يوميات معيدي بالسويد-بقية حلم-

شبعاد جبار

الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 07:11
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

لي رأيي الخاص فيما يتعلق بتهنئة الشعب العراقي على تشكيل الحكومة اظنني افصحت عنه في مناسبة سابقة واجلت تهنئتي الى اشعار السمسم والسمسم ان ينعم الشعب العراقي بحكومة تؤدي عملها التي تتقاضى عليه راتبا واي راتب ..والا فان من يستحق التهنئة الان هم السابقون الى لهم السمسم واقصد الوزراء طبعا لان الشعب ليس من حقه الان الا ان يضرس ..نعم يضرس الموت والالم والجوع والفقر والتخلف واقسى كل ذلك الارهاب الذي يخطف اولادنا وشبابنا ويستبيح كل شئ

لذا لم اعد كما السابق متحمسة فرحة وكلي أمل ان ينهض العراق من جديد..انزويت في ركن من غرفة الاستراحة وكلي حزن احتسي فنجانا من الشاي يعيد لي بعض النشاط ..أنظر امامي ولا انظر شيئا ..تاخذني الصور في مخيلتي دائما بعيدا عن موقع قدمي فاغيب في مقارنات تزيد المي ألما ..وفيما أنا في احدى تجلياتي هذه اذا باحدهم يقول لي"شعندج صافنة وايدج على الخد"كان هذا دانيال زميل لي ..اذكر اني اخبرتكم انهم يعرفون بعض العربي من ضمنها هذه الاغنية وطبعا الكلمة الشهيرة يللا يللا ..وعلى عادة السويدين سألني بصوت منخفض مالك حزينة فاخبرته بتشيكل الحكومة وما يحزنك في ذلك قال ..قلت لقد كان السيد رئيس الوزراء حينما طرح برنامج الحكومي كريما بالبنود..مغدقا للوعود..اما عدد الوزرات فقد دخلنا كتاب غينس للارقام القياسية اجاب احد الوزراء وممن يؤمنون بالحسد وخاف النعمة تطير من ايده: الحسود لايسود "بالمناسبة صدام ايضا موجود في كتاب غينيس في صفحة اسوء حريق في التاريخ عندما احرق ابار نفط الكويت بصراحة لم انتبه فيما اذا كان نيرون موجودا الى جانبه ام ازاحه هو واحتل الرقم القياسي عن جدارة" اكملت ولو ان هناك وزيرة للبيئة واسمها نرمين محمود ..من يدري قد تبذل جهود لاصلاح البيئة ولكنهم كلهم اقسموا ووعدوا بانهم سيفعلون ويعملون وسيقومون ويقعدون وسيصارعون الموت وعلى الارهاب سيقضون والنفط والخبز وربما الكهرباء سيوفرون وانا خايفة عالوزيرة ماعدها شئ تحلف عليه يعني من الاربع وثلاثين بند من برنامج الحكومة , بند واحد للبيئة ما موجود ..على ماذا اقسمت الوزيرة لاادري اجابني دانيال على الفور على خبزة ..واذا به يصفق و"يهلهل" وقال لي بالحرف الواحد وبلغة سويدية لاتشوبها عجمة :ابشري يا ابنة سومر ان هذي لعمري بادرة حسنة فلقد راينا الحكومات السابقة حينما اقسمت ان تعمل كذا وتوفر كذا ولكن كلها حنثت بقسمها قلت استغفر الله كلهم مؤمنون ويصلون لله ويصومون وحتى خواتما من فضة يلبسون انهم يتطايرون من الذهب بكل انواعه بمافيه الذهب الاسود قال وهذا ما اريد قوله ماذا فعلت وزارة النفط ..اصلا انتم تستوردون مشتقات النفط من تركمانستان تدعموه وترجعون تهربوه لدول الجوار زلال بلال وربما يرجع الى تركمانستان نفسها ليباع لكم من جديد في دورة غير طبيعة انعدم نظيرها في العالم أنا بصراحة غطيت عيوني بكلتا يدي خجلا وألما وقهرا و"حتى لايشوفون الدموع بعيوني" اولا لاني خابصتهم احنا ثاني دولة باحتياطي النفط..وثانيابصراحة أنا خجلت من العقول والضمائر التي تبيع بلدها وتخرب اقتصاده وتحرم المواطنين من الخدمات والادهى والامر انه ليس هناك من اجراء رادع

ألم تعد الوزارة السابقة بالقضاء على الفساد"قالها بوجهي " قلت نعم ولكن مفوضية النزاهة اختفت كما اختفت المليارات ولاادري لماذا تلوح بملفاتها بين الحين والاخر دون اجراء ربما تريد"تحرق قلوب الناس عالمليارات الي تطير خارجا بقدرة البشر ليس الا"ا

