فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6396 - 2019 / 11 / 1 - 00:49
المحور:
الادب والفن
القصائد المُحَارِبَةُ لا تعرف مذاق الماء...
تُولد في الحرائق
كلما نبت للحرب أظافر المدن...
واشتد الصراخ من جماجم الفقراء
على أساور الشعر....
القصائد المحاربة تحرس المدن النائمة ...
في جيب قطاع الطرق
تُهَرِّبُ المال العام....
من غضب الدخان
في العلب الليلية....
كلما سكرتِ القوافي أَمَّمَتْ
صوت الأرض...
فتكبر في السُّخَام
وتلتهم الرماد ثم تقرع السطر تلو السطر....
القصائد المحاربة لا تنام في صدور الشعراء...
لا تخشخش في أذن شاعرة
أن الحب كاميرا خفية...
تلتقط قلبها في معراج الصمت....
تنام في الطرقات
وفي صفير قطار منتصف العمر...
وعلى الأرصفة تدخن الفراغات
تراقب ميليشيا البْلاَسْتَيْشِنْ ....
تخترق الجموع
وتصغي لجمجمة الأَرْزِ....
القصائد المحاربة تحمل شارة النصر....
تمضي في شارع الحمراء
ترقص في تدوينة :
أن اليوم شعر....
وغدا شعر....
القصائد المحاربة تمدد الحراسة النظرية...
ليتنفس حارس السجن الهواء....
لا تثقب رغيف الماء
اشتهاه محارب النار...
دَوَّنَ في البئر :
ليس في الحرب سر ....
ليس في الحب سر...
في السجن كل الأسرار....
القصائد المحاربة لا تعرف النوم ....
على سرير الماء
أو على سرير النار...
تعرف المفتاح
في أعناق الغرباء عن الشباك....
تعرف أن الأمهات يغزلن المساحة
بدمع المسافة...
ليستريح السلام
في معصم دون أسورة القلق....
القصائد المحاربة ترتدي الخنادق والخوذ...
بأصابعها تَشْبِكُ رصاصة
بفم قناص عَلِقَ في فخ النشيد...
فلا هو نجا
ولا هو اختنق بصوت الشهيد...
الرصاصة المقاتلة ...
تحمل كَفَّ القصيدة
فترسم على وجه الشهيد
هنا ينام وطن...!
هنا يصحو وطن...!
القصائد المحاربة لا تمشي ...
على السطر
تحمل الشجرة والحطب...
تشعل النار
وتشرب الماء...
ترشق بالحجارة
كل من قال : مات شهيد ...
لا أحد يموت
يسافر في الغياب....
والسفر ليل طويل
أيتها القصيدة أنت الشهيد....!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