أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - محاكمة الطاغية ام مهرجان خطابي!!














المزيد.....

محاكمة الطاغية ام مهرجان خطابي!!


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1566 - 2006 / 5 / 30 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لسنا بصدد الخوض في وقائع الجلسات المتوالية لمحاكمة الطاغية، لان ذلك الحديث قد يطول ولا ينتهي الى حد،ما دامت هذه الجلسات قد ازدحمت باجراءات وصفحات تدور بذات الدائرة المغلقة، والمفرغة من أي مغزى يقنع المواطن العراقي باكثريته المطلقة التي تضررت من الطاغية ونظامه.. ولكن المشاهد المتململ في مجلسه امام شاشات التلفزة قد تستوقفه ملاحظات لا تدور في ميدان القضاء اصلاً، ولعل اهمها ان الجلسات التي افردت لسماع شهود النفي وليس شهود الدفاع قطعاً، قد ضمت اسماءً كانت تشكل الركن الاساسي في الحكومة البائدة، وكانوا الوجوه الاكثر ظهوراً امام كاميرا التلفزيون العراقي المأسور بهم وبقائدهم! مما يعيد الى الاذهان تلك الندوات الحزبية التي كان يتصدرها صدام ويتقافز بين يديه هؤلاء مطلقين العنان لعقيرتهم في الغناء والانشاد وسرد الامجاد وكيل المديح له ولتفرده على كل رموز التأريخ وشخصياتهم وشتمهم وكيل الاتهامات لكل شريف وخير وطاهر ومقدس في العراق والكرة الارضية. وبقدرة غريبة تحولت جلسات اهم محكمة في العراق بل والعالم بأسره لمحاكمة اعتى وابشع طاغية عرفه التاريخ الحديث، تحولت الى مهرجان خطابي يمجد الطاغية وينال من المحكمة والقضاء العراقي بقديمه وجديده، وبالادعاء العام الذي يمثل الحق العام وبكل جهاد ونضال وتضحيات ودماء الشعب العراقي ووادي الرافدين الذي حولوه الى خراب مريع، واخشى ان المطلوبين الآخرين امثال (عزوز ابو الثلج) وبقية قيادة الحزب و (الثورة) الذين لم ينالهم (شرف) المثول في حضرة رئيسهم وملهمهم!!، هم الآن يحسدون رفاقهم على هذا النعيم الذي يعيشونه في اجواء رائعة كما يبدو!!
ما يلفت النظر حقاً، وبعد سقوط كافة براقعهم وعمليات الميكياج والمونتاج ظهروا على حقيقتهم من زعيم دبلوماسيتهم (طارق عزيز) الى اصغرهم واكثرهم دلالاً جمال مصطفى زوج حلا بنت صدام، حيث اتضح عدم قدرته على نطق خمس جمل مفيدة بلغة عربية سليمة، والطامة الكبرى ان هؤلاء وهم (صفوة القوم) قد حكموا العراق اكثر من ثلاثة عقود متخمة بالازمات، ومع ذلك فرضوا سلطتهم المطلقة، ونحن نعرف ما هو المنطق الذي ساروا عليه واتخذوه وسيلة لحل تلك الازمات، في الوقت الذي يقف ابسط محلل سياسي متحدثاً عن ارهاصات الواقع يفوق بقدرته اللغوية وحجته المنطقية اكبر منظر في تلك العصابة، فما بالك بقادة واعضاء كتلهم الذين يتصدون للعملية السياسية وجلهم من الفقهاء والفلاسفة وذوي الدرجات العلمية الرفيعة..
وانعطافة الى المواطن العراقي البسيط الذي عاش سنين عجاف تفوق عمره وعمر اسلافه وقد حلم بالفرح بعد ان سقط نظام القهر والاستبداد، ليجد نفسه اسير ازمات لا حل لها على المدى القريب، وقد اعيته الحيلة في معالجة اوضاعه الفردية التي تمتد مع فرديات اخرى لتكون اكثر عمومية على المستوى الوطني، فقد تعدت تلك الازمات حاجاته الجديّة التي لا يمكن الاستغناء عنها لانها تتعلق بمصير حياته كانسان لتصل الى استهداف مباشر للقضاء عليه بعد ان انتهى لديه هاجس الامن الى انتظار مستمر للحظة يتحول فيها الى جثة هامدة، او اشلاء تنتشر على الطرقات او تختلط مع انقاض المدن الخربة، فيما نسي معنى الامان ولو كان في عقر داره او على سرير منامه او في حفل عرسه(كما اذيع عن اختطاف عريس ووالده وبعض اقاربه في المقدادية، ووجدت جثثهم فيما بعد مقطعة الرؤوس) ما دامت زمر القتل تعيث الفساد في مدن اقتطعتها لتجعل منها امارات لها كما اشيع عن تنامي نفوذ (هيئة شورى المجاهدين) في الدورة والعامرية والاعظمية والغزالية واليرموك وغيرها من مدن العراق الاخرى التي خضعت بالكامل الى سطوة واعراف من سنخ صدام وشهوده وبقية اعضاء مجلسه في مهرجانات محاكمته الجارية.
بمقياس المواطن البسيط، أي لغة يجب ان تحكم العراق في ظل أتون الازمات؟ هل الجلسات الخطابية والمجاملات الرقيقة جداً والاحلام الوردية وتمني معالجة تلك الملفات وسوف واخواتها التي اصبحت سيفاً قاطعاً للرقاب البريئة واخواته.. ام بمنطق من لا يجيد سوى التنفيذ دون مناقشة ما دام ذلك يصب في خدمة وبقاء الحكم الذي تبلور وتكور ليكون صنماً يقدم الجميع امامه فروض الطاعة بكل خضوع عدا التباري بالقدرة على فرض المستحيل مهما كانت النتائج ومهما قتل اثر ذلك من ابرياء او سلب من اموال وحقوق فردية.. ولو اقتضى ذلك ازاحة مدن بكاملها كما حدث في الدجيل وحلبجة ومئات المدن الكردية ومثلها في الجنوب والوسط، وحتى لو اقتضى ذلك هدم مراقد الائمة (عليهم السلام) في كربلاء المقدسة والنجف الاشرف بما فيها مساجدها وحسينياتها..
المواطن العراقي بلا شك يعد تلك الممارسات المتوحشة شريعة غاب خدمة لحفنة او زمرة غاصبة لاقليم وادي الرافدين بحضارته وثرواته، ولكن يعرف بالمقابل ان حكومة اليوم هي حكومة الاغلبية المطلقة وليست حكومة اقلية او سلطة انقلابية، انه وبقدر اليقين الذي دفعه لخوض ثلاثة معارك انتخابية وانتصر فيها، بانه قد اذن للحكومة التي يجب ان تكون خاضعة لارادته وسلطته وتكليفه السياسي والشرعي كونه مصدر السلطات، اذن لها بان تكون فوق منطق الاشياء والخطابات وان ترتدي الاكفان لكي تنتصر تلك الارادة، والا فان اعدائهم ليسوا بحاجة الى منابر المناظرات او المباهلة ما داموا يعرفون الطريق الاقصر لفرض ارادتهم بعد ان مدوا مخالبهم الى شغاف القلب العراقي، فكيف الخلاص اذن!! وكيف يمتحن الصواب كما يقول الشاعر محمود درويش، هل في الطريق ام في الوصول الى نهايات الطريق المفرحة؟.



