أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - فوضي وحصار وحوار...!!!















المزيد.....

فوضي وحصار وحوار...!!!


محمد بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


واقع الحال الذي يعيشه الشعب الفلسطيني والصورة الفوضوية القاتمة التي باتت تهدد أمن وكيان المواطن الفلسطيني جراء تلك الممارسات التي أصبحت مشهد ونمط حياة يعيشه ويراه كل مواطن يسير ويتجول في شوارع غزة، إنما يدل علي مدي انسياقنا وغرقنا في مستنقع حرب أهلية داخلية بطيئة لن يكون أحداً بمأمن من نتائجها وأثارها مهما كان .
فكل الدعوات والمطالبات الرسمية والأهلية التي ناداها ورددها الشرفاء والحريصين علي المصلحة العليا لشعبنا لم تجد أية آذان صاغية عند أصحاب القرار لها حتى الآن ، فحالة الاحتقان والاحتدام التي يعيشها الشارع الفلسطيني جراء الضغوطات السياسية الإسرائيلية علي شعبنا وحالة الحصار والحياة التي أصبحت شبه مشلولة ومعدمة من جهة وما يعيشه من انتشار للفوضى والفلتان وغياب سيادة القانون و الاقتتال والتفكك الاجتماعي الفلسطيني وتشكيل الميليشات والجماعات لحماية الأمن الحزبي الخاص وليس الأمن العام لشعبنا ، ما هو إلا وضعاً مزرياً قد يفتك بكل معاني النضال والصمود والمسيرة الكفاحية لقضيتنا الوطنية التي ورثناها من خلال تضحياتنا وقطرات الدم التي دفع ثمنها شهدائنا وجرحانا وأسرانا وبطولاتنا وصمودنا الأسطوري في وجه عدونا الإسرائيلي وكل حلفائه الموالين لسياسته ومخططاته .
فما نشاهده اليوم من مشاهد استعراضية واستفزازية في شوارع غزة ، يجب قراءته جيداً وتحكيم العقول والضمائر إزاءه والتوقف عند مسؤوليتنا التي مكانها خدمة المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وليس المصلحة العليا لهذا التنظيم أو ذاك ، لا ادري لماذا تناسينا قضيتنا وتركنا صراعنا مع عدونا الإسرائيلي الذي يشن هجوماً وعدوانا يومياً علينا ويقترف بجرائمه الوحشية وسياسته التوسعية والاستيطانية وفرضه لمخططات العزل والحلول الأحادية والحصار الخانق علي شعبنا وسلطته الوطنية ، وبدأنا نعد العدة لذاتنا وتناسينا شعبنا الصامد الذي في كل صباح وفي كل يوم يذبح ويجلد ألف مرة ، نتيجة الانصياع وراء مصالحنا الذاتية و الانجرار باتجاه الاقتتال وفرض العضلات والقوة والقوة المضادة لهذا التنظيم وذاك ، إنها حالة تشبه في شكلها ملعب كرة القدم لفريقين يتبارون بحماسة وكل فريق يضغط ويهاجم الأخر للتفوق بنتائج هذه المباراة ،والفريق الفائز سيحصل علي كأس أفضل فريق يزيد من مستويات الهم والغم وإراقة الدم الوطني ، دون ادني مسؤولية تجاه هذا الشعب ومصالحه وحياته التي أصبحت جحيماً وكابوساً يراوده في أحلامه ومنامه وبات يستيقظ علي الأحداث والمشاهد المرعبة والمقلقة لحاله وحال قضيته المركزية وصراعه مع العدو الإسرائيلي ، وكأن من يقود هذه الممارسات التي نراها ، كان يخطط لصناعة أفلام "كابوي" ليس في هوليود ولكنها محلية الصنع في غزة ، لتجذب المواطنين لمشاهدتها واللهو بها ، بدلاً من التفكير في كيفية صناعة جبهة وطنية نضالية عريضة وموحدة تشارك فيها مختلف القوي والتنظيمات السياسية والفعاليات الجماهيرية والشعبية لقيادة المسيرة الكفاحية والنضالية للشعب الفلسطيني والتصدي لكل أشكال العدوان الإسرائيلي الذي يبطش بنا يومياً ويحاصرنا ويغتالنا ويعيث بأرضنا فساداً ويخطط لتركيعنا وتصفية قضيتنا العادلة ، ولا أحداً يقول له ماذا تفعل ، وتحولت قضيتنا من قضية صراع مع العدو إلي قضية صراع مع أنفسنا وعلي بعضنا وتناسينا ذلك كله للدرجة التي صار يسقط فيها شهدائنا ولا أحدا منا يبالي .
