أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - تراجيديا الفرح العراقي














المزيد.....

تراجيديا الفرح العراقي


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 01:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التراجيديا مفهوم عام يعني الجد والميل الى العرض المأساوي للحدث، فهي عكس الكوميديا التي تعني السخرية والمرح،الا اذا كانت كوميديا سوداء تعكس في طياتها عبراً لم تتمكن لغتها من ستر ما تبوح به من غرابة وقسوة واحتجاج..
ولعل المثل الدارج (شر البلية ما يضحك) يكاد يقترب من مفهوم الكوميديا السوداء التي وجدت محيطها في الواقع العراقي منذ عقود او قد تزيد على ذلك بكثير، مما اطر حياتنا بذلك الغشاء الشفاف من الحزن الازلي الذي لم يفارقنا في التعبير عن افراحنا واعراسنا حتى تحول الى ميزة وعلامة فارقة للفن العراقي بكل تعابيره، بما في ذلك فن النغمة والطور اللذان لازما احتفاءاتنا واحتفالاتنا الدينية او الشعبية الاخرى.. ولسنا متشائمين اذ نذهب هذا المذهب، لان اليقين بالامل الآتي ولو بعد حين هو مصدر صبرنا.
كل جيل منا عاش مأساة عصره، وهو اما شهيد في سبيل هذا الفرج او صابر محتسب حتى يأذن الله بامره، وقد تقاذقتنا الايديولوجيات ولا كتنا مكائن الموت المستمر عبر الانقلابات الدموية التي كانت على الضد من مصالح واحلام الاكثرية ،وكأنه عرف متوارث ان نكون محكومين حتى النهاية بعيداً عن متغيرات الواقع السياسي العالمي، بدأت حروب عالمية وانتهت، واستعرت الحرب الباردة وانجمدت، والعراق يعيش حروبه الخاصة وكلها اشد اواراً ودموية من تلك الحروب، ولان النظام البعثي قد افرغ محتواه الدموي وافتقد بريقه المزيف بعد ان ركد طويلاً في مستنقع المأساة العراقية، فان بقاءه صار عار على المجتمع الانساني ومؤسساته، في الوقت الذي اعلن الشعب عن خياراته المنبعثة من عمق تراثه الديني تحديداً، وقد ذهل ذلك النظام كثيراً امام زحف اقدام حافية صوب كربلاء، او ارتعبت مؤسساته الامنية والحزبية بمجرد انتشار قرص مدمج يحمل ترانيم حزن اصيل، او ارتعدت فرائص صدام من صلاة جمعة في مدينة فقيرة عند تخوم العاصمة، وليس اقل من ذلك حين أعلن الشعب محكمته الحاسمة في الانتفاضة الشعبانية المباركة، ليتمكن ولاول مرة من انزال قصاصه العادل بنمط العصور الماضية، لولا الجفاء الدولي لهذا الشعب!
العالم بمؤسساته الانسانية والسياسية يتفحص كل خبايا واقعنا العراقي، وليس كذباً ان قيل بان صدام كان مرصوداً حتى في (حّمامه) فضلاً عن عدم وجود ما كان يعد سراً عسكرياً ما دام صدام وقياداته هم عملاء وجواسيس لا مريكا وغيرها، وقد وصلت فرق التفتيش عن الاسلحة الى العبث بالاثاث الزوجية للعائلة الصدامية(المصون)!!
فكيف يستعيد هيبته امام شعب قادر على تهشيمه بعد ان هشمه تماماً في سياقات كثيرة.. وقبل ان يأتي الفرج عراقياً، جاء فرجاً غربياً يحمل في جنباته كل المفاجأت ليكون فرحنا مستفزاً بالخوف من المستقبل وملغوماً باكثر من لعبة لها وجه ديمقراطي وخبايا لا يعلم كنهها الا الله وحده.. وبدل ان يحظى ذلك المظلوم الابدي بفسحة من راحة ويرد له اعتباره وتقراعين ثكالاه وايتام شهدائه وتستريح ارواح مقتوليه في مقابرهم الجماعية بعد ان يؤخذ بثأرهم من قاتليهم السارحين والمارحين دون خوف او عقاب، وتبنى المجمعات السكنية الراقية وتفيض الارض بخيرها وينطلق الجميع في بناء كل ما تدمر وتهدم مادياً ومعنوياً الى غير ذلك من استحقاقات، وما لهذه الكلمة من معان تكاد تلغى اليوم او صار الحديث فيها مجرد مادة ممجوجة في الصحف وفي وسائل الاعلام.
بدل ان يحظى إبن وادي الرافدين بكل خير يستحقه تحول الامر الى مايشبه الانقلاب البعثي الجديد وصرنا نتوقع ظهور مجلس (قيادة ثورة) جديد، وآليات للملف الامني بعد محاولات للمزايده على الدستور ومبادئه، هذا الدستور الذي يجب ان يكون خطا أحمراً اكثر من غيره من الخطوط ، لانه استجمع مداده من جميع ما سال من الدم العراقي في الماضي وفي هذا الحاضر الغارق بلافتات العزاء واخبار الجرائم الارهابية اليومية ودموع الاسر المهجرة من مدنها ،التي اقتطعها ابناء طائفة كّفرت الجميع وانحدرت تستبيح كل فرح جديد.



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تطور جديد بشأن -الرئيس التنفيذي- بعد فيديو عناقه موظفة في حف ...
- -يريد أن يأكل-.. فلسطيني يحمل طفله المصاب بطلقات إسرائيلية: ...
- بنعبد الله يقصف اخنوش ويصف حكومته بالغائبة سياسيا وتواصليا
- سوريا: اليوم السابع من القتال الدامي في السويداء رغم إعلان و ...
- حبس مصرفييْن ليبييْن بسبب الكسب غير المشروع
- ترامب مجددا: دمرنا المواقع النووية الإيرانية بالكامل
- تصاعد التوتر بين روسيا وأذربيجان يهدد -تعاون الحلفاء- ومستقب ...
- لماذا اتفاق السويداء هذه المرة يختلف عن سابقه؟
- ما وراء الخبر: هل سيصمد اتفاق السويداء؟
- متطرفون إسرائيليون يهاجمون عضو الكنيست أيمن عودة ويهتفون -ال ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - تراجيديا الفرح العراقي