أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - الحاكم وطني مخلص والشعب خائن وجاهل منذ 1991 حتى 2019 !














المزيد.....

الحاكم وطني مخلص والشعب خائن وجاهل منذ 1991 حتى 2019 !


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 21 - 02:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-----------------------------------------------------------------------


بدأت انتفاضة اذار 1991 بشرارة غضب عفوية اشعلها الاحباط والقهر الذي استمر ثلاثة عقود ، من البصرة ، وعلى الاغلب فانها بدأت بواحد لم يعد يحتمل كل ذاك الظلم والاستعباد والاستهانة وتخطى حاجز الخوف الثقيل فاطلق النار على صورة القائد الضرورة وسرعان ما تفجرت براكين الغضب واشتعلت النيران في جو مشبع ببانزين القهر والظلم دون ان يسأل احد عمّن بدأ الثورة وكيف ؟ وما هو برنامجها ومن هم قادتها ؟ وتداعى حاجز الخوف سريعا ليتحول الامر بسرعة خاطفة الى انتفاضة مفعمة بالامال والاحلام ...
ما ان سَرتْ اخبار ماحصل في البصرة حتى كانت له تداعيات ولواحق في المحافظات القريبة وسرى تيار النار في الهشيم باتجاه بغداد وكان يكفي ان يملك الجرأة واحد او اثنان من الشباب ويندفعان الى مهاجمة مقر المنظمة الحزبية – وكانت هذه مراكز الاستعباد والبطش - او يطلق النار احدٌ ما على احدى صور القائد التي كانت تملأ العراق ، حتى يبعث الشجاعة في الجموع فتتبعه ... ولقد شهدتُ هذه الحالة بنفسي في كربلاء ثم عرفتُ ان نفس الآلية تكررت في الحلة في اليوم التالي من خلال صديق شارك في تلك الانتفاضة في مركز الحلة وهكذا كان الحال في معظم المحافظات فالشعب لم يكن يحتاج اكثر من عود ثقاب !
سمّى صدام حسين تلك الانتفاضة باعمال غوغاء ومجرمين وقال ان المخابرات الايرانية والايرانيين والحرس الثوري هم من يقف خلفها والاّفما الذي يحتاجه العراقيون لكي ينتفضوا ؟!
وكان الأجدر به ان يواجه الواقع ويستفيد من الدرس حتى بعد ان تمكنّ من سحق الانتفاضة ، فالجمر سيبقى تحت الرماد والناس ستنطوي على الألم بانتظار فرصةٍ اخرى وإنْ بَدتْ بعيدة ويوم ٍمناسب آخر وان بدا مستحيلا . لكن هذه الخلاصة ، بالذات ، تبدو دائما عصيّة على مدارك وعقول من يستمتعون بالسلطان ويتربعون على كرسي السلطة والقوّه الذي يعتقدون ان زواجهم منه بات مؤبدا !
في الاول من تشرين 2019 ، وبعد 16 عاما من سقوط نظام صدام ، تفجر مرجل الغضب الشعبي وانثال على مراكز التظاهر العشرات فالمئات وتبعهم الالوف دون تردد او كبير اهتمام بمن دعى وما هي الشعارات ومن يكمن خلفها وما هو البرنامج ، فالناس ، وخصوصا الشباب ، تملك من جمر نيران الغضب ما يكفي لكي يواجهوا الموت بلا مبالاة ، فنحن امام تراكم 16عام من الاحباط والفساد الذي اهلك الحرث والنسل والهدر والاستهتار واللامبالاة التي باتت تهدد وجود واستمرار المجتمع ، لا الدولة ومؤسساتها فقط !
صحيح ان الامر مخالف للمساطر الكلاسيكية والمعايير الميته التي نجدها في الكتب لكن الامر في الحياة يحصل هكذا دائما ويفاجيء من يحسبها على اساس المساطر والمعايير والظرف الثوري وتوفر شروطه والوعي الثوري ومدى عمقه واتساعه ...الخ فالناس حسب تعبير الشباب : قد ملّتْ واصبح الموت في نظرهم ليس اكثر سوءا من حياة ميّته او أفق مستقبل مظلم ! وصحيح ان ثمة اكثر من دليل على ان هناك اجندات وقوى تريد ان تركب الموجة او تحرف الثورة او تجيّرالنتائج وفقا لمصالحها الى جانب الغضب الحقيقي والاندفاع الشعبي المشروع لتحصيل الحقوق لكن الامور هكذا دائما فثمة ثورة وثورة زائفة ، في كل التجارب والوقائع المشابهة والامر صراع وسجال حتى يحسم بحسب موازين قوى وضرورات وصدف ايضا !