لا ادري ماذا حل بنا وما الذي يحدث في وطننا وشوارعنا من مظاهر استعراضية واستفزازية تستفز المواطنين الذين أصبحوا يعيشون أمرهم وحياتهم بحذر شديد خوفاً من أن تنقلب تلك المظاهر إلي معارك دموية يكونوا هم ضحية ومرمي نيرانها والتي قد تؤول إلي اشتعال حرب أهلية دامية يصعب السيطرة عليها ، لا من خلال قوات مساندة ولا من حكومة أو حتى من رئاسة ، فما أقدمت عليه وزارة الداخلية الفلسطينية من تشكيل قوة عسكرية (مساندة)ونشرها في شوارع غزة بحجة المحافظة علي الأمن وحماية المواطن ، ما هو إلا فعل أشبه بمن يصب الزيت علي النار كي تزيد اشتعالاً ، فالوضع السياسي والأمني في المجتمع الفلسطيني هو بحاجة لبذل كافة الجهود لدي الحكومة والرئاسة وفصائل العمل الوطني للتوحد معاً ضمن برنامج وخطاب سياسي موحد تشارك في صياغته وإعداده كل الأطراف ، ويلتزم بنتائجه الجميع فصائلاً وحكومة ورئاسة ،قبل إلزام الشارع والمواطن الفلسطيني به للخروج من الأزمة الحالية والواقع الراهن ، وعلي مبدأ سيادة وتعزيز دور القانون ومعاقبة كل من تسول له نفسه بالعبث بمصالح ومقدرات شعبنا وزجه في دوامة الحرب الأهلية والفوضى والفلتان .
أعتقد أن هناك جهات رسمية جاءت وتشكلت وفق القانون تستطيع وزارة الداخلية والحكومة الفلسطينية إعطائها مكانها وتعزيز دورها للقيام بمهامها في المحافظة علي الأمن والهدوء في الشوارع، وليس من خلال ما رأيناه من ميليشيات عسكرية تعمل وفق البرنامج والمهام الحزبية وليس وفق البرنامج السيادي والقانوني.
فشعبنا الذي يعاني ويلات الحصار منذ ما يزيد عن ثلاثة شهور ويتحمل ويصمد في وجه كل التحديات التي تحاك ضده وضد شرعيته لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكافأ بزجه وسط الخلافات والمصالح الذاتية والفئوية الضيقة هنا أو هناك ، والتي قد تؤدي في نهاية المطاف إلي فقدان حالات السيطرة وبالتالي الدخول في دوامة الاقتتال والنزاع التي لا تقتصر فقط علي حركتي فتح وحماس ولكنها قد توقع بكامل الشعب الفلسطيني في مصيدة كبيرة هي مصيدة الحرب الأهلية الدموية .
إن الأيام القليلة القادمة سوف تشهد انعقاد للحوار الوطني الفلسطيني ، وهنا أعتقد الضرورة التي يجب جميعنا أن يساهم في إنجاحها وتطويعها لخدمة مصالح شعبنا وإبداء حسن النوايا لدي كل الأطراف المتحاورة تجاه ما يعيشه شعبنا وما يجري علي ساحته الداخلية ، واحتواء الأزمة الراهنة ، وأن تكون جميع القوي والفصائل الفلسطينية ذات مسؤولية تجاه شعبها وألا تزيد من تعقيداته وظروفه الصعبة وأن تقف وقفة واحدة متلاحمة ومتراصة في وجه هذه المرحلة العصيبة و الحصار الخانق الذي نعيشه ،وتجاوز ونبذ كل المسائل والخلافات ذات الحساسية والتي يفترض ألا تشكل أساساً لمبدأ الحوار وتضعف من لحمة جبهته الداخلية ، فشعبنا يحتاج من هذا الحوار لبرنامج سياسي محكم يتفق عليه وتحترمه كل الأطراف رئاسة وحكومة وفصائل ، حتى نستطيع قيادة شعبنا وقضيته إلي بر الأمان ، وتعزيز صموده وتلاحمه أمام كل الضغوطات التي يواجهها وقيادته من قبل إسرائيل وحكومتها الإجرامية ، والتمترس حول الحقوق والثوابت الوطنية لشعبنا وقضيته العادلة التي تحاول إسرائيل حرفها عن مسارها وفرض الوقائع علي الأرض وتمرير سياساتها التوسعية وبناء الجدار والسير باتجاه الحلول الأحادية عن الفلسطينيين مستغلة بذلك الصمت العربي والدولي وانشغال العالم بقضايا دولية أخري ، فحوارنا يجب أن يكون حوارا جاداً ومسئولا وليس حواراً طرشانياً لا يفضي إلا لمزيدا من التعقيدات للواقع الذي نعيشه ، وكأن حواراً ما كان ، وهنا تكون قد حلت المصيبة والكارثة الأكبر والأخطر للشعب والوطن والقضية ، وهنا فلتطرق أبواب جهنم علي كل المتحاورين وبئس المصير .....!!!!!



