تصور اللغة والكلام من خارجهما ، وهذه فكرة هايدغر " اللغة مسكن الوجود " ، ولهايدغر الفضل في السؤال الشهير : ما الذي تقيسه الساعة ؟ ... هكذا كنت سابقا أفهم الحاضر ( أو الجانب المباشر من الوقت ) . اليوم وبفضل هذه الكتابة والحوار _الغني _ مع الصديقات والأصدقاء ( عبر العلاقة التبادلية : القراءة _ الكتابة ) الذي يتخللها ، تتكشف الصورة بشكل تدرجي حيث الحاضر ثلاثي البعد بالحد الأدنى : 1 _ الزمن ( الوقت ) . 2 _ الحياة ( الوعي ) . 3 _ المكان ( المادة ) . بالنسبة للمكان أو المادة الطبيعية والأولية للكون ، هي موضوع العلوم الحديثة المتنوعة ، وهو مجال تخصصي بدرجة عالية ولا يدخله الهواة . أما بالنسبة إلى الزمن والحياة فالحاضر مزدوج ، بشكل تبادلي ( مصدر الحياة الماضي واتجاهها إلى المستقبل ، على النقيض تماما من الزمن ) . بعبارة ثانية ، الحاضر مزدوج ، ويمكن النظر إليه أو تخيله بشكل تبادلي وعكسي دوما ، حيث حاضر الحياة يتحول إلى المستقبل بشكل مستمر _ على العكس تماما من حاضر الزمن الذي يتحول إلى الماضي بشكل مستمر أيضا ولكن في الاتجاه المعاكس . استمرارية الحاضر ، عملية ظاهرة وهي تصلح كبرهان على أن سرعة الحياة هي نفسها سرعة الزمن التعاقبية ، لكن بشكل عكسي . وأما السرعة التزامنية للزمن أو الوقت ، لا أتصور أن بالإمكان قياسها أو تحديدها بالوسائل المتاحة في عالم اليوم ، ربما غدا وفي المستقبل المنظور ؟! ... أتفهم المشقة بقراءة هذه الأفكار وتقبلها أكثر . وأتمنى من القارئ _ ة القيام بالمثل ، تفهم الصعوبة في صياغة هذه الأفكار والتعبير عنها بشكل واضح وسلس ( ومشوق أيضا ! ) ، هذا يفوق طاقتي حاليا . .... الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) هو المصدر والبداية ويمكن تغييره دوما ، وبدرجة عالية نسبيا من السهولة ، بينما الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) نتيجة واثر فقط ، وهو خارج مجال التأثير ومحاولة تغييره وهم ، أو انحراف نحو الخداع أو الغفلة . .... المشكلة والحل ثنائية بالتبادل ... المشكلة أحد نوعين : إما حلها عندك ومسؤوليتك المباشرة ، أو حلها ليس عندك وعليك اهمالها وصرف النظر عنها . والحل بدوره أحد اتجاهين ، إما أن يكون على حساب المستقبل ( نموذجه الاقتراض بفوائد مرتفعة ) وهو غير صحيح بالعموم وخاسر في المستقبل ، وينبغي أن يقتصر على حالة الصدمة الكبرى والكوارث ، أو الحل الصحيح والمناسب من رصيد الماضي ، لكن المشكلة أنه غير مباشر ويتطلب الجهد والاهتمام بصورة مستمرة . بعبارة ثانية ، الحاضر السلبي هو المهم ، والحاضر الإيجابي هو الأهم باستمرار . .... .... ملحق
مثال تطبيقي ، العلاقة المزدوجة بين المال والوقت ، وبين المال والجنس لاحقا ؟! للتذكر فقط ، أحد اكتشافات التحليل النفسي الباكرة " المال رمز قضيبي " . .... هل الوقت مال أم العكس هو الصحيح ؟! بمكن اعتبار المال لغة عالمية ومشتركة بين البشر بدون استثناء ، وهي تعكس الواقع الإنساني ( الموضوعي ) بأوضح وأدق من أية وسيلة أو طريقة أخرى مثل الدين أو الكلام أو الجنس أو الأخلاق وغيرها . والملفت أن من يفهم ذلك أكثر من سواهم الأطفال والعباقرة . أيضا يمكن اعتبار المال كبديل ثالث ، وحقيقي لجدلية الوسيلة والغاية ، فالمال بالفعل هو أبعد من الغاية ومن الوسيلة معا ، ويتضمنهما عبر مختلف العلاقات الإنسانية . وذلك ما فهمه ماركس وأنجلز أكثر من أي شخص آخر . المال وقت صحيح ، بالإضافة إلى أنه يتضمن العديد من العناصر الأخرى ، لعل من أهمها المعرفة والسلطة والجهد ...