أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عبد الحميد - المعارضة الإعلامية السورية – بين الوهم والواقع















المزيد.....

المعارضة الإعلامية السورية – بين الوهم والواقع


سامر عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثل أية مهنة أخرى، فإنه على المشتغلين بالسياسة أن يحملوا دوما في أيديهم ميزانا يقيسون به مقدار الربح والخسارة في أية خطوة سياسة يقدمون عليها، أو يحاولون القيام بها!.
وإحدى بديهيات العمل السياسي أيضا، والتي يتعرف عليها السياسي بخبرته، هي ألا يقول المرء دائما، وفي مختلف الظروف، ما يعتقد به، وإنما أن يقول ما ينبغي أن يقال!.

موازين القوة هي التي تحدد ما ينبغي أن يقال، والواقع الملموس هو الذي يحدد الخطوة التالية، ومقاومة المخرز بالعين، هي غباء وحماقة سياسيين، وليست التزاماً بالمبادئ على الإطلاق.

وعلى هذه المقدمة نبني، أن على المعارضة السورية أن تعرف حجمها وحدودها جيدا قبل أن تتنطح لمهام هي أكبر بكثير مما يمكن لعودها الطري أن يتحمله.
النظام السوري القوي، هو الذي يحدد تخوم اللعبة السياسية، وعلى المعارضة، مجبرة، أن تجيد اللعب داخل هذه التخوم.

لا يمكن الحصول على مساحات أكبر من الحرية بفضل تضحيات المناضلين فقط، وانتحاراتهم.
وعندما تكون قوة الطرفين متكافئة، يمكن عندها للاعبين معا أن يحددا شروط اللعبة.

الموجة الأخيرة من الاعتقالات في سوريا ليست بسبب سفالة الأجهزة الأمنية فقط، وإنما بسبب تجاوز الكيلو والجاموس وغيرهما قواعد اللعبة التي فرضها اللاعب الأكبر..السلطة.
كان بامكانهم رفض الدعوة إلى ساحة الصراع، إن لم تعجبهم الشروط.لكن الوهم بأن لهم رب يحميهم، كسر ظهرهم...وظهرنا!!.

في مشهد لا يحتاج إلى تعليق، وبحضور أقل، من عشرة أشخاص بينهم بعض المصورين ومندوب عن قناة الجزيرة، أعلن منذ أيام، ما يسمى حزب العدالة والبناء(!)عن انطلاقة نشاطه المعارض من لندن، ضد النظام السوري.
وجهاء هذا الحزب، والذي هو بالمناسبة من سلالة الإخوان المسلمين، لم يجدوا غضاضة أو حرج في طرح شعاراتهم وقضاياهم ومهامهم الكبيرة جدا أمام هذا العدد الضئيل من الحضور المعارض.ولم يروا أن الموقف كان بالفعل كاريكاتوريا، مضحكا ومبكيا في آن معا!.
وهذا الموقف الكاريكاتوري الذي ظهر فيه الحزب الوليد، يجعلنا نضع أكثر من علامة استفهام حول قدرة المعارضة السورية عامة، بكافة تلاوينها وأطيافها، والمعارضة الخارجية خاصة، على الاستفادة من الانفتاح الإعلامي الهائل، الذي وفره التطور الحاصل في وسائل الإعلام والاتصالات...
ولعل أحد أهم منجزات العولمة، أنها أتاحت لمختلف القوى والفعاليات فرصا إعلامية حقيقية لإبراز نشاطها، والإدلاء بما يحلو لها من آراء، وما تعتنقه من أفكار.
غير أن هذا التطور السريع في وسائل الإعلام والاتصالات يمكن النظر إليه على أنه سلاح ذو حدين إن لم يتم استعماله من قبل البعض استعمالا حقيقيا وخلاقا.