#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الي متي ........!!!؟؟؟
- نقطة نظام :إلي السادة الذين تنتظرهم طاولة الحوار الوطني !!!؟
- الدولة ثنائية القومية بين النظرية والتطبيق ؟؟؟
- المطلوب حواراً جدياً لا حواراً خطابياً للحال الفلسطيني
- حتى لا تكون غزة مسرحاً للفوضى والفلتان !!!؟؟؟
- القمة العربية في الخرطوم والحال العربي المشئوم!!!؟؟؟
- الشباب الفلسطيني ودوره في المشاركة السياسية
- نحن في زمن الشرعية لمن لا شرعية له...!!!؟؟؟
- حماس وعباس ...توافق أم انقلاب
- قضية الأسري في الخطاب السياسي الفلسطيني وتحديات المرحلة المق ...
- حركة فتح ...والحراك التنظيمي المطلوب!!!
- واقع مؤسسات العمل الأهلي في فلسطين
- الشباب الفلسطيني سيقدم نموذجاً ديمقراطياً لأول ميلاد برلمان ...
- موصلاتي شاهد عيان علي عنجهية الاحتلال وممارساته في المجتمع ا ...
- التغريبة الفلسطينية ملحمة تاريخية تفتح الجرح .. وتنبش الذاكر ...
- قمة شرم الشيخ ونوايا حكومة تل ابيب
- رسالة عفوية من حناجر شباب فلسطين إلى من بقيت لديه حاسة السمع ...
- لم نخسره وحدنا بل خسره العالم أجمع ، لأنه ما آن لهذا الفارس ...
- أيها المحتل ارحل ...فهنا في غزة جنوب لبنان آخر!!!؟؟؟
- الخطاب الاعلامي الفلسطيني والقضايا المحورية القدس ..اللاجئين ...


المزيد.....




- رجل يعتدي بوحشية على طفل أفغاني ويطرحه أرضًا في مطار موسكو
- توقيف طبيب نفسي مغربي بشبهة الاعتداء الجنسي على مريضاته وتصو ...
- كيف يقضي طيارو المقاتلة B2 عشرات الساعات داخل قمرة القيادة؟ ...
- ماذا نعرف عن صناعة كسوة الكعبة؟
- وزير الدفاع الأميركي: تسريب التقرير الاستخباراتي هدفه التشكي ...
- مستذكرًا تجربة الاتحاد السوفيتي.. وزير بولندي: هكذا يمكن إسق ...
- قتلى وجرحى ودمار واسع خلفته غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ ب ...
- شرق ألمانيا: تطرف الشباب أو حين تصبح -تحية هتلر- عرفا مدرسيا ...
- مرسيدس تختبر أقوى سيارة كهربائية فائقة السرعة!
- القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي وعائلات قتلى كمين سابق يشعرون ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - فوضي وحصار وحوار...!!!