قال ألم يعدوا سابقا بالكهرباء قلت بلى حتى انهم اعلنوا عن 148 مولدة ضخمة وصلت القطر, لاادري لم قال لاتصدقي هم طرحوا هذا الرقم فقط لتنفيض ميزانية الوزارة قبل التسليم لاشئ جديد على ارض الواقع وستظل البرمجة ونحو الاسوء وسيدخل الصفر بنجاح ضمن عملية البرمجة فهو الاخر رقما وتستطيع ان تتعامل معه الحاسبة ويكون مقابل كل اربع ساعات قطع صفر ساعة كهرباء وهكذا الى الصبح وايضا في دورة كهربائية لم يسبق لها نظير انا قلت له لا بهذي ما الك حق اصلا ذاك اليوم طلع واحد بالتلفيزيون وراه البصرة ظلمة هندس همه كالو هاي البصرة انه ماعرفته بس كان اكو جامع اللهم صلي على محمد يتلألأ من الانوار ولا عبالك بالعراق اقترح ان تشيل الناس جوالاتها وتنام هناك مادام نحن نعمل بالمثل المقلوبي" اللي يحتاجه الجامع يحرم على البيت "والجامع يحتاج الى كل هذه الانوار التي تكفي محلة لان حتى يقولون علينا احنا متدينين ونعرف ربنا اي اخي

قال وعدت وزارة الداخلية,سوت شئ..لم استطع ان ارد فقط رفعت عيني وتوسلت اليه ان اصمت ..كفى قال لايكفي فقط سؤال محيرني عندما يفجر الاوباش انفسهم بالمطاعم الشعبية وعرفناها يردون ياخذون جدر باجة وياهم للجحيم وبئس المصير..زين بالمسطر عالعمالة ليش..قلت من يدري ربما يحتاجون الكرك لرش التشريب..قال تشريب شنو ..انا بصراحة ماعندي مرادف الها بالسويدي ولكن وعدته بتشريب دجاج

ورغم توسلاتي له بان يصمت الا انه استمر في مسالة الامن لانه" متميز "غضبا من تهاون الحكومة في مسالة ابطال العراق بالتايكواندو..اسقط في يدي,لم اجد ما اقوله ولاحتى كلمة الله كريم بلكي الحكومة الجاية احسن من اللي قبلها

الا انه استدرك قائلا بعد ان راى غمامة الحزن تعلو وجهي ..لقد قلت لك انها بادرة حسنة الا تقسم الوزيرة على شئ لعل ذلك يحفزها فتقول لكل من اهمل البيئة وهو بذلك انما يهمل صحة المواطن ويهمل الارض والماء والهواء التي هي بامس الحاجة للعناية بها من اجلنا من اجل تواجدنا كيف يمكن لوزارة الصحة ان تعمل وتقدم الخدمات للمواطنين وبؤر الموت والمرض محيطة بها من كل جانب ..انا اعتقد ان اول ما ستفعله وزارة البيئة هو التنسيق مع باقي الوزارات اهمها وزارتي الاعلام والصحة لتقوم بحملة توعية وتنشيط دور المواطن من اجل المحافظة على النظافة بالتنسيق مع دائرة البلدية طبعا ومحاسبة المقصر واولهم اصحاب المستشفيات الذين يرمون نفاياتهم الخطرة من جراثيم واوبئة واشلاء بشرية"وهنا قلت لدانيال انت سد اذنك لاتسمع خفت لايغمى عليه من هول الصدمة"تصوروا يرمون نفاياتهم خارج جدران المستشفى اي طبيب هذا! هل اقسم هو الاخر قسم ابو قراط !لااظن وهو المفروض يعرف جيدا ان نفايات المستشفى تعامل بصورة خاصة ولا تدفن الا بعد تعقيمها بالاوتكليف او حرقها بافران مغلقة ..نطمح لا بل نطالب بان يعتمد المبدا العالمي في التشريع البيئي وهو من يلوث هو المسؤول عن ازالة الضرر وبالتالي تشرع على اساسه قانون العقوبات البيئي ..ونطمح ان تلتفت وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة الصحة الى الاعلانات المتزايدة التي تروج للسجائر وتمنعها اسوة بدول الجوار على الاقل ..ونطمح بان..وهنا تنبهت ان يدا وضعت على كتفي برفق لتنبهني ان الشاي قد برد وان وقت الاستراحة قد نفذ..شربت الشاي البارد جرعة واحدة وهرولت الى غرفتي ..لاكمل بقية الحلم

وربما ستقوم وزارة البيئة بـ

#شبعاد_جبار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل