يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6433 - 2019 / 12 / 9 - 00:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
( عندما يكون الدين سيدا ، فلا بد للفرد أن ينتفض ويكون حرا .. كاتب المقال )
* لا بد لنا من وقفة شجاعة من الوضع الفكري للفرد / المسلم بالتحديد ، الذي أصبح عبدا للموروث بكل أشكاله – من نصوص وسنن وأحاديث ، أضافة الى جاء من أقوال وما روي من قبل الصحابة والأولين والأتباع ، ومن كل ما كتب من قبل الأئمة والشيوخ ، التي جعلت من الفكر الأنساني أسيرا مطواعا لكل هذه النهج المترهل ، الذي يخالف التحضر والتمدن ، ويقاطع أي أندماج مع الوضع المجتمعي للقرن 21 .
* هذا الموروث الذي يحاول دوما أن يمارس السيادة بكل طرقها على الفرد .. فقد آن الأوان أن ينزوي هذا الموروث في قوقعة ضيقة ، لما يضم من التناقض والتوتر لذهن الفرد ، هذا التسيد أذا أستمر فأنه سيجعل من الفرد أن يتأسر له ، الأمر الذي سيؤدي الى تعطل كل طاقات الأبداع الفردي ، ويجعل من الفرد تابعا أعمى للموروث الأسلامي ، أي يجعل من الفرد عبدا لأفكار ضيقة قبلية ، أصبحت خارج نطاق الزمن والتأريخ .
* الأطلاع والدراسة ، تزيد من ثقافة الفرد ، وتقوي من مناعته الفكرية ضد أي تسيد ديني ماضوي ، فكيف الحال مع المعتقد الأسلامي ، وما به من أفكار التي تعد خارج عقلنة أي فكر متحضر ، فلا بد صحوة فكرية من أجل أعادة بناء الفكر الأنساني بعيدا عن القولبة الماضوية التي أصابت معظم المجتمعات العربية ! ، بحيث أصبحت أسيرة ومنقادة له .
* لا زال رجال الأسلام ، من أئمة وشيوخ ، يجابهون المتنورين في أي نقاش أو جدل ديني ، معتبرين أي محاورة في المعتقد الأسلامي يعد مسا بالثوابت الدينية ، أي بالمقدس ، ويعتبر هذا من وجهة نظرهم ، أن أي مفكر أذا دخل هذا المعترك بأنه كافر وخارج عن الملة ! ، ووجب الحد عليه ، لذا رجال الدين أضطهدوا المفكرين ! ، وأكبر مثال على ذلك ما حدث مع المفكر المصري الراحل فرج فودة الذي أغتيل من قبل الأسلاميين ، وبتحريض من قبلهم عام 1992 .
* الفكر الأنساني ليس عبدا للمعتقد الأسلامي ! ، ولا يمكن أن يكون كذلك ، وذلك لأن الفكر الأنساني يتطور ويتجدد ، أما الأسلام كمعتقد باق في قولبته منذ أكثر من 14 قرنا ، فالفكر يبدع بالمعرفة والعلوم والتكنولوجيا والأنفتاح على الحضارات الأخرى ، أما الأسلام فقد ظل في سباته منغلقا يستهلك أفكاره ، كما كان الوضع المجتمعي القبلي منذ الدعوة المحمدية ، لذا سيبقى التحرر الفكري منيرا لظلمة الأنغلاق المعتقدي ، وبذات الوقت فأن الماضوية الفكرية ستضمحل لا محال .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