أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي عبد العليم صبحي - الإخوان والإرهاب














المزيد.....

الإخوان والإرهاب


صبحي عبد العليم صبحي
باحث بالفكر الإسلامي المعاصر

(Sobhee Abdelalem)


الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 21:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتدت من الأحداث السياسية أنها تحمل أشياء أخرى خلف الكواليس، لذا فأي معطيات لا تكون كافية لبناء حكم – إن صح الحكم – لأنها لا تكون كاملة علي أي حال . والعالم العربي يشهد أحداثا سياسية عديدة وأزمات طاحنة ودماء تسال كل يوم، ونحاول التحليل وفقا لاستقراء الواقع وتفنيده، وفقا لرؤيتي الخاصة أن الواقع هو المقياس الفعلي لكل شيء.
و الشارع المصري كل يوم يبكي علي فقيد من أبنائه، ويظل السؤال عن المستفيد، قائم داخل ذهن المواطن المصري، خاصة أن طبيعة التنظيمات المسلحة – كونها تنظيمات غير قانونية – تعمل في الخفاء. لكن ما يقدمه الواقع وظَهر واضحا عند تولي أحد تيارات الإسلام السياسي السلطة ( والسلطة أداة جيدة لمعرفة حقيقة الفرد، فلم يعد هناك ما يخاف منه أو ما يجعله يظهر خلاف ما في داخله )، أن التنظيم الإخواني يري في نفسه أحقية الحكم هو فقط، بل الأشد من هذا يري في نفسه حق خلع صفة الإيمان من شخص وإضفاءها علي شخص آخر، فيصبح كل من يوالي التنظيم هي في زمرة المؤمنين " مالكي الجنة " و" القابضين علي مفاتيح النار"، ومن يرفض الانصياع لأوامر التنظيم ونواهيه، التي تتخذ شكل الأمر والنهي الإلهيين، يكون خارجا عن الدين الصحيح مستباح ماله وعرضه ودمه. وتجلي هذا في العديد من الخطابات الإخوانية، ولعل أكثرها وضوحا وأشدها أهمية خطاب المخلوع (محمد مرسي) إلي الشعب ومناداته بأهلي وعشيرتي، وهو يتحدث كرئيس دولة وليس كعضو في التنظيم أو الحزب، مما يعني انه يري أن الشعب هم فقط ما يسميهم أهله وعشيرته، ومن لا ينتمي الي أهله وعشيرته هم أشخاص لا يدخلون في هذا الشعب، هم مجموعة من الخارجين الغير معترف بأهليتهم في شيء، والغير مؤهلين حتي لاختيار الحاكم، وليس لانجاب حاكم من بينهم .
وفقا لهذه الرؤية التي يُثبتها التنظيم كل يوم، وتظهر بوضوح في اعتصامه في ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة محاولا لي ذراع الدولة، بعودة من يراه هو حاكما شرعيا ، غافلا تماما عن ما يراه أي فصيل سياسي أو أي مواطن أخر، بل الأدهى والأمر من هذا حصر كل من رفض اتجاههم ونظريتهم ولم يؤيدهم اعتبروه مؤيد للصهاينة ( علي حد قولهم )خائن لعهد الله خارجا عن الدين. وينبع هذا من نظرتهم إلى أنفسهم باعتبارهم الفئة المختارة، الموكلة بمعرفة هذا الدين وحمايته، فهم مالكي الحقيقة والموكلين بحمايتها. وهذا ما يجعل خطابهم يخرج كخطاب الهي، فضلا عن محاولاتهم لتماهي صورتهم مع الدين، داخل أذهان العامة، ليقترن التنظيم بالدين، ويتجلى هذا في شعارهم " الإسلام هو الحل " ، باعتبارهم هم مالكي الإسلام والحاملين لرايته، وما عداهم في زمرة اليهود( علي حد قولهم) . ولا ادل علي ذلك، ما يحدث مع أي خلاف سياسي مع أي فرد من الأفراد، فيحاولون إثبات انتماءه إلى الطائفة اليهودية بحجج خارجة عن أي منطق، دون الانتباه إلى أن المشكلة سياسية وليست دينية .
فضلا عن هذا اعتبارهم لتنفيذ الأمر القضائي بفض الاعتصام من قبل قوات الأمن التابعة للسلطة التنفيذية( المعنية بتنفيذ الأمر القضائي )، جريمة يجب أن يعاقبوا عليها، كما انهم ينظرون إلي الأخذ بالثأر لقتلاهم – الذين يسكنون الجنة بطبيعة الحال – من المخالفين لهم( من تعاونوا ضدهم) فريضة دينية، باعتبارها جهاداً في سبيل الله.
ولا مفر من السؤال عن هذه الجهة التي يكون الجهاد ضدها ، والإجابة عادة تكون مِن ظالميهم، الذين لم يقفوا إلي جانبهم، دون الانتباه إلي أن الشعب بكامله قد لفظهم في فترة حكمهم ورفض الانحياز لهم، ولعل هذا نابع من نظرتهم للشعب باعتباره قاصرا عاجز والتعالي عليه الذي ظهر في مواطن عديدة، عوضا عن هذا فالشعب قد سأم الحديث باسم الدين واضحي يستهجنه خاصة من هذا التنظيم الذي فقد مصداقيته في الشارع المصري. إذن فالجهاد ضد الشعب بكامله، وليس ضد فصيل محدد، فهم ينظرون إلي انفسهم باعتبارهم الفئة الوحيدة التي تستحق البقاء، وما عداها هم كافرين مستباح دمهم.
كل هذه الملابسات تجعل من التنظيم الإخواني هو المسئول الأول عن الأحداث الإرهابية والدماء التي تسال كل ليلة علي شاشات التلفاز وتدخل الحزن في كل بيت من بيوت الشعب المصري. وليس أدل علي ذلك من اعتراف احد أعضاء التنظيم علي المنصة في ميدان رابعة العدوية، بل محاولته الساذجة بمساومة الدولة، بأن صرح قائلا( الرئيس مرسي يرجع اللي في سينا هيقف ) وتظهر بعد ذلك محاولات تبريرية يعجز العقل عن قبولها وهضمها، كما اعتاد الشارع المصري من شباب التنظيم، التبرير الذي لا يعرف شيئا عن العقلانية أو المنطق .وتزداد العمليات الإرهابية، خاصة في المناسبات الرسمية والأعياد ، مما يعزز فكرة عدائهم للشعب، فضلا عن تلك البهجة التي تتلون بلون الشماتة أحيانا عند أي حادث إرهابي أو أي ازمه سياسية، ولوم السلطة السياسية مع مقارنة القيادة السياسية الراهنة بقيادة الإخوان، التي تبنت رؤي التنظيمات المسلحة، فضلا عن الحديث عن بعض التسهيلات التي قدمتها لتلك التنظيمات داخل الدولة. غافلين تماما أن سياسة الإخوان لم تتجاوز منطق القبيلة والعشيرة والجماعة، إلي المواطنة والدولة والتعايش والمشاركة، مما يجعلهم غير مؤهلين للمعايشة في الأجواء العالمية المعاصرة والفكر الدولي الحديث .
رحم الله كل مقتول بلا ذنب .