سمّتْ قوى واحزاب السلطة الانتفاضة باعمال شغب ونعتت المتظاهرين بالغوغاء والمجرمين والجوكرية والبوكرية...الخ وقالت ان وراءها الامريكان والخلايجة ولسان حالها يردد ما ردده صدام من قبل : ما الذي يحتاجه العراقيون لكي ينتفضوا ؟!
لا اعرف لماذا يتحول جميع من يمسك بكرسي السلطان الى ماري انطوانيت اخرى ويتمسك ببلادتها كعقيدة ... فيعيد تكرار سؤالها الصفيق عما يمنع الجموع الثائرة من اجل الخبز عن تناول الكيك ؟!
يا اخي دع التدخلات والاجندات والاغراض الخبيثة ، فانا اقول لك انها كلها موجودة وانظر الى الظرف الذي يدفع بالالوف اوعشراتها او مئاتها الى ساحات المواجهة والموت والملايين الى التعاطف معها ومساندتها ، هل يحصل كل هذا بسبب دعاية برنامج تلفزيوني سخيف ، او تغريدات اعلامي فرد او بيانات السفارة الامريكية او توجيهات القنصل ديفز ؟ واسأل نفسك هل تفجرت انتفاضة 1991 لان ايران ارادت ذلك ام لان الشعب العراقي كان قد طُحن في معاناة رهيبة واراد ان يستغل فرصة هزيمة النظام في 1991 ؟ رغم ان ايران ارادت الافادة من ذلك وركوب موجته وتوجيهه لصالحها وهذا شيء طبيعي جدا في ظروف العداء القائمة بين النظامين يومذاك ... نفس الشي يمكن ان يحصل الان فكل القوى الخارجية والداخلية التي تناؤك تحاول ان تستفيد مما يحصل وتجيره لصالحها لكن ذلك لا ينفي ان هناك اسباب عميقة لتذمر وغضب واحتجاج بل وثورة العراقيين تكمن في معاناتهم طوال 16 عاما والتي يرون ان هذا النظام وارتباطاته ورموزه وسياساته وآالياته هم من تسبب بها !
اذن فالشجاعة الحقيقة تكمن في التصدي لتلك الاسباب العميقة والاخلاص الصادق يتمثل في ان تكون جزءا من الحل لا ان تقف الى جانب المشكلة !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير اللجنه الوزارية : اراد ان يكون - متوازنا - ففقد التواز ...
- ثورة 14 تموز 1958 ...ثورة الامل المغدور !
- لا اظنهم يجهلون ما يفعلون !
- لا قطاع خاص طفيلي ومخّرب ولا قطاع عام فاسد وطفيلي ....
- اخرجوا رؤوسكم من الرمال ياسادة .. قد يرى الناس صورة صدام في ...
- الخشقجة الصغرى والخشقجة الكبرى ..وما بينهما !
- رئيس وزراء صادق وشعبٌ كذّاب !
- ترامب ومحميات الخليج : سحق الأصدقاء قبل الأعداء !
- جوق الإنشاد ، من - ابن الرافدين - الى ادرعي وكوهين !
- قصة الطفل المعجزة ساسون حسقيل !
- فرهود اليهود ....هل كان مذبحة عنصرية ؟ !
- هل يخرج العراقي من الباب ليدخل الإسرائيلي من الشباك ...شبهات ...
- مع إيران ام مع أمريكا ترامب ؟
- ماكشفته مدرسة الراهبات !
- احتجاجاتنا واحتجاجات الأوادم !
- شيء من الخوف... شيء من الرجاء !
- الدولة العراقية : سنوات الضمور والاضمحلال !
- هل كان هناك - تنظير - حقا ؟!
- السيد مقتدى الصدر : الاشارات والتوظيفات !
- هل سنشهد تغييرا حقيقيا ؟!


المزيد.....




- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل
- جهود عربية لوقف حرب إسرائيل على غزة
- -عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم- مر ...
- شاهد.. سيارة طائرة تنفذ أول رحلة ركاب لها
- -حماس-: لم نصدر أي تصريح لا باسمنا ولا منسوبٍ لمصادر في الحر ...
- متحف -مرآب المهام الخاصة- يعرض سيارات قادة روسيا في مختلف مر ...
- البيت الأبيض: رصيف غزة العائم سيكون جاهزا خلال 3 أسابيع
- مباحثات قطرية أميركية بشأن إنهاء حرب غزة وتعزيز استقرار أفغا ...
- قصف إسرائيلي يدمر منزلا شرقي رفح ويحيله إلى كومة ركام
- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - الحاكم وطني مخلص والشعب خائن وجاهل منذ 1991 حتى 2019 !