وهذا ما يحصل تماما مع المعارضة السورية، التي تحاول جاهدة الإفلات من الحصار المضروب عليها من قبل الإعلام الرسمي السوري، فتلجأ إلى الإعلان عن نشاطاتها المتواضعة عبر وسائل إعلام أخرى كقناة الجزيرة مثلا.
ومن تابع سلسلة اللقاءات والنشاطات والندوات المعارضة التي بثتها بعض القنوات الفضائية في الفترة الأخيرة، لابد أنه شعر ببعض الحرج من ضآلة الحضور المعارض الذين طالما أكدنا بأنهم يتجاوزون عشرات الألوف ممن ينتشرون في طول أوروبا وعرض أمريكا‍.
فمن لقاءات باريس ومعهد اسبن الشهير، إلى مؤتمر الإعلان عن ولادة جبهة الخلاص بقيادة الخدام والبيانوني، مرورا باللقاء مع القيادي الكبير فاتح جاموس، وصولا إلى الإعلان عن بدء نشاط حزب العدالة والبناء(!)، إلى آخره من هذه اللقاءات والندوات التي تعقد بعيدا عن سلطة المخابرات السورية وبطشها، فإن أول ما يلحظه المشاهد هو تكرار نفس الوجوه الحاضرة، وسماع نفس الكلمات.والغياب الواضح لجمهور المعارضة!.
وهكذا وأمام القدرة المدهشة للمعارضة السورية على استخدام وسائل الإعلام المتاحة أمامها لفضح نفسها، وإظهار مدى ضآلة حجمها، فإنه لا يسع المتابعين والمهتمين بشؤون الساحة السورية إلا أن يضربوا كفا بكف، لما آل إليه حال المعارضة السورية من ضعف وتقزيم(ظاهريين)، لدرجة أن وصفها أحدهم بأن عدد أفراد هذه المعارضة مجتمعة لا تملأ نصف جناح في سجن صيدنايا الشهير، الذي كان ممتلئا عن بكرة أبيه في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، حين كان البطش السلطوي على أشده، وحين لم تكن المعارضة السورية تملك أية إمكانية إعلامية لفضح نفسها كما يحصل اليوم!.
ونحن إذ نثمن، أي نشاط معارض لقوانين الطوارئ، وغياب الحريات، واحتكار السلطة.
ومع احترامنا العميق لنضالات العديد من الشخصيات الوطنية المعارضة وتاريخها كالمناضل فاتح جاموس، وعدم شكنا بصدق نواياها وتوجهاتها.
فإننا نرى بأن النشاط المعارض هذه الأيام، وعلى مختلف الجبهات خصوصا الإعلامية منها، لا يتناسب مع دقة وحساسية هذه الفترة التي يمر فيها النظام السوري، كما الوطن، بأكثر من مأزق، بل على العكس نرى بأن هذا النشاط العشوائي وغير المدروس يقدم خدمة جلى للنظام الذي طالما تشدق (بدون وجه حق)، بأن المعارضة الوطنية والديموقراطية لسلطته لا تتجاوز أصابع اليدين، وبأن الشعب بكافة أطيافه ملتف حول قيادته التاريخية.
ومنه فإنه يمكننا أن ندرك مدى قدرة النظام على إلحاق الأذى بفاتح جاموس مثلا، والذي قد يدفع ضريبة باهظة لا تتناسب أبدا مع المردود الحاصل من لقاءاته وجولاته الأوروبية، في حين كان يمكنه وبدون ثمن يذكر، أن يجمع حوله أضعاف هذا العدد ممن حضروا لقاءاته الأوروبية، في بلده وفي أية سهرة عادية لا تأخذ بالضرورة طابع العمل التنظيمي أو السياسي، وبدون أن يثير حفيظة السلطة.
ومنه أيضا، ومع ما تثيره هذه المعارضة على ضآلتها الإعلامية، من أوهام حول قرب سقوط النظام السوري، مدفوعة برغبتها وتعجلها للتخلص من ثقل واستبداد هذا النظام، فإننا نلاحظ اختلاطا واضحا للمهام المنوطة بالمعارضة في ظل الظروف الموضوعية الحالية، وعدم تحديد للتخوم بين مختلف أطياف المعارضة، والتي تظهر بنسيج مزركش متنافر الألوان.مما يجعل المواطن البسيط في حيرة من أمره، هل يؤيد معارضة خدام والبيانوني وحلفهما الطائفي، وغير الجدير بالثقة، أم ينتظر الخلاص من أمثال الغادري ورفعت الأسد...أم يتعاطف مع الوطنيين والديموقراطيين الحقيقيين أمثال الجاموس والكيلو وجماعة إعلان دمشق ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني الأهلية...
وحين يعلن البعض وبطريقة متعجلة جدا بأن مهمة المعارضة الراهنة هي إسقاط النظام السوري، فإنهم يضعون أنفسهم فورا في فوهة المدفع، كما يضعون الوسط السياسي الديموقراطي ككل، في مواجهة غير متكافئة بالمطلق مع السلطة المتحكمة بكافة مفاتيح القوة، مع ما يتطلبه ذلك من دفع أثمان باهظة من سجن ونفي وتشريد وملاحقة، وفي ظروف يعتبر فيها أن عقد اجتماع ناجح لمناقشة قضايا بسيطة تهم المواطن العادي إنجازا عظيما إن حضره عشرون شخصا..مثلا!!.
وهكذا فإننا مضطرون رغما عنا أن نستنتج بأن النشاط الإعلامي المعارض(من الإدلاء بتصريحات، إلى إصدار البيانات..الخ)، قد قام مؤخراً بدور بالغ الخطورة في الإساءة إلى المعارضة الحقيقية(الكامنة)، المغيبة قسريا عن وسائل الإعلام، نتيجة لعوامل شتى سنأتي على ذكرها في مقام آخر، أهمها دخول بعض المتطفلين والطارئين على العمل السياسي، وادعاء البعض الحق الإلهي بقيادة المعارضة، وبحث البعض الآخر عن النجومية والمصالح الشخصية الضيقة جدا...الخ.

في الخاتمة فإنه لا يسعنا سوى أن ننظر بمزيج من الإعجاب الشديد والحسد، إلى القدرة المدهشة للفنانة هيفاء وهبي على حشد الألوف المؤلفة من جماهير شعبنا الأبي لتحدثه عن مشاكله المصيرية وعلى رأسها....الواوا!!!!!!.



#سامر_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ فيصل..المعاكس !!
- عن خدّام وجبهة بروكسل
- الحلقة القادمة من حلقات البحث عن الحقيقة
- بين خبز المواطن وديموقراطية المعارضة السورية
- التقرير الثاني، وبداية الضغوط الجدّية على سوريا
- الجمهور المصري -عايز كدة!
- الشعب السوري بين نارين
- لامصلحة لأمريكا بسقوط النظام السوري !
- الواوي والمنجل..وأسعار السيارات !!
- كيف وضع النظام السوري نفسه في قفص الاتهام
- يكون الشعب،أو لايكون!
- ليس كل البعثيين،بعثيين!!
- ناطق مانطقش حاجة !!
- مؤتمر البعث:إصلاحات إقتصادية فقط !!
- دعوة للتحالف بين التيار الاصلاحي في النظام السوري والمعارضة
- الشعوب العربية العظيمة...ليست عظيمة!
- بين الأخوان والأمن السياسي،ضاع منتدى-الأتاسي-!
- سوريا،بين الاصلاح والعبث الأمني
- أيها السوريون:احذروا الأفعى الأخوانية!!
- عن أسباب(تدليع)السلطة السورية لمعارضتها الوطنية!!


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عبد الحميد - المعارضة الإعلامية السورية – بين الوهم والواقع