أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين محروس - الثورة المضادة














المزيد.....

الثورة المضادة


محيي الدين محروس

الحوار المتمدن-العدد: 6409 - 2019 / 11 / 15 - 04:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدايةً ماهو مفهوم الثورة؟ خاصةً بأن بعض المثقفين لا يريد الاعتراف بثورات الربيع في البدان العربية!
الثورة هي حراك جماهيري واسع „ تمرد شعبي „ يهدف لإسقاط النظام القائم، وإقامة نظام سياسي جديد يحقق أهداف هذا الحراك.
نقطة الخلاف هي حول التعريف الكلاسيكي بأن هذا الحراك الجماهيري يُصبح ثورة عندما يحمل برنامجاً سياسياً وله قيادةً.
بالطبع، لا خلاف حول أهمية وضع رؤية سياسة وقيادة للثورة، ولكن الجوهر هو أن الحراك الجماهيري الذي لا يُطالب فقط ببعض المطالب السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، بل يرفع شعار مطلبي جماهيري: إسقاط النظام، عندها يتحول هذا الحراك الجماهيري إلى ثورة ضد النظام.
كذلك هناك خلاف حول الثورة المضادة.
فالثورة المضادة حسب التعريف الكلاسيكي، هي الإنقلاب على الثورة بعد انتصارها، بهدف العودة للنظام السابق أو إقامة نظام سياسي جديد يتعارض مع أهداف الثورة. أي ضرب وإلغاء كلي أو جزئي لكل ما حققته الثورة. مثال: مصر.
ولكن الواقع المادي السياسي على الأرض أظهر بأن الثورة المضادة يمكن أن تقوم أثناء العملية الثورية ذاتها، حيث تستغل بعض القوى السياسية حالة الفوضى، وتطرح برامج سياسية دوغماتية مناقضة لأهداف الثورة كلياً أو جزئياً.
ولنا في سوريا مثالاً عن الثورة المضادة:
حيث بعد انطلاق الثورة السورية بعدة أشهر بدأت قوى الثورة المُضادة الإسلاموية تحت قيادة „ الإخوان „ وغيرها، وفيما بعد انضمت إليها التنظيمات المسلحة من مختلف البلدان، وتحت الأعلام السوداء و شعارات „ الجهاد „ …بثورتها المُضادة السياسية والسلاحوية، وبتمويل من مختلف البلدان من قطر للسعودية وللنظام التركي ولغيرها من الدول والتنظيمات „ الإسلاموية“.
وما زاد في الأمر تعقيداً هو تبني مطالب الثورة من قبل قوى الثورة المُضادة تحت شعارات عامة: ضد النظام الاستبدادي .. من أجل الحرية والكرامة … وحدة الشعب السوري. نعم، الإخوان وغيرهم من تلك القوى يريدون إسقاط النظام السياسي القائم .. نعم، لمفهوم الحرية والكرامة الذي كل فصيل يفهمة بالشكل الذي يريده (الإخوان: إقامة الشريعة الإسلامية حسب مفهومهم لها ).
وهنا نلاحظ الابتعاد عن تحديد الرؤية للنظام القادم: هل هو نظام الدولة العَلمانية الديمقراطية؟ أم الدولة " المدنية " كما يفهمونها: الدولة الدينية الإسلاموية....؟! ويقولون: النبي محمد هو الذي أقام أول دولة مدنية!
ويضيفون العدالة في الإسلام ... بأننا مجتمع مسلم .. إلى آخر الإسطوانة المشروخة !!
لست في هذا المقال للرد على هذه الترهات ...وبأننا لانريد العودة 1450 سنة للوراء، بل نريد التقدم للقرن الحادي والعشرين، للحاق بالعالم المُتقدم.
بعض السياسيين الوطنيين الذين لم يعترفوا بالثورة، ولكنهم أيدوا الحراك الجماهري،
قاموا بسرعة فيما بعد بكتابة النعوة للحراك „ وغيرهم للثورة „ بمجرد ظهور „ الثورة المضادة الإسلاموية „، وبأن الحراك „ الثورة „ انتهت!! وجلسوا ينتظرون الثورة الثانية ( التي في مخيلهم ...تتوافق مع التعاريف! ).
من هنا، توجد أهمية كبرى لتحديد المفاهيم، لعدم الوقوع في مثل هذه الأخطاء التي تُعطي نتائج ضارة وسلبية للعملية الثورية.
الثورة لكونها حراك جماهيري هدفه إسقاط النظام الاستبدادي في سوريا فهي مستمرة،
مستمرة في مختلف الفعاليات السلمية داخل وخارج الوطن، مستمرة في قلوب وعقول ملايين السوريين الذين يريدون إقامة دولة المواطنة دون التمييز على أساس الدين أو القومية أو الجنس أو الفكر، الذين يريدون إقامة الدولة العَلمانية الديمقراطية.
أما الثورة المضادة السلاحوية فقد „ أفلست „ أمام تقدم النظام من جهة، وتآمر من قدم لها الدعم بالسلاح والمال بعد انتهاء دورها من جهةٍ أخرى.
ولكن لا تزال المشكلة قائمة مع الثورة المُضادة السياسية التي ستوكل لها مهمة فرض سلطتها على الشمال السوري بعد عودة اللاجئين السوريين لهذه المنطقة حسب مشروع أردوغان!
وستزداد الأمور تعقيداً مع توسع الاحتلال التركي لشمال شرق سوريا، تحقيقاً للمشروع سيء الصيت إقامة " الحزام العربي " للفصل بين أهلنا الكُرد في سوريا وبين الكُرد في تركيا!
من هنا، تأتي أهمية توافق قوى الثورة السورية على مشروع وطني „ مشروع ميثاق وطني“، والتوافق على قيادة له، لمتابعة طريق الثورة وتحقيق الانتصار.
وبالتأكيد الثورات في السودان والجزائر ولبنان، والحراك الجماهيري في العراق في هذا العام ستعطي عملية الدفع الموضوعي للثورة السورية للأمام.
الانتصار دائماً للشعوب المناضلة!



#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأهداف من وراء - اللجنة الدستورية- وما العمل؟
- حول: - اللجنة الدستورية -
- دولة المواطنة
- التعصب القومي: أسبابه ومظاهره وسبل معالجته
- العدوان التركي وأخطاره ومهمات السوريين
- حول دراسة الأعداد
- جولة مع العددين التاسع عشر والعشرين
- جولة مع العددين الخامس عشر والسادس عشر
- جولة مع العدددين السابع عشر والثامن عشر
- جولة مع العدد الرابع عشر
- جولة مع العدد الثالث عشر
- جولة مع العدد سبعة
- جولة مع العدد ستة
- جولة مع العدد خمسة
- جولة مع العدد أربعة
- جولة مع العدد اثنين
- جولة مع العدد ثلاثة
- جولة مع العدد الحادي عشر
- جولة مع العدد الثاني عشر
- جولة مع العدد عشرة


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين محروس - الثورة المضادة