أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - في أداء المترشّحين وأشكال عرض الذات














المزيد.....

في أداء المترشّحين وأشكال عرض الذات


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6371 - 2019 / 10 / 6 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهي تدخلات تسمح بالتعرّف على ملامح النائب المحتمل: اسمه وسنّه وهيأته وطريقة كلامه ومستوى إدراكه للشأن السياسيّ والعامّ... وبصرف النظر عن الاختلاف الواضح بين المترشّحين القدامى والمترشّحين الجدد، والمستوى الثقافي، والارتباك أمام الكاميرا من عدمه فإنّ التدخلات السريعة والمقتضبة توفّر مادة لا بأس بها لتقييم أداء هؤلاء الذين سيكون لهم دور في نحت صورة المجلس التشريعي القادم.

وينتبه المتأمل في طرق تعريف المترشحين/ات ببرامجهم وما ينوون القيام به في صورة فوزهم إلى مجموعة من الثغرات: أوّلا في مستوى فهم مهمّة النائب والدور الموكول إليه، وثانيا في تصوّر العمل داخل هذا الفضاء الذي يقتضي بالضرورة مراعاة موازين القوى المتحرّكة باستمرار، وعقد الائتلافات وغيرها.

فأغلب المتدّخلين يُشعرونك بأن لا دراية لهم بالاكراهات التي تُسيّج فعل النائب/ة ولا صلة لهم بالواقع المعيش المعقّد، والذي بات لا يحتمل مزيد إيهام المواطنين بأنّ «تحويل صفاقس الشمالية إلى ولاية وإعادة المستثمرين إلى المنطقة، وتحويلها إلى جنّة سياحية ممكن»، وهو وضع لا يمكن أن يتحمّل «تخصيص مشاريع للتشغيل والنهوض بالقطاع الفلاحي والصحيّ، والتعليمي...» فإلى متى يستمرّ المقبلون على العمل البرلماني في لعبة الإيهام بأنّهم يملكون بالفعل العصا السحريّة أو مصباح علاء الدين؟

أمّا ثالث هنة فتتصل بالقدرات التواصلية ، فعدد كبير من المترشحين/ات لا يعرفون فنّ التواصل مع الآخرين ومقتضيات البلاغة. فقد بدا لفئة منهم أنّ المُلحة مطلوبة لإغراء الجمهور فبات يقول «يا راكم كيف الرمانة من برة مليانة ومن داخل حلوة ومزيانة»، وظنّ البعض الآخر أنّ الإبداع هو في السجع: «يا لندرا ما زال عندنا صيودة ورجالنا موجودة ولا شباب الفايسبوك رقودة»، إنني أكذب في وطن يكذب، «الحمد لربّ مقتدر ... واللعنة نهديها طرّا للقلب المتحجّر». فهل المقام مقام عرض الذات وما تتميّز به من مهارات في السجع، والخطاب الإنشائي...

وتكمن رابع هنة في العمل على ترسيخ التمثلات الاجتماعية. فهمّ أحد المترشّحين «القضاء على العنوسة، والحدّ من نسب الطلاق» وغاية منى مترشحة هي أن تعرّف نفسها بأنّها «مرت فلان» وأمّ لولدين مكرّسة تبعيّة المرأة للرجل حتى في مجال الفعل السياسيّ مثبتة أنّ الأمومة أفضل مطيّة لضمان كسب الثقة في مقابل ترشّح العزباء، أو المطلقة أو الأرملة ،...

ولا يمكن أن نتغافل عن عدم وعي أغلب الذين أعادوا الترشح بالدروس المستخلصة من تجربة الانتخابات الرئاسية إذ لم يفهم هؤلاء أنّ الجماهير ملّت الوجوه «القديمة» ولم تعد ترى فيها إلاّ وجوها مصابة بداء النرجسية. فهي تتصوّر أنّ منصب النائب هو الذي سيمكّنها من استكمال حلمها الشخصيّ، وهي ترى أنّها قادرة بالفعل على مزيد العطاء دون أن تكلّف نفسها بالقيام بالمراجعات وتعمل على نبذ احتكار أي موقع. فمن فضائل الممارسات الديمقراطية منح الآخرين الفرصة للتدرّب على العمل النيابي، والإيمان بالتداول على المناصب.

ولا نرى أنّ هذا الأداء المختلّ والمحدود قابل للإصلاح من خلال الدورات التدريبية والخبرة التي ستتوفر في مسار العمل السياسي ذلك أنّ عدم تفعيل مبدإ المساءلة المشفوع بالمحاسبة قد أفضى إلى استسهال العمل البرلماني واعتباره مجرد وسيلة للارتقاء الاجتماعي وتغيير الموقع وتحقيق الامتيازات المادية فضلا عن تحصيل مكسب الحصانة . وطالما أنّ تمثلنا للعمل البرلماني تقليديّ يؤثر خدمة الذات والعائلة والعشيرة والحزب على خدمة الشعب فإنّ الشخصيات الحاضرة في مجلس نواب الشعب طيلة هذه السنوات عجزت عن أن تتحوّل إلى أنموذج /قدوة قادرة على التأثير والارتقاء بالنقاش ولذا فإنّ العمل على تغيير أداء النائب لم يتبلور في ذهن الوافدين الجدد من المترشحين إذ ظلّ أغلب هؤلاء محكومين بمنطق القبيلة/الغنيمة.

وبما أنّ التدخلات المقتضبة والمواجهات التلفزية عرّت هذا الواقع فإنّنا نتوقّع أنّ المشهد البرلمانيّ سيكون هجينا وستهيمن فيه خطابات تنهل من بنية «الغريب - والعجيب» قد نستطرفها فنضحك ونسخر ولكن يبقى طعمها طعم مرارة الحنظل.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النسوان في قلب العمليّة الانتخابيّة
- ساعة الحسم
- الوصم السياسيّ: قراءة في سلوك الناخبين
- حيرة الناخبين
- أن تكوني سياسيّة في تونس2019
- أسئلة غير بريئة أطرحها في زمن ديمقراطية المشاعر
- هل يؤمن السياسيون بمبدإ التداول ؟
- جثث المهاجرين تفضح الصمت المخجل للفاعلين السياسيين
- محاولات ترسيخ «الأبوية السبسيّة»
- الجهاد بالوكالة
- حدث ومواقف أو انقسام التونسيين حول موت محمّد مرسي
- الأعمال الخيريّة في الدولة المدنيّة
- التونسيون والمسؤوليّة الاجتماعيّة
- «محتسبون»: في مواجهة الحريّات الفرديّة
- مستقبل تونس في المشاريع لا في الأشخاص
- القطيعة
- الجزائريات: في الصفوف الأماميّة
- الإرهاب وقاعدة الفرز
- ردود الفعل على انتهاك حقوق الولدان والأطفال
- الحركة النسائيّة التونسيّة والنقد الذاتيّ


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - في أداء المترشّحين وأشكال عرض الذات