أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالرحمن النعيمي - ضرورة الحوار والمراجعة بين أطراف العمل الوطني















المزيد.....

ضرورة الحوار والمراجعة بين أطراف العمل الوطني


عبدالرحمن النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 1561 - 2006 / 5 / 25 - 12:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


باتت مفردة‮ ‬الحوار‮ ‬من أكثر المفردات تداولاً‮ ‬في‮ ‬الخطاب السياسي،‮ ‬فنرى كبار المسؤولين‮ ‬يتحدثون عن أهمية وضرورة الحوار،‮ ‬وكذلك الزعماء السياسيين والنشطاء في‮ ‬مؤسسات المجتمع المدني،‮ ‬وقد تصل الأمور الى اصغر خلايا المجتمع‮. ‬لكن الكلام شيء والواقع شيء آخر.

فالسلطة التي‮ ‬تتحدث عن ضرورة وأهمية الحوار بين بعضها بعضا او بينها وبين قوى المجتمع تتبع سياسة‮ ‬يرددها الجميع‮ ‬تكلموا ما تشاؤون،‮ ‬ونعمل ما نشاء‮ ‬،‮ ‬وكذلك الحال بالنسبة الى قوى المجتمع،‮ ‬حيث‮ ‬يستمع بعضهم الى الآخر،‮ ‬وهذه نعمة وحال متقدمة عن مرحلة القطيعة،‮ ‬لكنهم‮ ‬يتصرفون ضمن العقلية السابقة،‮ ‬وهذا ما نشاهده في‮ ‬كثير من المؤتمرات‮ (‬التقارب بين المذاهب او الحوار الوطني‮) ‬او في‮ ‬كثير من قضايا الشأن العام بين التيارات السياسية والفكرية في‮ ‬بلادنا وعلى الصعيد العربي‮.‬ ويمكن القول إن العقلية السائدة،‮ ‬سواء في‮ ‬السلطة او قوى المجتمع،‮ ‬هي‮ ‬عقلية محافظة،‮ ‬ترى المتغيرات من حولها،‮ ‬ولكنها لا تريد ان تتفاعل معها الا بالدرجة التي‮ ‬تخدمها،‮ ‬واذا اجبرت على التفاعل معها،‮ ‬فإنها تريد تخفيف الخسائر عندها ومضاعفة الارباح التي‮ ‬تجنيها،‮ ‬وهذا ما نراه بالنسبة الى السلطة التي‮ ‬قدمت تنازلاً‮ ‬ـ تشكر عليه ـ في‮ ‬التخلي‮ ‬عن النهج القمعي‮ ‬الذي‮ ‬اتسمت به مرحلة أمن الدولة،‮ ‬لكنها ترفض محاسبة المسؤولين عن تلك الفترة،‮ ‬وترفض الاقرار بدورها في‮ ‬الجرائم التي‮ ‬ارتكبتها بحق كثيرين من ابناء الشعب‮. ‬واذا جئنا الى السلوك اللاحق لها،‮ ‬فإنها سلبت من المجتمع ـ عبر الانقلاب الدستوري‮ ‬ـ قدرة ممثلييه على المساهمة الحقيقية والجدية في‮ ‬مشاركتها في‮ ‬صنع القرار ومحاسبة السلطة التنفيذية على ما تقوم به من اعمال،‮ ‬بالاضافة الى تحكم المجتمع بثرواته ومراقبته لكيفية التصرف بالمال العام والأراضي‮. ‬وتراجعت عن موقفها الرافض بالاعتراف بوجود القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني‮ ‬المستقلة،‮ ‬بالاعتراف بالجمعيات السياسية والنقابات العمالية وجمعيات المجتمع المدني‮ ‬ومؤسساته،‮ ‬لكنها تريد ان‮ ‬يكون الجميع تحت مظلتها،‮ ‬ضمن العقلية الشمولية التي‮ ‬تتصف بها،‮ ‬وان‮ ‬يستأذن الجميع من وزير العدل او وزيرة التنمية الاجتماعية في‮ ‬حال التواصل مع الخارج من احزاب او مؤسسات مجتمعية،‮ ‬ضمن عقلية الراعي‮ ‬والرعية،‮ ‬او ضمن عقلية‮ ‬عدم نضج هذه المؤسسات‮ ‬،‮ ‬او ضمن عقلية الخوف من مؤسسات المجتمع المدني‮ ‬وما‮ ‬يمكن ان تسببه من تشويه لسلوك السلطة‮!!‬ تلك مسالة واضحة في‮ ‬سلوك السلطة‮. ‬لكننا مطالبون ان نقف باستمرار امام وضعيتنا كقوى سياسية او مؤسسات المجتمع المدني،‮ ‬لنقدم باستمرار الصورة الافضل لما نريد ان تكون عليه علاقة السلطة بقوى المجتمع،‮ ‬سواء داخل الجمعيات السياسية وغيرها،‮ ‬او بين بعضها بعضا،‮ ‬ما‮ ‬يوصلنا الى القول إن الحوار ضرورة سياسية ومجتمعية،‮ ‬وان الحوار‮ ‬يعني‮ ‬التخلص مما هو سلبي‮ ‬في‮ ‬حياتنا وسلوكنا اليومي،‮ ‬واكتساب صفات جديدة تساعدنا على تطوير اوضاعنا في‮ ‬الجمعيات السياسية او‮ ‬غيرها‮.