أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - ماقبل ساعة الصفر1 السعار الأردوغاني















المزيد.....

ماقبل ساعة الصفر1 السعار الأردوغاني


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6378 - 2019 / 10 / 13 - 03:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماقبل ساعة الصفر1

السعار الأردوغاني
إبراهيم اليوسف


لايمكن فهم ما يقدم عليه الرئيس التركي أردوغان، إلا باعتباره حماقة كبرى، ومحاولة لإعادة تركيا إلى عهد إمبراطوريتها التاريخية، في حالة حلم هستيري، مرضي، وهوما لايمكن أن يكون، في يوم ما، وقد يؤدي إلى انفجار كبيرداخل تركيا نفسها، لاسيما إن خريطتها تتشكل من ابتلاع خرائط بلدان عديدة، مجاورة منها ما هو كردستاني، أو سوري، أو يوناني، وهو عبارة عن تحد كبير حاولت تركيا، ومنذ تأسيسها، إلى ممارسة سياسة التتريك، والسبيل الذي نجحت فيه إلى حد بعيد، لكنه يظل نجاحاً غيرنهائي، موقوتاً، احتيالياً، لصوصياً، استعمارياً، أمام عدم إمكانها طمس التاريخ، و مكامن الشعور القومي الباطني" المدنمت" لدى أوساط هائلة، تنتظر لحظة تاريخية كبرى، لتعود إلى أرومتها، وإن كان الغرق من قبل أوساط هائلة من هؤلاء في وضع الأمر الواقع هو أمر بدهي، ومعروف.
سايكولوجيا أردوغان، كما بشار الأسد، بحاجة إلى قراءات عميقة من قبل المعنيين، إذ إنه يبدو ممثلاً بارعاً في تأدية أدواره، قبل أن يكشفه على حقيقته انقلابه على نفسه بتدميرمدن كردية تعدها تركية من ضمن إطار خريطتها، بل وبعد الانقلاب العسكري عليه، وهو الذي يريد بعضهم وسمه ب" أنه لعبة" منه، أو من بطانته، إلا أنه كان حقيقياً، وجاء نتيجة تذمر من سياساته المتناقضة، وبأسف فإن كرد تركيا، وعلى ألسنة قيادات معروفة أعلنوا أنهم ضد الانقلاب، بالرغم من أن أحياء كاملة من مدن كردية كانت قد سويت بالأرض، وثمة أعداد كبيرة من الضحايا الكرد إما من استشهدوا على أيدي قواته، أو أنهم في سجونه، متذرعين بوهمية أنه: أفضل من سواه، باعتباره كسر بعض حالات الحصارعلى الكرد في تركيا، ليدفع بابتلاع الكرد في اتجاه آخر، ومن أجل ذوبان آخر، أوتيت ثماره في وقفة الكرد معه في استنبول وأنقرة باعتبار أن في كليهما ملايين الكرد الذين لم يشاركوا في الانقلاب، بل وقفوا مع أردوغان، كما سيقفون معه في كل محطة انتخابية، لاحقة، حتى يحظى بكل هذا الصعود، باعتباره لايستطيع الفوز في الانتخابات من دون الرصيد الدائمي من الكرد، وهم في أكثرهم من ضحايا قناعاتهم الدينية، بعد أن روج في أوساطهم أنهم ولي الله على الأرض!