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثروة الوطنية بين الحيازة الغير مشروعة وآفة الفساد الاداري
- عراق بلا معادلات ظالمة
- العراق بين الحدث الدموي اليومي ومن وراءه
- معادلات مترهلة في زمن عراقي صعب
- الدستور العراقي الدائم وضمانات البقاء !!
- لائحة على هامش محاكمة الطاغية
- استراتيجية الاحتلال او الانسحاب..رؤية من الداخل
- الحكومة الدائمية بين الممكن والتحفز لعبور المستحيل
- استهداف محاكم مدينة الصدر هل يحرك سكون القضاء
- صديق عدوّي.. عدوّي!!
- معالجة الإرهاب حقائق واستحقاقات
- شابندر التجار وحسابات الواقع العراقي المختلفة
- رسالة الزرقاوي فضيحة لاعداء الشعب العراقي
- أفراحنا المؤجلة هل ابتدأت حقا؟!!
- عندما يستخف المجرمون بالقضاء الوقور
- التحالفات السياسية بين التكتيك والاستراتيج
- مرثية لشاعر غريب لم يمت - الى الشاعر كمال سبتي
- دكتاتورية مع سبق الاصرار وعجائب قفص الاتهام!!
- عقيدة الخراب في فكر صدام وايتامه
- فقراء العراق ..خطوات نحو الحكم المستحيل


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - محاكمة الطاغية ام مهرجان خطابي!!