أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب الوحيلي - فقراء العراق ..خطوات نحو الحكم المستحيل














المزيد.....

فقراء العراق ..خطوات نحو الحكم المستحيل


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 09:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اهم مايتصف به اغلبية الشعب العراقي،هو الفقر المزمن ،ولان هذه الاغلبية هي من اتباع مذهب اهل البيت ،فقد اضحوا اليوم هم الهدف السهل للارهاب الصدامي والتكفيري،فلاغرابة ان تتوجه مفخخات الارهاب ومفخخيها الى التجمعات الفقيرة سواء كانت في مساجد او حسينيات او مساطر عمال بناء او اسواق شعبية تحفل بتلك الوجوه القانتة لربها املا بلقمة زاد حلال او ستجابة لدعاء بفرج طال أوانه كثيرا،وليس عجيبا ان تميز تلك الوجوه في المناطق التي تسودها طائفة اخرى ،استجاب اكثر ابنائها لوهم روج له مثقفوها وسياسيوها وشيوخها تحت صخب غريب بدعوى التهميش ،فتحولت كل افعالهم الى تحد دموي لكل ماهو عراقي من قانون او عرف او سيادة وطنية،بعد ان كان الكثير منهم عبيد طاغية لم يعرف رحمة ولارافة باحد كان ،وقد كان يقتل الناس على الشبهة ،فصفقوا له واجبروا الناس على الرقص على موسيقا حروبه الطاحنة ، دولية كانت او محلية ، مباشرة او غير مباشرة، حين كان معظم اركان حربه اوقادته الميدانيين،او جلادوا معسكرات ودهاليز مؤسساته الامنية ، من ابناء تلك الطائفة ،وما نتج عن ذلك من مقبر جماعية ومجازر شهدتها مدن الجنوب والوسط ومدن الشمال ،انها حقيقة لايمكن لاحد ان يغمض عينيه عنها ،وهي مصدر الحقد الحقيقي الذي تصاعد يوما بعد آخر وكأن معادلة جديدة بدات بالظهور ،وهي ان الملك اساس العدل وليس العدل اساس الملك ،وان من يملك السكين يملك شرعة القتل،على حد قول الشاعر العراقي بلند الحيدري في حوار الابعاد الثلاثة ،ولانهم هم الذين خبروا تلك الشرعة عبر انخراطهم في مؤسسات الطاغية الامنية ،فان التفاؤل المفرط بمستقبل جديد للفقراء هو محض هراء..فمن خشي وقوع حرب اهلية في صدر ثورة تموز عام 1958 ،ولم يفرط في استخدام سلطاته الدستورية تحت الخشية من التصعيد الشعبي ضد القوى المعادية لتلك الثورة الفتية ،راح ضحية زمر عرفت كيف تستخدم بنادق البور سعيد التي صنعتها مصر لتجرب نيرانها بصدور العراقيين تحت خطاب شوفيني طائفي في الدرجة الاولى ،حيث استعرت عام 1963 حرب ابادة ضد الالاف من ابناء العراق وامتد سعيرها الى اليوم ،كون القوى التي تستهدف الشعب العراقي ومؤسساته هي امتداد لانقلابيي شباط الاسود،وهي ذاتها تسير بالبلاد الى الحرب الاهلية بدعم صريح من قوات الاحتلال ،التي كشفت عن تعدد الرؤى بين مؤسساتها المختلفة وعن تعاطيها مع الملف العراقي على وفق ستراتيجية وضعتها للمنطقة برمتها ،جاعلة من الساحة العراقية مسرحا لتصفية حساباتها الاقليمية والامنية ،دون ادنى اعتبار لمصير الشعب الذي ابتلي اصلا ،بسياسات الهيمنة الدولية في ظل الحرب الباردة التي تحولت الى سعير لايكاد ينطفيء.