حقيقة، إن سياسات أردغان فاشلة، ومن حق من حوله تقديمه للمحاكمات، فهو من كان وراء إعادة آلاف الشباب الكردي في سوريا إلى مهادهم، من قنديل، بل إن هؤلاء وسواهم من أمثالهم- ومنذ تأسيس القوة العسكرية للاتحاد الديمقراطي2012- وحتى لحظة احتلال عفرين، لم يقدموا على القيام بأي اعتداء على ما وراء الحدود التركية/ السورية، وفق الخريطة الموضوعة بين البلدين، وكانت تركيا محطة لمسؤولين رفيعي المستوى من قيادات الاتحاد الديمقراطي الذي أعلن غيرمرة عن إمكان تعاونه مع تركيا، وهو هنا، أمام أسئلة مواطنيه، بصدد تخبط مواقفه السياسية، تجاه هؤلاء، بل إنه لتتوافر لدى المعنيين من بين هؤلاء أسئلة أكثر إحراجاً، بهذا الصدد، ليس مكان التكهن بها، في هذا المقام..!
كان في مقدور أردوغان أن يواصل تقديم نفسه كسياسي تركي، قادر على أن يضع حلولاً مرضية للأطراف كلها، بعد أن قدم نفسه في عباءة الحرص، والترفع عن جراحات التاريخ، لاسيما بعد تدخلات الرئيس مسعود بارزاني، من أجل أكثر من ملف يتعلق بكردستان تركيا، ومن بينها ما يتعلق بحالة قائد حزب العمال الكردستاني السيد عبدالله أوجلان، وتم الإعلان عن الكثير من التفاهمات، إلا أن العقل الكارثي، الباطني، الذي واربه، أبى إلا و أن يترجم رؤاه، وذلك بعيد استفتاء إقليم كردستان، إذ ارتفعت وحام ثقافة الكراهية لديه إلى أعلى مستوياته، و راح يعرض مكنوناته المكبوتة، ما أدى إلى ظهوره في حالة سعارية، منفلتة، حولته من حالته الوعلية، إلى ما بعد الذئبية، لأنه راح يتدخل في أمر بلد مجاور، لا شأن له به، وهو سلوك أزعر، لا يليق بمن هو موصوف ب" رئيس دولة" البتة!!!!؟
ولم تبق الأمور في حدود حشر انفه في ملف الاستقلال، والحض على الحرب على الإقليم، وهو تدخل سافر في شؤون الجوار، وإنما راح يواصل ذلك في أكثرمن ساحة سورية، لاسيما في عفرين، إذ أعد حملة عسكرية بخبرة ولؤم الجيش الرابع في العالم، معتمداً على مرتزقة سوريين، مأجورين، ليدفع خسارات باهظة، قبل أن يستخدم الأسلحة المحرمة، والطيران، في وجه قوة عسكرية ناشئة، أعظم أسلحتها: إيمان مقاتليها، وراح يضع أمر هذا المكان في أيدي هؤلاء المرتزقة الذين يعيثون بطشاً وفساداً في عفرين، من خلال عمليات: خطف الرهائن، واغتيالهم، والاعتداء على كرامات الناس، وسرقة أرزاقهم، وحرق وقطع أشجارهم، مصدر معيشتهم الوحيد، بعدأن كان قد أوعد بزعمه: مهمتنا في عفرين هي" تحريرها" من أيدي" ال" ب ي د"، وقد بدت كذبته الكبرى أمام العالم، بعد سنة ونصف من احتلال عفرين، إذ لم تتم إعادتها إلى ذويها، ماجعل أبناء هذا المكان يدركون مدى شساعة الفرق بين: استبداد مكاني، واحتلال مجرم!
لا بد لمن يتابع تفاصيل سير الحرب على كردستان سوريا، في محطة مابعد عفرين، أن يتذكر أن أردوغان بات يعلن عن الاجتياح، منذ أن كان مجرد أحلام يقظة في ذاته، من جهة، وراح يحث الخطى للإسراع في الإقدام عليه، من جهة أخرى، وذلك بتقديم الأوراق المطلوبة للموافقة الدولية، من قبل روسيا-أمريكا-إيران، وهونفسه ماكان قد قام به، على امتداد سنوات، قبيل الحرب على عفرين، واحتلالها، إذ إنه كان يطلق- بالونات اختباره- يجس نبض العالم، وهو من عداد سايكولوجية الجبان، كما كان يشيرهتلر إلى ذلك، من خلال حديثه