أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صبحي عبد العليم صبحي - اللغة العربية والعلوم المعاصرة














المزيد.....

اللغة العربية والعلوم المعاصرة


صبحي عبد العليم صبحي
باحث بالفكر الإسلامي المعاصر

(Sobhee Abdelalem)


الحوار المتمدن-العدد: 6151 - 2019 / 2 / 20 - 19:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


إن المثقف الواعي يري أن التاريخ يسير من الاجتماع الي الانعزال والتفرد ، فتاريخ العلم كل يوم يفاجئنا بعلم جديد استقل عن باقي العلوم . فقديما كانت الفلسفة هي أم العلوم ، فتجب الفلسفة في تلك العصور كل العلوم الطبيعية والرياضية والهندسة والطب والعلوم الانسانية ايضا . وفي مستهل ميلاد الحضارة العربية اضحى العرب يترجمون التراث الفلسفي اليوناني عن اللغة السريانية ، ثم إنتقلوا للترجمة من اللغة اليونانية مباشرةً . فأضحي التراث المعرفي للإنسانية باللغة العربية مما جعل اللغة العربية لغة الثقافة والعلوم في هذا العصر – وهو القرن الرابع الهجري – والذي إتسم بالتنوع الثقافي، والتعدد المذهبي الذي يؤدي بطبيعة الحال الي غزارة الإنتاج الفكري . إلا أن حدثت قطيعة عن ذلك العصر , فوقفت اللغة العربية مكتوفة الأيدي أمام العلوم المعاصرة ، بل إنها تقهقهرت الي الخلف لتقف خلف العلوم المعاصرة ، عاجزة عن إنتاج مصطلحات تعبر عن تلك العلوم أو تساهم في بنائها وتطورها ، فهناك العديد من المفاهيم في العلوم المعاصرة التي تعجز اللغة العربية عن إنتاج مصطلحات لها تحايث المصطلحات الاجنبية ( بلغة المنتجين لتلك العلوم) , مما يزيد من صعوبة عملية الترجمة ومحاولة اللحاق بالتراث الإنساني والحضاري والالتقاء الثقافي والتنوع الفكري ، لانه بطبيعة الحال يجعل الناطقين بالعربية والكاتبين بها منغلقين علي انفسهم خاضعين للأطر المحدودة التي تفرضها اللغة – التي لم تعد قادرة علي مواكبة علوم العصر – ويزيد من أزمة فهم الأخر والالتقاء المعرفي .
وهذا العجز ليس قابعا في اللغة ذاتها ، فما اللغة سوي وعاء للفكر علي حد قول الفيلسوف الالماني هيجيل ، فتلك اللغة عينها كانت مسيطرة علي العلوم في عصر من العصور ، وإنما يعني ان الإنتاج المعرفي للمتحدثين بتلك اللغة لا يساهم في الحضارة المعاصرة ولا في العلوم وتطورها بمثقال ذرة ، بل إنه لا يستطيع فهم تلك العلوم والولوج بها لينتج مصطلحات لتلك المفاهيم الجديدة التي تطرحها العلوم الانسانية والطبيعية والرياضية .. إلخ كل يوم علي الساحة العلمية والفكرية ، مما يعني اأن الإنتاج المعرفي للناطقين بالعربية يدور في حلقة مفرغة لا يأتي بجديد . فهو ينحصر في أطر إثبات الهوية المفتقده كونه اضحي لا يمثل أهمية للعالم سوي انه يعتبر أكبر سوقا مستهلكة للإنتاج الغربي ، سواء علي المستوي المعرفي ( الإبستمولوجي ) أو المستوي الأداتي ( التكنولوجي ) . مما يجعل البحث العلمي المعاصر للناطقين بتلك اللغة ينصب علي دراسة تاريخ التراث العربي لمحاولة إثبات جدارة تلك العقلية بالقيادة والإنتاج المعرفي ، ومحاولة إثبات أن الحضارات الغربية ما هي إلا نتاج إستخدام العلوم العربية التي أنتجها العلماء والمفكرين العرب في القرون الماضية . مما جعلها تغفل عن تحديات العصر وتتقهقر الي الخلف وتنظر الي الماضي كونه يمثل حقيقتها الثقافية فيرددون ( أن العرب هم صناع الحضارة في قديم الزمان )، والحاضر كونه مزيفا لتلك الحقيقة وتحاول الهروب والتنصل منه ( بأن المنتجين للثقافة في العصور الماضية هم العرب ، وليس العرب العاجزين عن كل شيء في هذا العصر - سوي الإستهلاك – بطبيعة الحال الممثلين للعروبة والعرب )، وتغفل تماما عن المستقبل ، مما يجعل محاولة رسم خارطة للمستقبل العربي أشبه بمحاولة سيزيف للصعود بالصخرة الي قمة الجبل ، محاولة عبثية شبه مستحيلة .



#صبحي_عبد_العليم_صبحي (هاشتاغ)       Sobhee_Abdelalem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب معني الوجود
- اللغة العربية والعلوم المعاصرة


المزيد.....




- ما هي خلفية الأزمة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر؟
- المرصد السوري: السويداء أفرغت من سكانها
- من هم العشائر في السويداء؟
- سفير أميركا بتركيا: إسرائيل وسوريا تتوصلان لوقف إطلاق النار ...
- سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي
- استطلاع: غالبية الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل شاملة وإنهاء ...
- رويترز: الكونغو ستوقع بالدوحة اتفاق لإنهاء القتال مع المتمرد ...
- أنغام تفتتح مهرجان العلمين بعد تجاوز أزمتها الصحية
- صاروخ يمني يربك إسرائيل: تعليق الملاحة في مطار -بن غوريون- و ...
- الأمين العام لحزب الله يُحذّر من -ثلاث مخاطر- ويؤكد: جاهزون ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صبحي عبد العليم صبحي - اللغة العربية والعلوم المعاصرة