وكل شيء تقريبا . لكن هل يصح اعتبار الوقت مالا !؟ في الحالة الخاصة نعم ، وبدون شك . لكن في الحالة العامة والمشتركة الوقت حفرة ، مليئة بكل ما هو موجود في الحياة ولكن . .... وأما علاقة المال والجنس ، فهي معروفة أكثر من اسمائنا . وعلاقة الجنس والوقت أعتقد أنها تستحق كتابا لوحدها ، مع ذلك سوف كنوع من التفكير الأولي والجديد بالنسبة لي . تغيرت علاقتي مع الجنس وفهمي له ، أكثر من أي شيء آخر . فهمي للوقت بدوره يشبه حديقة قرود . .... الجنس والزواج والحب ، علاقة جديرة بالاهتمام والتفكير الهادئ والعميق..لك ولي .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، هامش الباب الأول
-
النظية الرابعة للزمن _ القسم الثاني
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع فصوله وملحقاته
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث ف 3
-
نظرية جددية للزمن _ الباب الثالث مع فصل 1 و2 ومحلق جديد
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث فصل 2
-
فنون السخرية ، والتركيز والتأمل _ مثال تطبيقي على نظرية جديد
...
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الثالث فصل 1
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الأول ( يتضمن الباب الأول والثاني
...
-
نظرية جديدة للزمن _ مقدمة الباب الثالث
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 3
-
نظرية جديدة للزمن _ المفارقة الانسانية
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 2
-
ملحق خاص باتجاه حركة الزمن
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 1
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني
-
نطرية جديدة للزمن _ الباب الأول ويتضمن 3 فصول
-
خلاصة الفصل 3 وتكملته _ نظرية جديدة للزمن
-
نظرية جديدة للزمن _ الفصل 3
-
مثال تطبيقي _ على ما سبق ايضا ( جدلية الجد _ة والحفيد _ة ...
...
المزيد.....
-
السعودية.. الداخلية تعلن تنفيذ -حد الحرابة- بحق مصري الجنسية
...
-
زلزال قوي قبالة كامتشاتكا وتحذيرات من تسونامي
-
إيران تعود إلى طاولة المفاوضات النووية مع -الترويكا الأوروبي
...
-
اليابان تختتم مهرجان -هاكاتا جيون ياماكاسا- بسباق عوامات يزن
...
-
الإعصار -ويفا- يضرب هونغ كونغ ورياح عاتية تؤثر على أجزاء من
...
-
ما القصور الوريدي المزمن الذي شخص به ترامب؟
-
مراسل الجزيرة يرصد سفنا متضامنة مع السفينة -حنظلة- لكسر حصار
...
-
عاجل | حماس: ما يجري في غزة تطهير عرقي ممنهج يستخدم فيه القت
...
-
الإعلام الحكومي بغزة: القطاع يقترب من مرحلة -الموت الجماعي-
...
-
معاريف: لسنا قريبين من النصر وحان الوقت لإنهاء الحرب
المزيد.....
-
نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي
...
/ زهير الخويلدي
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
المزيد.....
|