#صبحي_عبد_العليم_صبحي (هاشتاغ)       Sobhee_Abdelalem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم وقضايا المجتمع المصري
- التأله علي الله
- ذهنية الدفاع
- وأد البنات
- الإلحاد في المجتمعات العربية
- ثقافة إمتلاك الحقيقة
- بلاد اضيق من الحلم
- اللغة العربية والعلوم المعاصرة
- الحب معني الوجود
- اللغة العربية والعلوم المعاصرة


المزيد.....




- -إلى أبي-.. أغنية من محمد إلى والده فضل شاكر بعد يوم من مثول ...
- موجة من الزيارات المتتالية.. هل يُراقب الرئيس الأمريكي رئيس ...
- بوتين يؤكد أن العقوبات الأمريكية -جدية- لكنها دون -تأثير كبي ...
- 4 قتلى بالغارات الإسرائيلية ولبنان يطالب بتفعيل الإشراف على ...
- ماذا وراء توسيع الغارات الإسرائيلية ونطاقها في لبنان؟
- مَن تاكايتشي التي تريد أن تكون -تاتشر اليابان-؟
- منظمة: تطهير قطاع غزة من المتفجرات يحتاج 30 عاما
- تطورات الشأن اللبناني.. غارات إسرائيلية وجهود دولية
- سائق سيارة أجرة تركي ينجو بأعجوبة من صخرة عملاقة متدحرجة
- روبيو من إسرائيل: الخطوات التالية في اتفاق غزة تُمثل أولوية ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي عبد العليم صبحي - الإخوان والإرهاب