‬ وفي‮ ‬الوقت الحاضر،‮ ‬فإن القلق‮ ‬يسود كثيرا من الجمعيات السياسية،‮ ‬سواء في‮ ‬الحديث عن أوضاعها الداخلية او الحديث عن مواقفها السياسية المقبلة،‮ ‬او علاقاتها مع بعضها بعضا،‮ ‬ما‮ ‬يعبر عن خوف وقلق من مغادرة ما نحن فيه الى آفاق ارحب،‮ ‬داخل الجمعية او في‮ ‬العلاقات بين التيارات السياسية والمجتمعية،‮ ‬ونرى احياناً‮ ‬كثيرة أن الحوار‮ ‬يهدف الى تخطئة الآخر،‮ ‬وليس للوصول الى قواسم مشتركة،‮ ‬وبعد نهاية الحوار‮ ‬يفتش الكل عن الأرباح التي‮ ‬حصل عليها،‮ ‬والخسائر التي‮ ‬مني‮ ‬بها الآخر‮!!‬ نرى الجدل السائد وسط الجمعيات السياسية على الموقف من السلطة ومسألة المشاركة او المقاطعة في‮ ‬الانتخابات المقبلة،‮ ‬والتحالفات السياسية،‮ ‬وقانون الاسرة وغيرها من قضايا ذات أهمية بالغة بالنسبة الى الحركة السياسية او بالنسبة الى المواطنين‮. ‬ونرى تقدماً‮ ‬في‮ ‬علاقات القوى السياسية بعد سلسلة الحوارات واللقاءات والمؤتمرات التي‮ ‬قربت بين الأطراف السياسية من جهة،‮ ‬لكنها ايضاً‮ ‬خلقت إشكالات جديدة‮ ‬يتوجب استيعابها من قبل القائمين على هذه الجمعيات‮.‬ في‮ ‬المقام الأول تكتسب العلاقات التنظيمية السليمة داخل الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني‮ ‬اهمية بالغة،‮ ‬فقد بات من المسلمات بالنسبة الى قوى الديمقراطية والتجديد ضرورة مغادرة عقلية المركزية في‮ ‬العمل بأشكاله،‮ ‬السياسية والاجتماعية،‮ ‬وضرورة إبعاد شبح الوصاية والأبوة والمرجعية المطلقة من الجمعيات السياسية،‮ ‬بحيث‮ ‬يتحول كل فرد فيها الى مسؤول عن قراره،‮ ‬وهي‮ ‬عملية شاقة،‮ ‬خصوصا اذا أرادت الجمعية او المؤسسة اتخاذ قرار كبير كالمشاركة او المقاطعة للانتخابات النيابية مثلاً‮.. ‬وهذا ما نشاهده في‮ ‬الوقت الحاضر في‮ ‬بعض الجمعيات السياسية التي‮ ‬تتنازعها الاتجاهات الرافضة والمراجعة‮. ‬ويكتسب الحوار اهميته اذا كان العقول مفتوحة لبعضها بعضا،‮ ‬وليست متمترسة وراء قناعاتها السابقة،‮ ‬او وراء مخاوفها مما سيقال عنها اذا تخلت عن هذا الموقف أو ذاك‮. ‬ما‮ ‬يتطلب شجاعة كبيرة في‮ ‬تحديد الموقف وشجاعة كبيرة في‮ ‬الوصول الى قواسم،‮ ‬وشجاعة كبيرة في‮ ‬الاعتراف الحقيقي‮ ‬بالآخر،‮ ‬وعدم اقصائه والابتعاد عن عقلية الفرقة الناجية التي‮ ‬يبدو اننا لم ننجو منها في‮ ‬فترة سابقة،‮ ‬وعلينا ان نجاهد بقوة لنتمكن من التخلص منها فعلياً‮ ‬وليس بالقول فقط‮.. ‬حيث‮ ‬يرى كل فرد منا ان الحقيقة الى جانبه،‮ ‬كما‮ ‬يرى أن جمعيته هي‮ ‬التي‮ ‬تملك الجزء الاكبر من الحقيقة وان على الاخرين ان‮ ‬يأتوا اليها‮.. ‬ومن الطريف أننا ننتقد السلطة عندما ترفض حضور مؤتمراتنا الدستورية،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬لا‮ ‬يتردد‮ ‬من‮ ‬يطالب باستمرار بالديمقراطية ودستور عقدي‮ ‬عن المقاطعة لأنه اختلف مع رفاق الأمس‮!!‬ سنة حرجة‮.. ‬يتحمل النشطاء السياسيون كثيرا من المسؤولية في‮ ‬انضاج الكثير من الموضوعات‮. ‬وندرك أن السلطة خائفة من قوى المجتمع،‮ ‬وخصوصا من الجمعيات السياسية التي‮ ‬قاطعت في‮ ‬حال المشاركة،‮ ‬وهي‮ ‬تدرس وبعناية فائقة،‮ ‬كيف تواجه قوى المجتمع،‮ ‬سواء عبر تعديلات في‮ ‬الدوائر الانتخابية،‮ ‬او عبر التجنيس السياسي‮ ‬المتزايد،‮ ‬او عبر ازدواجية التجنيس او تفتيت المعارضة‮.. (‬وتبتعد عن الحوار‮) ‬وبعملها هذا تضيع كثيرا من فرص تقويم الاوضاع المجتمعية والسياسية‮.. ‬فعندما‮ ‬يسود الشك بين السلطة وقوى المجتمع،‮ ‬لا‮ ‬يمكن القول إن الإصلاح‮ ‬يسير في‮ ‬الخط الصحيح‮.‬



