أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر عبد الحميد - ليس كل البعثيين،بعثيين!!














المزيد.....

ليس كل البعثيين،بعثيين!!


سامر عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1226 - 2005 / 6 / 12 - 03:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في السبعينات من القرن الماضي،كانت "موضة"كتابة التقارير لدى الرفاق البعثيين في سوريا تعتبر واجباً وطنياً،وحزبياً،قبل أن تكون وسيلة للايقاع بالخصوم ،أو سلاحاً لتصفية الحسابات.
كتابة التقارير التي كانت طقساً روتينياً معتاداً في الاجتماعات الحزبية،على مستوى الحلقات وما فوق،كانت تتضمن في العادة "تقييماً" للأشخاص المحيطين بالرفيق البعثي..مدرّسه..مديره في العمل..جاره..الخ.
فيكتب أحد الطلاب في تقريره مثلاً أن أستاذ الرياضيات (فلان الفلاني) هو "حيادي إيجابي".بينما أستاذ الفيزياء "حيادي سلبي"!!..طبعاً حسب تقدير الطالب البعثي لموقف أستاذه غير البعثي من السلطة!.
غير أن "واجب" كتابة التقارير،لم يكن موجهاً لتقييم غير البعثيين فقط،بل كان يتم من خلاله،وبشكل طبيعي،وبدون أن يتحسس أحد،تقييم الرفاق البعثيين لبعضهم البعض أيضاً!!.
فيكتب أحدهم مثلاً في تقريره المرفوع للقيادة،أن رفيقه في الحلقة(فلان) هو "قومي سوري"مثلاً،أو "شيوعي"،أو "أخوان مسلمون"!!.دون أن ينجم عن هذا التقييم أية تبعات مادية أو معنوية،تطال المقيم(بكسر الياء)،أو المقيم(بفتح الياء).
في بداية الثمانينات،ومع تصاعد أحداث العنف الدامية التي شهدتها البلاد،تغير الحال تماماً.
فقد أصبح الرفيق تعيس الحظ،الذي يكتب بحقه أي من التقارير الآنفة،بتعرض لقانون"الأمن الحزبي"الرهيب،والذي يوقع بالمتهمين بـ"الازدواجية التنظيمية"عقوبات شديدة!.
ولحسن الحظ،فإنه من بين التوصيات التي أقرها مؤتمر البعث الأخير(العاشر)،هو إلغاء هذا القانون،أو تعديله،أو ماشابه ذلك.

في ظل احتكار "حزب البعث"للسلطة،انتسبت أعداد متزايدة للحزب،بغية الاستفادة من الميزات التي كانت تقدم للحزبيين....تعيينات في وظائف الدولة...تأمين غرفة للطالب في المدينة الجامعية...علامات إضافية لطالب"الباكالوريا"..الخ.
وربما انتسب بعضهم للبعث كنوع من"التقية" إتّقاء لشرّ الأجهزة الأمنية.ولهذا السبب،وفي ظل الملاحقة الضارية من قبل السلطة لجماعة "الأخوان المسلمين"،فقد انتسبت أعداد غفيرة من أنصار ومؤيدي هذه الجماعة لحزب البعث،مؤجلة التعبير عن قناعاتها لأيام أفضل!.
وهكذا،فقد تحول الحزب مع الزمن من حزب عقائدي لايضم سوى المقتنعين بمبادئه،إلى "مؤسسة"من مؤسسات الدولة،تضم خليطاً عجيباً من أصحاب "العقائد" والقناعات الخاصة!!.
وحين يتبجح بعض الكتاب والرموز المحسوبين على السلطة،مثل(أحمد الحاج علي)أو(رياض نعسان آغا)،بأن حزب البعث هو حزب الملايين،وأنه لايمكن تجاوزه،فإن واقع الحال يقول بأنه ليست كل هذه الملايين بعثية!.
ومن هنا نرى بأنه إذا أرادت قيادة حزب البعث أن تعيد للحزب وجهه المشرق الأصيل،كما يكرر بعضهم،فإن أول ماينبغي عليهم فعله هو العمل على إلغاء المادة الثامنة من الدستور،والتي تجعل من البعث قائداً للدولة.وبالتالي إلغاء كافة الامتيازات الممنوحة للبعثيين.
وهذا للأسف مالم يناقشه المؤتمر الأخير.
لكن أخشى مانخشاه إن تم ذلك،أن نكتشف بعد الغربلة الطبيعية المفترضة للحزب،بأن الأكثرية الساحقة من البعثيين هم......أخوان مسلمون!!.



#سامر_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناطق مانطقش حاجة !!
- مؤتمر البعث:إصلاحات إقتصادية فقط !!
- دعوة للتحالف بين التيار الاصلاحي في النظام السوري والمعارضة
- الشعوب العربية العظيمة...ليست عظيمة!
- بين الأخوان والأمن السياسي،ضاع منتدى-الأتاسي-!
- سوريا،بين الاصلاح والعبث الأمني
- أيها السوريون:احذروا الأفعى الأخوانية!!
- عن أسباب(تدليع)السلطة السورية لمعارضتها الوطنية!!
- سوريا الضائعة بين ثوابت النظام وثوابت المعارضة!
- النزعات الديموقراطية(الطفولية)عند المعارضة اليسارية السورية
- المعارضة السورية والشائعات المغرضة
- الدرس اللبناني والمعارضة السورية
- لاأحد يريد الاصلاح في سوريا!


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر عبد الحميد - ليس كل البعثيين،بعثيين!!