أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر عبد الحميد - التقرير الثاني، وبداية الضغوط الجدّية على سوريا














المزيد.....

التقرير الثاني، وبداية الضغوط الجدّية على سوريا


سامر عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1396 - 2005 / 12 / 11 - 09:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أيام قليلة تفصلنا عن إصدار "الطبعة الثانية"،والمنقّحة من تقرير اللجنة الدولية المكلفة بالتحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق "رفيق الحريري".
وكما هو متوقع،فإن السيد "ميليس" رئيس اللجنة سيقوم بتجديد التأكيد على عدم التعاون السوري "الكامل" معه.إضافة للتلويح،كما فعل في تقريره الأول،بامتلاك اللجنة لأدلة "مستترة"،تؤكد تورط بعض الرموز الأمنية العليا للنظام بجريمة الاغتيال!.

وبصدور التقرير الثاني،تكون الجولة الأولى من الحرب المعلنة من قبل الـ"شرعية الدولية" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية،ضد النظام السوري،قد انتهت.
وبانتظار ما سيتمخض عنه تقرير "ميليس" الجديد،فإنه يمكننا الاعتقاد بأن النظام السوري قد استطاع التملّص مؤقتاً من ضغوط الجولة الأولى ،خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار الاختلال الكاسح بموازين القوى لصالح التحالف الباحث عن "الحقيقة"!!.
وللمفارقة!،فإن أول ضحايا هذه المعركة التي كان يقودها "ميليس"،هو "ميليس" نفسه!،الذي فاجأ الجميع بإعلانه عن تنحيه عن منصبه بعد صدور التقرير القادم.

ولقد لعبت "البروباغندا"السورية بالتأكيد دوراً كبيراً في الضغط على "ميليس"،وتشويه صورته،والمس بشكل أو بآخر بنزاهته.
كما استطاع الإعلام السوري توظيف براعته الديماغوجية المعروفة في تفكيك الألغام التي نثرتها لجنة التحقيق في طريق النظام ،والعمل على تشكيك الرأي العام بمصداقية الشهود الذين بنى "ميليس" تقريره على إفاداتهم(الصدّيق،المقنّع هسام….).
إضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بتسييس التقرير،وتدخل الولايات المتحدة بشؤون وتفاصيل مجرى التحقيق.وكذلك برغبة ألمانيا الابتعاد بنفسها وبمحققها عن "المستنقع القذر" الذي تدور فيه رحى معركة لا مصلحة لها فيها.

كما لعبت بعض الظروف الموضوعية أدواراً هامة في تحقيق "النصر "السوري على "ميليس" ، كالفضائح المتتالية للإدارة الأمريكية،وتدهور الوضع في العراق،وانهيار شعبية "بوش" إلى مستوى قياسي.كذلك أحداث الضواحي في فرنسا وهبوط شعبية" شيراك" أيضا،وهو الحليف القوي للرئيس الأمريكي في معركة الضغوط على النظام السوري المشاكس.
ولا ننسى في هذا المقام الدور الروسي الهام في الحد من العربدة الأمريكية.
كل هذا أدى كما نعرف إلى أن تتجاوز دمشق أولى مطبات ورطتها بنجاح.
غير أن مشوار الضغوطات الأمريكية لم يكد يبدأ بعد.
فالمصالح والأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة أكبر من أن يوقفها نصر صغير لنظام متمرد كالنظام السوري،وبالتالي فإن التوقعات تشير إلى مستوى أسخن للأحداث مع صدور التقرير الثاني،وبالتالي فإن من يراهن على انتصار نهائي للنظام السوري على "الإرادة الدولية"،وضمن المعطيات الحالية، لابد من أن يكون مراهنا على حصول معجزة…في عصر خال من المعجزات!.
لا يعني هذا بأن الحكومة السورية عاجزة عن التقليل من الآثار المدمرة الناتجة عن الضغوط الدولية.
لكن نجاحها متوقف بالضبط على حسن إدارتها لهذه الأزمة.بعنصريها:الخارجي والداخلي.
فعلى صعيد الخارج،لابد من الانحناء المؤقت والذكي للعواصف الأمريكية العاتية،ومحاولة الاستفادة بمهارة من نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة وبقية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن(روسيا،الصين،فرنسا..) ،والسعي الحثيث لفهم المتطلبات الأمريكية ومصالحها في المنطقة وبالتالي محاولة التأقلم معها بأقل قدر من الخسائر.كما عليها إيقاف التصعيد الإعلامي الموجه تجاه الاحتلال الأمريكي للعراق.ومحاولة تجنب افتعال أية أزمات إعلامية مع القوى اللبنانية وحكومتها.والإعلان عن الرغبة الصادقة في دفع عملية السلام دون شروط مسبقة…..
أما على صعيد الداخل،فإن المحور الرئيسي الذي ينبغي للحكومة السورية أن تعمل عليه لدرء المخاطر الداخلية،يتمثل في العمل الجاد والحاسم على تحسين أداء الاقتصاد،ومكافحة الفساد دون هوادة.ومحاولة تحسين مستوى المعيشة بشكل إسعافي عاجل.
إضافة إلى ضرورة العمل على تمتين الوحدة الوطنية تمتينا "حقيقيا"،عبر انفتاح كامل على القوى والأحزاب الوطنية،وإعطائها هامشا للحركة ،وتحميلها قسطا من مسؤولية مواجهة الضغوطات الخارجية.
كما أن إعلانا عن عفو عام عن السياسيين المعتقلين،وسرعة إصدار قانون للأحزاب،يمكن له في الفترة الحرجة القادمة أن يكون له رد فعل طيب ليس على صعيد الداخل فقط،وانما على صعيد الرأي العام العربي والدولي.وربما كان له أثر إيجابي نوعا ما على صعيد توجيه رسالة إيجابية لدول أوروبا وبالأخص فرنسا.
إذاً على الحكومة السورية إنجاز الكثير من متطلبات المرحلة وفي سرعة قياسية.
هذا إن أرادت إنقاذ النظام والشعب من الآثار الكارثية التي يمكن أن تنتج عن المواجهة الخطرة مع أعتى الإمبراطوريات التي عرفها التاريخ…وأقذرها!.



#سامر_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمهور المصري -عايز كدة!
- الشعب السوري بين نارين
- لامصلحة لأمريكا بسقوط النظام السوري !
- الواوي والمنجل..وأسعار السيارات !!
- كيف وضع النظام السوري نفسه في قفص الاتهام
- يكون الشعب،أو لايكون!
- ليس كل البعثيين،بعثيين!!
- ناطق مانطقش حاجة !!
- مؤتمر البعث:إصلاحات إقتصادية فقط !!
- دعوة للتحالف بين التيار الاصلاحي في النظام السوري والمعارضة
- الشعوب العربية العظيمة...ليست عظيمة!
- بين الأخوان والأمن السياسي،ضاع منتدى-الأتاسي-!
- سوريا،بين الاصلاح والعبث الأمني
- أيها السوريون:احذروا الأفعى الأخوانية!!
- عن أسباب(تدليع)السلطة السورية لمعارضتها الوطنية!!
- سوريا الضائعة بين ثوابت النظام وثوابت المعارضة!
- النزعات الديموقراطية(الطفولية)عند المعارضة اليسارية السورية
- المعارضة السورية والشائعات المغرضة
- الدرس اللبناني والمعارضة السورية
- لاأحد يريد الاصلاح في سوريا!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر عبد الحميد - التقرير الثاني، وبداية الضغوط الجدّية على سوريا