#عبدالرحمن_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كشف الإضراب كثيراً‮ ‬من الفضائح والأخطار القادمة
- توصيات نيابية وقرارات حكومية مقيدة للحريات
- البطالة والفقر وأحلام تنظيم سوق العمل في البحرين
- ندوة لندن حول البحرين واللغط الكبير في الداخل
- قانون الجمعيات السياسية في البحرين
- نحو أوسع جبهة وطنية ضد الطائفية ـ 5
- مستقبل العمل السياسي في البحرين وقانون الجمعيات الجديد
- نحو أوسع جبهة وطنية ضد الطائفية ـ 2
- حقوق الإنسان وازدواجية الجنسية خليجياً
- فلنجعل من الجدار العازل عامل وحدة شعبية
- لا أعز من بلدنا إلا شعبه
- الاعتصام الدستوري الثاني
- البرلمان البحريني أمام اختبار الموازنة والمتنفذين!
- كفاية دستور 2002
- الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين وقد حصل على موقع
- المحرق ديْره
- مفارقات في يوم الصحافة الخليجية
- كفاية…. حاجة الشعوب الى عودة الانظمة الى جادة الصواب
- تقرير مناهضة التعذيب وما جرى في جنيف
- الخوف من التسييس لمؤسسات المجتمع المدني


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالرحمن النعيمي - ضرورة الحوار والمراجعة بين أطراف العمل الوطني