المنكوبين الذين ترحم عليهم عبد الكريم قاسم فمنحهم اراضي لسكناهم ،ابناؤهم من يكتوي كل يوم بحقد الارهابيين وقتلهم ،ولقد ابكاني مقتل صبيين كانا يجمعان العلب المعدنية الفارغة للمشروبات الغازية من مزابل منطقة اليرموك قرب جامع ابن تيمية ،حيث يبيعانها لمعامل الصهر ،فمرت عليهما (دورية)ارهابية وقتلتهما بعد ان تعرفت على هويتهما ،فهما من ابناء اولئك المحكومين بالاعدام !!وتركوهما جثتين هامدتين في تلك المزبلة ،وقد شهدت هذه المنطقة حرب منظمة تديرها عدة زمر ارهابية لايسلم من شرها قريب او غريب ،ولا سلطة تردعها .
لا احد يستغرب اذا ماقلنا ان الفقراء في وطني كانوا يعتقدون ان سبب فقرهم هو النظام البائد ،وقد مضت اكثر من ثلاث سنوات وقد ازداد الفقر سوءا عن سابقه ،وحين انخرطوا في سلك الشرطة او الجيش ،صاروا الطعم السهل لسعالي الارهاب ،ولا مكان في العالم لمن يعتدي على مجرد مكلف بخدمة عامة فما بالك بشرطي او عسكري ،ففي جميع دول العالم متحضرها ومتخلفها ،يعتبر الاعتداء عليهم جريمة تبرر قتل المعتدي،وقد فعل الطاغية صدام ذلك واكثر بكثير ،ولعل الكثير من اهالي مدينة الصدر يتذكرون الشاب الذي طاردته مفرزة من الانضباط العسكري وقد تمكن من انتزاع سلاح احدهم وقتله وحين قتل ،تركوا جثمانه في ساحة (55) لمدة ثلاثة ايام تحت الحراسة نكاية وعقابا للشهيد ولاهله وعشيرته..
وكانا يعلم كيف كان يقتل ابناء القرى الكردية بدم بارد اذا ما اطلقة اطلاقة واحدة صوب جندي من الوحدات العسكرية العاملة في الشمال!
فما بالك بالجريمة البشعة التي لاتخلو صفحاتها من فعل المؤامرة والتواطؤ ،تلك الجريمة التي راح ضحيتها اكثر من 30 شرطيا من شرطة النجف ،فقد توجهت قوة منهم الى معسكر التاجي لاستلام سيارات جديدة وقد تم ابلاغ القوات الامريكية بوجهتهم وحجم قوتهم وتسليحهم تجنبا للتصادم معها ،وقد وصلوا الى المعسكر المذكور واستلموا السيارات المخصصة لهم على امل المبيت في المعسكر خشية من اخطار الطريق وما يمكن ان يخبأ لهم في منطقة تعد معقلا للارهاب ومصدر لكثير من المشاكل ،الا ان القوات الامريكية رفضت ذلك وطلبت منهم مغادرة المعسكر تحت الوعد بتأمين الحماية لهم حتى بلوغ منطقة آمنة،كما حددت لهم الوجهة التي يتخذونها ،وحين توغلوا في طريق معزول في الطارمية ،وقعوا بكمين معد لهم ،حيث فتحت عليهم النيران من كل مكان ،واستشهد اثر هذه الجريمة العدد المذكور وجرح عدد آخر ،فكيف سيجري تبرير هذه الجريمة ومن المسؤول عن ذلك ؟وماهو موقف الادارة الامريكية لو قتل شرطي لها في احد شوارعها،هل تذعن لديمقراطيتها المتحضرة مثلما يستسلم اركان حكومتنا العتيدة لامل والاحلام البعيدة في تالبقاء خالدين في مناصبهم فيما يستذكر ابناء الفقراء ذكريات بعيدة عن زعيم منحهم اشبارا من ارض العراق ،في الوقت الذي هاجر الكثير منهم اراضيهم تحت تهديد الارهابيين ووعيدهم .
السويد



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر السقوط الايديلوجي للبعث
- الزائف والحقيقي فيما يبطنه الآخرون
- تراجيديا الفرح العراقي


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب الوحيلي - فقراء العراق ..خطوات نحو الحكم المستحيل