عن القائد الناجح الذي يترك أمرإعلان معركته، أو حربه، سراً خاصاً لديه، وهذا ما يتضح كثيراً من خلال معرفة الخسائر التي ألحقت بجيشه، ومرتزقته، في كل مرة، بما لا يدع مجالاً للشك بأن أي انتصار يسجله جيشه، فهو ليس نتاج قدراته، بل إن الكردي ليجابه تواطؤاً أممياً، في كل مرة، ناهيك عن أن استخدام الطيران المتطور بأنواعه، والأسلحة مابعد الحداثية، في حربه، تقزم من شأن أي انتصارقد يسجله.
إن أردوغان الذي راح يقلد الطاغية صدام حسين، في الالتقاء بالناس، بعد تمشيط الأمكنة، وهوما دأب عليه بشار الأسد، مرات كثيرة، في ظروف الحراسة، بالغة التشديد، إنما كل ذلك هوتعويض عن حقيقة حالة الجبن التي يعيشها، هو، بل الثلاثة، وأمثالهم. هذه الحالة التي ماعادت تتوافر للطاغية أردوغان- في تصوري- بشروطها السابقة، بعد أن دمر بعض مدن خريطة تركيا، وبعد أن أقدم على حروب خاسرة، في عمقها، وإن كانت تظهره كمنتصر، لأن الأمكنة السورية التي يحتلها، لابد من أن تعود إلى خريطة أصحاب المكان، وأن إجراءاته على صعيد محاولات التغييرالديمغرافي لم تعد تصمد، لأنها تتم أمام أعين العالم برمته، إن عاجلاً أو آجلاً، ناهيك عن أمر جد مهم، ألاوهو أن حالة الرهاب من البشر، ستتفاقم معه، لاسيما بعد أن غدا مجرماً، حتى لدى مواطنيه: الأتراك، بعد المجازر والتصفيات التي ارتكبها، من أجل مجرد كرسي، كما حالة الطاغية الأسد.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماقبل ساعة الصفر شخصية أردوغان أسود وأسود!!
- قبل ربع قرن هكذا كنا نحاول مواجهة تزويرالتاريخ ومحو الهوية ا ...
- عن وثيقة التقدمي والوحدة دعوة لقراءة نقدية واعية
- الشاعر وحيداً في مواجهة الغول: عن أمجد ناصر الآن..!
- في فضاء الاحتفال بسيد الفنون: دورة زمن الشعر تتواصل
- في يوم المسرح العالمي أنا والمسرح: أحلام مجهضة..!
- لقاء مع الكاتب والناشط الحقوقي إبراهيم يوسف حاورته: همرين حا ...
- رسالة إلى فنانينا- المغنين- الكرد..! نحو نوروز 2020 من دون ا ...
- الثورة والحرب في سوريا على أبواب سنتهما التاسعة:ألسنة نيران ...
- الأحلام “شيك” مفتوح برصيد لاينتهي يرى أن- الشعر أكثر من جسَّ ...
- عن دولة-مجمج-
- رسالتي إلى جلسة جمعية شاوشكا في قامشلي لقراءة روايتي شنكالنا ...
- من سلم مفاتيح عفرين إلى حفيد أرطغرل ؟
- المجلس الوطني الكردي آن الأوان لمراجعة نقدية شجاعة
- عفرين من الانسلاخ إلى السلخ
- الناقد والأديب القاص د. دريد يحي الخواجة في رسائله الواتسابي ...
- هذه القصص هذا القاص..!: مقدمة مجموعة - على ضفاف الخابور- للق ...
- دلجار سيدا: قيادة القطب الثالث في العالم* في الغياب الصاعق ل ...
- و صارلنا سجن كردي حكاية المعتقل الأسود في عفرين
- تدريبات على الدكتاتورية إلى الصديق نعمت داوود


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - ماقبل ساعة الصفر1 السعار الأردوغاني